المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تتحول الجماعات المتشددة إلى الانتحاريات؟



سلسبيل
11-17-2005, 07:40 AM
بقلم نيل أرون
بي بي سي نيوز


شوهدت نساء منقبات يرتدين السواد في حصار مسرح موسكو
غير أن عددا من الانتحاريات بدأن يشتركن في سلسلة من الهجمات والشروع في هجمات - في العراق، والأردن، والقسم الذي تديره الهند من كشمير - فيما بدأ يخرج عن النمط المألوف.

وبالنسبة للجماعات المتشددة الحديثة، فإن مزايا استخدام انتحاريات تتجاوز القيود التاريخية والتقليدية على انخراط النساء في مثل تلك العمليات.

فاحتمال اعتراض امرأة أقل بكثير من اعتراض رجل، والسبب أن المرأة عادة لا تنطبق عليها مواصفات الانتحاري.

والهجمات التي تنفذها نساء تكون مفاجئة أكثر وتثير الكثير من ردة الفعل عن الهجمات التي يقوم بها رجال.

كما أن العمليات اللاتي تنفذها انتحاريات تحظى بتغطية إعلامية أوسع، بما يعزز من المعركة الدعائية التي يقودها المتشددون.

والصدمة التي تحدثها هجمات تقوم بها نساء تعود لأسباب أخرى ليس أقلها أن المفترض أن المرأة تخرج منها الحياة وليس الموت.

أمهات وزوجات

كانت الصدمة بهذا القدر في الأردن حينما بث التلفزيون صور المرأة التي يزعم أنها انتحارية لم ينفجر حزامها الناسف.

غير أن ساجدة مبارك الرشاوي، التي قالت إنها كانت تأمل في الموت كما مات زوجها، وهو ما يزعم أنه مواطن عراقي فجر نفسه في فندق راديسون ساس في عمان الأسبوع الماضي، لم تكن أول امرأة تجندها القاعدة.

ففي سبتمبر/أيلول 2005 قتل ثمانية أشخاص في بلدة تلعفر العراقية على أيدي انتحارية قيل إن القاعدة أرسلتها.

ويقول روجر هاردي محلل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط إن استعانة التنظيم أحيانا بانتحاريات يأتي مغايرا لأفكار أغلب المنظرين الفكريين له، الذين يقولون إن أفضل خدمة يمكن أن تقدمها النساء للجهاد يكون من خلال الالتزام بما يراه التنظيم من واجبات للمرأة كأم وزوجة.

ويضيف أنه على هذا الأساس فإن انخراط النساء في هجمات القاعدة يرجح أنه سيبقى استثناء وليس قاعدة.

"الأرامل السود"

ولكن أماكن أخرى من العالم الإسلامي، تظهر حالات أكثر لنساء انتحاريات.

فقد تباهى القائد الشيشاني المتمرد شامل باساييف كثيرا بما يوصف بفرقة "الأرامل السود"، وهن النساء اللاتي قتل رجالهن على أيدي القوات الروسية.

وقد أصبحت صور نساء متمنطقات بأحزمة ناسفة ومنقبات بالسواد بحيث لا تظهر غير أعينهن، علامة بارزة للعمليات الدامية لاختطاف الرهائن التي نفذها المتمردون الشيشان في مدرسة بيسلان ومسرح موسكو.

وخلال أربعة أشهر من عام 2003 كانت ستة من سبعة هجمات انتحارية شيشانية من تنفيذ نساء.

ويثبت ذلك أن التقليد القومي لحركة التمرد الشيشاني استمر موجودا رغم استيراد الإسلام الوهابي الأكثر محافظة على أيدي المقاتلين العرب الذين قدموا للمنطقة.

"تعاطف مع الضحايا"

ويبدو أن الغضب من جراء فقدان أحباء خلال الصراع هو المصدر الرئيسي للتحفيز على قيام امرأة بهجوم انتحاري.

فقد تم أول تفجير انتحاري من تنفيذ فلسطينية في إسرائيل، على أيدي وفاء إدريس، وهي عاملة طبية تبلغ 28 عاما، ووقع الهجوم في يناير/كانون الثاني 2003.

ولاحقا قالت أمها إن الدافع وراء الهجوم الذي نفذته ابنتها كان على الأرجح "رؤيتها لكافة الجرحى الذين شاهدتهم في سيارات الإسعاف".

ويقول بعض العلماء الذين درسوا ظاهرة الهجمات الانتحارية إن الأمر ليس مستغربا - فالكثير من منفذي تلك الهجمات كان دافعهم أكثر هو تعاطفهم مع ضحايا ما يرون فيه ظلما أكثر منه كراهية الجانب الملام بارتكاب هذا الظلم.

وجهة نظر عالمية محافظة

لقد روج الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والتفجيرات الانتحارية شبه اليومية في العراق، لصورة الانتحاري على أنه رجل يدفعه إحساسه بالظلم تجاه الإسلام.

غير أن منفذي بعض أخطر التفجيرات الانتحارية لم يكونوا من الرجال ولم يكونوا مسلمين.

فمتمردو حركة نمو التاميل في سريلانكا استخدموا الانتحاريات النساء على نطاق واسع، وكان من أشهر الهجمات اغتيال رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي عام 1991.

ويقال إن الشابات، اللاتي لا يعلن أحدا، من بين أكثر من يتم اختيارهن للقيام بمهام انتحارية لخدمة نمور التاميل.

كما استخدمت حركات كردية متمردة في تركيا الانتحاريات.

ونمور التاميل، والجماعات التركية، تدفعها بالأساس قضايا قومية وليست دينية.

ومازال الخبراء غير متأكدين مما إذا كانت القاعدة ستستخدم المزيد من الانتحاريات، رغم أن النظرة السنية المتشددة للقاعدة تقصر عمل المرأة على المهام المنزلية.