الراي السديد
10-21-2025, 03:06 PM
https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1759248596.jpg
قولوا خيراً أو اصمتوا
حسن العيسى
نشر في 21-10-2025
ليس هناك حاجة لترديد ما كتبناه من قبل عن مبادئ حقوق الإنسان وحرياته وحفظ كرامته، لولا ما تم نشره قبل أيام في إحدى الصحف بمانشيت كبير يتوسل التفاتة القارئ لمحتوى لم يكن من الجائز أساساً نشره، أو حتى تسريبه من وزارة الداخلية.
كان الخبر الذي أصبح الآن وجبة دسمة للكثيرين من مرضى الطائفية والعنصرية المتغطرسين سواء كانوا كتاباً في مقالات صحافية مغثة أو مغردين وجدوا في الخبر ما يثير شهيتهم لاستعراض بطولات الخواء وهم في غمرة حماسة الجهل من خلال التماهي التام مع سلطة القوة، وسكبوا منتشين في عرضهم المخجل كلمات الرياء والنفاق المريضة.
الأصل براءة الإنسان، ودائماً معيار «المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم نهائي»، يعد مبدأً دستورياً وفي صلب قوانين الجزاء ليس هنا فقط وإنما في أي دولة تحترم أفرادها وتصون كراماتهم.
ما معنى أن يُنشَر خبر عن «ضبط شبكة تمويل إرهابي مرتبطة بحزب محظور»؟، خبر من أجهزة أمنية، لم تكن هناك صحيفة اتهام من جهات التحقيق المختصة، ولم يصدر حكم نهائي يدين أي إنسان.
ما حدث أنه تمت إدانة والمس بسمعة وكرامة أفراد وعائلة كريمة وطائفة كبيرة بكل ما تشكله كأساس أكيد لتاريخ وهوية هذه الدولة، وتراكض حمقى من أرباب الجهل ليعيدوا حكاياتهم عن «خلية العبدلي» ولتتم مساواتها بالشبكة المزعومة، وعن تحويلها الأموال إلى حزب محظور! أي شبكة وأي حزب محظور وأي تحويلات أو أدوية حولت لهذا الحزب أو لفقراء أو ضحايا لعدوان صهيوني؟!
تم نصب المشانق عشوائياً، وعُلِّقت على حبالها كرامات مواطنين من أفراد لهم تاريخهم المشرف بالدولة، ولا يختلف الأمر، حتى لو لم يكونوا مواطنين، قبل أن تصدر كلمة واحدة من الجهة صاحبة الاختصاص الأصيل بإصدار الأحكام.
هذا التهور وتلك الحماقات الاستعراضية وإظهار بطولات كاذبة تحمل بذور الفتن واحتمال الدمار للوطن حين يشكك مراهقو الكلمات الخاوية في انتماء إخوانهم المواطنين،
ما فعله هؤلاء لا يُعد من أبواب حرية التعبير، وإنما دمار لهذه الحرية وتحريض سافر للكراهية. قولوا خيراً وإلا فاصمتوا.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/112490
قولوا خيراً أو اصمتوا
حسن العيسى
نشر في 21-10-2025
ليس هناك حاجة لترديد ما كتبناه من قبل عن مبادئ حقوق الإنسان وحرياته وحفظ كرامته، لولا ما تم نشره قبل أيام في إحدى الصحف بمانشيت كبير يتوسل التفاتة القارئ لمحتوى لم يكن من الجائز أساساً نشره، أو حتى تسريبه من وزارة الداخلية.
كان الخبر الذي أصبح الآن وجبة دسمة للكثيرين من مرضى الطائفية والعنصرية المتغطرسين سواء كانوا كتاباً في مقالات صحافية مغثة أو مغردين وجدوا في الخبر ما يثير شهيتهم لاستعراض بطولات الخواء وهم في غمرة حماسة الجهل من خلال التماهي التام مع سلطة القوة، وسكبوا منتشين في عرضهم المخجل كلمات الرياء والنفاق المريضة.
الأصل براءة الإنسان، ودائماً معيار «المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم نهائي»، يعد مبدأً دستورياً وفي صلب قوانين الجزاء ليس هنا فقط وإنما في أي دولة تحترم أفرادها وتصون كراماتهم.
ما معنى أن يُنشَر خبر عن «ضبط شبكة تمويل إرهابي مرتبطة بحزب محظور»؟، خبر من أجهزة أمنية، لم تكن هناك صحيفة اتهام من جهات التحقيق المختصة، ولم يصدر حكم نهائي يدين أي إنسان.
ما حدث أنه تمت إدانة والمس بسمعة وكرامة أفراد وعائلة كريمة وطائفة كبيرة بكل ما تشكله كأساس أكيد لتاريخ وهوية هذه الدولة، وتراكض حمقى من أرباب الجهل ليعيدوا حكاياتهم عن «خلية العبدلي» ولتتم مساواتها بالشبكة المزعومة، وعن تحويلها الأموال إلى حزب محظور! أي شبكة وأي حزب محظور وأي تحويلات أو أدوية حولت لهذا الحزب أو لفقراء أو ضحايا لعدوان صهيوني؟!
تم نصب المشانق عشوائياً، وعُلِّقت على حبالها كرامات مواطنين من أفراد لهم تاريخهم المشرف بالدولة، ولا يختلف الأمر، حتى لو لم يكونوا مواطنين، قبل أن تصدر كلمة واحدة من الجهة صاحبة الاختصاص الأصيل بإصدار الأحكام.
هذا التهور وتلك الحماقات الاستعراضية وإظهار بطولات كاذبة تحمل بذور الفتن واحتمال الدمار للوطن حين يشكك مراهقو الكلمات الخاوية في انتماء إخوانهم المواطنين،
ما فعله هؤلاء لا يُعد من أبواب حرية التعبير، وإنما دمار لهذه الحرية وتحريض سافر للكراهية. قولوا خيراً وإلا فاصمتوا.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/112490