فاطمي
11-15-2005, 10:37 AM
جريدة "اليوم" السعودية
الهام أحمد
أثبتت الدراسات الحديثة أن 85 بالمائة من حالات الطلاق في الآونة الأخيرة سببها جهل الزوجين بالحياة الجنسية لذا اهتم علماء النفس بالتربية الجنسية كمفهوم يحتاج للكثير من التوضيح من مبدأ لاحياء في الدين ومن منطلق أن الغاية هي تربية نشء يعرف كيف يتحكم في غرائزه ويفهم حقيقة هذه الرغبات وكيف يوجهها حتى لاتميل نفسه لنزعات شاذة أو مخلة.
وقد يرى البعض أنه لاتوجد ضرورة لذلك لأنها غريزة طبيعية لكن ماأصبحنا نتلمسه في واقع كثير من الزيجات أو حتى ذلك التمييع في أحقية الشاب في هذه العلاقات قبل الزواج ،كل ذلك يدفعنا أن نجد صورة يمكننا من خلالها تثقيف الشباب من الجنسين حول هذا الموضوع. السؤال الذي يفرض نفسه متى وكيف؟
التربية الجنسية لاتعني في الحقيقة تعليم الجنس بل توجيه كلا الجنسين من منظور ديني وأخلاقي ونفسي نحو عدم استخدامها كذريعة للتنفيس عن المشاعر وكذلك خشية الوقوع في كثير من الأمراض. وإن اتخذنا هذا المسلك فإننا نحاول أن نقف كثيرا على مايشاهده الأبناء على الشاشات الفضائية حيث تحولت المشاعر إلى مشاهد جنسية يريد الشاب أن يطبقها في الواقع بدعوى الحب. وأكبر سلبيات هذه المشاهدة أنك أصبحت ترى أثرها في بعض السلوكيات الغريبة والشاذة أمام ناظريك دون أي حياء .
على ذلك فإن التربية الجنسية لابد أن تبدأ من المنزل فالوالدان برأي أخصائيي التربية معنيان بهذا الأمر بشكل كبير حيث لايجب تجاهل أسئلة الأبناء والرد عليها حسب أعمارهم بشكل مبسط ومفهوم ولايجب أن يشعر الآباء بالارتباك والحرج وإلحاح الصغار على الأجوبة.ويرون أنه لو لم يجد الشاب أو الفتاة المعلومات المطلوبة في مجتمعه وحضارته وثقافته لفقد ثقته فيها واتجه إلى ثقافات أخرى تحترمه وتحترم احتياجاته.
وقد يذهب البعض إلى أن فتح باب الثقافة الجنسية قد يشجع أو يثير الشباب نحو الجنس أكثر مما يزيد ثقافتهم لكن المعرفة بمخاطر الشيء لايمكن أن تحرض على حدوثه. فدراسة المخدرات لا تعني أبدًا التحريض على إدمانها . ولكن من المهم حال الاجابة على تلك الاسئلة مراعاة الآتي كما ينصح الأخصائيون:
- عدم تأجيل الاجابة حتى لايفقد السائل ثقته فيمن سأل وحتى لايشعر بأنها من المحرمات فيكبتها.
- أن تكون المعلومات كاملة فسيولوجيا (علميا) ودينيا.
-أن تكون مستمرة و هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
وتبدأ هذه الثقافة الجنسية بالنسبة للفتاة حسب رأي المختصين من سن سبع سنوات حيث لابد أن تدرك الفتاة بأن جسدها شيء خاص وغال لايجب أن تفرط فيه ولا تدع أحدا يختلس النظر إليه ولا يلامسها وأي تصرف غريب لابد أن تخبر به ذويها . ودور الأم هنا تنبيه ابنتها إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على جسدها ، وتعليمها الجوانب الشرعية للحيض وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ومايترتب على ذلك من أحكام الصيام والصلاة ومس المصحف . كمالايجب أن تخفي الأم عنها أي معلومة حتى لاتبحث عنها خارجا وتتلقاها بطريقة خاطئة وكل ذلك يعتبر تهيئة منظمة لها قبل الزواج في أمور أكبر وأكثر اتساعا في علاقتها مع زوجها حيث تأتي الأسئلة تباعا في كل مرحلة فلا يصبح الاجابة عنها هما تحمله الأم. إما بالنسبة للابن فإن تلك المرحلة تبدأ في العاشرة وهنا لا بد من إخبار الابن بكل التحولات التي يمكن أن تطرأ على جسده وتنبيهه أيضا إلى خصوصية هذا الجسد وإلى عورة يجب سترها كما أمر الشرع لأن الاهمال في ذلك قد يجر بعض النفوس الشاذة للتصرف حياله بشكل خاطئ .
الحديث في هذه الأمور يشجع الابناء على التحدث عن أي تصرفات شاذة يمكن أن يتصرف بها اولاد آخرون وعدم كبتها خوفا من نظرة الآخرين لأنه في الاساس قد تم توعيته بإمكانية حدوثها.كما لابد أن يفهم المراهق بأن هناك امورا قد يشعر بها ، لاتعتبر عيبا إنما هي جزء من نمو رجولته كالاحساس بالانجذاب للجنس اللطيف ومايتبع ذلك من لذة وهو شيء وارد وطبيعي لكنه يتبع ضوابط شرعية معينة على الوالد توضيحها . من المهم أيضا أن يعلم بأن عليه دورا مهما في إسعاد زوجته في المستقبل إن فهم الاسلوب الصحيح للتعامل معها في لحظاتهما الخاصة ، هذا الشرح لابد أن يتم في إطار حوار مستمر، هادئ وحميم مع اختيار الأوقات والعبارات المناسبة.
أما في المدرسة فبالإضافة لما تتحدث عنه مناهجنا الدينية من أمور العلاقة بين الرجل والمرأة فلا بد أن يكون هناك منهج علمي خاص يهيئ حوارا مناسبا لأعمار الطلاب يجيب عن أسئلة الشباب واستفساراتهم ويتقبل مايمكن أن يرد في عقولهم من استفسارات تكونت نتيجة مايرونه يوميا على شاشات الفضائيات أو في الانترنت.
هذا المنهج يمكن تسميته بمهارات الحياة ، ونجاح منهج كهذا يعتمد على توعية مسبقة للمعلمين للتجاوب مع نمو المراهقين وعدم اتخاذ اسلوب الغلظة لتشجيع كبت مشاعرهم.
يظل هناك أمر هام وهو تعليم كلا الطرفين فتاة أم شابا معنى الحرية في التعامل مع كل طرف وأنها مسؤلية يعني الحفاظ عليها أن يكتسب كلاهما سلوكا راقيا في النظر للطرف الآخر. أي لا ينظر إليه على أنه مجرد أداة للاستمتاع بل نعمة من الله هدانا طرق التفاعل معها بما يضمن تفريغ هذه اللذة بما شرع الله دون شذوذ عن الفطرة السليمة التي لاتقبل أن تنمو كالبهائم تمارس ماتريده في أي وقت وأي مكان.
الهام أحمد
أثبتت الدراسات الحديثة أن 85 بالمائة من حالات الطلاق في الآونة الأخيرة سببها جهل الزوجين بالحياة الجنسية لذا اهتم علماء النفس بالتربية الجنسية كمفهوم يحتاج للكثير من التوضيح من مبدأ لاحياء في الدين ومن منطلق أن الغاية هي تربية نشء يعرف كيف يتحكم في غرائزه ويفهم حقيقة هذه الرغبات وكيف يوجهها حتى لاتميل نفسه لنزعات شاذة أو مخلة.
وقد يرى البعض أنه لاتوجد ضرورة لذلك لأنها غريزة طبيعية لكن ماأصبحنا نتلمسه في واقع كثير من الزيجات أو حتى ذلك التمييع في أحقية الشاب في هذه العلاقات قبل الزواج ،كل ذلك يدفعنا أن نجد صورة يمكننا من خلالها تثقيف الشباب من الجنسين حول هذا الموضوع. السؤال الذي يفرض نفسه متى وكيف؟
التربية الجنسية لاتعني في الحقيقة تعليم الجنس بل توجيه كلا الجنسين من منظور ديني وأخلاقي ونفسي نحو عدم استخدامها كذريعة للتنفيس عن المشاعر وكذلك خشية الوقوع في كثير من الأمراض. وإن اتخذنا هذا المسلك فإننا نحاول أن نقف كثيرا على مايشاهده الأبناء على الشاشات الفضائية حيث تحولت المشاعر إلى مشاهد جنسية يريد الشاب أن يطبقها في الواقع بدعوى الحب. وأكبر سلبيات هذه المشاهدة أنك أصبحت ترى أثرها في بعض السلوكيات الغريبة والشاذة أمام ناظريك دون أي حياء .
على ذلك فإن التربية الجنسية لابد أن تبدأ من المنزل فالوالدان برأي أخصائيي التربية معنيان بهذا الأمر بشكل كبير حيث لايجب تجاهل أسئلة الأبناء والرد عليها حسب أعمارهم بشكل مبسط ومفهوم ولايجب أن يشعر الآباء بالارتباك والحرج وإلحاح الصغار على الأجوبة.ويرون أنه لو لم يجد الشاب أو الفتاة المعلومات المطلوبة في مجتمعه وحضارته وثقافته لفقد ثقته فيها واتجه إلى ثقافات أخرى تحترمه وتحترم احتياجاته.
وقد يذهب البعض إلى أن فتح باب الثقافة الجنسية قد يشجع أو يثير الشباب نحو الجنس أكثر مما يزيد ثقافتهم لكن المعرفة بمخاطر الشيء لايمكن أن تحرض على حدوثه. فدراسة المخدرات لا تعني أبدًا التحريض على إدمانها . ولكن من المهم حال الاجابة على تلك الاسئلة مراعاة الآتي كما ينصح الأخصائيون:
- عدم تأجيل الاجابة حتى لايفقد السائل ثقته فيمن سأل وحتى لايشعر بأنها من المحرمات فيكبتها.
- أن تكون المعلومات كاملة فسيولوجيا (علميا) ودينيا.
-أن تكون مستمرة و هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
وتبدأ هذه الثقافة الجنسية بالنسبة للفتاة حسب رأي المختصين من سن سبع سنوات حيث لابد أن تدرك الفتاة بأن جسدها شيء خاص وغال لايجب أن تفرط فيه ولا تدع أحدا يختلس النظر إليه ولا يلامسها وأي تصرف غريب لابد أن تخبر به ذويها . ودور الأم هنا تنبيه ابنتها إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على جسدها ، وتعليمها الجوانب الشرعية للحيض وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ومايترتب على ذلك من أحكام الصيام والصلاة ومس المصحف . كمالايجب أن تخفي الأم عنها أي معلومة حتى لاتبحث عنها خارجا وتتلقاها بطريقة خاطئة وكل ذلك يعتبر تهيئة منظمة لها قبل الزواج في أمور أكبر وأكثر اتساعا في علاقتها مع زوجها حيث تأتي الأسئلة تباعا في كل مرحلة فلا يصبح الاجابة عنها هما تحمله الأم. إما بالنسبة للابن فإن تلك المرحلة تبدأ في العاشرة وهنا لا بد من إخبار الابن بكل التحولات التي يمكن أن تطرأ على جسده وتنبيهه أيضا إلى خصوصية هذا الجسد وإلى عورة يجب سترها كما أمر الشرع لأن الاهمال في ذلك قد يجر بعض النفوس الشاذة للتصرف حياله بشكل خاطئ .
الحديث في هذه الأمور يشجع الابناء على التحدث عن أي تصرفات شاذة يمكن أن يتصرف بها اولاد آخرون وعدم كبتها خوفا من نظرة الآخرين لأنه في الاساس قد تم توعيته بإمكانية حدوثها.كما لابد أن يفهم المراهق بأن هناك امورا قد يشعر بها ، لاتعتبر عيبا إنما هي جزء من نمو رجولته كالاحساس بالانجذاب للجنس اللطيف ومايتبع ذلك من لذة وهو شيء وارد وطبيعي لكنه يتبع ضوابط شرعية معينة على الوالد توضيحها . من المهم أيضا أن يعلم بأن عليه دورا مهما في إسعاد زوجته في المستقبل إن فهم الاسلوب الصحيح للتعامل معها في لحظاتهما الخاصة ، هذا الشرح لابد أن يتم في إطار حوار مستمر، هادئ وحميم مع اختيار الأوقات والعبارات المناسبة.
أما في المدرسة فبالإضافة لما تتحدث عنه مناهجنا الدينية من أمور العلاقة بين الرجل والمرأة فلا بد أن يكون هناك منهج علمي خاص يهيئ حوارا مناسبا لأعمار الطلاب يجيب عن أسئلة الشباب واستفساراتهم ويتقبل مايمكن أن يرد في عقولهم من استفسارات تكونت نتيجة مايرونه يوميا على شاشات الفضائيات أو في الانترنت.
هذا المنهج يمكن تسميته بمهارات الحياة ، ونجاح منهج كهذا يعتمد على توعية مسبقة للمعلمين للتجاوب مع نمو المراهقين وعدم اتخاذ اسلوب الغلظة لتشجيع كبت مشاعرهم.
يظل هناك أمر هام وهو تعليم كلا الطرفين فتاة أم شابا معنى الحرية في التعامل مع كل طرف وأنها مسؤلية يعني الحفاظ عليها أن يكتسب كلاهما سلوكا راقيا في النظر للطرف الآخر. أي لا ينظر إليه على أنه مجرد أداة للاستمتاع بل نعمة من الله هدانا طرق التفاعل معها بما يضمن تفريغ هذه اللذة بما شرع الله دون شذوذ عن الفطرة السليمة التي لاتقبل أن تنمو كالبهائم تمارس ماتريده في أي وقت وأي مكان.