مجاهدون
11-12-2005, 03:03 PM
توماس فريدمان
ربنا اغفر لي خطاياي، فلقد ذهبت للصين وشعرت بأفكار سيئة. ربنا، اغفر لي فقد القيت نظرة حاسدة على النظام السياسي الشمولي الصيني، حيث يمكن للقادة، اصدار الاوامر لحل المشاكل. على سبيل المثال، ابلغني نائب عمدة شنغهاي انه مع زيادة التلوث في مدينته، نقلت الحكومة الاف الشركات الصناعية الصغيرة من شنغهاي لتنظيف طقسها.
اغفر لي ابانا الذي في السماء، لأني اعرف ان النظام السياسي الصيني ابعد ما يكون عن المثالية، ولا يقترب منها، وليس واحدا من تلك الانظمة التي اود تقليدها في وطني. ولكن في مثل هذا الوقت، عندما تبدو ديمقراطيات، مثل الهند وأميركا، غير قادرة على اتخاذ قرارات صعبة، لا يمكنني الا الشعور بشيء من الغيرة من قدرة الصين على النظر بجدية لمشاكلها، والقيام بأشياء صعبة وتتطلب اخذ اشياء من الناس. ايها الرب، رجاء قبول ندمي لتبني مثل هذه الافكار. آمين.
حسنا لقد فهمتم قصدي. ففي الوقت الذي ننشغل فيه بنصح الآخرين بخصوص الحاجة الى تبني النظم الديمقراطية، فإن نظامنا والعديد من الانظمة الاخرى يبدو بلا حراك. لماذا يحدث هذا؟ يرجع السبب بوضوح الى تقسيم الوحدات الانتخابية غير المتوازن في الولايات المتحدة. ولذا ينتهي الامر بكونغرس يعاني من الشلل بين اقصى اليسار وأقصى اليمين. وأضف الى ذلك تفتت وسائل الاعلام، فمع تزايد مواقع الانترنت الشخصية، وظاهرة الاذعات عبر الانترنت PODCAST، وضعف سلطة المؤسسات الوسطية التقليدية، يصبح لديك ما يصفه مويسيس نييم رئيس تحرير مجلة «فورين بوليسي» «بعصر التشرذم». ويقول لك نييم: «حدد لي حكومة منتخبة ديمقراطيا في أي مكان في العالم تتمتع بتفويض شعبي ناجم عن انتصار ساحق، لا يوجد الكثير». وكتاب نييم الجديد «المحظور»، كتاب لا بد من مطالعته، حول كيف يمكن للاعبين محظورين صغار، باستخدام ادوات العولمة، ان يتصرفوا بطريقة كبرى للغاية على المسرح العالمي، ويضعفون الدول وقوة التنفيذيين في جميع انحاء العالم.
ويقول نييم «كلما نظرت حولك؛ في عصر التشرذم، تشهد مراكز الفيتو الناشئة، التي يمكنها احتواء ووقف اية مبادرة. وهو السبب وراء قلة عدد الحكومات التي يمكنها الحصول على تفويض قوي موحد».
وهذه ازمة حقيقية لان عددا كبيرا من الاميركيين يقفون على يمين الوسط او يساره. ويشعر العديد منهم بعدم الانتماء الى كونغرس اقصى اليمين وأقصى اليسار. والأكثر من ذلك فإن حل اكبر مشاكلنا، ولا سيما موضوع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، يمكن التوصل اليه فقط بعد حلول وسط بين يمين ويسار الوسط. وهو اكثر اهمية اليوم، عندما يتطلب الحل الحقيقي من واشنطن سحب اشياء من الناس بدلا من منحهم اياها.
ولكن سياستنا لم تعد تكافئ السلوك الحسن. فقد خفض رونالد ريغان، اكثر رؤساء اميركا حصولا على مبالغة في تقدير اهميته في تاريخ اميركا، الضرائب وزاد الانفاق الحكومي. ولكن لأنه فعل ذلك بابتسامة، وتصادف حدوثها مع ضعف الاتحاد السوفياتي، فقد تمّ اعتباره رجلا عظيما. ورفع جورج بوش الاب الضرائب وساعد عل تمهيد الطريق لازدهار التسعينات، كما ادار ايضا انهيار الاتحاد السوفياتي بدون طلقة نار، مستخدما دبلوماسية حكيمة، الا ان الناس بما في ذلك ابنه، يتذكرونه كرئيس فاشل. اجمع كل ذلك، ويمكنك أن تلاحظ اننا وضعنا انفسنا في موقف يحتاج الامر فيه منا الى ازمة هائلة في نظامنا، لكي نحصل على سلطة كافية لحكومة ديمقراطية للقيام بالأشياء الصحيحة، وتلك مفارقة.
ربنا اغفر لي خطاياي، فلقد ذهبت للصين وشعرت بأفكار سيئة. ربنا، اغفر لي فقد القيت نظرة حاسدة على النظام السياسي الشمولي الصيني، حيث يمكن للقادة، اصدار الاوامر لحل المشاكل. على سبيل المثال، ابلغني نائب عمدة شنغهاي انه مع زيادة التلوث في مدينته، نقلت الحكومة الاف الشركات الصناعية الصغيرة من شنغهاي لتنظيف طقسها.
اغفر لي ابانا الذي في السماء، لأني اعرف ان النظام السياسي الصيني ابعد ما يكون عن المثالية، ولا يقترب منها، وليس واحدا من تلك الانظمة التي اود تقليدها في وطني. ولكن في مثل هذا الوقت، عندما تبدو ديمقراطيات، مثل الهند وأميركا، غير قادرة على اتخاذ قرارات صعبة، لا يمكنني الا الشعور بشيء من الغيرة من قدرة الصين على النظر بجدية لمشاكلها، والقيام بأشياء صعبة وتتطلب اخذ اشياء من الناس. ايها الرب، رجاء قبول ندمي لتبني مثل هذه الافكار. آمين.
حسنا لقد فهمتم قصدي. ففي الوقت الذي ننشغل فيه بنصح الآخرين بخصوص الحاجة الى تبني النظم الديمقراطية، فإن نظامنا والعديد من الانظمة الاخرى يبدو بلا حراك. لماذا يحدث هذا؟ يرجع السبب بوضوح الى تقسيم الوحدات الانتخابية غير المتوازن في الولايات المتحدة. ولذا ينتهي الامر بكونغرس يعاني من الشلل بين اقصى اليسار وأقصى اليمين. وأضف الى ذلك تفتت وسائل الاعلام، فمع تزايد مواقع الانترنت الشخصية، وظاهرة الاذعات عبر الانترنت PODCAST، وضعف سلطة المؤسسات الوسطية التقليدية، يصبح لديك ما يصفه مويسيس نييم رئيس تحرير مجلة «فورين بوليسي» «بعصر التشرذم». ويقول لك نييم: «حدد لي حكومة منتخبة ديمقراطيا في أي مكان في العالم تتمتع بتفويض شعبي ناجم عن انتصار ساحق، لا يوجد الكثير». وكتاب نييم الجديد «المحظور»، كتاب لا بد من مطالعته، حول كيف يمكن للاعبين محظورين صغار، باستخدام ادوات العولمة، ان يتصرفوا بطريقة كبرى للغاية على المسرح العالمي، ويضعفون الدول وقوة التنفيذيين في جميع انحاء العالم.
ويقول نييم «كلما نظرت حولك؛ في عصر التشرذم، تشهد مراكز الفيتو الناشئة، التي يمكنها احتواء ووقف اية مبادرة. وهو السبب وراء قلة عدد الحكومات التي يمكنها الحصول على تفويض قوي موحد».
وهذه ازمة حقيقية لان عددا كبيرا من الاميركيين يقفون على يمين الوسط او يساره. ويشعر العديد منهم بعدم الانتماء الى كونغرس اقصى اليمين وأقصى اليسار. والأكثر من ذلك فإن حل اكبر مشاكلنا، ولا سيما موضوع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، يمكن التوصل اليه فقط بعد حلول وسط بين يمين ويسار الوسط. وهو اكثر اهمية اليوم، عندما يتطلب الحل الحقيقي من واشنطن سحب اشياء من الناس بدلا من منحهم اياها.
ولكن سياستنا لم تعد تكافئ السلوك الحسن. فقد خفض رونالد ريغان، اكثر رؤساء اميركا حصولا على مبالغة في تقدير اهميته في تاريخ اميركا، الضرائب وزاد الانفاق الحكومي. ولكن لأنه فعل ذلك بابتسامة، وتصادف حدوثها مع ضعف الاتحاد السوفياتي، فقد تمّ اعتباره رجلا عظيما. ورفع جورج بوش الاب الضرائب وساعد عل تمهيد الطريق لازدهار التسعينات، كما ادار ايضا انهيار الاتحاد السوفياتي بدون طلقة نار، مستخدما دبلوماسية حكيمة، الا ان الناس بما في ذلك ابنه، يتذكرونه كرئيس فاشل. اجمع كل ذلك، ويمكنك أن تلاحظ اننا وضعنا انفسنا في موقف يحتاج الامر فيه منا الى ازمة هائلة في نظامنا، لكي نحصل على سلطة كافية لحكومة ديمقراطية للقيام بالأشياء الصحيحة، وتلك مفارقة.