مجاهدون
08-14-2003, 11:15 AM
سجناء غوانتانامو
أحمد البغدادي
نواب الجماعة السلفية ومعهم كل منتم الى هذه الجماعة سواء في الكويت أو خارجها لا يؤمنون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان, كما لم تكن هذه الحقوق قضية محورية في فكرهم أو كتاباتهم, بل يقوم فكرهم على التمييز بين الناس على اساس الدين, ولذلك استغربت وجود أربعة نواب سلف في لجنة حقوق الانسان في البرلمان, وحين بدأ الحديث عن »رابعهم« في سجن غوانتانامو عرفت السبب, ولذر الرماد في العيون جاء الحديث عرضا عن »البدون«, لكن كل عمل اللجنة سيكون من اجل عيون هؤلاء السجناء, خصوصا وان رئيس المجلس يسير في الاتجاه نفسه مع كل الاستغراب لموقفه, اذ يوجب عليه منصبه ألا يتدخل في اعمال السلطة التنفيذية, فضلا عما يتضمنه مثل هذا التوجه من تهمة الانحياز للتيار الديني وهو في منصب يفرض عليه واجب الحياد السياسي حتى ولو كان هذا التوجه بحسن نية.
وكما قال الاخ عبداللطيف الدعيج الاسبوع الماضي, اسرى سجناء غوانتانامو ليسوا اسرى الكويت كالذين يتم اكتشاف جثثهم يوما بعد يوم سواء في الكويت أو في العراق. هؤلاء هم اسرى الكويت حقا تغمدهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته. لكن اسرى غوانتانامو اسرى الوهم الخاص بالدولة الاسلامية, وإهمال الآباء, ان لم يكن دفع الوالدين لهم للذهاب. سجناء غوانتانامو صناعة كويتية - اسلامية مئة في المئة, لم تتجن عليهم اميركا فتخطفهم من بيوتهم وهم نيام, بل ذهبوا وعيونهم مبصرة الى الهلاك ابتغاء الشهادة أو الأجر بزعمهم, وكأن الكويت قد خلت من الاعمال التي تستوجب الاجر!
المخدوعون بوهم الدولة الاسلامية في افغانستان كثيرون من الكويتيين وغيرهم. ضحك عليهم زعماء التيار الديني وخطباء السوء, والارهابي اسامة بن لادن كبيرهم الذي علمهم السحر, عجبت كيف صدق هؤلاء هذا الوهم! دولة الاسلام في بلد لا يجد مواطنوه الامان ولقمة الخبز النظيفة, بلد اسلامي يعيش على المخدرات, بل انه يصلي في حقل المخدرات ولا يبالي. بالله عليكم, هل يعقل ان من ذهب الى افغانستان لأجل العمل الخيري لم يعرف بأمر المخدرات? هل يعقل انه لم ير من الاسلام الحقيقي شيئا في تلك البلاد حاضنة الارهاب?
لا يمكن. لقد رأوا كل ذلك وعاينوه, لكن هاجس الجهاد ركب العقول التي ضلت السبيل إليه. لقد كانت هناك فترة زمنية كافية بين ما حدث في نيويورك في 11/,9 وبين القصف الاميركي لتنظيم القاعدة, لماذا لم يتركوا افغانستان ويلجأوا الى السفارة الكويتية في باكستان? لكنهم آثروا البقاء فأسر منهم الاميركان من أسر, وقتل منهم من قتل, حتى الافغان لم يقفوا معهم, بل وضعوا من قبضوا عليه في قفص للبيع بأعلى سعر بالدولار الاميركي للمراسلين الاجانب, أو للفدية المطلوبة من الأهل.
جميع اسرى سجن غوانتانامو ارهابيون خارجون على القانون وشرعة الحياة الانسانية لا يستحقون العيش في اي مجتمع مدني, بل كل ما يحق لهم محاكمة عادلة وفق قانون جديد, لأن القانون الدولي لا يصلح تطبيقه عليهم, لأن اجرامهم غير طبيعي وغير مسبوق, لذلك وجب الحذر منهم حتى ولو كانوا مقيدين بسبب طبيعة تدريبهم القاسي كما شاهدنا في التلفاز وقدرتهم على المخاطرة العالية, وحب القتال حتى الموت من اجل الهدف. كيف يمكن التعامل مع أفراد يرون المتعة في القتل? ومع ذلك حصلوا على معاملة مقبولة بدليل السماح لهم بالصلاة وكتابة الرسائل لأهاليهم, ولو كانوا عند صدام كما يزعمون لوجدنا عظامهم في احدى المقابر, ولو كانوا فئران تجارب كما يكذبون, لما عاشوا الى هذه اللحظة. لكن ليحمدوا ربهم انهم وقعوا بيد الاميركان, ولو كانوا في سجن عربي, لعرفوا أن الله حق.
الآن يحتج البعض بحكاية العمل الخيري, علما بأن جميع اللجان الخيرية في الكويت رفضت اعطاء اهاليهم ما يثبت ذلك, واذا كان هذا الكلام غير صحيح فليثبتوا خلافه. إذن ذهبوا الى افغانستان وتركوا زوجاتهم وأولادهم من دون عائل ودون ان يحسبوا حساباً للقانون الذي يفصل الموظف عند التغيب لاكثر من 15 يوما. والآن يسعى رئيس البرلمان لمخالفة القانون بإعادة مرتباتهم وهم خارج الخدمة!!
نقول للسيد رئيس المجلس ان هذا لا يصح ان يصدر عنه ولانه لا يليق برئيس المجلس أو حتى الحكومة ان يطالب بمخالفة القانون. ولو فرضنا ان افغانستان اصبحت دولة اسلامية حسب زعمهم, اما كانت اهاليهم ستلحق بهم? إذن, الغنم بالغرم وفقا للقاعدة الاسلامية. ليحمد أهالي هؤلاء السجناء أن ابناءهم في سجن اميركي, والعدالة الاميركية افضل مليون مرة من اي عدالة في اي بلد عربي أو مسلم. لكن على الانسان إن كان مؤمنا حقا بمبادئه ان يكون صادقا وراضيا بنتائج هذا الايمان.
يا بخت اعضاء التيار الديني, رئيس الوزراء يهتم بهم ورئيس أمن الدولة يعتذر لهم! لازم الواحد يفكر جديا بالانضمام للتيار .. الواحد ما يدري, الدنيا غدارة.
أحمد البغدادي
نواب الجماعة السلفية ومعهم كل منتم الى هذه الجماعة سواء في الكويت أو خارجها لا يؤمنون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان, كما لم تكن هذه الحقوق قضية محورية في فكرهم أو كتاباتهم, بل يقوم فكرهم على التمييز بين الناس على اساس الدين, ولذلك استغربت وجود أربعة نواب سلف في لجنة حقوق الانسان في البرلمان, وحين بدأ الحديث عن »رابعهم« في سجن غوانتانامو عرفت السبب, ولذر الرماد في العيون جاء الحديث عرضا عن »البدون«, لكن كل عمل اللجنة سيكون من اجل عيون هؤلاء السجناء, خصوصا وان رئيس المجلس يسير في الاتجاه نفسه مع كل الاستغراب لموقفه, اذ يوجب عليه منصبه ألا يتدخل في اعمال السلطة التنفيذية, فضلا عما يتضمنه مثل هذا التوجه من تهمة الانحياز للتيار الديني وهو في منصب يفرض عليه واجب الحياد السياسي حتى ولو كان هذا التوجه بحسن نية.
وكما قال الاخ عبداللطيف الدعيج الاسبوع الماضي, اسرى سجناء غوانتانامو ليسوا اسرى الكويت كالذين يتم اكتشاف جثثهم يوما بعد يوم سواء في الكويت أو في العراق. هؤلاء هم اسرى الكويت حقا تغمدهم الله بواسع رحمته واسكنهم فسيح جناته. لكن اسرى غوانتانامو اسرى الوهم الخاص بالدولة الاسلامية, وإهمال الآباء, ان لم يكن دفع الوالدين لهم للذهاب. سجناء غوانتانامو صناعة كويتية - اسلامية مئة في المئة, لم تتجن عليهم اميركا فتخطفهم من بيوتهم وهم نيام, بل ذهبوا وعيونهم مبصرة الى الهلاك ابتغاء الشهادة أو الأجر بزعمهم, وكأن الكويت قد خلت من الاعمال التي تستوجب الاجر!
المخدوعون بوهم الدولة الاسلامية في افغانستان كثيرون من الكويتيين وغيرهم. ضحك عليهم زعماء التيار الديني وخطباء السوء, والارهابي اسامة بن لادن كبيرهم الذي علمهم السحر, عجبت كيف صدق هؤلاء هذا الوهم! دولة الاسلام في بلد لا يجد مواطنوه الامان ولقمة الخبز النظيفة, بلد اسلامي يعيش على المخدرات, بل انه يصلي في حقل المخدرات ولا يبالي. بالله عليكم, هل يعقل ان من ذهب الى افغانستان لأجل العمل الخيري لم يعرف بأمر المخدرات? هل يعقل انه لم ير من الاسلام الحقيقي شيئا في تلك البلاد حاضنة الارهاب?
لا يمكن. لقد رأوا كل ذلك وعاينوه, لكن هاجس الجهاد ركب العقول التي ضلت السبيل إليه. لقد كانت هناك فترة زمنية كافية بين ما حدث في نيويورك في 11/,9 وبين القصف الاميركي لتنظيم القاعدة, لماذا لم يتركوا افغانستان ويلجأوا الى السفارة الكويتية في باكستان? لكنهم آثروا البقاء فأسر منهم الاميركان من أسر, وقتل منهم من قتل, حتى الافغان لم يقفوا معهم, بل وضعوا من قبضوا عليه في قفص للبيع بأعلى سعر بالدولار الاميركي للمراسلين الاجانب, أو للفدية المطلوبة من الأهل.
جميع اسرى سجن غوانتانامو ارهابيون خارجون على القانون وشرعة الحياة الانسانية لا يستحقون العيش في اي مجتمع مدني, بل كل ما يحق لهم محاكمة عادلة وفق قانون جديد, لأن القانون الدولي لا يصلح تطبيقه عليهم, لأن اجرامهم غير طبيعي وغير مسبوق, لذلك وجب الحذر منهم حتى ولو كانوا مقيدين بسبب طبيعة تدريبهم القاسي كما شاهدنا في التلفاز وقدرتهم على المخاطرة العالية, وحب القتال حتى الموت من اجل الهدف. كيف يمكن التعامل مع أفراد يرون المتعة في القتل? ومع ذلك حصلوا على معاملة مقبولة بدليل السماح لهم بالصلاة وكتابة الرسائل لأهاليهم, ولو كانوا عند صدام كما يزعمون لوجدنا عظامهم في احدى المقابر, ولو كانوا فئران تجارب كما يكذبون, لما عاشوا الى هذه اللحظة. لكن ليحمدوا ربهم انهم وقعوا بيد الاميركان, ولو كانوا في سجن عربي, لعرفوا أن الله حق.
الآن يحتج البعض بحكاية العمل الخيري, علما بأن جميع اللجان الخيرية في الكويت رفضت اعطاء اهاليهم ما يثبت ذلك, واذا كان هذا الكلام غير صحيح فليثبتوا خلافه. إذن ذهبوا الى افغانستان وتركوا زوجاتهم وأولادهم من دون عائل ودون ان يحسبوا حساباً للقانون الذي يفصل الموظف عند التغيب لاكثر من 15 يوما. والآن يسعى رئيس البرلمان لمخالفة القانون بإعادة مرتباتهم وهم خارج الخدمة!!
نقول للسيد رئيس المجلس ان هذا لا يصح ان يصدر عنه ولانه لا يليق برئيس المجلس أو حتى الحكومة ان يطالب بمخالفة القانون. ولو فرضنا ان افغانستان اصبحت دولة اسلامية حسب زعمهم, اما كانت اهاليهم ستلحق بهم? إذن, الغنم بالغرم وفقا للقاعدة الاسلامية. ليحمد أهالي هؤلاء السجناء أن ابناءهم في سجن اميركي, والعدالة الاميركية افضل مليون مرة من اي عدالة في اي بلد عربي أو مسلم. لكن على الانسان إن كان مؤمنا حقا بمبادئه ان يكون صادقا وراضيا بنتائج هذا الايمان.
يا بخت اعضاء التيار الديني, رئيس الوزراء يهتم بهم ورئيس أمن الدولة يعتذر لهم! لازم الواحد يفكر جديا بالانضمام للتيار .. الواحد ما يدري, الدنيا غدارة.