مجاهدون
11-12-2005, 03:33 PM
طالبات كلية الطب يروين تجاربهن مع المشرحة: الشعور بالخوف والرهبة يتبددان ثم تصبح الأمور طبيعية
جدة: أمل قبضايا
شعور بالرهبة والخوف والقلق ينتاب معظم طلبة كلية الطب الجدد، فجأة يجدون انفسهم وجها لوجه امام جثة بتفاصيلها ورائحة الفورمالين داخل المشرحة التي يتلقون فيها محاضراتهم العلمية، خاصة في مادة التشريح. فكيف يتغلب المستجدون على مشاعر الرهبة والخوف والغثيان؟
الطالبات المستجدات بكلية الطب، يخضن تجارب أكثر رعبا في ايامهن الاولى، لكن سرعان ما يعتدن على مناظر الدماء والجثث التي تقشعر لها الابدان.
تحكي أسماء قدري، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الطب تجربتها الاولى بقولها: »عندما دخلت المشرحة لأول مرة، انتابني إحساس بالرهبة الشديدة والتوتر والشعور بالذنب تجاه هذه الجثة، على اعتبار أننا بتشريحنا لها نتعدى على حرمه الموتى، وبالتالي سيعاقبنا الله، وأذكر أنني امتنعت عن حضور المحاضرات العلمية الخاصة بالمشرحة لأول مرة، لكنني بعد ذلك اضطررت لحضورها نظرا لتأثيرها المباشر على درجة استيعابي للمواد النظرية، إلى جانب ارتباط حضورها بالحصول على درجات كبيرة أنا في أشد الحاجة إليها. مر عامان على اول دخول لي للمشرحة، لقد اعتدت على رؤية الجثث وانتهى شعوري بالخوف منها. أذكر انه في أثناء دراستي في الفرقة الثانية، كان المحاضر يشرح تفاصيل الرقبة مستعينا بإحدى الجثث، وكانت لرجل في الأربعينات من عمره، وإذا برقبته تنفصل عن جسده، وبالطبع لم أتمالك نفسي وصرخت بأعلى صوتي، لكن بعد ذلك أصبحت المشرحة ومادة التشريح أفضل المواد لديّ».
ابتهال غلاب، طالبة بالفرقة الرابعة، تقول: »شعرت ببعض الخوف والقلق في البداية، لكنني اعتدت بعد ذلك على رؤية الجثث في المشرحة، بل والتعامل المباشر معها، لأن هذه دراستي التي اخترتها، كما أنه مجال عملي في المستقبل، لكن الشيء الوحيد الذي يضايقني كثيرا برغم من مرور عامين على دخولي المشرحة للدراسة العملية، هو رائحة الفورمالين النفاذة، التي توضع على الجثث لحفظها من التعفن. نحن ندرس ونتعلم بالاستعانة بجثة متوفى لكي نستطيع بعد ذلك إنقاذ إنسان حي».
أما مروة محمد، طالبة بالفرقة الثالثة، فتقول: >منذ صغري وأنا أتمنى الالتحاق بكلية الطب، وبالطبع كنت أعرف جيدا أن التشريح ودخول المشرحة من المواد الأساسية بها، وأذكر في المرة الأولى التي دخلت فيها المشرحة للتدريب العملي على جثث الموتى، فوجئت بأنني لم أجد أي جثة كاملة التكوين، كما كنت اعتقد، بل مجموعة هياكل عظمية وبعض العظام المنفصلة لجسد الإنسان، وكان هذا هو أسلوب الاساتذة في الكلية لتعويد الطالبات على الجو العام داخل المشرحة، ولكي لا تحدث لهن صدمة في بداية تعاملهن مع جثث الموتى، وأن أكثر ما يضايقني هو رائحة الفورمالين النفاذة من الجثث، خاصة أن المشرحة الموجودة في الكلية تقع بالدور الأرضي في مكان مغلق تقريبا، وبالتالي تنعدم فيه وسائل التهوية الجيدة، كما أن مادة الفورمالين تحول لون الجثث إلى اللون البني الغامق، وهو ما يثير خوف الكثير من الطالبات».
وتقول أفنان زكريا، الفرقة الثالثة: >في بداية التحاقي بكلية الطب كنت قلقة للغاية من مجرد التفكير في دخولي إلى المشرحة وقيامي بتشريح جثث لأشخاص موتى، لكنني بعد فترة بدأت اعتاد على ذلك، خاصة أن هذه هي الوسيلة لاستيعاب المواد الدراسية الصعبة، واعتقد أن دراستنا في هذا المكان تسهم في زيادة الوازع الديني لدينا، كما أنها تجعلنا أكثر هدوءا، وبعد فترة من الدراسة ينقلب الإحساس بالخوف والرهبة إلى رغبة شديدة في المعرفة والفضول العلمي».
وتشرح أميرة سالم، الطالبة بالفرقة الرابعة: »لقد أحسست برهبة كبيرة في بداية الأمر، لكن بمرورالوقت أصبح دخول المشرحة وملامسة جثث الموتى وتشريحها، شيئا عاديا، بل انني لا أبالغ إذا قلت ان محاضرات التشريح بالنسبة لي أصبحت تشبه تماما بقية المحاضرات في الكلية، بل أحيانا تصبح هذه المحاضرة مهمة جدا بالنسبة لنا إذا كان الدرس النظري المضاهي لها صعبا وبالتالي ليس أمأمنا لفهمه سوى التدرب عليه عمليا».
وتقول إيمان أحمد صالح، طالبة بالفرقة الثالثة »المشكلة الأساسية التي تواجه الطالبات في كلية الطب، خاصة عند بداية التحاقهن بها، هي المبالغات الكثيرة غير الحقيقية التي يطلقها البعض على الجو العام في محاضرات التشريح، بل أحيانا يصور بعض الطالبات غرفة المشرحة بغرفة الإعدام، لكن بعد اندماج الطلبة في الدراسة وشعورهم بحتمية حاجتهم إلى محاضرات التشريح لاستيعاب الدراسات الطبية الصعبة، يبدأ الاعتياد على المشرحة والتعامل مع جثث الموتى. لأننا في النهاية لا نعبث بها كما يتصور البعض، لكن هدفنا المعرفة لإنقاذ آلاف من الأحياء بعد ذلك».
ويقول عبد الرحمن الخربيي، طالب بالفرقة الثالثة: >بالرغم من شعوري بالخوف عند بداية دخولي إلى غرفة المشرحة في محاضرة التشريح، فإنني بعد فترة اعتدت على الأمر، خاصة أنني اقتنعت بعد فترة بأن ما نفعله في الجثث ليس تمزيقا لها أو انتهاكا لحرمة الموتى، لكننا مضطرون بسبب الطبيعة الخاصة للدراسات الطبية التي تحتاج إلى مزيج ضروري بين المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، ومن الطريف أن غرفة المشرحة لا تمثل أية مشكلة بالنسبة لي سوى ما يتعلق برائحة الفورمالين النفاذة».
وهناك سؤال قد يتبادر إلى الأذهان وهو: من أين يجلب المسؤولون في كلية الطب هذه الجثث لكي يدرس عليها الطلاب ويقومون بتشريحها؟..
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة علياء خليل، الأستاذ المشارك بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، قائلة: »هذه الجثث تأتي من خارج السعودية عن طريق كلية الطب الخاصة بالبنين، ثم تقوم الإدارة بتوزيعها على ثلاجة الموتى الخاصة بكلية الطب الخاصة بالطالبات، كما أن هذه الجثث تكون في الأغلب لأشخاص تعرضوا لحوادث بشعة أدت إلى صعوبة التعرف عليهم بعد موتهم، وبالتالي يتم الاحتفاظ بجثثهم في ثلاجة الموتى لمدة شهر، فإن لم يتعرف عليهم أحد، يتم وضع الجثث في مادة الفورمندهيت أو( الفورمالين) للحفاظ عليها من التعفن، ثم يتم احضارها إلى البلاد وتحويلها إلى كلية الطب لتقوم الطالبات بتشريحها والاستعانة بها في دراستهن».
جدة: أمل قبضايا
شعور بالرهبة والخوف والقلق ينتاب معظم طلبة كلية الطب الجدد، فجأة يجدون انفسهم وجها لوجه امام جثة بتفاصيلها ورائحة الفورمالين داخل المشرحة التي يتلقون فيها محاضراتهم العلمية، خاصة في مادة التشريح. فكيف يتغلب المستجدون على مشاعر الرهبة والخوف والغثيان؟
الطالبات المستجدات بكلية الطب، يخضن تجارب أكثر رعبا في ايامهن الاولى، لكن سرعان ما يعتدن على مناظر الدماء والجثث التي تقشعر لها الابدان.
تحكي أسماء قدري، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الطب تجربتها الاولى بقولها: »عندما دخلت المشرحة لأول مرة، انتابني إحساس بالرهبة الشديدة والتوتر والشعور بالذنب تجاه هذه الجثة، على اعتبار أننا بتشريحنا لها نتعدى على حرمه الموتى، وبالتالي سيعاقبنا الله، وأذكر أنني امتنعت عن حضور المحاضرات العلمية الخاصة بالمشرحة لأول مرة، لكنني بعد ذلك اضطررت لحضورها نظرا لتأثيرها المباشر على درجة استيعابي للمواد النظرية، إلى جانب ارتباط حضورها بالحصول على درجات كبيرة أنا في أشد الحاجة إليها. مر عامان على اول دخول لي للمشرحة، لقد اعتدت على رؤية الجثث وانتهى شعوري بالخوف منها. أذكر انه في أثناء دراستي في الفرقة الثانية، كان المحاضر يشرح تفاصيل الرقبة مستعينا بإحدى الجثث، وكانت لرجل في الأربعينات من عمره، وإذا برقبته تنفصل عن جسده، وبالطبع لم أتمالك نفسي وصرخت بأعلى صوتي، لكن بعد ذلك أصبحت المشرحة ومادة التشريح أفضل المواد لديّ».
ابتهال غلاب، طالبة بالفرقة الرابعة، تقول: »شعرت ببعض الخوف والقلق في البداية، لكنني اعتدت بعد ذلك على رؤية الجثث في المشرحة، بل والتعامل المباشر معها، لأن هذه دراستي التي اخترتها، كما أنه مجال عملي في المستقبل، لكن الشيء الوحيد الذي يضايقني كثيرا برغم من مرور عامين على دخولي المشرحة للدراسة العملية، هو رائحة الفورمالين النفاذة، التي توضع على الجثث لحفظها من التعفن. نحن ندرس ونتعلم بالاستعانة بجثة متوفى لكي نستطيع بعد ذلك إنقاذ إنسان حي».
أما مروة محمد، طالبة بالفرقة الثالثة، فتقول: >منذ صغري وأنا أتمنى الالتحاق بكلية الطب، وبالطبع كنت أعرف جيدا أن التشريح ودخول المشرحة من المواد الأساسية بها، وأذكر في المرة الأولى التي دخلت فيها المشرحة للتدريب العملي على جثث الموتى، فوجئت بأنني لم أجد أي جثة كاملة التكوين، كما كنت اعتقد، بل مجموعة هياكل عظمية وبعض العظام المنفصلة لجسد الإنسان، وكان هذا هو أسلوب الاساتذة في الكلية لتعويد الطالبات على الجو العام داخل المشرحة، ولكي لا تحدث لهن صدمة في بداية تعاملهن مع جثث الموتى، وأن أكثر ما يضايقني هو رائحة الفورمالين النفاذة من الجثث، خاصة أن المشرحة الموجودة في الكلية تقع بالدور الأرضي في مكان مغلق تقريبا، وبالتالي تنعدم فيه وسائل التهوية الجيدة، كما أن مادة الفورمالين تحول لون الجثث إلى اللون البني الغامق، وهو ما يثير خوف الكثير من الطالبات».
وتقول أفنان زكريا، الفرقة الثالثة: >في بداية التحاقي بكلية الطب كنت قلقة للغاية من مجرد التفكير في دخولي إلى المشرحة وقيامي بتشريح جثث لأشخاص موتى، لكنني بعد فترة بدأت اعتاد على ذلك، خاصة أن هذه هي الوسيلة لاستيعاب المواد الدراسية الصعبة، واعتقد أن دراستنا في هذا المكان تسهم في زيادة الوازع الديني لدينا، كما أنها تجعلنا أكثر هدوءا، وبعد فترة من الدراسة ينقلب الإحساس بالخوف والرهبة إلى رغبة شديدة في المعرفة والفضول العلمي».
وتشرح أميرة سالم، الطالبة بالفرقة الرابعة: »لقد أحسست برهبة كبيرة في بداية الأمر، لكن بمرورالوقت أصبح دخول المشرحة وملامسة جثث الموتى وتشريحها، شيئا عاديا، بل انني لا أبالغ إذا قلت ان محاضرات التشريح بالنسبة لي أصبحت تشبه تماما بقية المحاضرات في الكلية، بل أحيانا تصبح هذه المحاضرة مهمة جدا بالنسبة لنا إذا كان الدرس النظري المضاهي لها صعبا وبالتالي ليس أمأمنا لفهمه سوى التدرب عليه عمليا».
وتقول إيمان أحمد صالح، طالبة بالفرقة الثالثة »المشكلة الأساسية التي تواجه الطالبات في كلية الطب، خاصة عند بداية التحاقهن بها، هي المبالغات الكثيرة غير الحقيقية التي يطلقها البعض على الجو العام في محاضرات التشريح، بل أحيانا يصور بعض الطالبات غرفة المشرحة بغرفة الإعدام، لكن بعد اندماج الطلبة في الدراسة وشعورهم بحتمية حاجتهم إلى محاضرات التشريح لاستيعاب الدراسات الطبية الصعبة، يبدأ الاعتياد على المشرحة والتعامل مع جثث الموتى. لأننا في النهاية لا نعبث بها كما يتصور البعض، لكن هدفنا المعرفة لإنقاذ آلاف من الأحياء بعد ذلك».
ويقول عبد الرحمن الخربيي، طالب بالفرقة الثالثة: >بالرغم من شعوري بالخوف عند بداية دخولي إلى غرفة المشرحة في محاضرة التشريح، فإنني بعد فترة اعتدت على الأمر، خاصة أنني اقتنعت بعد فترة بأن ما نفعله في الجثث ليس تمزيقا لها أو انتهاكا لحرمة الموتى، لكننا مضطرون بسبب الطبيعة الخاصة للدراسات الطبية التي تحتاج إلى مزيج ضروري بين المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، ومن الطريف أن غرفة المشرحة لا تمثل أية مشكلة بالنسبة لي سوى ما يتعلق برائحة الفورمالين النفاذة».
وهناك سؤال قد يتبادر إلى الأذهان وهو: من أين يجلب المسؤولون في كلية الطب هذه الجثث لكي يدرس عليها الطلاب ويقومون بتشريحها؟..
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة علياء خليل، الأستاذ المشارك بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، قائلة: »هذه الجثث تأتي من خارج السعودية عن طريق كلية الطب الخاصة بالبنين، ثم تقوم الإدارة بتوزيعها على ثلاجة الموتى الخاصة بكلية الطب الخاصة بالطالبات، كما أن هذه الجثث تكون في الأغلب لأشخاص تعرضوا لحوادث بشعة أدت إلى صعوبة التعرف عليهم بعد موتهم، وبالتالي يتم الاحتفاظ بجثثهم في ثلاجة الموتى لمدة شهر، فإن لم يتعرف عليهم أحد، يتم وضع الجثث في مادة الفورمندهيت أو( الفورمالين) للحفاظ عليها من التعفن، ثم يتم احضارها إلى البلاد وتحويلها إلى كلية الطب لتقوم الطالبات بتشريحها والاستعانة بها في دراستهن».