أمان أمان
12-19-2025, 12:30 AM
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف (https://ar.irna.ir/news/86028381/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%AC%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D8%A3%D9%8A-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7)
https://img9.irna.ir/d/r2/2025/12/17/4/172594152.jpg?ts=1765973370382 (https://img9.irna.ir/d/r2/2025/12/17/4/172594152.jpg?ts=1765973370382)
17/12/2025
نفى وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، بعض التكهنات بشأن المفاوضات بين طهران وواشنطن؛ قائلا : إن إيران لم تبعث أي رسالة إلى الجانب الأمريكي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الايراني ونظيره الروسي "سيرغي لافروف" في ختام المفاوضات الثنائية بموسكو اليوم الاربعاء؛ حيث اكد عراقجي بأن ايران لم تغادر طاولة الدبلوماسية، بل الأمريكيون انفسهم خانوا الدبلوماسية عندما شنوا عدوانا عسكريا على إيران وهم على طاولة المفاوضات".
وأضاف، أن "الجمهورية الاسلامية ستعيد النظر في هذا الملف، إذا ما صححت أمريكا نهجها وأبدت استعدادها للتفاوض من موقع الندية والاحترام المتبادل وعلى أساس المصالح المشتركة"؛ مبينا في الوقت نفسه أن "طهران لم تقتنع بعد، بوجود مثل هذه الجاهزية لدى الجانب الأمريكي".
وصرح وزير الخارجية، أنه "بناء على التجربة التي اكتسبتها إيران خلال العام الماضي، فإن ما تقصده واشنطن بالتفاوض هو فرض الإملاءات، بينما التفاوض الحقيقي لا يمكن أن يتم إلا عندما تقوم أمريكا بتعديل سلوكها والاستعداد لمفاوضات عادلة تهدف إلى تحقيق المصالح المتبادلة"؛ مشددا على أن "ما عجز الأمريكيون عن تحقيقه عبر العمل العسكري لن يتمكنوا من تحقيقه على طاولة المفاوضات أيضا"، مؤكدا بأن "طاولة التفاوض يجب أن تقوم على التوازن والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
الدول الأوروبية الثلاث لم تعد تملك أي قدرة على التفاوض
وفي رده على سؤال بشأن التفاوض مع الجانب الأوروبي، أكد "عراقجي" أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة؛ مشددا على أن الدول الأوروبية الثلاث لم تعد تملك أي قدرة أو أهلية للتفاوض، وأن هذه الترويكا (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) من خلال تفعيلها غير القانوني لآلية الزناد (سناب باك) قد فقدت عمليا آخر أدواتها وإمكاناتها التفاوضية، ولذلك لا ترى إيران أي مبرر لإجراء حوار جديد معها.
وتابع وزير الخارجية الإيراني : إيران تعتقد بأن الدول الاوروبية الثلاث لم يكن لها الحق في استخدام آلية "سناب باك"، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه روسيا؛ مؤكدا بأنه على أرض الواقع لم يحدث شيء سوى أن هذه الدول فقدت آخر أدواتها، ومن ثم لا يوجد أي موضوع أو سبب لإجراء محادثات مع الجانب الأوروبي حول الملف النووي.
اتفاق القاهرة أصبح ملغى من وجهة نظر إيران
وبشأن آفاق التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد قصف منشآت إيران النووية من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، قال "عراقجي : الجمهورية الاسلامية ورغم التزامها بالتعهدات في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تؤكد أن الهجمات الأخيرة على منشآتها النووية قد غيرت الحقائق الميدانية، من أن الوكالة الدولية تفتقر إلى البروتوكولات اللازمة لتفتيش المواقع التي تعرضت للهجوم.
وفي اشارة إلى مباحثاته مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي"، قال : سألت السيد غروسي إن كان لدى الوكالة بروتوكول لتفتيش المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت للهجوم، فأجاب بـ "لا".
وتابع "عراقجي" : لا يمكن إجراء أي تفتيش ما لم يتم وضع أطر جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية والسلامة؛ مردفا : إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق جيد بشأن أطر التفتيش في القاهرة، ولكن بالنظر إلى الإجراءات العدائية للدول الأوروبية الثلاث، فإن اتفاق القاهرة قد أُلغي من وجهة نظرنا، وبناء عليه، وفق القانون الصادر عن مجلس الشورى الإيراني، يجب تقديم جميع طلبات الوكالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ويتم البت فيها حالة بحالة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني : نحن ملتزمون بتعهداتنا، لكن بالنظر إلى التجارب الأخيرة ووفقا لقرار المجلس، فإن اتخاذ القرار بشأن طلبات الوكالة سيكون من اختصاص المجلس الأعلى للأمن القومي حصرا.
الغارات الأمريكية والإسرائيلية لم تنه التكنولوجيا المحلية ولا إرادة إيران
وأكد "عراقجي" أن إيران، بصفتها عضوا ملتزما بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تلتزم بكافة تعهداتها، لكنها لن تتنازل عن حقوقها القانونية بموجب هذه المعاهدة؛ منوها بأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، هو حق أصيل لإيران، وأن هذا الحق يظل قائما رغم الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني على أن الغارات الأمريكية و"الإسرائيلية" ضد المنشآت النووية الإيرانية، رغم ما ألحقت ببعض المباني والمعدات من أضرار، لم تنه التكنولوجيا المحلية للبلاد ولم تضعف إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ مشيرا إلى وجود توافق واضح بين روسيا وإيران على المستوى الدولي لمواجهة نظام الهيمنة، والتصدي للابتزاز، والمعايير المزدوجة للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
إيران تعارض أي وجود لقوى أجنبية في منطقة القوقاز
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كانت المباحثات مع نظيره الروسي شملت قضايا منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، قال وزير خارجية ايران : نحن أجرينا مشاورات جيدة في هذا الصدد، ومواقفنا واضحة تماما؛ مردفا، ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى بأن الأمن والاستقرار في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى يجب أن يضمنهما دول المنطقة نفسها".
وأشار إلى أن إيران اقترحت آلية "3+3" للقوقاز وتتابع هذا المسار بجدية؛ موضحا أن "التخطيط لعقد اجتماع وزراء خارجية هذه الآلية جار حاليا"، وأكد على أن "إيران تعارض بشكل قاطع أي وجود لقوى أجنبية في منطقة القوقاز، وأن هذا الموقف أُبلغ للجيران والشركاء الإقليميين".
وتابع وزير الخارجية الإيراني : طهران وموسكو تتفقان في هذا المجال على أن أي قوة أو دولة خارج المنطقة لا ينبغي أن تتدخل في شؤون الأمن في القوقاز أو تهدد استقرار المنطقة.
نثق بحسن نوايا روسيا تجاه إيران
ولفت "عراقجي" الى أن "روسيا لطالما أكدت حق إيران في البرنامج النووي وحقها في التخصيب، وقد دعمت هذا الحق"؛ مشيرا إلى التعاون بين طهران وموسكو في المجال النووي، بما في ذلك محطة بوشهر للطاقة النووية، وأضاف أن "روسيا لعبت دورا إيجابيا وبناء في مفاوضات الاتفاق النووي وكانت مساعدة في هذا الإطار".
وأوضح، أن "روسيا اتخذت موقفا بناء وقانونيا وحازما لدى مجلس الأمن الدولي بشأن الإجراءات غير القانونية للدول الأوروبية الثلاث، وكذلك فيما يخص الغارات الأمريكية والإسرائيلية على إيران"؛ مؤكدا "نحن نشكر موسكو على هذه المواقف ونثق بهذا البلد وبحسن نواياها، وكلما استطاعت روسيا لعب دور إيجابي في هذه القضايا وغيرها، سنرحب بذلك".
تحديد جدول أعمال التعاون بين وزارتي خارجية إيران وروسيا للثلاث سنوات المقبلة
كما صرح "عراقجي"، أن العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وخاصة هذا العام، وأن توقيع معاهدة الشراكة الستراتيجية الشاملة بين البلدين أعطى دفعة إضافية للتعاون ودخله مرحلة جديدة.
وأردف وزير الخارجية الإيراني، أن "هذه المعاهدة أصبحت الآن قيد التنفيذ، وأن الجانبين يتحركان وفق الرؤية المحددة فيها"؛ متابعا "في الاتفاق الذي وقع اليوم مع وزير الخارجية الروسي، تم تحديد جدول أعمال وزارتي خارجية البلدين للسنوات 2026–2028م، ليكون بمثابة خارطة طريق للتعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة"، كما نوه بأن "علاقات إيران وروسيا تتميز بالشمولية والكمال في جميع المجالات".
الاتفاق على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وروسيا في فبراير 2026
وأشار "عراقجي" إلى أن رئيسي إيران وروسيا قد عقدا 5 لقاءات خلال العام ونصف العام الماضيين وكان آخره يوم الجمعة الماضي في عشق آباد، حيث تم بحث القضايا الثنائية والدولي وهو ما يعكس المستوى العالي للعلاقات الثنائية بين البلدين؛ مضيفا أن اللقاءات والمشاورات المنتظمة بين وزيري خارجية البلدين مستمرة بشكل دائم.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن "العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا شهدت توسعا ملحوظا"؛ لافتا إلى تقدم التعاون في مجالات الطاقة والنقل والترانزيت خاصة في المشروع الستراتيجي لممر الشمال–الجنوب وإنشاء خط السكة الحديدية رشت–آستارا.
كما أوضح وزير الخارجية أنه "تم خلال اليوم التباحث مع وزير الخارجية الروسي حول تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين الجامعات في البلدين، وجرى التوصل إلى اتفاقات في هذا المجال فضلا عن استمرار التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية كما في السابق".
"عراقجي" اكد في مؤتمره الصحفي المشترك مع لافروف اليوم، أن "المباحثات شملت القضايا الإقليمية، لا سيما منطقة جنوب القوقاز وأفغانستان وأوكرانيا وفلسطين والجرائم التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي هناك، إضافة إلى الموضوع النووي الإيراني وعدد من القضايا الإقليمية الأخرى".
وأشار إلى أن التجارة الثنائية تسير في مسار تصاعدي، وأن هناك مجالات جديدة لتوسيعها قيد المتابعة، قائلا : إن الاجتماع القادم للجنة الاقتصادية المشتركة، الذي يشمل 17 مجموعة عمل متخصصة، سيعقد في فبراير 2026م.
التعاون بين إيران وروسيا في مواجهة العقوبات
وأشار "عراقجي" إلى أن إيران وروسيا تتفقان في مواجهة العقوبات والإجراءات الأحادية، وتتعاونان بشكل وثيق في إطار المنظمات الدولية والإقليمية؛ مبينا أن البلدين عضوان في مؤسسات مثل مجموعة الـ"بريكس"، ومنظمة شانغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ويواصلان التنسيق والتفاعل المشترك بنشاط.
وأضاف، أن إيران وروسيا تتعاونان لمواجهة العقوبات غير القانونية الأمريكية، مضافا الى التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات والتنسيق العملياتي، كما تدعمان المبادرات الدولية المعارضة للإجراءات القسرية والعقوبات الأحادية.
وتابع وزير الخارجية الإيراني :
في هذا الإطار، تم تشكيل مجموعة "أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة" بعضوية إيران وروسيا والصين ودول أخرى، وتدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل إجراءات دولية تواجه نظام الهيمنة والتسلط والبلطجة الأمريكية.
https://img9.irna.ir/d/r2/2025/12/17/4/172594152.jpg?ts=1765973370382 (https://img9.irna.ir/d/r2/2025/12/17/4/172594152.jpg?ts=1765973370382)
17/12/2025
نفى وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، بعض التكهنات بشأن المفاوضات بين طهران وواشنطن؛ قائلا : إن إيران لم تبعث أي رسالة إلى الجانب الأمريكي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الايراني ونظيره الروسي "سيرغي لافروف" في ختام المفاوضات الثنائية بموسكو اليوم الاربعاء؛ حيث اكد عراقجي بأن ايران لم تغادر طاولة الدبلوماسية، بل الأمريكيون انفسهم خانوا الدبلوماسية عندما شنوا عدوانا عسكريا على إيران وهم على طاولة المفاوضات".
وأضاف، أن "الجمهورية الاسلامية ستعيد النظر في هذا الملف، إذا ما صححت أمريكا نهجها وأبدت استعدادها للتفاوض من موقع الندية والاحترام المتبادل وعلى أساس المصالح المشتركة"؛ مبينا في الوقت نفسه أن "طهران لم تقتنع بعد، بوجود مثل هذه الجاهزية لدى الجانب الأمريكي".
وصرح وزير الخارجية، أنه "بناء على التجربة التي اكتسبتها إيران خلال العام الماضي، فإن ما تقصده واشنطن بالتفاوض هو فرض الإملاءات، بينما التفاوض الحقيقي لا يمكن أن يتم إلا عندما تقوم أمريكا بتعديل سلوكها والاستعداد لمفاوضات عادلة تهدف إلى تحقيق المصالح المتبادلة"؛ مشددا على أن "ما عجز الأمريكيون عن تحقيقه عبر العمل العسكري لن يتمكنوا من تحقيقه على طاولة المفاوضات أيضا"، مؤكدا بأن "طاولة التفاوض يجب أن تقوم على التوازن والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
الدول الأوروبية الثلاث لم تعد تملك أي قدرة على التفاوض
وفي رده على سؤال بشأن التفاوض مع الجانب الأوروبي، أكد "عراقجي" أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة؛ مشددا على أن الدول الأوروبية الثلاث لم تعد تملك أي قدرة أو أهلية للتفاوض، وأن هذه الترويكا (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) من خلال تفعيلها غير القانوني لآلية الزناد (سناب باك) قد فقدت عمليا آخر أدواتها وإمكاناتها التفاوضية، ولذلك لا ترى إيران أي مبرر لإجراء حوار جديد معها.
وتابع وزير الخارجية الإيراني : إيران تعتقد بأن الدول الاوروبية الثلاث لم يكن لها الحق في استخدام آلية "سناب باك"، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه روسيا؛ مؤكدا بأنه على أرض الواقع لم يحدث شيء سوى أن هذه الدول فقدت آخر أدواتها، ومن ثم لا يوجد أي موضوع أو سبب لإجراء محادثات مع الجانب الأوروبي حول الملف النووي.
اتفاق القاهرة أصبح ملغى من وجهة نظر إيران
وبشأن آفاق التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد قصف منشآت إيران النووية من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، قال "عراقجي : الجمهورية الاسلامية ورغم التزامها بالتعهدات في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تؤكد أن الهجمات الأخيرة على منشآتها النووية قد غيرت الحقائق الميدانية، من أن الوكالة الدولية تفتقر إلى البروتوكولات اللازمة لتفتيش المواقع التي تعرضت للهجوم.
وفي اشارة إلى مباحثاته مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي"، قال : سألت السيد غروسي إن كان لدى الوكالة بروتوكول لتفتيش المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت للهجوم، فأجاب بـ "لا".
وتابع "عراقجي" : لا يمكن إجراء أي تفتيش ما لم يتم وضع أطر جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية والسلامة؛ مردفا : إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق جيد بشأن أطر التفتيش في القاهرة، ولكن بالنظر إلى الإجراءات العدائية للدول الأوروبية الثلاث، فإن اتفاق القاهرة قد أُلغي من وجهة نظرنا، وبناء عليه، وفق القانون الصادر عن مجلس الشورى الإيراني، يجب تقديم جميع طلبات الوكالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ويتم البت فيها حالة بحالة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني : نحن ملتزمون بتعهداتنا، لكن بالنظر إلى التجارب الأخيرة ووفقا لقرار المجلس، فإن اتخاذ القرار بشأن طلبات الوكالة سيكون من اختصاص المجلس الأعلى للأمن القومي حصرا.
الغارات الأمريكية والإسرائيلية لم تنه التكنولوجيا المحلية ولا إرادة إيران
وأكد "عراقجي" أن إيران، بصفتها عضوا ملتزما بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تلتزم بكافة تعهداتها، لكنها لن تتنازل عن حقوقها القانونية بموجب هذه المعاهدة؛ منوها بأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، هو حق أصيل لإيران، وأن هذا الحق يظل قائما رغم الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني على أن الغارات الأمريكية و"الإسرائيلية" ضد المنشآت النووية الإيرانية، رغم ما ألحقت ببعض المباني والمعدات من أضرار، لم تنه التكنولوجيا المحلية للبلاد ولم تضعف إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ مشيرا إلى وجود توافق واضح بين روسيا وإيران على المستوى الدولي لمواجهة نظام الهيمنة، والتصدي للابتزاز، والمعايير المزدوجة للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
إيران تعارض أي وجود لقوى أجنبية في منطقة القوقاز
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كانت المباحثات مع نظيره الروسي شملت قضايا منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، قال وزير خارجية ايران : نحن أجرينا مشاورات جيدة في هذا الصدد، ومواقفنا واضحة تماما؛ مردفا، ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى بأن الأمن والاستقرار في منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى يجب أن يضمنهما دول المنطقة نفسها".
وأشار إلى أن إيران اقترحت آلية "3+3" للقوقاز وتتابع هذا المسار بجدية؛ موضحا أن "التخطيط لعقد اجتماع وزراء خارجية هذه الآلية جار حاليا"، وأكد على أن "إيران تعارض بشكل قاطع أي وجود لقوى أجنبية في منطقة القوقاز، وأن هذا الموقف أُبلغ للجيران والشركاء الإقليميين".
وتابع وزير الخارجية الإيراني : طهران وموسكو تتفقان في هذا المجال على أن أي قوة أو دولة خارج المنطقة لا ينبغي أن تتدخل في شؤون الأمن في القوقاز أو تهدد استقرار المنطقة.
نثق بحسن نوايا روسيا تجاه إيران
ولفت "عراقجي" الى أن "روسيا لطالما أكدت حق إيران في البرنامج النووي وحقها في التخصيب، وقد دعمت هذا الحق"؛ مشيرا إلى التعاون بين طهران وموسكو في المجال النووي، بما في ذلك محطة بوشهر للطاقة النووية، وأضاف أن "روسيا لعبت دورا إيجابيا وبناء في مفاوضات الاتفاق النووي وكانت مساعدة في هذا الإطار".
وأوضح، أن "روسيا اتخذت موقفا بناء وقانونيا وحازما لدى مجلس الأمن الدولي بشأن الإجراءات غير القانونية للدول الأوروبية الثلاث، وكذلك فيما يخص الغارات الأمريكية والإسرائيلية على إيران"؛ مؤكدا "نحن نشكر موسكو على هذه المواقف ونثق بهذا البلد وبحسن نواياها، وكلما استطاعت روسيا لعب دور إيجابي في هذه القضايا وغيرها، سنرحب بذلك".
تحديد جدول أعمال التعاون بين وزارتي خارجية إيران وروسيا للثلاث سنوات المقبلة
كما صرح "عراقجي"، أن العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وخاصة هذا العام، وأن توقيع معاهدة الشراكة الستراتيجية الشاملة بين البلدين أعطى دفعة إضافية للتعاون ودخله مرحلة جديدة.
وأردف وزير الخارجية الإيراني، أن "هذه المعاهدة أصبحت الآن قيد التنفيذ، وأن الجانبين يتحركان وفق الرؤية المحددة فيها"؛ متابعا "في الاتفاق الذي وقع اليوم مع وزير الخارجية الروسي، تم تحديد جدول أعمال وزارتي خارجية البلدين للسنوات 2026–2028م، ليكون بمثابة خارطة طريق للتعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة"، كما نوه بأن "علاقات إيران وروسيا تتميز بالشمولية والكمال في جميع المجالات".
الاتفاق على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وروسيا في فبراير 2026
وأشار "عراقجي" إلى أن رئيسي إيران وروسيا قد عقدا 5 لقاءات خلال العام ونصف العام الماضيين وكان آخره يوم الجمعة الماضي في عشق آباد، حيث تم بحث القضايا الثنائية والدولي وهو ما يعكس المستوى العالي للعلاقات الثنائية بين البلدين؛ مضيفا أن اللقاءات والمشاورات المنتظمة بين وزيري خارجية البلدين مستمرة بشكل دائم.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن "العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا شهدت توسعا ملحوظا"؛ لافتا إلى تقدم التعاون في مجالات الطاقة والنقل والترانزيت خاصة في المشروع الستراتيجي لممر الشمال–الجنوب وإنشاء خط السكة الحديدية رشت–آستارا.
كما أوضح وزير الخارجية أنه "تم خلال اليوم التباحث مع وزير الخارجية الروسي حول تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين الجامعات في البلدين، وجرى التوصل إلى اتفاقات في هذا المجال فضلا عن استمرار التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية كما في السابق".
"عراقجي" اكد في مؤتمره الصحفي المشترك مع لافروف اليوم، أن "المباحثات شملت القضايا الإقليمية، لا سيما منطقة جنوب القوقاز وأفغانستان وأوكرانيا وفلسطين والجرائم التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي هناك، إضافة إلى الموضوع النووي الإيراني وعدد من القضايا الإقليمية الأخرى".
وأشار إلى أن التجارة الثنائية تسير في مسار تصاعدي، وأن هناك مجالات جديدة لتوسيعها قيد المتابعة، قائلا : إن الاجتماع القادم للجنة الاقتصادية المشتركة، الذي يشمل 17 مجموعة عمل متخصصة، سيعقد في فبراير 2026م.
التعاون بين إيران وروسيا في مواجهة العقوبات
وأشار "عراقجي" إلى أن إيران وروسيا تتفقان في مواجهة العقوبات والإجراءات الأحادية، وتتعاونان بشكل وثيق في إطار المنظمات الدولية والإقليمية؛ مبينا أن البلدين عضوان في مؤسسات مثل مجموعة الـ"بريكس"، ومنظمة شانغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ويواصلان التنسيق والتفاعل المشترك بنشاط.
وأضاف، أن إيران وروسيا تتعاونان لمواجهة العقوبات غير القانونية الأمريكية، مضافا الى التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات والتنسيق العملياتي، كما تدعمان المبادرات الدولية المعارضة للإجراءات القسرية والعقوبات الأحادية.
وتابع وزير الخارجية الإيراني :
في هذا الإطار، تم تشكيل مجموعة "أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة" بعضوية إيران وروسيا والصين ودول أخرى، وتدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل إجراءات دولية تواجه نظام الهيمنة والتسلط والبلطجة الأمريكية.