لمياء
11-15-2005, 06:49 AM
عمرها 1243 عاماً وذاكرتها مليئة بتواريخ الانتصارات والهزائم ايضاً ...
بغداد - مشرق عباس - الحياة
لم ترتد حلة الاحتفال، ولم تطلق مظاهر الفرح، ولم تخلع ثياب الحداد على ضحاياها... لكن بغداد التي تحيي اليوم ذكرى تأسيسها على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (عام 762 م – 145 هـ) تحاول التعرف الى هويتها التي اخفتها أكوام النفايات المنتشرة في الشوارع ومظاهر العنف في أحيائها وقد أرهقها بارود الحروب المستمرة.
يشكو أهل بغداد من تدهور الأحوال الخدمية والأمنية والعمرانية والمعيشية في مدينتهم التي أسست قبل 1243 عاماً لتكون منبراً للعلم، وعاصمة للخلافة الإسلامية. ويعتقد المؤرخ حسين الاعظمي ان «أضراراً بالغة لحقت بالهوية العمرانية لبغداد القديمة سببها ضعف الوعي الحضاري والتاريخي في عهد حكومات سابقة لم تلتزم نسقاً معمارياً محدداً لبناء أحيائها التي تضم اليوم حوالي 4 ملايين نسمة وتتوسع على امتداد مساحة 2000 كيلومتر مربع، مستلهمة تخطيطها الدائري الذي ابتكره المنصور على ضفة دجلة الغربية تحت اسم «المدينة المدورة».
تؤكد أمانة بغداد انها أعدت منهاجاً غنياً للاحتفال بيوم بغداد، تسبقه حملة واسعة لرفع 2 مليون متر مكعب من الأنقاض في أحيائها. وتبدأ الاحتفالات اليوم بخطب ومحاضرات وقصائد، بالاضافة إلى تكريم عدد من المثقفين والمؤرخين وإبراز الجانب المشرق للعاصمة. ولا ينظر الأهالي بجدية الى وعود أمانة بغداد التي سبق وأعلنت تنظيم حملات لتنظيف أطنان النفايات المكدسة في الشوارع والأزقة ولم تجد طريقها الى التطبيق على رغم تخصيص ملايين الدولارات لذلك.
وتقول مصادر الأمانة ان تحقيقاتها في اختلاسات أموال التنظيف والتأهيل، طوال عامين ونصف العام، أكدت ان شركة حصلت من القوات الاميركية على عقد تنظيف بغداد ولم تنفذ واجباتها، واختلست 52 مليون دولار.
وكان مجلس محافظة بغداد أقال قبل اشهر أمين العاصمة بتهمة الاختلاس وتبديد الأموال بحسب بيانات أصدرها حينها لكن تغييراً لم يطرأ على أداء الأمانة بعدما تولاها صابر العيساوي الذي استهل عمله بهدم عدد من النصب التذكارية والتماثيل، بحجة تمثيلها النظام السابق.
وجاء في بيان أصدرته هيئة اجتثاث البعث، التي اتهمتها وكيلة وزارة الثقافة ميسون الدملوجي بشن حملة لإزالة النصب والتماثيل في بغداد، ان الهيئة ليست مسؤولة عن حملات الإزالة تلك وان قرارات الهدم جاءت بأوامر مباشرة من أمين بغداد الجديد الذي يتهمه الأمين السابق علاء التميمي بتنفيذ مخطط لتنحيته لتنفيذ إزالة النصب التي يقول انه رفضها طوال عام كامل.
وتنتشر أطنان النفايات والمزابل العشوائية في أحياء المدينة ومحيطها، يرافقها تدهور في كفاءة شبكات الصرف الصحي التي انشئ معظمها في منتصف عقد الستينات من القرن الماضي، ولم تجر عليها عمليات صيانة دورية ما قاد الى انتشار التخسفات والطفوحات في معظم الشوارع وجاءت اضطرابات ما بعد الاحتلال وعمليات السلب والنهب لتزيد من معاناة المدينة التي ترزح اليوم تحت ظروف خدمية متدهورة.
وعلى رغم ان بغداد تحتفل هذا العام بيومها في غياب نصب رأس مؤسسها «أبو جعفر المنصور» الذي تم تفجيره قبل شهر إلا أنها تأمل ان يعاد النصب الى مكانه بعد إصلاح أضراره، كما وعدت جهات حكومية وحزبية، ليكون رمزاً لقوة ووحدة مدينة ظلت صامدة أمام المحن لدهور.
بغداد - مشرق عباس - الحياة
لم ترتد حلة الاحتفال، ولم تطلق مظاهر الفرح، ولم تخلع ثياب الحداد على ضحاياها... لكن بغداد التي تحيي اليوم ذكرى تأسيسها على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (عام 762 م – 145 هـ) تحاول التعرف الى هويتها التي اخفتها أكوام النفايات المنتشرة في الشوارع ومظاهر العنف في أحيائها وقد أرهقها بارود الحروب المستمرة.
يشكو أهل بغداد من تدهور الأحوال الخدمية والأمنية والعمرانية والمعيشية في مدينتهم التي أسست قبل 1243 عاماً لتكون منبراً للعلم، وعاصمة للخلافة الإسلامية. ويعتقد المؤرخ حسين الاعظمي ان «أضراراً بالغة لحقت بالهوية العمرانية لبغداد القديمة سببها ضعف الوعي الحضاري والتاريخي في عهد حكومات سابقة لم تلتزم نسقاً معمارياً محدداً لبناء أحيائها التي تضم اليوم حوالي 4 ملايين نسمة وتتوسع على امتداد مساحة 2000 كيلومتر مربع، مستلهمة تخطيطها الدائري الذي ابتكره المنصور على ضفة دجلة الغربية تحت اسم «المدينة المدورة».
تؤكد أمانة بغداد انها أعدت منهاجاً غنياً للاحتفال بيوم بغداد، تسبقه حملة واسعة لرفع 2 مليون متر مكعب من الأنقاض في أحيائها. وتبدأ الاحتفالات اليوم بخطب ومحاضرات وقصائد، بالاضافة إلى تكريم عدد من المثقفين والمؤرخين وإبراز الجانب المشرق للعاصمة. ولا ينظر الأهالي بجدية الى وعود أمانة بغداد التي سبق وأعلنت تنظيم حملات لتنظيف أطنان النفايات المكدسة في الشوارع والأزقة ولم تجد طريقها الى التطبيق على رغم تخصيص ملايين الدولارات لذلك.
وتقول مصادر الأمانة ان تحقيقاتها في اختلاسات أموال التنظيف والتأهيل، طوال عامين ونصف العام، أكدت ان شركة حصلت من القوات الاميركية على عقد تنظيف بغداد ولم تنفذ واجباتها، واختلست 52 مليون دولار.
وكان مجلس محافظة بغداد أقال قبل اشهر أمين العاصمة بتهمة الاختلاس وتبديد الأموال بحسب بيانات أصدرها حينها لكن تغييراً لم يطرأ على أداء الأمانة بعدما تولاها صابر العيساوي الذي استهل عمله بهدم عدد من النصب التذكارية والتماثيل، بحجة تمثيلها النظام السابق.
وجاء في بيان أصدرته هيئة اجتثاث البعث، التي اتهمتها وكيلة وزارة الثقافة ميسون الدملوجي بشن حملة لإزالة النصب والتماثيل في بغداد، ان الهيئة ليست مسؤولة عن حملات الإزالة تلك وان قرارات الهدم جاءت بأوامر مباشرة من أمين بغداد الجديد الذي يتهمه الأمين السابق علاء التميمي بتنفيذ مخطط لتنحيته لتنفيذ إزالة النصب التي يقول انه رفضها طوال عام كامل.
وتنتشر أطنان النفايات والمزابل العشوائية في أحياء المدينة ومحيطها، يرافقها تدهور في كفاءة شبكات الصرف الصحي التي انشئ معظمها في منتصف عقد الستينات من القرن الماضي، ولم تجر عليها عمليات صيانة دورية ما قاد الى انتشار التخسفات والطفوحات في معظم الشوارع وجاءت اضطرابات ما بعد الاحتلال وعمليات السلب والنهب لتزيد من معاناة المدينة التي ترزح اليوم تحت ظروف خدمية متدهورة.
وعلى رغم ان بغداد تحتفل هذا العام بيومها في غياب نصب رأس مؤسسها «أبو جعفر المنصور» الذي تم تفجيره قبل شهر إلا أنها تأمل ان يعاد النصب الى مكانه بعد إصلاح أضراره، كما وعدت جهات حكومية وحزبية، ليكون رمزاً لقوة ووحدة مدينة ظلت صامدة أمام المحن لدهور.