المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة الفرنسية انطلقت من غرفة نوم ماري انطوانيت



جمال
11-14-2005, 06:55 AM
رجاء النقاش يفتح ملفات ملكات مثيرات أجنبيات وعربيات

في كتابه (ثلاثون عاماً مع الشعر والشعراء) تمنى الناقد المصري البارز رجاء النقاش أن يمنح الشعراء العرب بعض الأهمية للتاريخ الذي يضم مواقف هي الشعر نفسه مُستشهدا بقدرة شاعر مثل اليوناني قسطنطين كفافي على أن يكتشف في التاريخ قصائد كانت تنتظر من يغوص خلف الحدث ليصل الى الجوهر الانساني.

وفي كتابه الجديد (ملكة تبحث عن عريس) يسلط النقاش أضواء على مواقف تاريخية في حياة نساء عربيات وأجنبيات تسبب بعضها في تحويل مجرى التاريخ في بلادها وفي العالم كله كما حدث مع الملكة ماري أنطوانيت التي قال انها تسببت في انطلاق الثورة الفرنسية من غرفة نومها.
والكتاب الذي صدر سلسلة (كتاب اليوم) عن دار أخبار اليوم في القاهرة يقع في 224 صفحة متوسطة القطع ويضم 16 فصلا منها فصل عن زواج الملكة فيكتوريا (1819 - 1901) التي جلست على عرش بريطانيا 64 عاما ابتداء من عام 1837 وفصلا عن سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التي قتلت العام 1952 في الولايات المتحدة في ظروف غامضة.
وأشار النقاش الى أن الثورة الفرنسية التي انطلقت عام 1789 تعود جذورها الى عام 1766 عندما فكر لويس الخامس عشر ملك فرنسا في أمر زواج حفيده لويس السادس عشر الذي كان في الثانية عشرة واختار له أميرة تصغره بعام واحد هي ابنة امبراطورة النمسا ليضمن وقف الصراع بين البلدين متصورا أن الزواج السياسي سيجد حلولا لمشكلات عجزت عن حلها الجيوش.
وتم الزواج في العام 1770 وشهدت الليلة الاولى للزواج مشكلة سببت قلقا لدى الأُسرتين بل عاصمتي البلدين اذ "فوجئت العروس الجميلة ماري أنطوانيت أن زوجها لويس السادس عشر يعاني من عجز واضح وفادح" لعيب عضوي استمر سبع سنوات الى أن تخلص منه الزوج العام 1777 بجراحة أعادته الى الحالة الطبيعية.
وقال النقاش ان صعود لويس السادس عشر الى عرش فرنسا عام 1775 بعد وفاة جده لويس الخامس عشر كان من الأسباب التي دفعته للتعجيل باجراء الجراحة حيث أصبحت القضية سياسية تخص وراثة العرش الفرنسي إذ لابد أن يكون للملك وريث من زوجته التي أصبحت ملكة.
وأشار الى ان الملوك والأمراء في أوروبا كانوا يسخرون في مجالسهم ورسائلهم من عجز الملك الذي لم يعُد سرا بل تحولت تلك المأساة الى "أغان شعبية انتشرت في كل مكان وأصبح الجميع يرددون هذه الاغاني التي تسخر من الملك والملكة وكانت كلها أغنيات رمزية ولكنها مفهومة للجميع... انقلبت هذه الاغاني الى أشعار فاحشة."
وقال: ان فرنسا والنمسا ومعظم العواصم الاوروبية عاشت أزمة سياسية ناتجة عن أزمة في غرفة نوم الملكة إذ أدى عجز زوجها طوال سبع سنوات الى نتائج وصفها بالخطيرة والمأساوية منها أنه سقط تحت إرادة زوجته التي بحثت عن وسائل أخرى للتعويض عن عجز الزوج منها السهر ولعب القمار والبحث بجنون عن الجديد في الأزياء والجواهر كما امتد نفوذها الى إدارة شؤون البلاد دون أن تكون لديها الدراية أو الحكمة الكافية.
وأشار الى أنها ظلت صاحبة الكلمة في كل شيء حتى بعد أن أُجريت للملك جراحة وأصبح زوجا حقيقيا وأبا لأُسرة.
ونقل النقاش عن الكاتب ستيفان زفايج أنه قال في كتابه (ماري أنطوانيت) ان "تحطيم الهيبة الملكية في فرنسا لم يبدأ مع سقوط سجن الباستيل وانما بدأ بهذه القصة الزوجية في قصر فرساي."
وأُعدم الملك عام 1793 بعد أربع سنوات على قيام الثورة التي غيرت وجه أوروبا والعالم. ولحقت به الملكة التي أُعدمت في العام نفسه.
وللنقاش الذي احتفل المثقفون في مصر العام الماضي بعيد ميلاده السبعين كتب نقدية منها (أبو القاسم الشابي.. شاعر الحب والثورة) و(عباقرة ومجانين) و(نساء شكسبير) و(قصة روايتين) وهو دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي (ذاكرة الجسد) للجزائرية أحلام مستغانمي و(وليمة لأعشاب البحر) للسوري حيدر حيدر.
وبرز النقاش وهو في مطلع العشرينيات ناقدا يعبر من خلاله الأدباء العرب الى الحياة الأدبية وقدم عددا من أبرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنا ومنهم الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الأول (مدينة بلا قلب) والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه العام 1969 كتاب (محمود درويش شاعر الأرض المحتلة) والروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة (موسم الهجرة الى الشمال).