المهدى
11-14-2005, 09:55 AM
الولايات المتحدة أطلعت كبار مسؤولي وكالة الطاقة وحلفاءها على محتوياته من خطط إنتاج رأس حربي
نيويورك: ويليام برود وديفيد سانغر*
دعا مسؤولو استخبارات أميركيون ابرز الوجوه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاجتماع في قمة ناطحة سحاب تطل على نهر الدانوب في فيينا حيث كشفوا محتويات ما سموه بالكومبيوتر الإيراني المحمول الذي تمت سرقته.
وقام الأميركيون بعرض أكثر من ألف صفحة كانت موجودة داخل الكومبيوتر على شاشة وفيها تفاصيل كثيرة عن التجارب قالوا إنها تظهر الجهود الكثيرة المبذولة لتصميم رأس حربي نووي، حسبما قال ما يقرب من خمسة مشاركين أوروبيين وأميركيين في الاجتماع.
واعترف الأميركيون من البداية بأن الوثائق لا تثبت أن إيران تمتلك حاليا قنبلة نووية. لكنهم قدموا الوثائق لزيادة الضغط الدولي على إيران. وبينما لاقت هذه المعلومات الاستخباراتية قبولا في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي دققت في الوثائق منذ ما يقرب من عام فإنه كان أكثر صعوبة إقناع بلدان أخرى خارج الدائرة الضيقة من الحلفاء.
ويحتوي الكومبيوتر على دراسات تدور حول الرأس الحربي النووي حسبما قال مسؤولون أوروبيون وأميركيون قاموا بفحص المادة بما فيها الكرة الكاشفة عن المفجرات التي تقوم بإطلاق التفجير النووي. وحددت الوثائق انفجارا يقع فوق هدف يرتفع عنه بمسافة 2000 قدم.
مع ذلك فإن الشكوك حول هذه المعلومات الاستخباراتية مستمرة لدى بعض المحللين للشؤون الخارجية وهذا يعود بشكل خاص إلى ما قاله المسؤولون الأميركيون عن وجود حاجة لحماية مصدر المعلومات، وهذا ما دفعهم إلى رفض الكشف عن تفاصيل عمن جلب الكومبيوتر واكتفوا بالقول إنهم حصلوا عليه في منتصف عام 2004 من شخص لهم علاقة قديمة به داخل إيران. والأكثر من ذلك فإنه في هذه المرحلة من المواجهة مع إيران يأتي إلى الذهن موضوع تلك المعلومات الاستخباراتية الزائفة المتعلقة بأسلحة العراق غير التقليدية. ففي هذا المناخ وعلى الرغم من عدم وجود عدد كبير من البلدان المستعدة لتصديق إنكار إيران حول الأسلحة النووية فإن هناك القليل منها على استعداد كي تقبل بالمعلومات الاستخباراتية الأميركية المتعلقة بالأسلحة بدون طرح أسئلة. وقال دبلوماسي أوروبي عن الوثيقة «أنا أستطيع أن أفبرك هذه المعلومات. فهي تبدو جميلة لكنها مفتوحة للشكوك».
ورفض روبرت جوزيف وكيل وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون ضبط الأسلحة والأمن الدولي مناقشة أي مواد سرية واعتبر المعلومات بأنه واحدة من عدد كبير من المؤشرات «التي تقود جميعا إلى الاستنتاج بأن إيران تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية». وما زال المحللون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدرسون التصاميم التي يتضمنها الكومبيوتر المحمول ووجدوها أدلة قوية على مساعي إيران في هذا المضمار حسبما قال دبلوماسيون أوروبيون. وتشعر بعض البلدان، التي كانت تشك بصحة المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالعراق مثل فرنسا وألمانيا، بالقلق الشديد لما تشير إليه الاكتشافات المتعلقة بالرأس النووي حسبما قال الكثير من المسؤولين. لكن إدارة بوش التي يبدو أنها تفهم مشكلتها بما يتعلق بمدى مصداقيتها، لا تتكلم إلا عن الكومبيوتر المحمول ومحتوياته ضمن جلسات البوح السرية. وحتى الآن لا يوجد هناك سوى مسؤول أميركي واحد يشير إلى هذه الوثائق: قبل عام واحد وفي حديث مع الصحافيين نوه كولن باول الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك بالمعلومات الجديدة التي لها علاقة بالصواريخ الإيرانية. ومذ ذلك الوقت والتقارير في الصحف الأميركية راحت تكشف عن بعض التفاصيل حول المشروع الإيراني بما فيها الإعلان عن أن الولايات المتحدة حصلت على آلاف من صفحات الوثائق حول تطور الرؤوس النووية.
وفي مقابلات جرت خلال الأسابيع الماضية قام محللون ومسؤولون من ست دول أوروبية وآسيوية بالكشف عن صورة أكثر تفصيلية مما كشف عنه في المؤتمرات الصحافية السابقة. وتكلم هؤلاء شرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم تعهدوا بجعل المعلومات الاستخباراتية سرية. ودقق العلماء في مختبرات الأسلحة الأميركية ومحللون غير أميركيين الوثائق بحثا عن أي علامات تثبت أنها مزورة. إذ كان هناك قلق خاص في أن تكون الوثائق مزيفة شبيهة بتلك التي ظهرت قبل عدة سنوات لتظهر أن صدام حسين كان يسعى للحصول على اليورانيوم من النيجر. وقال مسؤولون إنهم وجدوا الوثائق المتعلقة بالرأس النووي والمكتوبة بالفارسية مقنعة بسبب دقتها التقنية وتجانسها ولأنها تظهر تقدما يجري على عمل في طور النمو ما بين عامي 2001 و2004. وقال مسؤول استخبارات أميركي اخطر بمحتوى الكومبيوتر الإيراني المحمول إنه بالنسبة للحكومة الأميركية «كان تاريخ المصدر الذي أوصل لهم الكومبيوتر جعل كل واحد واثقا تماما بأن ما وصل إليهم هو شيء حقيقي». وكإجراء لمواجهة الشكوك المحتملة التي تواجهها إدارة بوش قال مسؤولون إن السفير الأميركي للوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شاتل ظل يحذر البلدان الأخرى لاستشارة نظيره الفرنسي وقال مسؤول رفيع من وزارة الخارجية الأميركية «بما يخص العراق نحن لم نكن جميعا متفقين أما بخصوص ايران فإننا جميعا متفقون. وهذا ما يجلب الاهتمام».
*خدمة «نيويورك تايمز»
نيويورك: ويليام برود وديفيد سانغر*
دعا مسؤولو استخبارات أميركيون ابرز الوجوه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاجتماع في قمة ناطحة سحاب تطل على نهر الدانوب في فيينا حيث كشفوا محتويات ما سموه بالكومبيوتر الإيراني المحمول الذي تمت سرقته.
وقام الأميركيون بعرض أكثر من ألف صفحة كانت موجودة داخل الكومبيوتر على شاشة وفيها تفاصيل كثيرة عن التجارب قالوا إنها تظهر الجهود الكثيرة المبذولة لتصميم رأس حربي نووي، حسبما قال ما يقرب من خمسة مشاركين أوروبيين وأميركيين في الاجتماع.
واعترف الأميركيون من البداية بأن الوثائق لا تثبت أن إيران تمتلك حاليا قنبلة نووية. لكنهم قدموا الوثائق لزيادة الضغط الدولي على إيران. وبينما لاقت هذه المعلومات الاستخباراتية قبولا في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي دققت في الوثائق منذ ما يقرب من عام فإنه كان أكثر صعوبة إقناع بلدان أخرى خارج الدائرة الضيقة من الحلفاء.
ويحتوي الكومبيوتر على دراسات تدور حول الرأس الحربي النووي حسبما قال مسؤولون أوروبيون وأميركيون قاموا بفحص المادة بما فيها الكرة الكاشفة عن المفجرات التي تقوم بإطلاق التفجير النووي. وحددت الوثائق انفجارا يقع فوق هدف يرتفع عنه بمسافة 2000 قدم.
مع ذلك فإن الشكوك حول هذه المعلومات الاستخباراتية مستمرة لدى بعض المحللين للشؤون الخارجية وهذا يعود بشكل خاص إلى ما قاله المسؤولون الأميركيون عن وجود حاجة لحماية مصدر المعلومات، وهذا ما دفعهم إلى رفض الكشف عن تفاصيل عمن جلب الكومبيوتر واكتفوا بالقول إنهم حصلوا عليه في منتصف عام 2004 من شخص لهم علاقة قديمة به داخل إيران. والأكثر من ذلك فإنه في هذه المرحلة من المواجهة مع إيران يأتي إلى الذهن موضوع تلك المعلومات الاستخباراتية الزائفة المتعلقة بأسلحة العراق غير التقليدية. ففي هذا المناخ وعلى الرغم من عدم وجود عدد كبير من البلدان المستعدة لتصديق إنكار إيران حول الأسلحة النووية فإن هناك القليل منها على استعداد كي تقبل بالمعلومات الاستخباراتية الأميركية المتعلقة بالأسلحة بدون طرح أسئلة. وقال دبلوماسي أوروبي عن الوثيقة «أنا أستطيع أن أفبرك هذه المعلومات. فهي تبدو جميلة لكنها مفتوحة للشكوك».
ورفض روبرت جوزيف وكيل وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون ضبط الأسلحة والأمن الدولي مناقشة أي مواد سرية واعتبر المعلومات بأنه واحدة من عدد كبير من المؤشرات «التي تقود جميعا إلى الاستنتاج بأن إيران تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية». وما زال المحللون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدرسون التصاميم التي يتضمنها الكومبيوتر المحمول ووجدوها أدلة قوية على مساعي إيران في هذا المضمار حسبما قال دبلوماسيون أوروبيون. وتشعر بعض البلدان، التي كانت تشك بصحة المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالعراق مثل فرنسا وألمانيا، بالقلق الشديد لما تشير إليه الاكتشافات المتعلقة بالرأس النووي حسبما قال الكثير من المسؤولين. لكن إدارة بوش التي يبدو أنها تفهم مشكلتها بما يتعلق بمدى مصداقيتها، لا تتكلم إلا عن الكومبيوتر المحمول ومحتوياته ضمن جلسات البوح السرية. وحتى الآن لا يوجد هناك سوى مسؤول أميركي واحد يشير إلى هذه الوثائق: قبل عام واحد وفي حديث مع الصحافيين نوه كولن باول الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك بالمعلومات الجديدة التي لها علاقة بالصواريخ الإيرانية. ومذ ذلك الوقت والتقارير في الصحف الأميركية راحت تكشف عن بعض التفاصيل حول المشروع الإيراني بما فيها الإعلان عن أن الولايات المتحدة حصلت على آلاف من صفحات الوثائق حول تطور الرؤوس النووية.
وفي مقابلات جرت خلال الأسابيع الماضية قام محللون ومسؤولون من ست دول أوروبية وآسيوية بالكشف عن صورة أكثر تفصيلية مما كشف عنه في المؤتمرات الصحافية السابقة. وتكلم هؤلاء شرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم تعهدوا بجعل المعلومات الاستخباراتية سرية. ودقق العلماء في مختبرات الأسلحة الأميركية ومحللون غير أميركيين الوثائق بحثا عن أي علامات تثبت أنها مزورة. إذ كان هناك قلق خاص في أن تكون الوثائق مزيفة شبيهة بتلك التي ظهرت قبل عدة سنوات لتظهر أن صدام حسين كان يسعى للحصول على اليورانيوم من النيجر. وقال مسؤولون إنهم وجدوا الوثائق المتعلقة بالرأس النووي والمكتوبة بالفارسية مقنعة بسبب دقتها التقنية وتجانسها ولأنها تظهر تقدما يجري على عمل في طور النمو ما بين عامي 2001 و2004. وقال مسؤول استخبارات أميركي اخطر بمحتوى الكومبيوتر الإيراني المحمول إنه بالنسبة للحكومة الأميركية «كان تاريخ المصدر الذي أوصل لهم الكومبيوتر جعل كل واحد واثقا تماما بأن ما وصل إليهم هو شيء حقيقي». وكإجراء لمواجهة الشكوك المحتملة التي تواجهها إدارة بوش قال مسؤولون إن السفير الأميركي للوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شاتل ظل يحذر البلدان الأخرى لاستشارة نظيره الفرنسي وقال مسؤول رفيع من وزارة الخارجية الأميركية «بما يخص العراق نحن لم نكن جميعا متفقين أما بخصوص ايران فإننا جميعا متفقون. وهذا ما يجلب الاهتمام».
*خدمة «نيويورك تايمز»