مجاهدون
08-14-2003, 11:19 AM
قدوس .. قدوس
أحمد البغدادى
صورة المسجد التي نراها اليوم ليس لها أصل في الاسلام. وتعبدياً مسجد المسلم حيثما يسجد تصديقا للحديث النبوي (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً), ولم يعرف عن المسجد النبوي منارة ولاقبة, فهذه الاشكال الهندسية لا تتناسب مع بساطة أهل الصحراء ولا مع ثقافتهم اللغوية, ولذلك حين ننظر الى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة (وليس المقدسة) كما نرى حاليا على بعض اللوحات في السعودية, نجد بناء بسيطاً, مكعب دون اي تعقيد هندسي تسهل إعادة بنائه فيما لو حدث له حادث من سيل أو حريق كما هو مثبت في التاريخ الاسلامي, مع التحفظ اكاديمياً على هذا المصطلح.
وللاسف انه بسبب انعدام فن الرسم لدى العرب والمسلمين خلافا للحضارات الراقية في الفنون كاليونانية والفارسية والرومانية والمصرية, لا يوجد لدينا رسم للمسجد النبوي أو حتى مسجد الضرار الذي بناه المنافقون, بل وحتى المسجد الأموي الشهير أقيم على كنيسة يمكن ملاحظتها اليوم بكل سهولة لمن يزور دمشق.
كذلك الامر بالنسبة لوزارة الاوقاف التي لا اصل لها في الدين, فهي من بدع الحكام الذين صادروا الوقف وأخضعوه لسيطرة السلطة حتى لا يستقل رجل الدين عن السلطة, لأن هذا الاستقلال المادي هو السبيل الوحيد لرجل الدين لمقاومة السلطة الظالمة. واعتقد تاريخياً أن أصل هذا العمل ابتدعه محمد علي باشا الكبير, وأتمنى على المختصين بتاريخ مصر المملوكي أن يصححوا هذه المعلومة إذا كانت خطأ. بل ويمكن ان نضيف السبحة (المسباح) كبدعة ليس لها اصل في الدين الاسلامي لان التسبيح يكون بالاصابع حتى تشهد للمسلم يوم القيامة وفقاً للمعتقد الاسلامي.
لذلك فالقول ان وزارة الاوقاف لها قدسيتها الاجتماعية (كذا) والعقدية (وهذا مصطلح لا معنى له سوى العقد وليس العقيدة), ويتوج تلك القدسية مكانتها المرجعية المستمدة من ديننا الحنيف, كما ورد في احدى مقالات أحد اتباع التيار الديني, ليس سوى كلام فارغ لا معنى له, ويدل على جهل بالدين من جهة وضعف العلم من جهة اخرى, كما يدل على تفكير سقيم, لانه لا يوجد شيء له قدسية اجتماعية في الدين الاسلامي, وحتى الاسرة التي هي اهم بكثير من وزارة الاوقاف ليس لها قدسية اجتماعية, ولذلك استخدام هذا الاسلوب والوصف هو من لغو الكلام.
ولنسأل انفسنا سؤالا بسيطا, حيث ان كل الشواهد تدل على انعدام شيء اسمه وزارة اوقاف في عصر النبوة, ثم الخلافة الراشدة, ثم العصرين الاموي والعباسي, ولا احد يستطيع ان ينكر ان الدين كان بخير, والفقيه له مكانته الاجتماعية دون الحاجة الى وزارة, اذن ما الفائدة من وزارة لا تقدم اي خدمة حقيقية للناس, مع العلم القاطع انه لا يجوز دفع الاجر لمن يؤذن او يصلي بالناس لانه مما ابتدع في دين الله.
برغم كل الحقائق سالفة الذكر, سنساير الجهل والبدعة ونتعامل مع مصطلح القداسة الاجتماعية ولننظر في واقع هذه الوزارة, هل فعلا تمتلك هذه القداسة المزعومة? وسنقدم الادلة القاطعة ان هذه الوزارة لا تستحق حتى ان تكون جزءاً من الحياة الطبيعية للمسلمين. في كتيب الحج الذي تصدره الوزارة على شكل بروشور صلب, وقد تطرقت لذلك قبل سنوات, ورد ذكر حج العبد!! يعني هذه الوزارة لا تزال تؤمن بالرق والعبودية.
وقبل فترة كتب الاخ د. شملان العيسى عن ان المواقع الالكترونية للوزارة تضمنت فتاوى تكفير, وهذه الوزارة فيها من الصراع ما فيها بدليل ما فعله الوزير السلفي الحالي لوزارة العدل كما عرفنا وقرأنا عنه في الصحف, ولا يزال منصب وكيل الوزارة شاغراً بسبب هذا الصراع الذي لن يحسمه سوى مجلس الوزراء, كما يصدر عن هذه الوزارة الكثير من الكتيبات ذات المضمون الفارغ علميا, ومنها كتب بلغة تحريض, وقد كان للاخ احمد الصراف الفضل في فضح بعض هذه الكتيبات.
باختصار شديد الدول الغربية التي تحترم العقل والفكر لا تصرف على مثل هذه الخرابيط: وزارة اوقاف, حيث التعيينات والترقيات بالواسطة, ولجماعة الاخوان المسلمين تحديداً, وحيث قلة العلم والفهم بواقع الحياة .. ومن اللطيف ان سكان الفنطاس ما صدقوا ان ظهر منهم وزير حتى احتفلوا بذلك بشكل مضحك وكأنهم اخترعوا ما يفيد الناس, وكل القصة وزير تم اختياره لوزارة تقليدية ليس لها من القداسة الاجتماعية ولا حتى اي قداسة نصيب, لكن اذا وافق الوزير على هذا المصطلح سنطلق عليه اذن صاحب القداسة, بدلا من سعادة الوزير ونتمنى على مجلس الوزراء تبني هذا المصطلح لانه الانسب للوزارة المقدسة اجتماعيا.
أحمد البغدادى
صورة المسجد التي نراها اليوم ليس لها أصل في الاسلام. وتعبدياً مسجد المسلم حيثما يسجد تصديقا للحديث النبوي (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً), ولم يعرف عن المسجد النبوي منارة ولاقبة, فهذه الاشكال الهندسية لا تتناسب مع بساطة أهل الصحراء ولا مع ثقافتهم اللغوية, ولذلك حين ننظر الى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة (وليس المقدسة) كما نرى حاليا على بعض اللوحات في السعودية, نجد بناء بسيطاً, مكعب دون اي تعقيد هندسي تسهل إعادة بنائه فيما لو حدث له حادث من سيل أو حريق كما هو مثبت في التاريخ الاسلامي, مع التحفظ اكاديمياً على هذا المصطلح.
وللاسف انه بسبب انعدام فن الرسم لدى العرب والمسلمين خلافا للحضارات الراقية في الفنون كاليونانية والفارسية والرومانية والمصرية, لا يوجد لدينا رسم للمسجد النبوي أو حتى مسجد الضرار الذي بناه المنافقون, بل وحتى المسجد الأموي الشهير أقيم على كنيسة يمكن ملاحظتها اليوم بكل سهولة لمن يزور دمشق.
كذلك الامر بالنسبة لوزارة الاوقاف التي لا اصل لها في الدين, فهي من بدع الحكام الذين صادروا الوقف وأخضعوه لسيطرة السلطة حتى لا يستقل رجل الدين عن السلطة, لأن هذا الاستقلال المادي هو السبيل الوحيد لرجل الدين لمقاومة السلطة الظالمة. واعتقد تاريخياً أن أصل هذا العمل ابتدعه محمد علي باشا الكبير, وأتمنى على المختصين بتاريخ مصر المملوكي أن يصححوا هذه المعلومة إذا كانت خطأ. بل ويمكن ان نضيف السبحة (المسباح) كبدعة ليس لها اصل في الدين الاسلامي لان التسبيح يكون بالاصابع حتى تشهد للمسلم يوم القيامة وفقاً للمعتقد الاسلامي.
لذلك فالقول ان وزارة الاوقاف لها قدسيتها الاجتماعية (كذا) والعقدية (وهذا مصطلح لا معنى له سوى العقد وليس العقيدة), ويتوج تلك القدسية مكانتها المرجعية المستمدة من ديننا الحنيف, كما ورد في احدى مقالات أحد اتباع التيار الديني, ليس سوى كلام فارغ لا معنى له, ويدل على جهل بالدين من جهة وضعف العلم من جهة اخرى, كما يدل على تفكير سقيم, لانه لا يوجد شيء له قدسية اجتماعية في الدين الاسلامي, وحتى الاسرة التي هي اهم بكثير من وزارة الاوقاف ليس لها قدسية اجتماعية, ولذلك استخدام هذا الاسلوب والوصف هو من لغو الكلام.
ولنسأل انفسنا سؤالا بسيطا, حيث ان كل الشواهد تدل على انعدام شيء اسمه وزارة اوقاف في عصر النبوة, ثم الخلافة الراشدة, ثم العصرين الاموي والعباسي, ولا احد يستطيع ان ينكر ان الدين كان بخير, والفقيه له مكانته الاجتماعية دون الحاجة الى وزارة, اذن ما الفائدة من وزارة لا تقدم اي خدمة حقيقية للناس, مع العلم القاطع انه لا يجوز دفع الاجر لمن يؤذن او يصلي بالناس لانه مما ابتدع في دين الله.
برغم كل الحقائق سالفة الذكر, سنساير الجهل والبدعة ونتعامل مع مصطلح القداسة الاجتماعية ولننظر في واقع هذه الوزارة, هل فعلا تمتلك هذه القداسة المزعومة? وسنقدم الادلة القاطعة ان هذه الوزارة لا تستحق حتى ان تكون جزءاً من الحياة الطبيعية للمسلمين. في كتيب الحج الذي تصدره الوزارة على شكل بروشور صلب, وقد تطرقت لذلك قبل سنوات, ورد ذكر حج العبد!! يعني هذه الوزارة لا تزال تؤمن بالرق والعبودية.
وقبل فترة كتب الاخ د. شملان العيسى عن ان المواقع الالكترونية للوزارة تضمنت فتاوى تكفير, وهذه الوزارة فيها من الصراع ما فيها بدليل ما فعله الوزير السلفي الحالي لوزارة العدل كما عرفنا وقرأنا عنه في الصحف, ولا يزال منصب وكيل الوزارة شاغراً بسبب هذا الصراع الذي لن يحسمه سوى مجلس الوزراء, كما يصدر عن هذه الوزارة الكثير من الكتيبات ذات المضمون الفارغ علميا, ومنها كتب بلغة تحريض, وقد كان للاخ احمد الصراف الفضل في فضح بعض هذه الكتيبات.
باختصار شديد الدول الغربية التي تحترم العقل والفكر لا تصرف على مثل هذه الخرابيط: وزارة اوقاف, حيث التعيينات والترقيات بالواسطة, ولجماعة الاخوان المسلمين تحديداً, وحيث قلة العلم والفهم بواقع الحياة .. ومن اللطيف ان سكان الفنطاس ما صدقوا ان ظهر منهم وزير حتى احتفلوا بذلك بشكل مضحك وكأنهم اخترعوا ما يفيد الناس, وكل القصة وزير تم اختياره لوزارة تقليدية ليس لها من القداسة الاجتماعية ولا حتى اي قداسة نصيب, لكن اذا وافق الوزير على هذا المصطلح سنطلق عليه اذن صاحب القداسة, بدلا من سعادة الوزير ونتمنى على مجلس الوزراء تبني هذا المصطلح لانه الانسب للوزارة المقدسة اجتماعيا.