لمياء
11-15-2005, 06:44 AM
\ الداخلية العراقية تكشف وجود 122 معتقلة بتهمة السعي الى تنفيذ عمليات انتحارية
بغداد – هبة هاني
أثارت قضية ساجدة الريشاوي المتهمة بالضلوع في تفجيرات فنادق عمان جدلاً واسعاً في الاوساط السياسية والدينية والثقافية. وطرحت تساؤلات عن كيفية تجنيد النساء لتنفيذ عمليات انتحارية، وموقف الدين منها. وكشفت وزارة الداخلية وجود 122 معتقلة بتهمة السعي الى تنفيذ عمليات انتحارية.
وعلى مدى عامين ونصف العام، فجرت انتحاريات عراقيات اجسادهن المفخخة في المدن العراقية، كان اولها امام حاجز تفتيش للجيش الاميركي في مدينة الصويرة في 8 نيسان (ابريل) 2003 خلال دخول القوات الاميركية الى بغداد. تلاها تفجير انتحارية نفسها قرب رتل عسكري اميركي في حديثة، ثم انفجار سيارة مفخخة تقودها انتحارية قرب قرية المشاهدة، على الطريق السريع بين بغداد وصلاح الدين، وسط مركبتين اميركيتين، وصولاً إلى تفجير امرأة ترتدي السواد نفسها امام جمهور المتطوعين في صفوف الجيش في مدينة تلعفر، اثر انتهاء العملية العسكرية في المدينة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي والتي اعلن فيها «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» بزعامة ابي مصعب الزرقاوي للمرة الأولى تنفيذ انتحارية تلك العملية.
ويثير لجوء النساء عموماً إلى الانتحار وسط جمع من الناس ولجوء «القاعدة» إلى تجنيد عناصر نسائية تساؤلات.
يقول الشيخ محمود الصميدعي (رجل دين سني) ان «الانتحار لا يجوز شرعاً وهو محرم في كل الاديان وعاقبته نار جهنم». ويضيف ان «حمل السلاح او تفجير النفس ضد الكفار والمحتلين من حق كل مسلم غيور ومؤمن ولكن اذا كان ذلك الوسيلة الوحيدة لمقاومة الكفر والاحتلال».
ويوضح الصميدعي لـ «الحياة» ان «اي تفجير يؤدي بحياة الابرياء وان كان مقصده قتل الكفار لا يجوز في الاسلام».
واشار إلى ان تجنيد النساء يتم عن طريق «اقناعهن بأن الجنة مثواهن وان انتحارهن وسط ما تعتبره هذه الجماعات (كفاراً يستحقون نار جهنم) فيه مرضاة الله ونبيه»، لافتاً إلى ان الارهاب «يستغل عقول الرجال والنساء الضيقة ويعتمد على حبهم لدينهم وايمانهم في الوصول إلى هدفه البعيد عن الهدف الذي يتم ايهامهم به».
وأكد ان «انتحار النسوة وسط قوات الاحتلال مثلاً، من دون إراقة دم مسلم واحد يحسب على المقاومة الشريفة التي تكون الاداة الوحيدة الباقية لاجبار الاحتلال على الخروج»، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: «أُمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله فإن قالوها فقد عصموا في دمائهم وأموالهم إلا بحق الاسلام»، ومبيناً ان ذلك «يعني ان كل من يؤمن بالله على اختلاف دينه وعقيدته ليس كافراً ويحرم قتله».
ويؤكد الشيخ محمد تقي المولى (رجل دين شيعي) ان «لجوء الارهابيين إلى استقطاب النساء دليل على براءتهم من الاسلام، وعادة ما يتم بعد تهديد النسوة بالاعتداء والاغتصاب والقتل». ويتساءل: «كيف يتفاهم عناصر القاعدة الذين يدعون الاسلام والجهاد في سبيل الله مع المرأة التي يعتبرونها عورة؟ وهل يكتفون بالاعتماد على زوجها او أخيها او ابنها الذي يلعب دور الوسيط؟». ويضيف: «الاسلام يحمي المرأة ولم يعمد اي زعيم مسلم إلى دفع المرأة الى العمل العسكري الميداني مع الاعتبار ان نساء شاركن في حروب الاسلام في تجهيز الادوية والاغذية والالبسة ومداواة الجرحى ودفن الجثث».
ويعتبر حارث العبيدي، (شخصية سياسية سنية) ان عوامل عدة تساهم في «غسل أدمغة المرأة العاطفية بالفطرة» واقناعها بتفجير نفسها.
ويشدد على ان «كل امرئ يدافع عن بلده وبني جنسه واهله بحسب الطبيعة البشرية، حيث يولد كل منا وحب هؤلاء مزروع في نفسه وفكره، وهذا الامر يستغله الارهاب كخطوة اولى في استقطاب النساء لتبدأ الخطوة الثانية التي تتجلى في استغلال الجانب الديني وتشويه الأفكار والمعتقدات لكل امرأة يتم استقطابها واقناعها بأن الحياة الآخرة ونعيم الجنة لا يمكن الحظوة بهما إلا بالجهاد في سبيل الله والاستشهاد»، مشيراً الى ان «المرأة وظروفها تلعب دوراً في اقتناعها بصورة تامة، فالتنظيمات الإرهابية تستهدف النساء المستعدات للانتقام والثأر بعد مقتل أزواجهن او أبنائهن او تعرض بيوتهن للتدمير».
في السياق ذاته، تلفت سناء موفق (عالمة نفس) الى ان النسوة «الانتحاريات لا ينتحرن وسط المدنيين حقداً بل حباً بفعل الخير الذي يعتقدن انهن يقمن به، للتضحية في سبيل الوطن والدين، فالهدف ليس الموت بل التضحية في سبيل الخلاص من الظلم الذي يعاني منه المجتمع الاسلامي على يد الدول الأجنبية».
وتؤكد وزارة الداخلية العراقية ان غالبية اللاتي ألقي القبض عليهن من الانتحاريات قبل تفجير أنفسهن يرتبطن بصلة قربى مع العناصر الارهابية.
ويقول العقيد جاسم محمد ان «التحقيق مع الانتحاريات اثبتت ان علاقة الود والقربى هي الرابط بينهن وبين الجماعات الإرهابية وان غالبيتهن مدفوعات بالانتقام لأفراد عائلاتهن».
ويكشف عن وجود «122 عراقية معتقلة متهمة بتوفير الدعم للمسلحين او النية بالقيام بعمليات انتحارية وصدرت احكام قضائية بحق 70 امرأة منهن»، مشيراً الى ان بينهن «نساء يمتهن الخطف والسرقة ودعم العصابات الإجرامية».
بغداد – هبة هاني
أثارت قضية ساجدة الريشاوي المتهمة بالضلوع في تفجيرات فنادق عمان جدلاً واسعاً في الاوساط السياسية والدينية والثقافية. وطرحت تساؤلات عن كيفية تجنيد النساء لتنفيذ عمليات انتحارية، وموقف الدين منها. وكشفت وزارة الداخلية وجود 122 معتقلة بتهمة السعي الى تنفيذ عمليات انتحارية.
وعلى مدى عامين ونصف العام، فجرت انتحاريات عراقيات اجسادهن المفخخة في المدن العراقية، كان اولها امام حاجز تفتيش للجيش الاميركي في مدينة الصويرة في 8 نيسان (ابريل) 2003 خلال دخول القوات الاميركية الى بغداد. تلاها تفجير انتحارية نفسها قرب رتل عسكري اميركي في حديثة، ثم انفجار سيارة مفخخة تقودها انتحارية قرب قرية المشاهدة، على الطريق السريع بين بغداد وصلاح الدين، وسط مركبتين اميركيتين، وصولاً إلى تفجير امرأة ترتدي السواد نفسها امام جمهور المتطوعين في صفوف الجيش في مدينة تلعفر، اثر انتهاء العملية العسكرية في المدينة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي والتي اعلن فيها «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» بزعامة ابي مصعب الزرقاوي للمرة الأولى تنفيذ انتحارية تلك العملية.
ويثير لجوء النساء عموماً إلى الانتحار وسط جمع من الناس ولجوء «القاعدة» إلى تجنيد عناصر نسائية تساؤلات.
يقول الشيخ محمود الصميدعي (رجل دين سني) ان «الانتحار لا يجوز شرعاً وهو محرم في كل الاديان وعاقبته نار جهنم». ويضيف ان «حمل السلاح او تفجير النفس ضد الكفار والمحتلين من حق كل مسلم غيور ومؤمن ولكن اذا كان ذلك الوسيلة الوحيدة لمقاومة الكفر والاحتلال».
ويوضح الصميدعي لـ «الحياة» ان «اي تفجير يؤدي بحياة الابرياء وان كان مقصده قتل الكفار لا يجوز في الاسلام».
واشار إلى ان تجنيد النساء يتم عن طريق «اقناعهن بأن الجنة مثواهن وان انتحارهن وسط ما تعتبره هذه الجماعات (كفاراً يستحقون نار جهنم) فيه مرضاة الله ونبيه»، لافتاً إلى ان الارهاب «يستغل عقول الرجال والنساء الضيقة ويعتمد على حبهم لدينهم وايمانهم في الوصول إلى هدفه البعيد عن الهدف الذي يتم ايهامهم به».
وأكد ان «انتحار النسوة وسط قوات الاحتلال مثلاً، من دون إراقة دم مسلم واحد يحسب على المقاومة الشريفة التي تكون الاداة الوحيدة الباقية لاجبار الاحتلال على الخروج»، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: «أُمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله فإن قالوها فقد عصموا في دمائهم وأموالهم إلا بحق الاسلام»، ومبيناً ان ذلك «يعني ان كل من يؤمن بالله على اختلاف دينه وعقيدته ليس كافراً ويحرم قتله».
ويؤكد الشيخ محمد تقي المولى (رجل دين شيعي) ان «لجوء الارهابيين إلى استقطاب النساء دليل على براءتهم من الاسلام، وعادة ما يتم بعد تهديد النسوة بالاعتداء والاغتصاب والقتل». ويتساءل: «كيف يتفاهم عناصر القاعدة الذين يدعون الاسلام والجهاد في سبيل الله مع المرأة التي يعتبرونها عورة؟ وهل يكتفون بالاعتماد على زوجها او أخيها او ابنها الذي يلعب دور الوسيط؟». ويضيف: «الاسلام يحمي المرأة ولم يعمد اي زعيم مسلم إلى دفع المرأة الى العمل العسكري الميداني مع الاعتبار ان نساء شاركن في حروب الاسلام في تجهيز الادوية والاغذية والالبسة ومداواة الجرحى ودفن الجثث».
ويعتبر حارث العبيدي، (شخصية سياسية سنية) ان عوامل عدة تساهم في «غسل أدمغة المرأة العاطفية بالفطرة» واقناعها بتفجير نفسها.
ويشدد على ان «كل امرئ يدافع عن بلده وبني جنسه واهله بحسب الطبيعة البشرية، حيث يولد كل منا وحب هؤلاء مزروع في نفسه وفكره، وهذا الامر يستغله الارهاب كخطوة اولى في استقطاب النساء لتبدأ الخطوة الثانية التي تتجلى في استغلال الجانب الديني وتشويه الأفكار والمعتقدات لكل امرأة يتم استقطابها واقناعها بأن الحياة الآخرة ونعيم الجنة لا يمكن الحظوة بهما إلا بالجهاد في سبيل الله والاستشهاد»، مشيراً الى ان «المرأة وظروفها تلعب دوراً في اقتناعها بصورة تامة، فالتنظيمات الإرهابية تستهدف النساء المستعدات للانتقام والثأر بعد مقتل أزواجهن او أبنائهن او تعرض بيوتهن للتدمير».
في السياق ذاته، تلفت سناء موفق (عالمة نفس) الى ان النسوة «الانتحاريات لا ينتحرن وسط المدنيين حقداً بل حباً بفعل الخير الذي يعتقدن انهن يقمن به، للتضحية في سبيل الوطن والدين، فالهدف ليس الموت بل التضحية في سبيل الخلاص من الظلم الذي يعاني منه المجتمع الاسلامي على يد الدول الأجنبية».
وتؤكد وزارة الداخلية العراقية ان غالبية اللاتي ألقي القبض عليهن من الانتحاريات قبل تفجير أنفسهن يرتبطن بصلة قربى مع العناصر الارهابية.
ويقول العقيد جاسم محمد ان «التحقيق مع الانتحاريات اثبتت ان علاقة الود والقربى هي الرابط بينهن وبين الجماعات الإرهابية وان غالبيتهن مدفوعات بالانتقام لأفراد عائلاتهن».
ويكشف عن وجود «122 عراقية معتقلة متهمة بتوفير الدعم للمسلحين او النية بالقيام بعمليات انتحارية وصدرت احكام قضائية بحق 70 امرأة منهن»، مشيراً الى ان بينهن «نساء يمتهن الخطف والسرقة ودعم العصابات الإجرامية».