المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: المقاومة التي استمرت 12 يومًا كانت نقطة تحول تاريخية



احمد هتلر
10-25-2025, 09:15 PM
https://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/1404/03/31/1404033113251380033197084.jpg25/10/2025أكد وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي أن "المقاومة التي استمرت اثني عشر يومًا من قبل الشعب الإيراني كانت نقطة تحول تاريخية، أظهرت أن الإيرانيين لا يصمتون أمام القوة والتهديد، وأن الاستعداد الدفاعي للبلاد يضمن السلام والأمن القومي."
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان عراقجي اوضح في مقابلة تلفزيونية، تفاصيل جديدة حول الأخبار الدبلوماسية وسياسة البلاد الخارجية، متناولاً التحديات التي تواجه التصويت للإيرانيين المقيمين في الخارج وتحليل نتائج الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على إيران. وأعلن عراقجي أنه "في جميع انتخابات الرئاسة، تقوم ممثليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج بإعداد صناديق الاقتراع." موضحًا أنه في بعض المناطق، يتم حتى إرسال صناديق اقتراع متنقلة لتسهيل وصول الإيرانيين إلى التصويت. وأشار وزير الخارجية إلى وجود عائقين رئيسيين في هذه العملية، قائلا : "أولاً: مشكلة بعد المسافة وتشتت السكان الإيرانيين، وثانيًا: سلوك وإهانات بعض العناصر المزعجة في مواقع الاقتراع والتي تسبب اضطرابات." وأضاف: "تم طرح مخطط جديد مع ممثلي مجلس الشورى الإسلامي ومجلس صيانة الدستور لدراسة وتنفيذ إمكانية التصويت عبر البريد أو منصات الفضاء الإلكتروني في المستقبل." وشدد عراقجي على أن "هذا الموضوع نوقش في الاجتماع الأخير مع كتلة الإيرانيين في الخارج، ويتم متابعته مع مجلس صيانة الدستور." وتابع الوزير في المقابلة، قائلاً: "إن الشعور بالهوية الإيرانية والتماسك الوطني قد تعزز بعد العدوان غير المبرر من قبل إسرائيل، حيث شعر جميع الشعب، داخل إيران وخارجها، بمظلومية ايران والايرانيين. فإسرائيل لم يكن لديها أي مبرر لهذا العدوان. برنامجنا النووي سلمي تمامًا ويقع ضمن إطار الحق الطبيعي. لم يتم أي انحراف نحو إنتاج الأسلحة، ولا توجد أي تقارير عن مخالفات." وأضاف: "تعاملت الدولة والنظام مع الأزمة بسلوك معقول ومنطقي وقائم على الحوار، وهذا ما ضاعف شعور الدفاع عن الوطن والهوية الإيرانية بين الشعب." وأشار عراقجي إلى الاشتباكات التي استمرت 12 يومًا، قائلاً: "شهدنا خلال هذه الأيام الـ12 مقاومة أصبحت في رأيي نقطة تحول تاريخية للأمة الإيرانية. كان المبدأ المهم هو عدم السماح لهذه الحرب بأن تصبح نموذجًا للتعامل مع إيران." وواصل قائلاً: "لو لم تحدث المقاومة، لأصبح بإمكان أعداء إيران فرض مطالبهم متى شاءوا عبر التهديد والهجوم. أما الآن، فقد أصبحت هذه المقاومة رأس مال وطني." وأكد: "أثبت الإيرانيون في هذه المعركة أنهم لا يتنازلون عن حقوقهم، ولا يهربون من الحرب، ولا يخافون من القوة؛ لقد قاوموا ووقفوا صامدين." وأضاف عراقجي: "ان سماحة قائد الثورة الاسلامية، سواء في الخطابات الرسمية أو في الجلسات الخاصة، يؤكد على ضرورة تقدير هذا الرأسمال والحفاظ عليه. فشعبنا المظلوم لكن المقاوم هو الرأسمال الاجتماعي للبلاد، والدولة مدينة لهم." ووفقًا له، فإن رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة والقوات المسلحة يتشاركون نفس هذا الاعتقاد، وقد قدموا خططًا للحفاظ على التماسك، وتحسين الوضع المعيشي، وتعزيز استعداد البلاد. وأوضح عراقجي: "الاستعداد لا يعني احتمال اندلاع الحرب مرة أخرى؛ بل إن الاستعداد هو العامل الرئيسي لمنع الحرب. إذا لم تكن مستعدًا، ستقع الحرب؛ إذا كنت مستعدًا، فلن يجرؤ أحد على الهجوم." وقال: "إن روح المقاومة، واستعداد القوات المسلحة، والتماسك الداخلي، هي الآن أكبر مما كانت عليه قبل حرب الاثني عشر يومًا." وحذر وزير الخارجية: "لن تتكرر التجربة الأخيرة؛ فكل خطأ سيواجه برد مماثل." وتابع عراقجي: "لدينا فتوى وعقيدتنا الأمنية لا تشمل الأسلحة النووية أبدًا، لأسباب متعددة. كانوا يسألون: 'لماذا تريدون التخصيب وتدفعون كل هذه التكاليف؟' وكان ردي أننا نريده لأنه حق لنا والآخرون يقولون لا ينبغي لنا أن نمتلكه." وقال: "قنبلتنا الذرية هي قدرتنا على قول 'لا' في وجه القوى. هذا الأمر بدأ منذ الثورة ولا يزال مستمرًا. لا ينبغي الاستهانة بهذا." وأكد رئيس الجهاز الدبلوماسي: "إن الشعب الذي هو مستعد لدفع تكاليف باهظة لكن دون المساس بعزته وكرامته واستقلاله. شعار 'استقلال، حرية، جمهورية إسلامية' كان من الشعارات الرئيسية للثورة. إيران لم تكن مستعمرة في تاريخها أبدًا، لكن الشعب هتف بالاستقلال، لأنه آمن أن الاستقلال الحقيقي يعني القدرة على اتخاذ القرار بشكل مستقل، دون أن يملى عليه من قبل الآخرين." كما قال عراقجي: "طالما أن الولايات المتحدة تحتفظ بطابع الهيمنة، وطالما أن الجمهورية الإسلامية تحتفظ بطابع عدم الخضوع للهيمنة، فلن تحل هذه المشكلة بيننا وبين الولايات المتحدة." وأضاف: "لكنني أعتقد أنه يمكننا إدارتها. لا داعي لدفع أي ثمن. لدينا خلاف جوهري مع الولايات المتحدة. معظمه يتعلق بمسألة هيمنة الولايات المتحدة وسلطويتها. إذا تخلت الولايات المتحدة عن طابع الهيمنة تجاه إيران، فيمكننا التفاعل. لطالما قيل أن الشعب الإيراني لا يستجيب للغة القوة والضغط والعقوبات؛ لكن بلغة الاحترام، إذا تحدثتم مع الشعب الإيراني بكرامة وتصرفتم بكرامة، فسوف يستجيب بالمثل." وأشار وزير الخارجية إلى أن "هذا جُرّب في مفاوضات الاتفاق النووي. تحدثوا بتلك اللغة، فاستجبنا، وتفاوضنا بحسن نية كاملة، ووافقنا ونفذنا. لكن ذلك أيضًا تحول إلى تجربة مريرة؛ لأن الولايات المتحدة خرجت منه. لا يوجد أي أساس للثقة بالولايات المتحدة. أكرر هذا حتى لا يظن أحد أننا نتعنت." وتابع عراقجي: "تفاوضنا مع الأمريكيين مرة، ووافقنا، ونفذنا بصدق؛ هم انسحبوا وعادت العقوبات. ومرة أخرى في حكومة الشهيد رئيسي، تفاوضنا، ووافقنا؛ تم تحرير الرهائن، وتم تحرير أموالنا من كوريا، لكنها جُمّدت في قطر." وأضاف: "هذا العام دخلنا في مفاوضات؛ في منتصف المفاوضات هاجمونا، ودعمت الولايات المتحدة ثم انضمت إلى الهجوم. كانت هناك فرصة للتفاوض في نيويورك؛ كان لديهم مطالب غير معقولة تمامًا وغير منطقية، مثل أن نعطيهم كل موادنا المخصبة وهم يمددون فترة الـ سناب باك لـ 6 اشهر . أي إنسان عاقل يقبل هذا؟ لا علاقة لهذا بإيران أصلًا." وقال وزير الخارجية: "ليس لدينا أي تجربة إيجابية مع الولايات المتحدة. على الرغم من أننا في كل مرة بادرنا بصدق وفتحنا طريقًا. نحن لا نثق ولن نثق. لكن حتى بدون ثقة يمكن التفاعل بحذر. لقد فعلنا ذلك، لكننا لم نتلقَ ردًا إيجابيًا. هذه طبيعة الأمريكيين. الآن نحن عند نقطة لا يظهر فيها أي أساس إيجابي للتفاعل." وواصل قائلاً: "قلت مرارًا: إذا كان الأمريكيون مستعدين للدخول في مفاوضات جدية وحقيقية من أجل حل يرضي الطرفين، من موقع الندية، وبنهج صادق، من أجل اتفاق متبادل المنفعة، وليس من طرف واحد، وعلى أساس الاحترام المتبادل، فإننا لم نتخل عن الدبلوماسية أبدًا." وأكد عراقجي: "نحن لا نتخلى عن حقوق الشعب الإيراني ولا نتحمل الهيمنة والاستبداد على الشعب الإيراني؛ لكننا مستعدون لأي حل حكيم." /انتهى/