زهير
11-11-2005, 08:04 AM
في خطاب "خشبي استفزازي" وزع التحديات دولياً والاتهامات على الجيران والوعود بالقلق داخلياً
دمشق - الوكالات
اكد الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب شديد اللهجة أمس ان سورية "غير متورطة" في اغتيال الحريري متهما لجنة التحقيق الدولية برفض كل الاقتراحات التي تقدمت بها دمشق ومعتبرا ان سورية مستهدفة مهما فعلت.
وقال الأسد وسط تصفيق حاد في جامعة دمشق انه "لن يكون الرئيس الذي يحني رأسه او رأس شعبه لاي كان" مضيفا ان "المنطقة الآن امام خيارين اما المقاومة او الفوضى".
وكرر الرئيس السوري الذي تطالب لجنة التحقيق الدولية بلاده باستجواب ستة مسؤولين سوريين ان سورية غير متورطة في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري "لا دولة ولا أفراداً".
وقال ان "الايجابية الوحيدة لتقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس انه ثبت براءتنا" في اشارة الى التقرير الذي رفعه القاضي الالماني في 20 اكتوبر الى مجلس الامن واشار فيه الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين في الجريمة.
واضاف الأسد "قبل هذا التقرير قد يكون لدينا شك بان خللا سورياً ما ادى الى ذلك" اي اغتيال الحريري. واكد انه "بعد التقرير اصبحت براءة سورية مثبتة. القضية لم تعد جنائية بل سياسية".
وكشف ان القاضي ميليس رفض دعوة اللجنة القضائية السورية الخاصة لزيارة دمشق ووضع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون.
واوضح ان اللجنة رفضت كذلك عرض سورية بان يتم التحقيق مع المسؤولين الامنيين السوريين في مقر الجامعة العربية في القاهرة او "في ارض سورية ترفع علم الامم المتحدة".
وقال "اتصلت امس للتنسيق مع الرئيس المصري حسني مبارك ليتم التحقيق في الجامعة العربية لكن ميليس رفض", وتساءل الأسد "لماذا لا يقبلون أي مكان آخر" غير لبنان.
ورأى انه "مهما قلنا ومهما تعاونا سيكون الجواب بعد شهر اننا لم نتعاون" مؤكدا انه "يجب ان نكون واقعيين سورية مستهدفة".
ورأى الأسد بأن ذلك دليلا على ان المطلوب هو "استهداف" سورية متوقعاً أن يأتي تقييم ميليس المقبل لتعاون سورية سلبياً.
وقال الأسد ان "ما لم يأخذوه بالضغط الخارجي لن يأخذوه بالضغط الداخلي".
لكن الأسد اكد ان سورية مستعدة للتعاون "بهدف الوصول الى ملابسات جريمة" اغتيال الحريري لكنها "لن تسمح بأي اجراء يمس بأمن واستقرار سورية".
وقال الأسد "ما زلنا ندعم الشرعية الدولية لكن ليس على حساب التزاماتنا الوطنية".
وقال الأسد انه "لن يكون الرئيس الذي يحني رأسه او رأس شعبه لاي كان". وتابع ان "عصر الوصايات الذي كان سائدا في بداية القرن الماضي ولى. مؤكدا انه "اذا صمدنا منذ البداية سننتصر في النهاية ومهما طال الموضوع فسوف ننتصر".
وحذر الأسد من انه "اذا حصل ضرر ما فلن يصيب سورية فحسب بل بلدانا اخرى ايضا والعملاء الذين أتوا بالمستعمر".
ووجه الأسد انتقادات حادة للحكومة اللبنانية ورئيس وزرائها فؤاد السنيورة وقال انه بعد زيارته الأخيرة لسورية ووعوده بأنه معني بعلاقات جيدة مع سورية »فإنه (السنيورة) لم يلتزم أو لم يسمح له بالالتزام لانه عبد مأمور لعبد مأمور«.
وشن هجوما حادا على بعض السياسيين اللبنانيين دون تسمية أي منهم, وقال اذا كان لبنان يريد علاقة اخوية مع سورية »فإن هذا لا يمكن ان يكون من خلال دولة جزء كبير منها معاد لسورية علنا ويعمل على ان يكون لبنان ممراً ومقراً للمؤامرات ضدها«.
وأضاف الأسد: »اننا معنيون ان يحافظ لبنان على وحدته واستقراره وننظر بعين القلق الى الأوضاع السائدة فيه«.
وأكد ان بعض القوى الكبرى أرادت من خلال الساحة اللبنانية »تصفية حساباتها مع سورية والقوى الوطنية التي دعمت المقاومة وانجزت الانسحاب الاسرائيلي من بعض الاراضي اللبنانية«.
واشار الى ان الانتخابات اللبنانية التي جرت في مايو الماضي »لم تكن محطة لبنانية بل كانت دولية.. وكان هذا بداية نقل لبنان من دوه العربي الى التدويل والتدويل هو نقطة اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولي وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية«.
وشن الأسد هجوما حادا على اسرائيل وقال ان »العامل الاسرائيلي كان حاضراً حضوراً مريباً في كل الأحداث التي شهدتها المنطقة وان تطورات الأحداث أثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها وأكبر المستفيدين منها«.
واكد ان التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري له دوافع سياسية لشن حرب »على مراحل على سورية«.
وقال ان القرار الدولي رقم 1636 »لم يبن على تقرير وانما كان مخططا له في السابق والتقرير لم يبن على التحقيق والتحقيق لم يبن على مقتل الحريري«.
واعتبر »ان ما يحدث الآن هو امتداد لما يحدث من سنوات.. ما يحدث الآن لا علاقة له باغتيال الحريري.. لم يتحدث احد عن لجنة تحقيق في اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي سمم ومات في فرنسا«, وقال ان بلاده على استعداد للتعاون الكامل مع لجنة التحقيق ولكنه شك في أن يساهم ذلك في تخفيف حدة الضغوط على بلاده.
واضاف ان لبنان كان »ساحة مضطربة« ارادت القوى الكبرى »تصفية حساباتها مع سورية من خلالها« حيث كان »البعض يعتقد ان خروج سورية من لبنان يعني سقوط الدولة السورية«.
وأكد ان سورية تتعرض »لحملات في السنوات الاخيرة غاية في الخطورة« بسبب رفضها القاطع »للمساومة على المقاومة في لبنان والقضية الفلسطينية واستقلال العراق« التي لولاها لما كانت لسورية مشكلات مع القوى الدولية الكبرى.
واضاف الاسد ان »سورية تدفع اليوم ثمنا مباشرا لتقاسم مصالح بين الدول الكبرى وندفع ثمنا بسبب فشل الاحتلال والغزو للعراق«.
وأضاف: ان »المنطقة تواجه خيارين لا ثالث لهما: المقاومة والصمود أو الفوضى.. والمقاومة لها ثمن والفوضى لها ثمن.. ولكن ثمن المقاومة أقل من ثمن الفوضى.. اما الابتزاز.. فإذا كانوا يحاولون ابتزاز سورية فنقول لهم العنوان خطأ«.
وأوضح انه »لذلك كان من الطبيعي في ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية ألا يبدو الدور السوري مقبولا.. وكان طبيعيا ايضا ان تفشل جميع محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة«.
وأضاف ان »الوضع في العراق مقلق لكل عربي لأن هذا البلد العربي يدخل حيز التفتيت والتذويب ولا أحد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذي من شأنه ان يلقي بالمنطقة برمتها في دوامة المجهول ويتسبب في تداعيات خطيرة قد تصيب أماكن أخرى أبعد من حدود المنطقة«.
وشدد على انه: »لذلك فإن عروبة العراق شأن عربي واقليمي وليس شأنا عراقيا داخليا فحسب.. والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وخاصة منها المجاورة للعراق«.
وأكد الأسد ان »الخطر الأول الذي يهدد العراق هو تذويبه وطمس معالم عروبته تحت عناوين وذرائع كثيرة.. أما الخطر الثاني الذي يتهدده فهو الفوضى السياسية والأمنية التي تسود الساحة العراقية والتي ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الأراضي العراقية فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية الامر الذي يزيد الخطر على العراق« مطالباً بجدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق.
دمشق - الوكالات
اكد الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب شديد اللهجة أمس ان سورية "غير متورطة" في اغتيال الحريري متهما لجنة التحقيق الدولية برفض كل الاقتراحات التي تقدمت بها دمشق ومعتبرا ان سورية مستهدفة مهما فعلت.
وقال الأسد وسط تصفيق حاد في جامعة دمشق انه "لن يكون الرئيس الذي يحني رأسه او رأس شعبه لاي كان" مضيفا ان "المنطقة الآن امام خيارين اما المقاومة او الفوضى".
وكرر الرئيس السوري الذي تطالب لجنة التحقيق الدولية بلاده باستجواب ستة مسؤولين سوريين ان سورية غير متورطة في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري "لا دولة ولا أفراداً".
وقال ان "الايجابية الوحيدة لتقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس انه ثبت براءتنا" في اشارة الى التقرير الذي رفعه القاضي الالماني في 20 اكتوبر الى مجلس الامن واشار فيه الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين في الجريمة.
واضاف الأسد "قبل هذا التقرير قد يكون لدينا شك بان خللا سورياً ما ادى الى ذلك" اي اغتيال الحريري. واكد انه "بعد التقرير اصبحت براءة سورية مثبتة. القضية لم تعد جنائية بل سياسية".
وكشف ان القاضي ميليس رفض دعوة اللجنة القضائية السورية الخاصة لزيارة دمشق ووضع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون.
واوضح ان اللجنة رفضت كذلك عرض سورية بان يتم التحقيق مع المسؤولين الامنيين السوريين في مقر الجامعة العربية في القاهرة او "في ارض سورية ترفع علم الامم المتحدة".
وقال "اتصلت امس للتنسيق مع الرئيس المصري حسني مبارك ليتم التحقيق في الجامعة العربية لكن ميليس رفض", وتساءل الأسد "لماذا لا يقبلون أي مكان آخر" غير لبنان.
ورأى انه "مهما قلنا ومهما تعاونا سيكون الجواب بعد شهر اننا لم نتعاون" مؤكدا انه "يجب ان نكون واقعيين سورية مستهدفة".
ورأى الأسد بأن ذلك دليلا على ان المطلوب هو "استهداف" سورية متوقعاً أن يأتي تقييم ميليس المقبل لتعاون سورية سلبياً.
وقال الأسد ان "ما لم يأخذوه بالضغط الخارجي لن يأخذوه بالضغط الداخلي".
لكن الأسد اكد ان سورية مستعدة للتعاون "بهدف الوصول الى ملابسات جريمة" اغتيال الحريري لكنها "لن تسمح بأي اجراء يمس بأمن واستقرار سورية".
وقال الأسد "ما زلنا ندعم الشرعية الدولية لكن ليس على حساب التزاماتنا الوطنية".
وقال الأسد انه "لن يكون الرئيس الذي يحني رأسه او رأس شعبه لاي كان". وتابع ان "عصر الوصايات الذي كان سائدا في بداية القرن الماضي ولى. مؤكدا انه "اذا صمدنا منذ البداية سننتصر في النهاية ومهما طال الموضوع فسوف ننتصر".
وحذر الأسد من انه "اذا حصل ضرر ما فلن يصيب سورية فحسب بل بلدانا اخرى ايضا والعملاء الذين أتوا بالمستعمر".
ووجه الأسد انتقادات حادة للحكومة اللبنانية ورئيس وزرائها فؤاد السنيورة وقال انه بعد زيارته الأخيرة لسورية ووعوده بأنه معني بعلاقات جيدة مع سورية »فإنه (السنيورة) لم يلتزم أو لم يسمح له بالالتزام لانه عبد مأمور لعبد مأمور«.
وشن هجوما حادا على بعض السياسيين اللبنانيين دون تسمية أي منهم, وقال اذا كان لبنان يريد علاقة اخوية مع سورية »فإن هذا لا يمكن ان يكون من خلال دولة جزء كبير منها معاد لسورية علنا ويعمل على ان يكون لبنان ممراً ومقراً للمؤامرات ضدها«.
وأضاف الأسد: »اننا معنيون ان يحافظ لبنان على وحدته واستقراره وننظر بعين القلق الى الأوضاع السائدة فيه«.
وأكد ان بعض القوى الكبرى أرادت من خلال الساحة اللبنانية »تصفية حساباتها مع سورية والقوى الوطنية التي دعمت المقاومة وانجزت الانسحاب الاسرائيلي من بعض الاراضي اللبنانية«.
واشار الى ان الانتخابات اللبنانية التي جرت في مايو الماضي »لم تكن محطة لبنانية بل كانت دولية.. وكان هذا بداية نقل لبنان من دوه العربي الى التدويل والتدويل هو نقطة اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولي وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية«.
وشن الأسد هجوما حادا على اسرائيل وقال ان »العامل الاسرائيلي كان حاضراً حضوراً مريباً في كل الأحداث التي شهدتها المنطقة وان تطورات الأحداث أثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها وأكبر المستفيدين منها«.
واكد ان التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري له دوافع سياسية لشن حرب »على مراحل على سورية«.
وقال ان القرار الدولي رقم 1636 »لم يبن على تقرير وانما كان مخططا له في السابق والتقرير لم يبن على التحقيق والتحقيق لم يبن على مقتل الحريري«.
واعتبر »ان ما يحدث الآن هو امتداد لما يحدث من سنوات.. ما يحدث الآن لا علاقة له باغتيال الحريري.. لم يتحدث احد عن لجنة تحقيق في اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي سمم ومات في فرنسا«, وقال ان بلاده على استعداد للتعاون الكامل مع لجنة التحقيق ولكنه شك في أن يساهم ذلك في تخفيف حدة الضغوط على بلاده.
واضاف ان لبنان كان »ساحة مضطربة« ارادت القوى الكبرى »تصفية حساباتها مع سورية من خلالها« حيث كان »البعض يعتقد ان خروج سورية من لبنان يعني سقوط الدولة السورية«.
وأكد ان سورية تتعرض »لحملات في السنوات الاخيرة غاية في الخطورة« بسبب رفضها القاطع »للمساومة على المقاومة في لبنان والقضية الفلسطينية واستقلال العراق« التي لولاها لما كانت لسورية مشكلات مع القوى الدولية الكبرى.
واضاف الاسد ان »سورية تدفع اليوم ثمنا مباشرا لتقاسم مصالح بين الدول الكبرى وندفع ثمنا بسبب فشل الاحتلال والغزو للعراق«.
وأضاف: ان »المنطقة تواجه خيارين لا ثالث لهما: المقاومة والصمود أو الفوضى.. والمقاومة لها ثمن والفوضى لها ثمن.. ولكن ثمن المقاومة أقل من ثمن الفوضى.. اما الابتزاز.. فإذا كانوا يحاولون ابتزاز سورية فنقول لهم العنوان خطأ«.
وأوضح انه »لذلك كان من الطبيعي في ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية ألا يبدو الدور السوري مقبولا.. وكان طبيعيا ايضا ان تفشل جميع محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة«.
وأضاف ان »الوضع في العراق مقلق لكل عربي لأن هذا البلد العربي يدخل حيز التفتيت والتذويب ولا أحد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذي من شأنه ان يلقي بالمنطقة برمتها في دوامة المجهول ويتسبب في تداعيات خطيرة قد تصيب أماكن أخرى أبعد من حدود المنطقة«.
وشدد على انه: »لذلك فإن عروبة العراق شأن عربي واقليمي وليس شأنا عراقيا داخليا فحسب.. والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وخاصة منها المجاورة للعراق«.
وأكد الأسد ان »الخطر الأول الذي يهدد العراق هو تذويبه وطمس معالم عروبته تحت عناوين وذرائع كثيرة.. أما الخطر الثاني الذي يتهدده فهو الفوضى السياسية والأمنية التي تسود الساحة العراقية والتي ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الأراضي العراقية فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية الامر الذي يزيد الخطر على العراق« مطالباً بجدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق.