المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دوار شيراتون ملتقى العمالة المنزلية .. ونبع اسرار الديرة!



على
11-10-2005, 04:15 PM
شهرته تخطت الكويت إلى العواصم.. ويطلقون عليه النافذة الآسيوية


دوار الشيراتون علامة بارزة في جغرافية الديرة لأنه ملتقى الجاليات والعمالة المنزلية لا سيما الآسيوية.
وفي العطل والمناسبات يكتظ الدوار والشوارع المتفرعة عنه بحدائقها وأرصفتها بهؤلاء القوم لتبادل الاحاديث أو للتعارف، والاطلاع على اخبار الأوطان عبر الرسائل التي تصلهم من هناك ويتبادلونها حتى لو كانت خاصة لمزيد من المعرفة.

ولأن هؤلاء يغطون كل اطياف المجتمع ببيئته ومرافقه وإداراته ويطلعون على كل كبيرة وصغيرة فلا غرابة في ان تجد أسرار الديرة هناك بدءً من أسرار البيوت والأزواج.. وانتهاءً بأسرار الحكومة!


ويقول محبوب ابن منيرة، الذي لم يرغب باعطاء اسم أبيه: هذه السنة الأولى لي في الكويت وأول عيد أحضره أيضا.. ونحن تعودنا الحضور الى هذا المكان في العطل الرسمية ومنا من يحضر كل اسبوع او كل خمسة عشر يوماً.. ولا نعرف غير هذا المكان للتلاقي.. والتجمع.. نتجاذب اطراف الحديث وكل مجموعة تمثل بلدة أو قرية التي منها وليست الدولة فهناك الكثيرون منهم من جنسية واحدة ودولة واحدة لكنهم لا يعرفون بعضاً ولا يتحدثون باللهجة نفسها.

أرى قريتي

ويوضح محبوب انه بعد لقاء الاصدقاء هنا «أشعر وكأني رأيت قريتي وأهلي وعرفت اخبارهم رغم ان الوسائل التي تقربنا من الأهل كثيرة ولم تعد كسابق عهدها.. فالآن الهاتف في كل مكان.. وكل عامل وعاملة في الكويت لديه او لديها هاتف نقال يمكنه الاطمئنان على أهله وذويه.. لكن تبقى مشاهدة الاصدقاء والتحدث معهم ضرورية جداً فهي المعين الوحيد لنا على غربتنا».

صدفة

وبابتسامة عريضة تقول شاهينة: الحمد لله فإن موعد إجازتي صادف مع عطلة العيد وهي غيرمرتبة ولكن جاءت هكذا «باي لك» اي بالحظ، وأنا سعيدة جداً لهذه الصدفة لأن «المعزب» بالمنزل لا يسمح لي بالخروج الا كل خمسة عشر يوماً ولا ينظر في المناسبة أو نوعها.

نتواعد

وتوضح شاهينة أنها وزميلتها دارين وهي من البلدة نفسها يتواعدان كل اسبوع على اللقاء ويحضران باللباس الزاهي وتهيئة الطعام، وقالت: نحن نتقابل للسمر والتسلية ومعرفة اخبار الأهل والأصدقاء وأهم شيء شراء ما ينقصنا من حاجيات واغراض خاصة قبل السفر وحتى ولو كان موعد السفر بعيداً فلقد اعتدنا ان نشتري قطعة.. قطعة وهكذا كل إجازة نشتري شيئاً.

أخبار خاصة وعامة

وبكل براءة تقول دارين هنا مدفن الأسرار فكل واحدة أو واحد يفضفض بما لديه من أخبار وكلام ومعلومات وهي لا تقتصر على أخبار الأهل والأصدقاء بالبلد هناك، إنما يختلط الحابل بالنابل وكل من لديه سر أو همسة كمضايقة من البيت الذي يعمل لديه أو الشركة أو الوزارة يتحدث عنه وهنا نعرف كل صغيرة وكبيرة أوصاف بابا.. وماما.. وماذا تحب من أكل ولبس وطباع، سريعة الغضب أو هادئة، كثيرة الخروج أو تحب الجلوس بالبيت.. ومعاملتها للخادمة والسائق وعلاقتها بزوجها وأبنائها ومن ثم تقول بخجل وتبعد وجهها وتقول حتى لو أن ماما في بوي فرند.. أنا يعرف.. وتقربني منها أكثر وأكثر وتجذل علي بالعطايا والهدايا بمناسبة وغير مناسبة إذا عرفت أني حافظة أسرارها ولا أبوح لأحد عنها فتتوالد محبة ورابط قوي.

كل حاجة

ويبين أمجد نعمت أنه بعد تأدية صلاة العيد وزيارة الكفيل «نحضر إلى هنا لأن المكان يحوي كل شيء، رسائل وأشرطة من الأهل.. مشاهدة الأصدقاء وكذلك شراء ما نحتاجه من أغراض وهناك صحف ومطبوعات بلغات خاصة جداً لا يمكن العثور عليها في المكتبات تصل إلى الكويت ونتبادلها ونتناوب قراءتها لزمن طويل حتى نحصل على الجديد منها.. والجديد يمكن طبع قبل أكثر من شهر» وعلى الرغم من أننا نحصل على تفاصيل الأخبار من التلفاز أو المذيعات لكن تبقى الأخبار الخصوصية بالبلدة والقرية نحصل عليها من هذه الصحف والدوريات والمطبوعات.

شهرته سبقته

ويؤكد شيخ جاكر الذي مضى عليه أكثر من ثماني سنوات بالعمل في الكويت وعائلته معه وباكورة أبنائه خديجة من مواليد الكويت يقول: أنا عرفت دوار الشيراتون قبل أن أحضر إلى الكويت لقد أخبرني أحد الأصدقاء وقال لي كل ما تريده وكل من تريده تجده في دوار الشيراتون!

وأين دوار الشيراتون هذا؟

في قلب الكويت وأي شخص في الكويت سواء كويتي أو غير كويتي يعرف دوار الشيراتون، في بادئ الأمر يقول جاكر ظننت أنه يستهزئ بي أو يمزح معي.. ولكن عندما حضرت إلى الكويت لم أكن أعرف اللغة العربية وشعرت بالحزن لأني أتفاهم بلغة الإشارة فقط.. فلما حضرت في أول اجازة لي وجدت أن ما قيل لي الحقيقة كاملة وأنه فعلاً المكان الجامع وملتقى الجاليات والنافذة الآسيوية وحديقة الغرباء من آسيا وشرق آسيا وبكل اللهجات واللغات.

لا يمكن تغييره

«أنا منذ عام 1985 في الكويت ولا يمكن تصور مكان التجمع في غير دوار الشيراتون». هكذا بدأ شيخ سايبير ساهر حديثه وقال: منذ سنوات طويلة وحقب زمنية متلاحقة من أيام من سبقونا عندما كانت هذه المنطقة تقع عند أطراف المدينة كانت العمالة تتجمع هنا حتى وإن خلت في ذلك الوقت من العنصر النسائي الذي لم يكن بهذه الكثرة ومن هذه الجنسيات المتعددة.

ويعود السبب كما يقول ساهر لأنه قريب من الأسواق والمطاعم المتنوعة المختلفة وحديقة تتيح الفرصة للجلوس واللقاء الممتع للنزهة ولو لساعات محدودة وتحمي الزوار صيفاً وشتاء وأصحاب هذه المحلات يعرفون تمام المعرفة من هم زبائنهم وماذا يريدون وما حاجتهم من هدايا وبضائع لذويهم وكل ما يتعلق بمتطلباتهم الشخصية فهم يوفرونها لهم ومنها تنشأ أسواق ومحال تجارية جديدة.. وهذا فعلاً ما حصل فكل المجمعات التجارية تجلب البضائع التي تحتاجها هذه العمالة وأصبحت تجارة رائجة واستثماراً يُحقق حاجات الطرفين الزبائن والمستثمرين.

مستحيل

ويذهب ولي شيخ إلى أكثر من ذلك ويقول: استحالة أن يُغير دوار الشيراتون فهو يتميز بخصائص وموقع جغرافي مميزين فالمكان يعتبر علماً من الأعلام التي يعرفها كل الخدم والعمالة على اختلاف تخصصاتهم وجنسياتهم من دول معينة ومحددة.


فرصة للبزنس والتوافق بالـحلال


عدا عن تبادل الأحاديث وأخبار الديرة فإن دوار الشيراتون يساهم كثيراً في خلق نوع من «البزنس» بشكل أو بآخر بين رواده كتصريف العملة وتحويل الأموال الى الأهل، وفتح باب المصالح لبعضهم البعض.

وفي أحوال أخرى فإن حالات التعارف التي تحدث في المكان تسهم في بعض الأحيان بالتوفيق بين الرؤوس بالحلال، والفرصة متاحة للخطابات والخطابين للقيام بالمهمة