المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزيد من الانخفاض في توزيع الصحف الأميركية.. هل اقتربت «الكارثة»؟



لمياء
11-15-2005, 06:34 AM
خبير إعلامي لـ الشرق الاوسط : أولادنا وبناتنا لا يتربون على قراءة الصحف


واشنطن: محمد علي صالح


انخفض، خلال الأشهر الستة الماضية، توزيع جريدة «سانفراسسكو كرونيكل» بنسبة 17 في المائة، وتوزيع جريدة «بوسطن غلوب» بنسبة 8 في المائة، وتوزيع جريدة «واشنطن بوست» بنسبة 4 في المائة. هذه ليست ظاهرة جديدة بالنسبة لهذه الصحف وغيرها من صحف أميركا الرئيسية، لأن انخفاض التوزيع بدأ قبل سنوات، لكنه زاد مؤخراً بصورة أقلقت الناشرين والصحافيين والاعلاميين الذين يقولون إن الصحف الأميركية تواجه كارثة لا مثيل لها في تاريخها الطويل. وأوضحت آخر إحصائية بداية كارثة أخرى، وهي انخفاض الإعلانات في الصحف الأميركية الرئيسية. وارتفع، في نفس الوقت، عائد الإعلانات خلال هذه السنة في الانترنت بنسبة 25 في المائة، ووصل إلى 15 بليون دولار (من جملة ثلاثمائة بليون دولار هي عائد كل الإعلانات في كل وسائل الإعلام والأماكن العامة خلال السنة). وقال د. بول بولهمان، استاذ في كلية بوينتر للصحافة في سنت بيترسبيرغ (ولاية فلوريدا) لـ«الشرق الاوسط» ان «اولادنا وبناتنا لا يقرأون الصحف اليومية كما كنا نفعل نحن. هذا عصر الانترنت والتلفزيون والراديو. وإذا تربوا على هذه العادة، ولابد أن يتربوا عليها، سيكبرون ولن يكون اهتمامهم بالصحف اليومية مثل اهتمامنا نحن».

لكنه قال إن مصير الصحف الأميركية لم يصل مرحلة «الكارثة». وأن معظم الصحف تربح. وأن النشر تجارة رابحة «لأنك تخسر تكاليف نسخ معينة، ثم تربح مع زيادة عدد النسخ، ربما إلى ما لانهاية. «لكن سبب القلق هو أن الصحف المكتوبة ظلت تحتكر توزيع المعلومات منذ قرون، ثم وجدت نفسها فجأة أمام منافس جديد، يتطور ويتقدم كل يوم.

وأضاف بأن الأجيال الجديدة لن تهمل متابعة الأخبار، لكنها ستحصل عليها من مصادر غير الاعلام المكتوب، واقترح، لهذا، على ناشري الصحف أن يذهبوا إلى حيث الجيل الجديد، بنشر صحفهم في الانترنت، وبعرضها في التلفزيون، وبإذاعتها في الراديو.

وتنبهت شركات الإعلانات إلى ترجيح كفة إعلام الكومبيوتر. كسب موقع «غوغل» (Google) وحده إعلانات قيمتها ستة بلايين دولار خلال هذه السنة، ويساوي هذا ضعف ما كسب في السنة الماضية. ويتوقع أن يكسب في السنة القادمة إعلانات قيمتها عشرة بلايين دولار، مما سيجعله يتفوق في هذا المجال على شركات إعلامية عملاقة مثل «ان بي سي» و«يونيفرسال» و«تايم وورنر».

وعلّق كاتب عمود في مجلة «اديتور آند ببلشر» (محرر وناشر)، التي تتخصص في شؤون النشر والطباعة، قائلا «ها نحن نشاهد بداية انقراض ديناصورات الصحف. ها نحن نشاهد ولادة الصحف الشخصية»، ويقصد حصول كثير من الناس على الأخبار من الانترنت.

وأكدت ذلك مجلة «يو اس نيوز» في تقرير طويل أوضح أن الصحف والمجلات ليست الضحية الوحيدة. وأوضح أن غزو الانترنت سيؤثر على شركات عملاقة مثل «ديزني»، ليس فقط لأنها تملك شبكات تلفزيونية، ولكن، أيضا، لأن الانترنت يعيد تعريف كل شئ تقريباً في المجتمع الأميركي، حتى الترفية والمرح.

زاد دخل موقع «غوغل» (Google) سبعة أضعاف خلال الربع الثالث من هذه السنة. وزاد دخل منافسته «ياهو» (Yahoo) بنسبة أربعين في المائة. وتنبهت منافسة أخرى، «مايكروسوفت» التي تركز على صناعة الكومبيوتر وخدماته، وقررت زيادة منافسة «غوغل» (Google) و «ياهو»(Yahoo) في مجال المعلومات. وعرضت «أميركا اون لاين» نفسها للبيع لتدخل مجال المعلومات، أيضا. سيكون هذا تحولا كبيرا للشركة الرائدة في مجال الخدمات والبريد، لكن أكثر من مائة مليون زبون لا يزالوا يستعملونها، مما يدل على أنها كنز ثمين لمن يشتريها. (تخلى عنها ستيف كيس، مؤسسها، وأسس شركة لتقديم الخدمات الصحية، ربما لأنه أحس بالخطأ لأنه لم يتوقع ازدهار سوق المعلومات).

وانعكس كل هذا التركيز على المعلومات من جانب شركات الكومبيوتر على مصدر المعلومات التاريخي، وهي الاعلام المكتوب (الصحف والمجلات والكتب والمطبوعات). وبعد أن قلل الراديو والتلفزيون، خلال الخمسين سنة الماضية، الإقبال على الصحف، لابد أن الكومبيوتر سيقلله أكثر.

لماذا يتحول الناس عن الصحف اليومية؟ حكت دورية «كولمبيا جورناليزم ريفيو»، التي تصدرها مدرسة الصحافة في جامعة كولمبيا (في نيويورك)، قصة صحافية في جريدة يومية رئيسية تركت العمل الصحافي لسنة. لاحظت الصحافية، اول ما لاحظت، أنها توقفت عن قراءة جريدتها كما كانت تفعل. كانت تقراؤها كل يوم، من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة، وتعلق على ما تقرأ مع زملائها وزميلاتها في المكتب. لكنها، بعد ان ابتعدت عن المكتب وعن العمل الصحافي، أصبحت تقرأ أشياء معينة. ثم ترمي الجريدة جانبا. و«اكتشفت» الصحافية ان كثيرا مما تنشره جريدتها «عادي»، وبدأت تبحث عن «أشياء جديدة». ويعتقد ان هذا سبب رئيسي لقلة إقبال كثير من الناس على الصحف اليومية. وجدوها «عادية» في وقت ظهرت فيه أماكن «اثارة» جديدة، في الفضائيات وفي الانترنت. دافعت افتتاحية في دورية «كولمبيا جورناليزم ريفيو» عن الصحف، وقالت إنها تقدر على «تقديم تفاصيل وتحليلات لا يقدر عليها الاعلام الاكتروني». واقترحت الافتتاحية حوارا وطنيا لوقف «الكارثة» التي تواجه الاعلام المكتوب.

لكن د. بوهلمان قال لـ«الشرق الاوسط» إن الوضع لم يصل مرحلة «الكارثة»، رغم انه أكد تفوق الاعلام المكتوب في تقديم التفاصيل والتحليلات.

* انخفاض التوزيع اليومي، بالمقارنة من قبل ستة أشهر (حسب كمية التوزيع):

* «يو اس توداي»: 2,300,00 (واحد في المائة) «نيويورك تايمز»: 2,100,000 (واحد في المائة) «لوس انجلوس تايمز»: 840,000 (اربعة في المائة) «نيويورك ديلي نيوز»: 690,000 (اربعة في المائة) «واشنطن بوست»: 680,000 (اربعة في المائة) «بوسطن غلوب»: 400,000 (ثمانية في المائة) «سانفرانسسكو كرونيكل»: 400,000 (17 في المائة) «اتلانتا جورنال كونستتيوشن»: 360,000 (ثمانية في المائة) «كليفلاند بلين ديلر»: 340,000 (اربعة في المائة)