الحاجه
12-05-2025, 10:33 PM
تاريخ النشر: 5 أكتوبر 2025
https://cdn.mashreghnews.ir/d/2025/08/27/2/4488269.jpg?ts=1756267874000
هل لا يزال للسخرية الأدبية جمهور؟ يُظهر الموسم الجديد من برنامج "قاندابالو" ذلك؛ برنامجٌ يُضفي، بشعره الساخر ومسابقاته الشعرية وتغطيته للقضايا الراهنة، طابعًا ترفيهيًا ومؤثرًا في التوجهات الثقافية والاجتماعية.
بحسب مشرق، يواجه التلفزيون تحدي جذب جمهور في مجال السخرية الأدبية منذ سنوات. يُظهر برنامج "قندابالو"، في موسمه الحادي عشر، أن هذا المسار ليس ممكنًا فحسب، بل يُمكنه أيضًا جذب جمهور واسع، إذا كان صُنّاع البرنامج على استعداد للمخاطرة والابتكار. من خلال الجمع بين الشعر الساخر ومسابقات الشعر ومعالجة القضايا الراهنة، يسعى البرنامج إلى إعادة تعريف الحدود بين الترفيه والنقد الاجتماعي بطريقة جديدة.
من أهم جوانب برنامج "قاندا بهلو"، الذي أنتجه مركز سيمورغ هذه المرة، تناوله المباشر للقضايا الراهنة. فمن الأحداث السياسية والاجتماعية المحلية إلى التطورات الدولية، يتناول البرنامج بفكاهته قضايا حساسة بوضوح وذكاء، ويتفاعل مع الجمهور. هذا النهج يسمح للبرنامج بأن يتجاوز مجرد الترفيه ليصبح منصة لتحليل ومناقشة التوجهات الثقافية والاجتماعية.
https://cdn.mashreghnews.ir/d/2025/08/27/4/4488264.jpg?ts=1756267873000
يشهد هيكل الموسم الحادي عشر من برنامج "قاندابهلو" تغييرات جوهرية؛ فوجود شعراء جدد، والتغييرات في عوامل الإنتاج، وإعادة صياغة الصيغ، كلها مؤشرات على محاولة إحياء برنامجٍ وجد مكانه لسنواتٍ من خلال الحفاظ على الشكل التقليدي للهجاء الأدبي. وقد مكّن هذا المزيج "قاندابهلو" من الحفاظ على روح الهجاء المتخصص مع مواءمته مع احتياجات وتوقعات جمهور اليوم.
من عوامل هذا المسار أمير غمايشي كمنتج. فبخبرته الطويلة في إنتاج البرامج الأدبية الساخرة، وتعاونه المستمر مع فريق "قند بهلو"، مهد الطريق لإنتاج مواسم لاحقة بإدارته ودعمه الشامل، مما حال دون ركود البرنامج أو تراجع جودته.
اشتهر قميشي سابقًا بإنتاج وإخراج برنامج "جشم شب روشن" على القناة الرابعة، وهو آخر برنامج تلفزيوني لمحمد صالح علاء، بالإضافة إلى إنتاج برامج مثل "آشتي" و"سحوري" التي قدمها سعيد باقري، ومحاضرات بهاء الدين خرمشاهي إلى جانب دعاء سيد مهدي شجاعي في برنامج "الله معي".
أصبح "قندباهلو" برنامجًا جديدًا ومبتكرًا ومختلفًا في مجال الشعر والفكاهة الفارسية؛ أول مجلة بصرية ساخرة مكتوبة على وسائل الإعلام الوطنية، نجحت في الحفاظ على جمهورها المخلص.
يُضفي الحضور النابض بالحياة لشهرام شكيبة وناصر فيض في البرنامج، من خلال خلق أجواء أدبية وفكاهية، أجواءً من السعادة والبهجة على المشاهدين، كما واصل الشاعر المتخصص في الفكاهة الفارسية قاسم رفيع هذا النهج منذ موسمه الحادي عشر.
ولا ينبغي إغفال الجهود السابقة لرضا رفيع، الذي أدار البرنامج في مواسمه السابقة بحيوية وسحر.
يُشار إلى أن الموسم الحادي عشر من البرنامج تم تسجيله بالتزامن مع أحداث الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً وهجوم الكيان الصهيوني، وتم تصميم فقرات خاصة لانتقاد شخصيات سياسية مثل نتنياهو وترامب على شكل شعر ساخر، وهو الأمر الذي جعل البرنامج يتجاوز الترفيه ويحوله إلى سرد ذكي وناقد للقضايا الراهنة.
من السمات الفريدة لهذا البرنامج اهتمامه بالنطاق الثقافي والجغرافي لإيران. فمن المدن والقرى النائية إلى التواصل مع الشعراء الناطقين بالفارسية في أفغانستان وطاجيكستان، يسعى "قندبهلوه" إلى بناء شبكة أدبية وساخرة دولية قائمة على التبادل الثقافي والألفة، بعيدًا عن المنافسة. هذا النهج يجعل البرنامج ليس فقط نموذجًا للسخرية التلفزيونية الإيرانية، بل أيضًا ملتقى ثقافيًا بين الناطقين بالفارسية.
مع ذلك، فإن الحفاظ على روح الفكاهة المتخصصة على التلفزيون ليس بالأمر الهيّن. يواجه برنامج "قاندابالو" باستمرار تحديات إنتاجية، وحساسيات اجتماعية، وتوقعات جمهور متنوعة.
يُظهر الموسم الحادي عشر أن نجاح برنامج كوميدي على وسائل الإعلام الوطنية يتطلب مزيجًا من الإبداع، والفهم الدقيق للجمهور، والجرأة في تناول المواضيع الحساسة. لا يهدف هذا البرنامج إلى الترفيه فحسب، بل يسعى أيضًا إلى تحويل الفكاهة إلى أداة للتفكير والتفاعل ومناقشة القضايا الراهنة.
رغم نجاحه، لا يزال برنامج "قاندابالو" يعاني من عدة نقاط ضعف رئيسية. من أهمها محدودية الإعلام الوطني في قبول الفكاهة اللاذعة والنقدية؛ فحتى الموسم الحادي عشر، ورغم تناوله قضايا الساعة وشخصيات سياسية، التزم دائمًا بحدود حذرة. هذه المحافظة تمنع أحيانًا الفكاهة المتخصصة من استغلال كامل إمكاناتها لخلق حوار ونقد اجتماعي.
أظهرت التجربة أيضًا أن الحفاظ على التوازن بين الترفيه وتخصص الفكاهة يُمثل صعوبة بالغة. يجذب برنامج "قاندابالو" جمهورًا عامًا بتعمقه في القضايا السياسية والاجتماعية، ولكن في بعض أجزائه، قد يشعر الجمهور المتخصص المهتم بالشعر والأدب الساخر أن البرنامج قد بالغ في التركيز على الجانب البصري والترفيه، مما قلل من عمق التحليل.
في نهاية المطاف، يُظهر المسلسل أن إنتاج السخرية الأدبية على التلفزيون الإيراني مسارٌ محفوفٌ بالمخاطر: فالسحر والابتكار قادران على جذب جمهورٍ واسع، لكن القيود والحساسيات الاجتماعية تُشكّل دائمًا تهديدًا لاستمرار جودة المسلسل وجرأته. أثبت مسلسل "قندبالو" في موسمه الحادي عشر، رغم كل نجاحاته، بوضوح أن السخرية المتخصصة لا تزال قادرةً على الانتشار، لكن هذه القدرة لا يمكن تحقيقها إلا عندما يتحلى التلفزيون بالشجاعة لتجاوز الحدود المحافظة وقبول مخاطر حقيقية.
في النهاية، لا بدّ من طرح هذا السؤال: هل يُمكن للفكاهة المتخصصة أن تصبح سائدة على التلفزيون الإيراني؟ الإجابة في هذا الفصل، وإن لم تكن كاملةً ودون تحديات، تُظهر أن الفكاهة الأدبية، بالإبداع والجرأة، لا تزال قادرةً على التأثير في الجمهور والأجواء الثقافية، وتتجاوز حدود الترفيه.
https://cdn.mashreghnews.ir/d/2025/08/27/2/4488269.jpg?ts=1756267874000
هل لا يزال للسخرية الأدبية جمهور؟ يُظهر الموسم الجديد من برنامج "قاندابالو" ذلك؛ برنامجٌ يُضفي، بشعره الساخر ومسابقاته الشعرية وتغطيته للقضايا الراهنة، طابعًا ترفيهيًا ومؤثرًا في التوجهات الثقافية والاجتماعية.
بحسب مشرق، يواجه التلفزيون تحدي جذب جمهور في مجال السخرية الأدبية منذ سنوات. يُظهر برنامج "قندابالو"، في موسمه الحادي عشر، أن هذا المسار ليس ممكنًا فحسب، بل يُمكنه أيضًا جذب جمهور واسع، إذا كان صُنّاع البرنامج على استعداد للمخاطرة والابتكار. من خلال الجمع بين الشعر الساخر ومسابقات الشعر ومعالجة القضايا الراهنة، يسعى البرنامج إلى إعادة تعريف الحدود بين الترفيه والنقد الاجتماعي بطريقة جديدة.
من أهم جوانب برنامج "قاندا بهلو"، الذي أنتجه مركز سيمورغ هذه المرة، تناوله المباشر للقضايا الراهنة. فمن الأحداث السياسية والاجتماعية المحلية إلى التطورات الدولية، يتناول البرنامج بفكاهته قضايا حساسة بوضوح وذكاء، ويتفاعل مع الجمهور. هذا النهج يسمح للبرنامج بأن يتجاوز مجرد الترفيه ليصبح منصة لتحليل ومناقشة التوجهات الثقافية والاجتماعية.
https://cdn.mashreghnews.ir/d/2025/08/27/4/4488264.jpg?ts=1756267873000
يشهد هيكل الموسم الحادي عشر من برنامج "قاندابهلو" تغييرات جوهرية؛ فوجود شعراء جدد، والتغييرات في عوامل الإنتاج، وإعادة صياغة الصيغ، كلها مؤشرات على محاولة إحياء برنامجٍ وجد مكانه لسنواتٍ من خلال الحفاظ على الشكل التقليدي للهجاء الأدبي. وقد مكّن هذا المزيج "قاندابهلو" من الحفاظ على روح الهجاء المتخصص مع مواءمته مع احتياجات وتوقعات جمهور اليوم.
من عوامل هذا المسار أمير غمايشي كمنتج. فبخبرته الطويلة في إنتاج البرامج الأدبية الساخرة، وتعاونه المستمر مع فريق "قند بهلو"، مهد الطريق لإنتاج مواسم لاحقة بإدارته ودعمه الشامل، مما حال دون ركود البرنامج أو تراجع جودته.
اشتهر قميشي سابقًا بإنتاج وإخراج برنامج "جشم شب روشن" على القناة الرابعة، وهو آخر برنامج تلفزيوني لمحمد صالح علاء، بالإضافة إلى إنتاج برامج مثل "آشتي" و"سحوري" التي قدمها سعيد باقري، ومحاضرات بهاء الدين خرمشاهي إلى جانب دعاء سيد مهدي شجاعي في برنامج "الله معي".
أصبح "قندباهلو" برنامجًا جديدًا ومبتكرًا ومختلفًا في مجال الشعر والفكاهة الفارسية؛ أول مجلة بصرية ساخرة مكتوبة على وسائل الإعلام الوطنية، نجحت في الحفاظ على جمهورها المخلص.
يُضفي الحضور النابض بالحياة لشهرام شكيبة وناصر فيض في البرنامج، من خلال خلق أجواء أدبية وفكاهية، أجواءً من السعادة والبهجة على المشاهدين، كما واصل الشاعر المتخصص في الفكاهة الفارسية قاسم رفيع هذا النهج منذ موسمه الحادي عشر.
ولا ينبغي إغفال الجهود السابقة لرضا رفيع، الذي أدار البرنامج في مواسمه السابقة بحيوية وسحر.
يُشار إلى أن الموسم الحادي عشر من البرنامج تم تسجيله بالتزامن مع أحداث الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً وهجوم الكيان الصهيوني، وتم تصميم فقرات خاصة لانتقاد شخصيات سياسية مثل نتنياهو وترامب على شكل شعر ساخر، وهو الأمر الذي جعل البرنامج يتجاوز الترفيه ويحوله إلى سرد ذكي وناقد للقضايا الراهنة.
من السمات الفريدة لهذا البرنامج اهتمامه بالنطاق الثقافي والجغرافي لإيران. فمن المدن والقرى النائية إلى التواصل مع الشعراء الناطقين بالفارسية في أفغانستان وطاجيكستان، يسعى "قندبهلوه" إلى بناء شبكة أدبية وساخرة دولية قائمة على التبادل الثقافي والألفة، بعيدًا عن المنافسة. هذا النهج يجعل البرنامج ليس فقط نموذجًا للسخرية التلفزيونية الإيرانية، بل أيضًا ملتقى ثقافيًا بين الناطقين بالفارسية.
مع ذلك، فإن الحفاظ على روح الفكاهة المتخصصة على التلفزيون ليس بالأمر الهيّن. يواجه برنامج "قاندابالو" باستمرار تحديات إنتاجية، وحساسيات اجتماعية، وتوقعات جمهور متنوعة.
يُظهر الموسم الحادي عشر أن نجاح برنامج كوميدي على وسائل الإعلام الوطنية يتطلب مزيجًا من الإبداع، والفهم الدقيق للجمهور، والجرأة في تناول المواضيع الحساسة. لا يهدف هذا البرنامج إلى الترفيه فحسب، بل يسعى أيضًا إلى تحويل الفكاهة إلى أداة للتفكير والتفاعل ومناقشة القضايا الراهنة.
رغم نجاحه، لا يزال برنامج "قاندابالو" يعاني من عدة نقاط ضعف رئيسية. من أهمها محدودية الإعلام الوطني في قبول الفكاهة اللاذعة والنقدية؛ فحتى الموسم الحادي عشر، ورغم تناوله قضايا الساعة وشخصيات سياسية، التزم دائمًا بحدود حذرة. هذه المحافظة تمنع أحيانًا الفكاهة المتخصصة من استغلال كامل إمكاناتها لخلق حوار ونقد اجتماعي.
أظهرت التجربة أيضًا أن الحفاظ على التوازن بين الترفيه وتخصص الفكاهة يُمثل صعوبة بالغة. يجذب برنامج "قاندابالو" جمهورًا عامًا بتعمقه في القضايا السياسية والاجتماعية، ولكن في بعض أجزائه، قد يشعر الجمهور المتخصص المهتم بالشعر والأدب الساخر أن البرنامج قد بالغ في التركيز على الجانب البصري والترفيه، مما قلل من عمق التحليل.
في نهاية المطاف، يُظهر المسلسل أن إنتاج السخرية الأدبية على التلفزيون الإيراني مسارٌ محفوفٌ بالمخاطر: فالسحر والابتكار قادران على جذب جمهورٍ واسع، لكن القيود والحساسيات الاجتماعية تُشكّل دائمًا تهديدًا لاستمرار جودة المسلسل وجرأته. أثبت مسلسل "قندبالو" في موسمه الحادي عشر، رغم كل نجاحاته، بوضوح أن السخرية المتخصصة لا تزال قادرةً على الانتشار، لكن هذه القدرة لا يمكن تحقيقها إلا عندما يتحلى التلفزيون بالشجاعة لتجاوز الحدود المحافظة وقبول مخاطر حقيقية.
في النهاية، لا بدّ من طرح هذا السؤال: هل يُمكن للفكاهة المتخصصة أن تصبح سائدة على التلفزيون الإيراني؟ الإجابة في هذا الفصل، وإن لم تكن كاملةً ودون تحديات، تُظهر أن الفكاهة الأدبية، بالإبداع والجرأة، لا تزال قادرةً على التأثير في الجمهور والأجواء الثقافية، وتتجاوز حدود الترفيه.