مقاوم
11-13-2005, 01:00 AM
الحياة» التقت الطفل راندي ضحية الجريمة المنظمة في بغداد ...
أربيل – لينا سياوش - الحياة
عاش راندي (10 اعوام)، في بغداد، قصة اختطاف مرعبة على يد عصابة مسلحة، نجا منها عبر دفع والده فدية وصلت الى 20 الف دولار اميركي، لكن هاجس الخوف ما زال مسيطراً على عائلته التي لجأت الى كردستان العراق كمحطة أولى للهرب الى الخارج، على رغم أنها بعيدة مئات الكيلومترات من العاصمة.
«الحياة» زارت عائلة راندي في مكان اقامتها الجديد وسألت الطفل وعائلته عن تفاصيل عملية الخطف ووقائعها.
http://www.daralhayat.com/special/features/11-2005/Item-20051111-80a720af-c0a8-10ed-0170-44c5542ca9c9/Randy_15.jpg_200_-1.jpg
راندي. (الحياة)
قال راندي لـ «الحياة»: «ألعب عادة في البيت مع اخوتي، فوالدتي حذرتنا من اللعب في الخارج، لكنني في ذلك اليوم اردت زيارة صديقي وشراء شيء من الدكان القريب من بيتنا». وأضاف: «خرجت من البيت لزيارة بيت صديقي الذي يبعد قرابة عشرين متراً من بيتنا وفوجئت بسيارة جيب سوداء تتوقف في شكل مفاجئ وسط الشارع، ترجل منها شخصان بحجة وجود عطل في إطار السيارة، الوقت كان السابعة مساءً والشارع هادئ لا حركة فيه، لم أهتم لأمر السيارة بل واصلت المشي وما هي إلا لحظات حتى توجه أحد الشخصين اليّ وطار بي مسرعاً الى السيارة»!! ويضيف «حاولت الصراخ كثيراً لكن صوتي كان مخنوقاً من الخوف... الخوف من الموت هو ما كان يسيطر علي في ذلك الوقت لم أقو على لملمة قوتي لأطلاق صوتي».
استعادة تلك الوقائع جددت مخاوف راندي الذي توقف فجأة عن الحديث، وهنا بدأت الوقائع تتداخل على نحو غير منطقي، فالخوف لم يترك للذاكرة الحفاظ على تسلسل ما حدث له!! لكنه يتذكر جيداً تلك الضربة الموجعة بكعب المسدس وُجهت اليه من أحد الأشخاص الخمسة الذين كانوا في السيارة لأيقافه عن البكاء.
وتابع: «قبل وصولنا الى مكان الأحتجاز عصبوا عيني بعصبة من القماش وقبل أن يدخلوني الى البيت الذي كان وسط سوق مزدحم في وسط المدينة رفعوا العصبة عن عيني... ما زلت أتذكر المنزل حيث كان رئيس العصابة في أنتظارنا. حصل ذلك أمام مرأى زوجته الحامل وأبنائه الثلاثة، فكل أفراد العائلة كانوا على علم بعمليات الأختطاف التي يقوم بها رب العائلة وجميع المخطوفين كانوا يحتجزون في بيت العائلة»!!
لاحقاً علم راندي من خلال ما سمعه من الأطفال في البيت المحتجز فيه، بأن رب العائلة هو رئيس عصابة الخطف، كما علم بوجود أكثر من وكر لاحتجاز المخطوفين وان أفراد العصابة «لم يكونوا الخمسة الذين قاموا باختطافه فقط».
سألته «الحياة» هل كان هناك أطفال مخطوفون معك في البيت؟ فأجاب «نعم، كان هناك صبي يكبرني بعامين تقريباً أشبعوه ضرباً في أحدى المرات لأنه اعطاهم عنواناً وهمياً لبيت أهله، وسمعت بأن طفلاً آخر في الخامسة من عمره كان مختطفاً سُلم الى عائلته بعد أخذ مبلغ منهم». وتابع: «كنت أشعر بخوف ورعب من كل ما يحيط بي، لم أحاول الهرب او السؤال عن ما لا يجوز لي السؤال عنه، كانت زوجة رئيس العصابة تقدم لي وجبات الطعام وكانت تسمح لي بالذهاب الى الحمام بعد أن أطلب منها ذلك، ولم يكن مسموحاً لنا الخروج الى الحديقة».
ورداً على سؤآل عن زيارات الجيران مثلاً لهذه العائلة أن البيت كان يقع وسط السوق؟ قال: «نعم، لكن أهل البيت كانوا يقولون إنني من أحد أقربائهم وإن والدي تركني عندهم لفترة». وأضاف: «قاموا بتسجيل صوتي في كاسيت بعد ان طلبوا مني اعطاء معلومات عن اسمي واسم عائلتي كي يتأكد اهلي أنني مختطف ويدفعوا المبلغ الذي طلبوه منهم».
ووالدا راندي اللذان افسحا المجال لراندي لان يسرد ما حدث له، رجعا بعد الانتهاء من الحديث. قالت الأم معلقة وهي تشكر ربها: «الخاطفون كانوا رحيمين بابني ولم يؤذوه، لكن عمليات الخطف والاغتصاب والقتل والأحزمة الناسفة تطورت في بغداد الآن». أضافت: «أبني لم يستطع الخروج من البيت بعد الحادثة لفترة طويلة حتى الحديقة كان ممنوعاً اللعب فيها، لكنه أفضل وضعاً الآن».
والد راندي قال: «احد الخاطفين اتصل بي بعد مرور 24 ساعة على أختطافه طالباً مبلغ 300 الف ورقة من فئة المئة دولار, ويبدو ان المتصل لم يكن يعرف كم يعني ذلك». تابع: «لكن بعد مفاوضات بيننا وبين «الشيخ»!! (وسيط بين العصابة وعائلة المخطوف) وله حصته من المال من الطرفين, وبعد ومفاوضات جانبية أخرى، دفعت 20 الف دولار، موزعة بين العصابة والوسطاء وبالطبع كان للشيخ حصة منها»!!
ويشرح والد راندي دور «العلاس» الذي لعب دوراً فعالاً في خطف ابنه: «هو شخص يكون عادة من منطقة سكن الشخص المخطوف نفسها يزود العصابة بمعلومات عن الاهداف الجيدة للخطف في مقابل مبلغ من المال يتفق عليه وينتهي دوره عند هذا الحد».
سلم راندي الى عائلته بعد استلام العصابة المبلغ في قهوة البيروتي في منطقة «كريعات» قرب الأعظمية في بغداد
أربيل – لينا سياوش - الحياة
عاش راندي (10 اعوام)، في بغداد، قصة اختطاف مرعبة على يد عصابة مسلحة، نجا منها عبر دفع والده فدية وصلت الى 20 الف دولار اميركي، لكن هاجس الخوف ما زال مسيطراً على عائلته التي لجأت الى كردستان العراق كمحطة أولى للهرب الى الخارج، على رغم أنها بعيدة مئات الكيلومترات من العاصمة.
«الحياة» زارت عائلة راندي في مكان اقامتها الجديد وسألت الطفل وعائلته عن تفاصيل عملية الخطف ووقائعها.
http://www.daralhayat.com/special/features/11-2005/Item-20051111-80a720af-c0a8-10ed-0170-44c5542ca9c9/Randy_15.jpg_200_-1.jpg
راندي. (الحياة)
قال راندي لـ «الحياة»: «ألعب عادة في البيت مع اخوتي، فوالدتي حذرتنا من اللعب في الخارج، لكنني في ذلك اليوم اردت زيارة صديقي وشراء شيء من الدكان القريب من بيتنا». وأضاف: «خرجت من البيت لزيارة بيت صديقي الذي يبعد قرابة عشرين متراً من بيتنا وفوجئت بسيارة جيب سوداء تتوقف في شكل مفاجئ وسط الشارع، ترجل منها شخصان بحجة وجود عطل في إطار السيارة، الوقت كان السابعة مساءً والشارع هادئ لا حركة فيه، لم أهتم لأمر السيارة بل واصلت المشي وما هي إلا لحظات حتى توجه أحد الشخصين اليّ وطار بي مسرعاً الى السيارة»!! ويضيف «حاولت الصراخ كثيراً لكن صوتي كان مخنوقاً من الخوف... الخوف من الموت هو ما كان يسيطر علي في ذلك الوقت لم أقو على لملمة قوتي لأطلاق صوتي».
استعادة تلك الوقائع جددت مخاوف راندي الذي توقف فجأة عن الحديث، وهنا بدأت الوقائع تتداخل على نحو غير منطقي، فالخوف لم يترك للذاكرة الحفاظ على تسلسل ما حدث له!! لكنه يتذكر جيداً تلك الضربة الموجعة بكعب المسدس وُجهت اليه من أحد الأشخاص الخمسة الذين كانوا في السيارة لأيقافه عن البكاء.
وتابع: «قبل وصولنا الى مكان الأحتجاز عصبوا عيني بعصبة من القماش وقبل أن يدخلوني الى البيت الذي كان وسط سوق مزدحم في وسط المدينة رفعوا العصبة عن عيني... ما زلت أتذكر المنزل حيث كان رئيس العصابة في أنتظارنا. حصل ذلك أمام مرأى زوجته الحامل وأبنائه الثلاثة، فكل أفراد العائلة كانوا على علم بعمليات الأختطاف التي يقوم بها رب العائلة وجميع المخطوفين كانوا يحتجزون في بيت العائلة»!!
لاحقاً علم راندي من خلال ما سمعه من الأطفال في البيت المحتجز فيه، بأن رب العائلة هو رئيس عصابة الخطف، كما علم بوجود أكثر من وكر لاحتجاز المخطوفين وان أفراد العصابة «لم يكونوا الخمسة الذين قاموا باختطافه فقط».
سألته «الحياة» هل كان هناك أطفال مخطوفون معك في البيت؟ فأجاب «نعم، كان هناك صبي يكبرني بعامين تقريباً أشبعوه ضرباً في أحدى المرات لأنه اعطاهم عنواناً وهمياً لبيت أهله، وسمعت بأن طفلاً آخر في الخامسة من عمره كان مختطفاً سُلم الى عائلته بعد أخذ مبلغ منهم». وتابع: «كنت أشعر بخوف ورعب من كل ما يحيط بي، لم أحاول الهرب او السؤال عن ما لا يجوز لي السؤال عنه، كانت زوجة رئيس العصابة تقدم لي وجبات الطعام وكانت تسمح لي بالذهاب الى الحمام بعد أن أطلب منها ذلك، ولم يكن مسموحاً لنا الخروج الى الحديقة».
ورداً على سؤآل عن زيارات الجيران مثلاً لهذه العائلة أن البيت كان يقع وسط السوق؟ قال: «نعم، لكن أهل البيت كانوا يقولون إنني من أحد أقربائهم وإن والدي تركني عندهم لفترة». وأضاف: «قاموا بتسجيل صوتي في كاسيت بعد ان طلبوا مني اعطاء معلومات عن اسمي واسم عائلتي كي يتأكد اهلي أنني مختطف ويدفعوا المبلغ الذي طلبوه منهم».
ووالدا راندي اللذان افسحا المجال لراندي لان يسرد ما حدث له، رجعا بعد الانتهاء من الحديث. قالت الأم معلقة وهي تشكر ربها: «الخاطفون كانوا رحيمين بابني ولم يؤذوه، لكن عمليات الخطف والاغتصاب والقتل والأحزمة الناسفة تطورت في بغداد الآن». أضافت: «أبني لم يستطع الخروج من البيت بعد الحادثة لفترة طويلة حتى الحديقة كان ممنوعاً اللعب فيها، لكنه أفضل وضعاً الآن».
والد راندي قال: «احد الخاطفين اتصل بي بعد مرور 24 ساعة على أختطافه طالباً مبلغ 300 الف ورقة من فئة المئة دولار, ويبدو ان المتصل لم يكن يعرف كم يعني ذلك». تابع: «لكن بعد مفاوضات بيننا وبين «الشيخ»!! (وسيط بين العصابة وعائلة المخطوف) وله حصته من المال من الطرفين, وبعد ومفاوضات جانبية أخرى، دفعت 20 الف دولار، موزعة بين العصابة والوسطاء وبالطبع كان للشيخ حصة منها»!!
ويشرح والد راندي دور «العلاس» الذي لعب دوراً فعالاً في خطف ابنه: «هو شخص يكون عادة من منطقة سكن الشخص المخطوف نفسها يزود العصابة بمعلومات عن الاهداف الجيدة للخطف في مقابل مبلغ من المال يتفق عليه وينتهي دوره عند هذا الحد».
سلم راندي الى عائلته بعد استلام العصابة المبلغ في قهوة البيروتي في منطقة «كريعات» قرب الأعظمية في بغداد