المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناقشة للضجة المفتعلة حول التشيع في الجزائر



الدكتور عادل رضا
11-12-2005, 09:49 PM
الواقع الثقافي ومستقبل الآخر في الجزائر:
"مناقشة للضجة المفتعلة حول التشيع"
بقلم: الدكتور جواد حيدر(*)
لعل الواقع الثقافي الجزائري الحالي هو واقع حساسيات و إنفعالات و جبن ثقافي رغم تداول مفردات العولمة و الحوار و المصالحة والسلام والتواصل و التعايش و التسامح. أو أنه أزمة صحية في حد ذاته وحاجة ملحة كذلك، بل معرفة الأمر تستدعي الاستعانة بأكثر من اختصاص.حيث أن كل جزء من الواقع الثقافي يحيل على أكثر من حقل بحثي تحليلي. فالعصبيات كما التخلف الفكري كما الجبن الثقافي ، كما مفاهيم الحوار و التعايش و السلم و المصالحة لا تحيل فقط على علم الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع أو غيرها بل تحيل كذلك على منظومات القيم السائدة وعلى التركيبة الذهنية التي تشتغل عليها الثقافة في بلادنا. معنى هذا أنه لو سلمنا جدلا بأن الجدالات العقيمة و التخلف الفكري الواقع و الجبن الثقافي المستشري، هي محكومة حتما بخلفيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها، و هي محكومة أيضا بمنظومات القيم الثقافية والرمزية الغائبة عن إحكام و تسيير كل هذه الحقول الإنسانية، و التي من شأنها البناء الثقافي و التأسيس الاجتماعي والانفتاح على الحياة نهاية المطاف. نرى أن كل هذا الواقع ،هو في الغالب الأعم ، خبال ثقافي ونتاج منظومة قيم غريبة عن روح الهوية الإسلامية الجزائرية، كرست ظاهرة التهميش و الإقصاء و الوصاية الفكرية و الدينية خطابا في البداية و الآن تحاول أن ترسخها واقعا أو ممارسة. و لربما المواطنة تكون أكثر تأثرا بهذه الثقافة الفرعونية ذات المنظومة الفكرية النازية، لأنها في المحصلة تجسيد للمواطنة بشكلها السلبي و غير العادل.ماذا أقصد تحديدا؟ أقصد من هذا بأن المواطنة كما الثقافة بل من مقوماتها، إنما هي بداية المطاف ونهايته، و نتاج القيم المفروضة و المعبرة عن التصورات الذاتية للفاعلين في المجتمع الثقافي الجزائري ، و نظرتهم للآخر وللكون و للحياة بصرف النظر عن مفهوم الحريات و الحقوق و الواجبات في هذا الفضاء السوسيوثقافي.
والثقافة في الجزائر بدورها ولعقود خلت لم تنتبه لهذه الفتنة الثقافية التي حيكت خيوطها في الخفاء ، بل قل أنها هي التي أقامتها وأسست لخلفياتها بوعي أو بدونه.وبالتالي فانتشار و تفشي هذه الثقافة الاستبدادية في أوساطنا ليس من صدى العولمة الثقافية ولا من مسؤوليتها (وهي التي جعلت من الحوار الثقافي والإعلام الحر و البحث العلمي و من حقوق الإنسان شعارات لها)، بل من تردي المناخ الثقافي الجزائري العام و الديني منه خاصة الذي واكب عصور الأصولية والجهاد المموه و الإختراقات الإستكبارية لمنظوماته الفكرية و المنهجية ناهيك عن تبعيته الفقهية وإستغراقه في المقدسات التاريخية و تحديقه بالأبطال دون البطولات و الشرد عن قراءة و تمحيص تراثه الإسلامي بروح التقوى و الإصلاح. من هنا كان لابد من استحضار هذا الواقع ومساءلته، وقد لا يتعدى كلامي هنا سوى اجترار ما سبق للأستاذ مالك بن نبي رحمه الله أن حسمه واعتبره من شبه تحصيل الحاصل في كتابه شروط النهضة و قراءات الأخ الفاضل الدكتور رشيد بن عيسى و ملاحظات الباحث الإجتماعي الهواري عدي و رؤى الرئيس الجزائري للاجتماع الإسلامي، و يمكن لمعرفة حقيقة هذا الوضع بدقة ، إستقراء الظاهرة السيكولوجية المعروفة بالنكوص(1) – "REGRESSION" و التي تطرق لها الدكتور أسعد الإمارة --رئيس قسم علم النفس في كلية الآداب و التربية في الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك - في مقالته العلمية الاخيرة .
كما إنه من التجاوز الصارخ التطرق لأي أمر من الأمور بلا علم و لا موضوعية، كما يجري الحديث عن " التشيع " في حالة العديد من البلدان والشعوب التي تتخذ من الثقافة العربية الإسلامية مرجعية لها أو تستمد منها جيناتها الرمزية على الأقل لثلاثة اعتبارات كبرى:
الاعتبار الأول: أن التشيع الإسلامي المتحدث عنه زمن العولمة و تكنولوجيا الإعلام والاتصال هو خط فكري إسلامي إنساني ، "القاعدة" فيه المنطق الإسلامي (الكتاب و السنة). دون أن ننسى أن الثقافة الإنسانية بداية هذا القرن فرضت الحوار و التعايش و الانفتاح على الأطياف الثقافية الموجودة بالساحة وهذا أمر لا يتعذر التحاجج بشأنه في الجزائر كبلد إسلامي كما في غيرها.
الاعتبار الثاني: وهذا اعتقاد خاص، أن التشيع عبر التاريخ لصيق بالتصدي للاستكبار الكاسح للمجتمعات الإسلامية و الاختراقات الثقافية، أكثر ما هو مستغرق في التاريخ و الأنا ،و سمته الجوهرية أنه تيار فكري إسلامي متوازن و متجانس يعتمد على التفكير الجمعي و الانفتاح على العصر والمستقبل.
ليس التلميح هنا فقط إلى ما يروج من أدبيات التكفير و الدعايات المغرضة حول التشيع في الجزائر وحركيته المقلقة لأقطاب الحراك الإسلامي ، وهذه الحال في الطبيعة النفسية للإسلاميين الجزائريين طبيعية لا عجب فيها، لكن الفاتن في هذا كله هو ارتكان الحراك الإسلامي في الجزائر إلى حالة من ردة الفعل ، وهذه حقيقة، و يبدو تاريخيا –الحراك الإسلامي -أبعد ما يكون عن الفعل الإيجابي في جوهره وفي العصر بالجزائر...ولذلك الثقافة الإسلامية التاريخية السائدة في الجزائر تخشى و ترفض أن تضع نفسها في المحك الثقافي في قبال التشيع الإسلامي .
الاعتبار الثالث: ويتعلق فيما أعتقد في ظاهرة "الوصاية الدينية" التي يتعرض لها الواقع الثقافي الإسلامي .
هذا أمر لا يطال فقط ما يسمى بشيعة الجزائر" (الفاطميين أو المستبصرين) بل يتعداهم إلى المشتغلين بالعلوم الإنسانية وغيرها.
لذلك كله فإن ثقافة الآخر وحقوقه أصبحت تخضع للتعتيم والتشويه و التخريب بالجزائر من لدن أذناب الخوارج الجدد و العباسيين المعاصرين، حيث لا أعتقد أن إكتشاف هذه الحقيقة متعذر كثيرا إذ أن رياح الأصولية الوهابية هي من الرياح الموسمية في التاريخ الإسلامي الجزائري الحديث منذ الحركة الإصلاحية الباديسية حتى الحركة الإسلامية الراهنة ،كونها لا تجديد في حراكها مقارنة بالحركات الثقافية العلمانية الموجودة بالساحة الثقافية الجزائرية.
ما يهمنا أكثر في مأزقنا الحراكي الإسلامي الجزائري هو جزؤه الثاني المتعلق بالكواليس وجل النبهاء الجزائريين من الرئيس بوتفليقة إلى المواطن النبيه الذي ذاق جمرات فتنة التسعينات، كلهم يعرف أن أطرافا تشتغل منذ مدة على تثبيط الحريات و الحقوق والتعددية و الديموقراطية و المصالحة و التعايش بالجزائر وعلى إستخدام أطراف تحمل الإسلام كما حمله عبد الله بن أبي .
والحديث على خلفيات الهجمة الشرسة على التشيع بالجزائر يوحي لي شخصيا، كمبتلى بها منذ عقدين تكفيرا وسبابا، أن الهوية الإسلامية بصدد استهداف من لدن طرف ما. وهذا أمر لا يمكن للمرء أن يزايد بشأنه، إذ الضجة المفتعلة و القائمة حالا هي في جزء كبير منها إستراتيجية إستكبارية تعمد إلى التخلف المزركش بالمصالح الذاتية للبلهاء .
كما أن التشيع في الجزائر هو حقيقة تاريخية إلى حد بعيد و براء من إتهامات المتخلفين التي غالبا ما تكون عرضة لها الأفكار الجديدة في أي مجتمع إنساني مقيد مفاهيميا، و ليست هناك، فيما أتصور، فكر خير من فكر ولا امتياز لقوم على آخرين و لا مصداقية لمذهب على مذهب إلا بالإنسانية و الانفتاح و التسامح و التعايش....و التقوى وإلى حد ما بقوة البصيرة التي تأخذ من الدين و الحياة و التاريخ مرجعية لنسقها الحراكي في الواقع و في رمزيتها المكلفة. معنى هذا أن التشيع أو التسنن اليوم ليس أحدهما الأقوى أو الأفضل أو الأكثر تعبيرا عن الإسلام ولكن مسمى العصر " التكتلات" فيما يعنيه أن أي الأمة لا تقاس بقوتها الكامنة بداخلها بقدر ما يكمن في مدى قدرتها على إنتاج القيم الإنسانية وترويجها على نطاق واسع...أعني الوحدة الإسلامية كمطلب هو أيضا مناعة عظيمة من فيروسات الإستكبار و التخلف .
وعلى هذا الأساس، فطالما أن ثقافة الوحدة الإسلامية غائبة على ألسنة عموم رجال الدين و مواقفهم و فتواهم وأيضا كمحور عقائدي لدى المسلم فإن قدرته على المواجهة والصمود (ناهيك عن التعايش) تبقى محدودة للغاية إذا لم نقل كارثية، ليس بالجزائر فقط و لكن كل المجتمعات الإسلامية برمتها.
وننتهي إلى أن مصطلح التعايش أصبح شرطا أساسيا من شروط تقدم المجتمعات التعددية، حيث لا يمكننا أن نتحدث عن رقي في الثقافة الإجتماعية في غياب أبسط شروط التعايش . و اصطلاح "التعايش" هو اصطلاح إبستيمولوجي يستدعي مصطلحات (مسهلات و مفاعلات ثقافية) أخرى كالحوار و التسامح و المصالحة و الانفتاح و التعاون و الإصلاح و التجديد و المسؤولية و الحرية كمبحث أساسي في الاجتماعات الإنسانية و يفترض الاستمرارية في الزمن أكثر ما يفترض التواصل ، إذ التعايش عنوان البداية لنهاية مساوئ إجتماعية قائمة وسائدة.
على هذا الأساس، أعتبر أننا في الجزائر بحاجة إلى إصلاح ثقافي و تطهير لمنظومة الثقافة من الأمراض النفسية و الحساسيات النخبوية و الوصايات الفكرية و الأمراض الإجتماعية المتفشية، أكثر ما نحن بحاجة إلى ترسيخ " القيم" السائدة أو العمل على تجذيرها.
لأن الثقافة لم تعد في الجزائر محكومة بمنطق التعايش و الانفتاح و الرحابة ، التي كانت تحكمها بل على العكس تماما. إنها أصبحت في حاجة ماسة إلى تحقيق إصلاح لمنظومتها و نفسها وتعبئة محيطها لذلك.
معنى هذا أنه لم يعد من المجدي إفتعال الضجات تجاه الآخر "الجواني " بقدر ما أصبح مهما أن نتحاور مع إرهاصاته وتداعياته ولربما أيضا تجاوزاته .ليس من خلال الخطاب فقط بل وبالأساس من خلال تجديد الممارسة الإجتماعية للحريات و المواطنة كحق و واجب كي لا يصبح الآخر "عبءا" ، بل عضوا في جسد الخلاص من تبعات قد لا تبدو اليوم ذات معنى يذكر وهي مع الأسف كثيرة ومتشعبة في ظل التدين البروتستانتي المتزمت، كما بالمجتمع كما بالثقافة كما بالإقتصاد و السياسة.

وإذا كانت الجزائر قد سعت في السنوات الأخيرة إلى تفعيل المصالحة الوطنية ، ما الذي يجعل أطراف جزائرية تسعى اليوم إلى صب الزيت على نار الحساسيات وإثارة الضجات المفتعلة ؟ وما هي الأهداف المتوخاة من ذلك؟
إن الأطراف التي سعت الأيام الأخيرة للتعبير عن ضجرها و مخاوفها من التشيع الإسلامي في الجزائر متناسية النهوض اليهودي للمطالبة بالإعتراف و الحقوق وناهيك عن التنصير المتوغل في الصحراء و بلاد القبائل، كل هذا أعتقد أنه جزء من مسلسل التمويه الصهيوني الذي يستغل دوما أطراف بليدة و أخرى منافقة و ثالثة حاقدة لتمرير و تسهيل نجاح مخططاته الإستكبارية و اللاإنسانية التي عملت و تعمل عليها الصهيونية العالمية لتعميق التخلف في المجتمعات الإسلامية.
لا ألمح هنا إلى طرف معين بذاته(و لكن اللبيب بالإشارة يفهم) ،ولنا أن نتذكر ما فعلته الأعداء في العشرية السوداء ويفعلونه دوما و دائما بهدف إرباك الجزائر التي تقف دوما مع القضية الفلسطينية و واقفة حاليا مع القضية العراقية و مع سوريا و لبنان والجمهورية الإسلامية في إيران بخصوص قضية ملفها النووي و خطاب رئيسها في ذكرى أسبوع الوحدة الإسلامية و القدس ،مستهدفين –الأعداء –ضرب كل ما توفر للجزائر من العزيمة والقدرة على بناء منظومتها الاجتماعية بثقافة التعايش و السلم و المصالحة.
بينما الخطر بالنسبة للمجتمع الجزائري و معظم مجتمعات المغرب العربي ماعدا المغرب الأقصى بنسبة أقل ، أنها لا تحتكم على المناعة الثقافية الكافية لدرء التخلف الفكري، بل هي تبدو في مرحلة مخاض ثقافي عسير... وواقعها الإجتماعي في هذا المضمار ضعيف لا يتقبل الجدليات العلمية أو الصمود بالميدان الفكري لأنه يعيش عدوى الجبن الثقافي على مستوى الفكر الديني.
صحيح أن الهوية الجزائرية عربية إسلامية و تملك مناعة داخلية كامنة تحول دون المس بجوهرها، لكن طبيعة العصر تفترض إعارة الأولوية لمقومات ومفاعلات المناعة تلك .أعني نقد الذات و الحوار و الاعتراف بالتعددية و الإختلاف كسنن وجودية اجتماعية و تقويم الثقافة السائدة و تفعيل القيم الإسلامية الغائبة في ظل الأهواء و المصالح الطاغية على واقع التدين بالجزائر.
ومن المفروض قبل الخوض في الحديث عن " التشيع في الجزائر"، لابد أن نستنطق ظاهرة "البروز اليهودي" و واقع التنصير . لأن فلسفة "العداوة" لا تتغير و ملامح الصراع ثابتة في العالم الإسلامي معروفة. الذي تغير هو الوعي فأصبح لا وعي ، فهيمن الجهل و التخلف و التعصب و البلادة و النفاق و كل ما هنالك من أمراض بني إسرائيل...
بالتالي، فالتحدي القائم أمام الجزائري المسلم، لا يكمن في التشيع الذي هاجمه المتخلفون و المنافقون و المتاجرون بمستقبل الجزائر، بقدر ما هو كامن في حدة التحدي اليهودي و النصراني ودرجته، حيث بدأ يثبت أركانه إنطلاقا من تونس و المغرب الأقصى و وجد أنه لابد أن يحرك الطائفية بالجزائر ليستوطن في جنح ليلها. وعلى هذا الأساس، أعتقد أن إحدى شروط درء هذا السرطان يبدأ بالوعي العميق بقيمة الوحدة الوطنية المستمدة روحها من الوحدة الإسلامية كما بدرجة ممارستها وليس في إطار الخطاب الأجوف.
وإن العوائق القائمة في وجه الوعي الإسلامي أصلا، كامنة في القائمين على الشأن الإسلامي بالجزائر ( أحزاب و جمعيات و علماء و زوايا و مثقفين و أئمة مساجد...) والثقافة جزء من هذا الشأن العام. علما أن الحقيقة الإسلامية لا تفترض توفر السلطة التاريخانية أو الديموغرافية ، بل تتطلب المنظومة العلمية المتثاقفة و المنفتحة، و الرؤية الضرورية للمنطق الإسلامي. وهذا أمر غير قائم ولا متوفر بالجزائر حيث لا قيمة للعلم ومعاييره في الفضاءات الاجتماعية الإسلامية و بالمعايير الحديثة وبالتالي لا اعتبار للحوار العلمي يذكر. فكيف للشيعي الجزائري يتنفس بحرية وأن يعبر عن رؤاه الإسلامية والسياق العام السائد يخنقه و يكفره و يعارضه إذا لم نقل يحاربه؟ كيف له أن يسهم في التنشئة الإجتماعية و التثاقف و المناعة و المستقبل بمعارفه وهو غير قادر على ضمان الحد الأدنى من المواطنة لنفسه ولعائلته.
هذا إشكال جوهري وخطير، إذ كل إنسان يعطي بالقدر الذي يرى في عطائه تقديرا وتقييما واعترافا. وهو أمر بين الحراك الإسلامي الجزائري وبينه بون شاسع.
نحن الآن في الجزائر بصدد تشكل ردود فعل متباينة في خصوص التشيع. لست أدري لماذا تأخرت حتى الآن و إنساق وراء كذا خطابات أناس ، هم أبعد ما يكونون عن المنطق الإسلامي"لاتقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"(الإسراء /36) ولم يتسن لهم أن يفهموا حتى أو يستسيغوا السياق الذي جاءت- الخطابات- في ظله فبالأحرى أن يكون التفاعل على النقيض منها. هذا هو داء الإستحمار الذي شأنه أعمق و أخطر. بالتالي، فالتحدي القائم، الحاضر كما المستقبلي، للثقافة في الجزائر سيكون حتما على هذا المستوى دون سواه من المستويات الأخرى على أهميتها.
أما الحديث الآن عن إمكانية إحياء ثقافة التعايش وتحقيق قسمة عادلة بين الأطياف. لا أعتقد أنه بإمكاننا الخوض فيه، لأن إنتاج تعايش من المنظومة الثقافية الحالية مستحيل لأنها إقصائية في توجهاتها، انتقائية في أسلوب تعاطيها مع الآخر واستبدادية له في ذاتها. و إنني لعلى يقين بأن المخلصين من أهل الجزائر(سنة و شيعة و صوفية و إباضية و ما هنالك من تعددية ببلاد الجزائر ) سينكبون على تشخيص شامل و دقيق لهذه المرحلة، و اقتراح ما هو جدير بدعم مستقبل الوطن و استقراره السياسي و الاجتماعي الذي ساهم الجميع في تحقيقه دون استثناء.كما أنني واثق من أنهم سيعملون بمجموع عناصر الارتباط بينهم و باقي الحقول الاجتماعية و الاقتصادية ناهيك عن العقيدة الإسلامية ليجعلوا من هذه الضجة واقع إيجابي يصب في اتجاه الواجب الوطني الذي لا يتناقض مع المسؤولية الإسلامية الكبرى.
نافلة النقاش، هذه رؤيتي مفتوحة،لكل عقل جزائري، متمنيا لذوي العقول اللبيبة و النفوس التقية و القلوب الطاهرة كل التوفيق و النجاح في العمل من أجل الجزائر ، حتى ينبثق التعايش الوطني ،و وفقنا الله لما فيه مصلحة بلادنا و وحدة شعبنا ، و سدد خطانا و أعاننا على تحقيق ما نصبو إليه جميعا بما يرضي الله و النبي الأكرم (ص) و آله الأطهار (ع) و صحبه الأخيار (ض) ، و يرضي ضمائرنا، إنه سبحانه و تعالى سميع مجيب .
(*) باحث اجتماعي جزائري
(1) - ظاهرة مرضية تنتاب الفرد ذو الشخصية الإنطوائية، بحيث تولد لديه سلوكيات طفولية ،و تتطور الحالة إلى أن تدخل مرحلة الحيلة ،و يقول علماء النفس أنها تلاحظ هذه الظاهرة السلوكية غالبا عند الأشخاص الذين شهدوا فقرا أموميا في طفولتهم .
ali214500@yahoo.fr

لمياء
04-25-2007, 01:47 AM
الى متى سوف يبقى الشيعة مضطهدون في الجزائر ؟

الأمازيغي
05-18-2007, 03:36 PM
هناك دعوات للقتل توجهها صحف جزائرية ماجورة اضافة الى دعوات لقتل الشيعة واعتقالهم تنطلق من المساجد اللتي اصبح الكثير منها مراكز لنشر الارهاب ونشر ثقافة الحقد و الكره.
اقترح على الدكتور صاحب المقال وهو متشيع جزائري ان يلم شيعة الجزائر في الخارج شملهم ويؤسسوا جمعية تمثل الشيعة الجزائريين ويتصلون با الامم المتحدة وبسائر جمعيات حقوق الانسان و الاقليات للضغط على الحكومة الجزائرية لرفع هذا الظلم عن الشيعة الجزائريين.
واقترح عليهم محاكمة الصحافيين و ائمة مراكز الارهاب اللذين يدعون لقتل واعتقال الشيعة الجزائريين بتهمة التحريض على القتل و العنف الطائفي.
كما ادعوهم للضغط على الحكم حتى يسمح للشيعة ببناء مساجد وحسينيات اللتي يمنعون من بنائها وايضا الضغط على الحكومة لوقف سياسة مصادرة الكتب الشيعة ومنعها من البيع و التداول حتى في المعرض الدولي للكتاب اللذي منعوا فيه كل دور النشر الشيعية العام الماضي من البيع وكانوا ثلاثة دور نشر في حين سمحوا لمئات دور النشر السنية و الاباضية ببيع الكتب.