مجاهدون
11-12-2005, 03:02 PM
انيس منصور
في حفاوة بالغة تقدمت مني إحدى بنات الجيشا وفي يدها طبق به لفافة فضية يخرج منها غصن اخضر احمر. هدية. عادة يابانية.
ووضعت هذا الغصن في كتاب عن الطهو في اليابان وكيف تكونين جيشا.. وهن بنات يابانيات مائة في المائة يقمن بخدمة الضيوف على الطريقة اليابانية.. فهي قصيرة نحيفة وقد وضعت البودرة البيضاء الكثيفة على وجهها وصبغت حاجبيها ورسمت عينيها بالكحل الأسود. اما شعرها الأسود فقد اتخذ شكلا تقليديا ملفوفا مشدودا.. وهي ارتدت الكيمونو الضيق الذي لا نعرف كيف تتحرك فيه ولذلك كانت خطوتها قصيرة.. فهي لا تمشي وإنما هي تقفز.
وقد ارتدت المرأة الكيمونو لتخفي الاعوجاج في ساقيها. وقد اعوجت ساقاها لأن أمها كانت تحملها علي ظهرها منفرجة الساقين سنوات. ولما جاء الاميركان الى اليابان ودفعوا المرأة الى العمل. فلم تعد تحمل ابنها علي ظهرها سنوات.. فاستقامت السيقان.
ولم اعرف إلا أخيرا معني هذا الغصن الصغير.. انه غصن الكرز. وله حكاية في أساطير اليابان.. يقولون إن القمر يلقيه على البنات الجميلات.. ويدحرج القمر على إحدى شماعاته نقطة فضية تتحول الى حصان.. ونقطة فضية أخرى تتحول الى بنت جميلة.. ثم يقول القمر لسعيد الحظ: هذه البنت الجميلة اسمها «زهرة القمر» هي أمانة عندك فإذا بلغت العشرين من عمرها أرسلنا إليها الحصان ليتحول الى نقطة فضية وهي أيضا ثم يصعدان معا الى القمر.. ومرة كل سنة يقومان بزيارة الأب والأم اللذين قاما برعاية البنت الجميلة وحصانها البديع..
والمعنى: أن اجلس في ضوء القمر.. وانتظر العروس والحصان. بشرط أن أعلن حمايتي لهما. وان أكون صابرا على العناية والرعاية والصبر.. على فراقهما بعد هذه العشرة الطويلة.. ولا أفكر في الزواج من هذه الجميلة. يكفي أن أراها وأتملى جمالها وان أتجمل بالصبر على فراقها.
وإذا جلست في ضوء القمر ولم يلق القمر شعاعه ولم تظهر النقطة البيضاء فمعنى ذلك أنني لن أعيش عشرين عاما ـ ولذلك خاف الناس أن يجلسوا في ضوء القمر.. أو يجلسوا ثم يستغرقهم النوم فلا يرون العروس ولا الحصان!
في حفاوة بالغة تقدمت مني إحدى بنات الجيشا وفي يدها طبق به لفافة فضية يخرج منها غصن اخضر احمر. هدية. عادة يابانية.
ووضعت هذا الغصن في كتاب عن الطهو في اليابان وكيف تكونين جيشا.. وهن بنات يابانيات مائة في المائة يقمن بخدمة الضيوف على الطريقة اليابانية.. فهي قصيرة نحيفة وقد وضعت البودرة البيضاء الكثيفة على وجهها وصبغت حاجبيها ورسمت عينيها بالكحل الأسود. اما شعرها الأسود فقد اتخذ شكلا تقليديا ملفوفا مشدودا.. وهي ارتدت الكيمونو الضيق الذي لا نعرف كيف تتحرك فيه ولذلك كانت خطوتها قصيرة.. فهي لا تمشي وإنما هي تقفز.
وقد ارتدت المرأة الكيمونو لتخفي الاعوجاج في ساقيها. وقد اعوجت ساقاها لأن أمها كانت تحملها علي ظهرها منفرجة الساقين سنوات. ولما جاء الاميركان الى اليابان ودفعوا المرأة الى العمل. فلم تعد تحمل ابنها علي ظهرها سنوات.. فاستقامت السيقان.
ولم اعرف إلا أخيرا معني هذا الغصن الصغير.. انه غصن الكرز. وله حكاية في أساطير اليابان.. يقولون إن القمر يلقيه على البنات الجميلات.. ويدحرج القمر على إحدى شماعاته نقطة فضية تتحول الى حصان.. ونقطة فضية أخرى تتحول الى بنت جميلة.. ثم يقول القمر لسعيد الحظ: هذه البنت الجميلة اسمها «زهرة القمر» هي أمانة عندك فإذا بلغت العشرين من عمرها أرسلنا إليها الحصان ليتحول الى نقطة فضية وهي أيضا ثم يصعدان معا الى القمر.. ومرة كل سنة يقومان بزيارة الأب والأم اللذين قاما برعاية البنت الجميلة وحصانها البديع..
والمعنى: أن اجلس في ضوء القمر.. وانتظر العروس والحصان. بشرط أن أعلن حمايتي لهما. وان أكون صابرا على العناية والرعاية والصبر.. على فراقهما بعد هذه العشرة الطويلة.. ولا أفكر في الزواج من هذه الجميلة. يكفي أن أراها وأتملى جمالها وان أتجمل بالصبر على فراقها.
وإذا جلست في ضوء القمر ولم يلق القمر شعاعه ولم تظهر النقطة البيضاء فمعنى ذلك أنني لن أعيش عشرين عاما ـ ولذلك خاف الناس أن يجلسوا في ضوء القمر.. أو يجلسوا ثم يستغرقهم النوم فلا يرون العروس ولا الحصان!