المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عباس عراقجي لمجلة إيكونوميست : عندما يتحدث الأمريكيون عن “اتفاق” فهم عملياً يسعون لفرض مطالبهم



فاطمي
11-22-2025, 01:42 PM
2025/11/22



https://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1404/09/01/140409010900417334780784.jpg (https://www.tasnimnews.com/ar/news/2025/11/22/3453680/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%AC%DB%8C-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%DB%8C%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%DB%8C%D 9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%B9%D9%85%D9%84%DB%8C%D8%A7%D9%8B-%DB%8C%D8%B3%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%85)


قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران مستعدة لاتفاق منصف ومتوازن مع أمريكا، موضحاً: عندما يتحدث الأمريكيون عن اتفاق، فإنهم في الواقع يريدون فرض مطالبهم.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن سيد عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، أكد في مقابلة مع مجلة «إكونوميست»

بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة:

إن المشكلة هي أنه عندما يتحدث الأمريكيون عن اتفاق، فهم عملياً يريدون فرض مطالبهم،

وهذا بالضبط ما اختبرناه قبل شهرين في نيويورك.


وأضاف: نحن مستعدون للتفاوض، لكن ليس ليُملى علينا شيء.

نحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق، ولكن إلى اتفاق منصف ومتوازن، لا اتفاق أحادي الجانب.

هذه هي المشكلة.

وفي اللحظة التي نصل فيها إلى قناعة بأن الولايات المتحدة غيّرت نهجها وأصبحت مستعدة — بدل الإملاء — لخوض تفاوض حقيقي والتوصل إلى اتفاق منصف ومتوازن، سنكون نحن أيضاً على استعداد.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

الصحفي: هل يمكن أن نبدأ بسؤال عن دونالد ترامب؟

لقد قال إنه يمكن التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.

فلماذا لا تغتنمون هذه الفرصة وتتجهون إلى اتفاق مع دونالد ترامب؟

عراقجي: حسناً، لقد قمنا بذلك عدة مرات.

للأسف ليست لدينا أي تجربة جيدة في التفاوض مع الولايات المتحدة، خصوصاً مع الإدارة الحالية.

أنتم جميعاً تتذكرون أننا في عام 2015 تفاوضنا على اتفاق مهم للغاية يُعرف باسم الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة).

وبعد أكثر من عامين من المفاوضات، توصلنا في النهاية إلى اتفاق احتُفي به عالمياً بوصفه إنجازاً دبلوماسياً.

بدأت إيران تنفيذ التزاماتها بأفضل شكل، وأكدت تقارير متعددة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران الكامل بالاتفاق.

لكن للأسف، انسحبت الولايات المتحدة في الولاية الأولى لترامب من الاتفاق دون أي سبب أو مبرر.

كانت تلك تجربة سيئة للغاية بالنسبة إلينا.

ثم هذا العام، في 2025، عدنا مجدداً إلى طاولة المفاوضات.

أجرينا خمس جولات من التفاوض مع الحكومة الأمريكية وكنا قريبين جداً من الاتفاق.

لا أريد الخوض في التفاصيل الآن، لكن إذا لزم الأمر فسأشرحها يوماً ما.

وهكذا، أجرينا خمس جولات من المحادثات، وحددنا الجولة السادسة في 15 يونيو من هذا العام.

لكن قبل يومين من الموعد، هاجمنا الإسرائيليون.

في الواقع، هاجموا طاولة المفاوضات نفسها.

وتم ذلك بدعم من الولايات المتحدة، ولا شك في ذلك.

الصحفي: هل أنت متأكد؟

عراقجي: نعم.

كما اعترف ترامب نفسه قبل أيام.

ترامب نشر خلال تلك الاشتباكات تغريدات دعا فيها إلى «الاستسلام غير المشروط» من جانب إيران.

وقال لسكان طهران: «أخلوا طهران».

وبالتالي فقد كان يقود تلك الهجمات بشكل واضح. وقبل عدة أيام أيضاً اعترف بأن كل شيء كان مُخططاً ومنسقاً مسبقاً. ثم عدنا في نيويورك إلى جولة جديدة من المفاوضات لتجنّب تفعيل آلية الزناد. هذا هو نمط التفاوض الذي واجهناه من جانب الولايات المتحدة. لذلك ليست لدينا حتى تجربة واحدة إيجابية وموثوقة في التفاوض مع أمريكا.الصحفي: لكن في هذه الحالة، دونالد ترامب بنفسه بادر. لقد قال إنه يريد أن يكون الرئيس الذي ينجز الاتفاق مع إيران.

فلماذا الآن، بعد الهجوم الأخير، لا تأخذون كلامه على محمل الجد وتقولون له:

«تعالَ إلى طهران ولنُبرم اتفاقاً»؟

عراقجي: أولاً أقول إننا لا نملك أي تجربة جيدة في الحوار مع إدارته.

ثانياً، نعم، نحن نؤيد التوصل إلى اتفاق، لكن إلى اتفاق منصف ومتوازن.

المشكلة هي أنه عندما يتحدث الأمريكيون عن «اتفاق»، فهم يريدون عملياً فرض مطالبهم، وهذا تماماً ما اختبرناه قبل شهرين في نيويورك.

نحن مستعدون للتفاوض، لكن لا ليُملى علينا شيء. نحن مستعدون للاتفاق، ولكن لاتفاق منصف ومتوازن، لا لاتفاق أحادي. هذه هي المشكلة.

وفي اللحظة التي نصل فيها إلى أنّ الولايات المتحدة غيّرت مقاربتها وأصبحت مستعدة — بدلاً من الإملاء — لخوض تفاوض حقيقي والتوصل إلى اتفاق منصف ومتوازن، سنكون نحن أيضاً مستعدين. عندها يمكن النظر في الأمر.

الصحفي: أعلم أنك لا ترغب في الدخول في تفاصيل مفاوضاتك مع ستيف ويتكوك، لكن الخلاف الرئيسي هو ما إذا كان ينبغي لإيران أن تخصّب اليورانيوم أم لا.

هل لا يزال موقفكم كما هو؟

عراقجي: كما تعلم، في ذلك الحين كانت الولايات المتحدة تريد «تخصيباً صفرياً».

وقد أوضحت لستيف ويتكوك أن هذا مستحيل.

فالتخصيب على مدى أكثر من عشرين عاماً كان مكلفاً جداً بالنسبة إلينا.

لقد خضعنا للعقوبات بسببه. التخصيب إنجاز ثمين لعلمائنا. لدينا منشآت تخصيب مهمة وتطويرات مرتبطة بها.

نحن من شيدها. نحن من أنجزها. وتعرضنا للعقوبات لأكثر من عشرين عاماً بسبب هذا الموضوع. عُلماؤنا اغتيلوا.

لذلك فهذا الملف مرتبط بدم العلماء لدينا، حتى قبل هذه الحرب. والآن خضنا حرباً واسعة استمرت 12 يوماً. قُتل أكثر من ألف إيراني بسببها.

لذلك لا توجد أي إمكانية للتخلي عن التخصيب.

هذه حقيقة.كنت حاضراً في المفاوضات لشرح هذا الأمر. ستيف ويتكوك كان يُصر على التخصيب الصفري.

قلت له: انظر، التخصيب الصفري مستحيل.

لكن السلاح النووي الصفري ممكن وفي المتناول. إذا أردتم الذهاب باتجاه «سلاح صفري»، فنحن متفقون.

أما إذا أردتم «تخصيباً صفرياً»، فلن يكون هناك اتفاق.

بعد ذلك حاولنا أن نكون مبدعين وأن نجد صيغة تسوية.

توصلنا ثلاث مرات على الأقل إلى حل جيد وخلاق يمكن أن يرضي الطرفين.

لكن للأسف لم يتمكنوا من إقراره نهائياً.الصحفي: قلتم إن إسرائيل هاجمت طاولة المفاوضات.

هل يعني ذلك أنكم لا تزالون تأملون في التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب بعد انتهاء الملف في مجلس الأمن الدولي؟

عراقجي: انظروا، أحد الحلول التي كان من المحتمل الاتفاق عليها في الجولة السادسة هو أنه إذا توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك حاجة لإحالة الملف إلى مجلس الأمن.

لكن في اللحظة نفسها التي أطاحوا فيها بطاولة المفاوضات — أي الإسرائيليون وحلفاؤهم في الولايات المتحدة — خلقوا جواً شديد السلبية منعنا من الوصول إلى اتفاق أو مواصلة المحادثات.

نعم، نحن أنصار الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية تحتاج إلى مناخ مناسب، إلى بيئة سياسية سليمة وقابلة للثقة.

الولايات المتحدة وإسرائيل هما من دمّر ذلك المناخ. وطالما أن هذا المناخ غير قائم، فلن يكون بمقدورنا إجراء حوار أو تفاوض.

الصحفي: لكنك ترى أن دونالد ترامب قد مدّ يده فعلاً. فهو قال إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق. هل لديك أساساً تصور عمّا يمكن أن يتضمّنه اتفاق كهذا إذا كان من المفترض أن يُبرم مع ترامب؟عراقجي: انظروا، لقد خضنا خمس جولات من التفاوض. ومن الواضح تماماً للطرفين أنه إذا أردنا التوصل إلى اتفاق، فالمعايير الأساسية له معروفة.

هي واضحة بالنسبة للطرفين. لكن المشكلة أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاتخاذ القرار.

هي التي ليست جاهزة لإنهاء الاتفاق. حتى في نيويورك، توصلنا ثلاث مرات على الأقل إلى حل ابتكاري جديد كان يرضي جميع الأطراف.

لكن أمريكا لم تستطع أن تحسم موقفها.

تعرفون، كانوا يقولون لنا: «لا نستطيع اتخاذ قرار؛ يجب أن نعود إلى واشنطن ونحصل على موافقة».

ويبدو أنهم يفتقرون إلى شجاعة اتخاذ القرار. وعندما لا يمتلك الأشخاص أو الدول أو المسؤولون الجرأة على اتخاذ القرارات، لا يمكن إجراء دبلوماسية.

فالدبلوماسية تعني اتخاذ قرارات، وأحياناً تكون هذه القرارات صعبة.الصحفي: هل تعتقد أن دونالد ترامب يملك شجاعة اتخاذ مثل هذه القرارات؟

عراقجي: لا أعلم. لكن ما رأيناه حتى الآن يشير إلى أنه غير مستعد.

الصحفي: قال لنا ستيف ويتكوك إنك أنت شخصياً كنت قريباً جداً من الاتفاق.

كنت تريد الاتفاق، لكن النظام والقيادة في إيران لم يكونا جاهزين وأوقفاك. هل هذا صحيح؟

عراقجي: لا، هذا غير صحيح.

كنت أتمتع بالدعم الكامل من الحكومة والقيادة.

كنا متحدين في المفاوضات.

وكنا متحدين في مبدأ واحد أيضاً: لا يمكن قبول أي اتفاق بـ«تخصيب صفري».

لذلك عندما أصرت الولايات المتحدة على التخصيب الصفري، قلنا جميعاً — من الحكومة إلى القيادة — «لا».

ولكن عندما قبلت أمريكا بأن التخصيب الصفري مستحيل، بدأنا بالبحث عن حلول مبتكرة.

وتوصلنا إلى ما لا يقل عن ثلاثة حلول جيدة.

ولو وافقوا على أيّ منها، لكنا توصلنا إلى اتفاق في نيويورك.

لكنهم لم يستطيعوا اتخاذ القرار.

الصحفي: دعني أسأل عن التخصيب. إذا قبلت الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، هل أنتم مستعدون بالمقابل لقبول قيود دائمة ورقابة؟

عراقجي: لقد قبلنا القيود سابقاً في الاتفاق النووي.

قبلنا القيود والشفافية والرقابة غير المسبوقة.

إذن هذا ليس جديداً.

إذا عادت الولايات المتحدة إلى اتفاق عادل ومتوازن، فيمكننا من جديد أن نقبل الشفافية والرقابة.

ولكن يجب أن يكون الاتفاق عادلاً، لا أحادياً.

الصحفي: هل تقوم إيران حالياً بالتخصيب فعلياً؟ هل أنتم الآن في مرحلة «تخصيب صفري»؟

عراقجي: نحن لا نقوم بالتخصيب، لأن جميع المنشآت تعرضت للهجوم.

لذلك هناك مخاطر كبيرة. ولهذا توقف التخصيب حالياً.

الصحفي: تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار بالحصول على وصول إلى جميع المواقع النووية في إيران. وأنتم حتى الآن قلتم «لا». هل تتصورون سيناريو قد تسمحون فيه بمثل هذا الوصول؟

عراقجي: لقد أقرت الوكالة أيضاً بأن الظروف الميدانية تغيّرت. لقد سألنا الوكالة: هل هناك بروتوكول أو لوائح لعمليات تفتيش منشأة نووية تعرضت لهجوم؟ لا يوجد أي بروتوكول، لأنه لا يوجد أي سابقة. لم يسبق أن تعرّض موقع نووي سلمي خاضع للضمانات لهجوم. لذلك لا يوجد أي سابقة لكيفية التفتيش بعد الهجوم.من الواضح أن هناك مخاطر أمنية. هناك مخاطر سلامة. هناك ذخائر غير منفجرة وصواريخ وما شابه. وهناك مخاطر إشعاع.

ولا تزال هناك تهديدات من الولايات المتحدة بأنه إذا اقترب أحد من تلك المنشآت، فسوف يتعرض لهجوم. لذلك نحن بحاجة إلى «منهج» أو «إطار» لكيفية تفتيش تلك المنشآت.لقد حاولنا وضع هذا الإطار؛ عندما ذهبتُ إلى القاهرة وذهب زملائي أيضاً، تشكّل «اتفاق القاهرة». في اتفاق القاهرة، قسّمنا المنشآت النووية الإيرانية إلى فئتين: منشآت تعرضت لهجوم، ومنشآت لم تتعرض لهجوم. بالنسبة للمنشآت غير المستهدفة، يجري العمل وفق الروتين المعتاد.

الوكالة تمكنت من زيارتها وتفتيشها. لدينا بالطبع قانون جديد أقره البرلمان يغيّر آلية التفتيش، لكنه لا يمنعها. ولذلك بالنسبة للمواقع غير المستهدفة، كل شيء على طبيعته، وهي تخضع للتفتيش. وقد ذكر غروسي ذلك في آخر تقرير له في فيينا.

أما المنشآت التي تعرضت للهجوم، فنحن بحاجة إلى التفاوض. وقد قبلت الحكومة أن علينا التفاوض حول كيفية تفتيش هذه المنشآت. ولكن للأسف، مباشرة بعد اتفاق القاهرة، قررت أوروبا والولايات المتحدة إحالة الملف إلى مجلس الأمن، والآن نرى أن جميع القوى قد طرحت مشروع قرار جديد ضد إيران.

وبالتالي، فإن هذه الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة هي التي تجعل الأمر صعباً ومستحيلاً.

الصحفي: إذا وقع هجوم جديد من إسرائيل على إيران، فإلى أي حد أنتم مستعدون؟

عراقجي: كما تعلمون، صواريخنا في وضع أفضل. لقد تعلمنا الكثير من الدروس. عرفنا نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا ونقاط ضعف الإسرائيليين، وعملنا على جميع هذه الأمور، ونحن مستعدون تماماً، بل أفضل مما كنّا عليه سابقاً. هذا لا يعني أننا نسعى إلى الحرب.

كما تعرف، أفضل طريقة لمنع الحرب هي الاستعداد لها. ونحن مستعدون تماماً، ولا أعتقد أنهم يجرؤون على تكرار الخطأ والتجربة الفاشلة نفسها.

الصحفي: واجهتم مشكلات في الحرب الماضية. فالإيرانيون، على خلاف الإسرائيليين، لم يكن لديهم ملاجئ. أجواؤكم كانت مكشوفة أمام التهديد.

عراقجي: بالتأكيد تعلمنا الكثير من الدروس.

الصحفي: هل يمكنني أن أسأل ما إذا كانت أفعال الولايات المتحدة وإسرائيل — وقد ذكرتَ أوروبا أيضاً — قد جعلت علاقاتكم مع روسيا والصين أقرب؟ هل اتجهتم شرقاً بسبب الأحداث الأخيرة؟

عراقجي: كان هذا عاملاً مهماً. كما تعلمون، سياستنا تجاه الغرب والشرق لطالما كانت سياسة متوازنة.
نريد أن نكون بلداً مستقلاً حقاً، بلا تبعية لأي دولة، سواء في الغرب أو الشرق. لكن يجب أن نعترف بأن الدول الغربية هي التي جعلتنا ندرك عملياً أن الصين وروسيا صديقان أفضل منهما.

الصحفي: إحدى الإشارات على وجود استعداد لفرص جديدة في المنطقة يمكن أن تكون ردّكم على آخر قرار لمجلس الأمن بشأن خطة ترامب ذات البنود العشرين لغزة. هل هذا القرار مقبول لدى إيران أم أن موقفكم كحماس، التي تراه غير مقبول؟عراقجي: أصدرنا بياناً الليلة الماضية في هذا الشأن.

موقفنا واضح. من البديهي أننا نرحّب بأي قرار أو خطوة يمكن أن توقف الإبادة الجماعية في غزة، وتوقف قتل الفلسطينيين، وتفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، وتساعد في إحلال السلام وإعادة إعمار المناطق المتضررة.

لكن لدينا في الوقت نفسه مخاوف، وهي مخاوف حقيقية.نعتقد أن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم قد أُضعِف عملياً وتجاهل بشكل خطير في هذا القرار. حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة وقدرة على تسيير شؤونها جاء ضعيفاً جداً في لغة القرار.

القرار يضع الفلسطينيين نوعاً ما تحت وصاية مجموعة من الدول الأخرى. حتى دور مجلس الأمن نفسه قد أُضعف. لذلك لدينا مخاوفنا، لكننا لا نعارض أي شيء يمكنه أن يوقف معاناة الفلسطينيين.

الصحفي: أحد عناصر الخطة هو أن تقبل جميع الأطراف العيش بسلام مع بعضها البعض، وهو ما يعني حل الدولتين للنزاع بين إسرائيل وفلسطين. هل هذا موقف يمكن لإيران تأييده؟

عراقجي: في الحقيقة، يعود هذا إلى الفلسطينيين أنفسهم ليقرروا قبول القرار أم لا. نحن فقط عبّرنا عن وجهة نظرنا.

الصحفي: هل يمكنني أن أسأل عن علاقاتكم في المنطقة وكيف تتغير؟ كيف سيكون مستقبل إيران في هذه المنطقة؟

عراقجي: بلا شك، إيران لاعب رئيسي في هذه المنطقة. إيران دولة كبيرة ذات قدرات واضحة.

لقد سعينا إلى اتباع سياسة جوار جيدة جداً مع كل دول الخليج الفارسي والشرق الأوسط.

أعتقد أننا نجحنا تماماً في نهجنا تجاه دول المنطقة.

تمكّنا من بناء الثقة، خاصة مع السعودية، وكذلك مع دول أخرى، مع مصر، مع الأردن، ومع كل دولة أخرى. خلال الاثني عشر شهراً الماضية زرتُ جميع هذه الدول — وحتى البحرين التي ليست لنا علاقات معها.

زرتُ مصر، أعتقد ثلاث أو أربع مرات.

سعينا لبناء الثقة والتأكد من أنهم لا يخطئون في فهم التهديد الحقيقي في المنطقة.نتنياهو ارتكب جرائم كثيرة.

إنه مسؤول عن الإبادة والقتل. لكنه قام أيضاً بعمل إيجابي واحد.

وما هو؟ لقد أثبت لجميع دول المنطقة بوضوح أن التهديد الحقيقي هو إسرائيل، وليس إيران.

خلال العامين الماضيين، هاجمت إسرائيل سبع دول في هذه المنطقة وقتلت أكثر من 70 ألف شخص في غزة وحزب الله. لذلك أصبح من الواضح للجميع في المنطقة من هو التهديد الحقيقي.دعونا نضع إسرائيل جانباً، لأنني لا أعتقد أنها تنتمي إلى هذه المنطقة. يمكن لدول المنطقة أن تعيش بسلام مع بعضها البعض. المشكلة الوحيدة هي التدخل الخارجي، وخصوصاً في أمن المنطقة. نحن نعتقد أنه بمجرد خروج القوات الأجنبية من المنطقة، سنكون في وضع أفضل للتعاون والعيش بسلام معاً.

الصحفي: قد يكون من الجيد أن نتمنى توقف التدخلات الخارجية، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك.
ما رسالتك الأساسية اليوم إلى دونالد ترامب؟ ماذا يجب أن يفعل الآن لتجنّب تفاقم الأزمات في هذه المنطقة؟عراقجي: من المثير للاهتمام أنك تعترف بنفسك بوجود تدخل خارجي في هذه المنطقة، ولا يمكن إنكار ذلك. وهذا هو مصدر المشكلة الأساسي.

وأعتقد أن الرسالة التي ينبغي أن نوجهها جميعاً هي: دَعوا دول هذه المنطقة تقرّر مصيرها بنفسها.

الصحفي: لديكم ملايين الإيرانيين الذين يعيشون الآن في الغرب وفي الكثير من دول العالم، ويرغبون بالحفاظ على صلتهم بوطنهم، لكن كثيرين منهم يخشون العودة أو يخافون على عائلاتهم. ما الضمانات التي يمكنكم تقديمها لهم بأن إيران آمنة لعودتهم؟

عراقجي: لدي فهم مختلف عنكم. كل عام، مئات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في الخارج يسافرون إلى وطنهم.

نعم، هناك عدد قليل واجه مشكلات بسبب قضايا سابقة كانت لديهم داخل إيران، لكن عددهم محدود للغاية.

صحيح أن الضجة الإعلامية حول هذا الموضوع كبيرة، ومعظمها تصنعه وسائل الإعلام. أما في الواقع، فكما تظهر إحصاءات الحدود، ملايين الإيرانيين يزورون وطنهم كل عام. ومع ذلك، أقرّ أنه يجب علينا بذل المزيد لجعل عودتهم أسهل حين يقررون الرجوع إلى إيران.

ويجب أيضاً مواجهة الأجواء السلبية التي تُصنع في الغالب من قبل وسائل الإعلام خارج البلاد.الصحفي: في أوروبا، نهتم كثيراً بعلاقة إيران مع روسيا، ونعلم أنه في حرب أوكرانيا قدمت إيران بعض المساعدات لروسيا، وهذا قد يُعد شكلاً من أشكال التدخل الخارجي. كيف هي علاقاتكم الحالية مع روسيا؟

عراقجي: لقد وقعنا اتفاقية للشراكة الاستراتيجية، وقد وُقِّعت العام الماضي بين رئيسَي البلدين. لطالما كانت العلاقات بين إيران وروسيا جيدة للغاية، وقد ساعدونا كثيراً في مجالات مختلفة. وبيننا تعاون في عدة ميادين.

ويجب أن أوضح أننا لطالما دعمنا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ودعونا دائماً إلى تسوية سلمية للنزاع بين البلدين. لكن كما قلت—التعاون العسكري بين إيران وروسيا ليس أمراً جديداً، بل يعود لسنوات طويلة. وهو تعاون دفاعي بحت، وليس تعاوناً هجومياً. روسيا ساعدتنا كثيراً خلال الحرب، ومن بعد ذلك توسع تعاوننا أكثر مما كان عليه سابقاً. ولهذا أقول إننا اليوم أكثر استعداداً مما كنا في أي وقت مضى./انتهى/