دشتى
08-15-2003, 12:09 PM
السفير - ساطع نور الدين
صارت أخبار الاشتباكات والمداهمات والمطاردات في السعودية شبه يومية، وبات إطلاق النار في ضواحي الرياض وفي شوارعها الرئيسية حدثاً روتينياً: انه واحد من أهم الاختراقات الأميركية في الحرب على الإرهاب الإسلامي.
الصدام كان حتمياً بين السلطة السعودية وبين التيارات السلفية المتشددة حتى قبل هجمات 11 أيلول، نتيجة تضخم حجم ووزن ودور المؤسسة الدينية التي كانت تضخ سنوياً عشرات الآلاف من الشبان العاطلين عن العمل والباحثين عن قضية في المملكة.
لكن المواجهات الحالية الدائرة بين الامن السعودي وبين المطلوبين من خريجي تلك المؤسسة الذين انتشروا في مختلف بقاع الارض وحروبها الدينية، حتى وصلوا الى ضرب نيويورك وواشنطن، لم تعد توحي انها مجرد محطة عابرة يتوقف فيها الاسلاميون بين غزوة وأخرى، وتستنفر فيها السلطة السعودية على مجموعة وأخرى.
وكأن هناك قراراً سياسياً بتحويل السعودية وعاصمتها ومدنها الكبرى الى ساحة حرب مفتوحة، وبإعادة الصراع مع ذلك التيار الاسلامي الى ميدانه الاول... بعدما دمرت او حوصرت الميادين الاخرى عقب حرب افغانستان، ولم يبق امام الشبكات الملاحقة من قبل جميع اجهزة الامن في العالم سوى العودة الى ارض الحرمين.
حتى الآن لا تزال المواجهة تقتصر على الامن، وتتخذ شكل مبارزة مسلحة بين القوات السعودية وبين مجهولين فارين من وجه العدالة، لا يشكلون تنظيماً او تياراً او حالة سياسية، بل مجرد خلايا بعضها على صلة بشبكة القاعدة، وبعضها الآخر يعمل لحسابه الخاص، ويستمد زخمه من مرجعيات دينية متفاوتة في موقفها من الحكم ومشاريع تطويره وإصلاحه.
ويبدو ان هذه المواجهة المتواصلة انتجت دينامية خاصة بها، زادت من حجم التعبئة الامنية الرسمية من جهة، وفاقمت من جهة اخرى لجوء الاسلاميين الى حمل السلاح واستخدامه بسهولة، مما يساهم في اكتساب كلا الجانبين شعبية، وربما ايضاً شرعية اضافية، في ظل الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده السعودية هذه الايام.
وبقدر ما يزداد حماس الجانبين لخوض تلك المواجهة حتى النهاية، بقدر ما يبدو ان احداً في العالم كله، لا سيما في اميركا، لا يمانع في ان يحمي مدنه من خطر الاسلاميين، عبر حصر الصراع الامني داخل المدن السعودية... وفتح النقاش السياسي حول الهوية والوظيفة الاسلامية للحكم السعودي.
ما يدور في شوارع الرياض ليس وليد الصدفة، هو اشبه بظاهرة، لن تتأخر في التعبير عن نفسها سياسياً، على مستوى الحكم والخلايا السرية المسلحة.
صارت أخبار الاشتباكات والمداهمات والمطاردات في السعودية شبه يومية، وبات إطلاق النار في ضواحي الرياض وفي شوارعها الرئيسية حدثاً روتينياً: انه واحد من أهم الاختراقات الأميركية في الحرب على الإرهاب الإسلامي.
الصدام كان حتمياً بين السلطة السعودية وبين التيارات السلفية المتشددة حتى قبل هجمات 11 أيلول، نتيجة تضخم حجم ووزن ودور المؤسسة الدينية التي كانت تضخ سنوياً عشرات الآلاف من الشبان العاطلين عن العمل والباحثين عن قضية في المملكة.
لكن المواجهات الحالية الدائرة بين الامن السعودي وبين المطلوبين من خريجي تلك المؤسسة الذين انتشروا في مختلف بقاع الارض وحروبها الدينية، حتى وصلوا الى ضرب نيويورك وواشنطن، لم تعد توحي انها مجرد محطة عابرة يتوقف فيها الاسلاميون بين غزوة وأخرى، وتستنفر فيها السلطة السعودية على مجموعة وأخرى.
وكأن هناك قراراً سياسياً بتحويل السعودية وعاصمتها ومدنها الكبرى الى ساحة حرب مفتوحة، وبإعادة الصراع مع ذلك التيار الاسلامي الى ميدانه الاول... بعدما دمرت او حوصرت الميادين الاخرى عقب حرب افغانستان، ولم يبق امام الشبكات الملاحقة من قبل جميع اجهزة الامن في العالم سوى العودة الى ارض الحرمين.
حتى الآن لا تزال المواجهة تقتصر على الامن، وتتخذ شكل مبارزة مسلحة بين القوات السعودية وبين مجهولين فارين من وجه العدالة، لا يشكلون تنظيماً او تياراً او حالة سياسية، بل مجرد خلايا بعضها على صلة بشبكة القاعدة، وبعضها الآخر يعمل لحسابه الخاص، ويستمد زخمه من مرجعيات دينية متفاوتة في موقفها من الحكم ومشاريع تطويره وإصلاحه.
ويبدو ان هذه المواجهة المتواصلة انتجت دينامية خاصة بها، زادت من حجم التعبئة الامنية الرسمية من جهة، وفاقمت من جهة اخرى لجوء الاسلاميين الى حمل السلاح واستخدامه بسهولة، مما يساهم في اكتساب كلا الجانبين شعبية، وربما ايضاً شرعية اضافية، في ظل الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده السعودية هذه الايام.
وبقدر ما يزداد حماس الجانبين لخوض تلك المواجهة حتى النهاية، بقدر ما يبدو ان احداً في العالم كله، لا سيما في اميركا، لا يمانع في ان يحمي مدنه من خطر الاسلاميين، عبر حصر الصراع الامني داخل المدن السعودية... وفتح النقاش السياسي حول الهوية والوظيفة الاسلامية للحكم السعودي.
ما يدور في شوارع الرياض ليس وليد الصدفة، هو اشبه بظاهرة، لن تتأخر في التعبير عن نفسها سياسياً، على مستوى الحكم والخلايا السرية المسلحة.