yasmeen
11-10-2005, 11:22 PM
أنيس منصور
من هنا كانت البداية ـ من ولاية كيرالا في أقصى الجنوب من الهند، فهذه الولاية الصغيرة هي اعجوبة تاريخية، فليس فيها أميون، وهي فقيرة، وأهلها ساخطون على حالهم، ولذلك هاجروا إلى كل دول الخليج، والذين قرروا البقاء اتجهوا إلى اليسار إلى الشيوعية، ففي سنة 1957 كانت أول حكومة شيوعية أفرزتها الديمقراطية الهندية، وكان من حظي أن قابلت أول رئيس للوزراء سنة 1959، السيد نامبودريباد، وكتبت وكتبت، وفي ذلك الوقت طردت الصين الدلاي لاما وأسكنته الهملايا، وكان لا بد أن أذهب إليه، وذهبت، ووجدت الصحف الهندية تهاجمني بسبب ما كتبته عن شوارعها، ففزعت وتخيلت لو أن كل هندي أمسك حجراً وألقاه فوق دماغي لقام هرم من 700 مليون حجر ـ بعدد سكان الهند.
فقررت أن أذهب إلى جزيرة سيلان أكتب عن العشرين عاماً التي أمضاها عرابي باشا والزعماء المصريون، ووجدتني بالقرب من أندونيسيا ومن استراليا ومن الفلبين ومن هونج كونج ومن اليابان ومن هاواي ثم من أميركا ـ فكانت رحلتي حول العالم في 228 يوماً!
وخطر لي أخيراً أن أعود إلى حيث بدأت، فأرى ولاية كيرالا التي مساحتها حوالي أربعين ألف كيلو متر وعدد سكانها حوالي ثلاثين مليوناً وتتكلم لغة اسمها (مالا يالم)، وترقص كاثاكالي وشاركت في أول مظاهرة شعبية تطالب بمزيد من الحرية، وكانت مياه السيول تصل إلى ما دون الركبة وكانت تجري بيننا الثعابين في حالة فزع فقد أخرجتها المياه من الجحور.
ووسط الزحام والثعابين والمياه في لون البن وجدت إلى جواري صحفية هندية تقول: والآن ما رأيك في المرأة الهندية!
والسؤال يدل على أن الظروف عادية وأن شيئاً لم يحدث لنا، لا مياه ولا أعاصير ولا ثعابين ولا مظاهرات. قلت لها: ولكن ما معنى هذه المظاهرات، انها أكثر من نوع، هنود ومسلمون شيعة، واناس معترضون على كل ذلك!
وكان ذلك كافياً لأن تتركني وتمضي في سبيل آخر.
سألوني: ما الذي تريد أن تراه في كيرالا، قلت: كل ما رأيت قبل ذلك منذ أكثر من أربعين عاماً، فيومها كنت أراها بعين واليوم سوف أراها بعينين وتجارب طويلة في السفر في القارات الخمس.
وسألت عن مكتبة في العاصمة ترفندروم والآن اسمها: ثيروفنا نثابورام. قالوا: ماتت صاحبتها وتديرها الآن حفيدتها ويدهشك اسمها. فقلت: وما اسمها. قالوا أنيسا منصورة.
قلت: هذه تهمة، ولكن سوف أرى وكلها مادة لكتابة جديدة!
من هنا كانت البداية ـ من ولاية كيرالا في أقصى الجنوب من الهند، فهذه الولاية الصغيرة هي اعجوبة تاريخية، فليس فيها أميون، وهي فقيرة، وأهلها ساخطون على حالهم، ولذلك هاجروا إلى كل دول الخليج، والذين قرروا البقاء اتجهوا إلى اليسار إلى الشيوعية، ففي سنة 1957 كانت أول حكومة شيوعية أفرزتها الديمقراطية الهندية، وكان من حظي أن قابلت أول رئيس للوزراء سنة 1959، السيد نامبودريباد، وكتبت وكتبت، وفي ذلك الوقت طردت الصين الدلاي لاما وأسكنته الهملايا، وكان لا بد أن أذهب إليه، وذهبت، ووجدت الصحف الهندية تهاجمني بسبب ما كتبته عن شوارعها، ففزعت وتخيلت لو أن كل هندي أمسك حجراً وألقاه فوق دماغي لقام هرم من 700 مليون حجر ـ بعدد سكان الهند.
فقررت أن أذهب إلى جزيرة سيلان أكتب عن العشرين عاماً التي أمضاها عرابي باشا والزعماء المصريون، ووجدتني بالقرب من أندونيسيا ومن استراليا ومن الفلبين ومن هونج كونج ومن اليابان ومن هاواي ثم من أميركا ـ فكانت رحلتي حول العالم في 228 يوماً!
وخطر لي أخيراً أن أعود إلى حيث بدأت، فأرى ولاية كيرالا التي مساحتها حوالي أربعين ألف كيلو متر وعدد سكانها حوالي ثلاثين مليوناً وتتكلم لغة اسمها (مالا يالم)، وترقص كاثاكالي وشاركت في أول مظاهرة شعبية تطالب بمزيد من الحرية، وكانت مياه السيول تصل إلى ما دون الركبة وكانت تجري بيننا الثعابين في حالة فزع فقد أخرجتها المياه من الجحور.
ووسط الزحام والثعابين والمياه في لون البن وجدت إلى جواري صحفية هندية تقول: والآن ما رأيك في المرأة الهندية!
والسؤال يدل على أن الظروف عادية وأن شيئاً لم يحدث لنا، لا مياه ولا أعاصير ولا ثعابين ولا مظاهرات. قلت لها: ولكن ما معنى هذه المظاهرات، انها أكثر من نوع، هنود ومسلمون شيعة، واناس معترضون على كل ذلك!
وكان ذلك كافياً لأن تتركني وتمضي في سبيل آخر.
سألوني: ما الذي تريد أن تراه في كيرالا، قلت: كل ما رأيت قبل ذلك منذ أكثر من أربعين عاماً، فيومها كنت أراها بعين واليوم سوف أراها بعينين وتجارب طويلة في السفر في القارات الخمس.
وسألت عن مكتبة في العاصمة ترفندروم والآن اسمها: ثيروفنا نثابورام. قالوا: ماتت صاحبتها وتديرها الآن حفيدتها ويدهشك اسمها. فقلت: وما اسمها. قالوا أنيسا منصورة.
قلت: هذه تهمة، ولكن سوف أرى وكلها مادة لكتابة جديدة!