المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انبثاق فجر جديد للإنترنت



جمال
11-08-2005, 10:36 AM
يتشارك فيها المتصفحون مع مواقع الويب بالتطبيقات الالكترونية وبمضامين مواضيعها


سان فرانسيسكو: «الشرق الأوسط»
* خدمة يو أس أيه توداي»: خاص بـ «الشرق الأوسط»



الانترنت التفاعلي الذي يتحاور فيه ملايين المتصفحين ويتشاركون بالتطبيقات الالكترونية لبرامج لا توجد اساسا في اجهزة كومبيوتراتهم وبمضامين المواقع الالكترونية، سيكون الخطوة اللاحقة لشبكة الانترنت الحالية، حسبما يقول بعض المدراء التنفيذيين في هذا الميدان. خلال العقود الماضية كان على المرء أن يضغط على موقع صفحة الويب للحصول عليها. اما إذا أردت أن تحصل على معلومات أكثر، أو أن تشتري شيئا ما، فعليك أن تضغط على الزر مرة أخرى. وعليك بالتالي أن تقوم بالكثير من التنقل ما بين الصفحات.
لكن الآن جاء دور الانترنت الذي سيعمل بالنيابة عنك، أي إيجاد ما تريده، أو عمل أشياء في الخلفية، بدون أي تدخل من قبلك.

وفي الوقت نفسه فإن الحدود ما بين الكومبيوتر والويب قد تم إلغاؤها، لذلك فإنه سيكون صعبا أن تعرف ما إذا كنت تستخدم شيئا يعمل فعلا داخل جهازك أو أنه برنامج يعمل على بعد آلاف الأميال عنك، من قبل الشركة التي توفر لك الخدمة الانترنتية. وغالبا ما تكون الحالتان مجتمعتين معا. ويعتبر برنامج «غوغل أيرث»Google Earth دليلا على هذا التطوير.

وليس هذا فحسب، فبعد ان بدأت هذه الحدود بالانهيار اصبحت مواقع الويب أكثر فأكثر ذات «محتوى يتم توليده من قبل المستخدم»، وأخذت الانترنت تصل وتتغلغل بشكل أعمق إلى الحياة اليومية. وأفضل مثال على ذلك هو تلك الشركات الشابة مثل MySpace وTheFacebook.com وكلتاهما موجهة للشباب كي يرسلوا معلومات شخصية تهدف إلى كسب أصدقاء عبر الانترنت.

يقول زاك نلسون المدير التنفيذي لشركةNetSuite التي تنتج برامج لقطاع تستعمل في الانترنت، إن هذا الحقل من الصناعات قد أمضى أعواما وهو يتصارع للوصول إلى هذا النوع من الانترنت، فالطلائعيون «غالبا ما يتحولون إلى مخصِّبين والبقية يحصدون ما يزرعه الأوائل. ويبدو أننا وصلنا إلى وقت الحصاد».

والنتيجة هو ازدهار جديد لهذا الحقل بعد خمسة أعوام من التعايش مع نواقص الانترنت العادية. ويبدو أن اصحاب الرساميل أكثر استعدادا للمغامرة في هذا الميدان مما كان عليه الحال خلال التسعينات. وزاد الاستثمار المغامر بمقدار 13% في الربع الثالث من هذه السنة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وقالت ماري ميكر محللة الانترنت في شركة مورغان ستانلي مشيرة الى هذا النشاط «لم أر مثيلا لما يجري الآن من نشاط بين الشركات». وقال باتريك غرادي مؤسس خدمات Rearden Commerce «وصلنا إلى نقطة الانقلاب. توقعت وقوعها قريبا لكنني أراها تحدث الآن».

وهذا الطموح يحتاج إلى توافر الكثير من التكنولوجيات التي أصبحت اليوم متوفرة. ويبدو أن برنامج Ajax هو آخر ما تحتاجه هنا، فبفضله يرتبط كومبيوترك بأي تطبيق موجود على الويب ويجعل الأمر يبدو وكأنه يعمل من داخل كومبيوترك. وطالما أنك مرتبط بالانترنت فإن معالج الكلمات المستند إلى برنامجAjax سيعمل وكأنه موجود على كومبيوترك.

والخطوة الثانية ستكون ابتكار تطبيقات يستخدمها كل من يتعامل مع النشاطات التجارية وهذا يشمل معالجة الكلمات والبريد الالكتروني الخاص بالشركات والتقاويم.

وتعرض شركة Writely معالج كلمات لتحرير وكتابة الوثائق، موجود في الويب وكل ما تحتاجه هو الذهاب إلى www.writely.com ثم تضع توقيعك وتبدأ الكتابة. وحينما تنتهي من الكتابة يتم حفظ وثيقتك في خدمات Writely الانترنتية، لذلك يكون بإمكانك أن تصل إليها عبر أي جهاز وفي أي مكان من العالم. كذلك يمكنك أن تفتحها لآخرين بحيث يستطيع 50 شخصا أن يستعملوها في العالم كله.

وفي مجال البريد الألكتروني كان آخر ابتكار دخل إليه هو Zimbra الذي طرح كي يحل محل Microsoft Outlook. وبفضلAjax أصبح البريد الالكتروني الخاص بـ Zimbra أكثر تفاعلا منGmail الخاص بغوغل أو Hotmail ويبدو كأنه موجود في كومبيوترك. لكن لأن مكانه في الويب فإنه قادر على القيام بنشاطات بارعة. فإذا وضعت المؤشر على العنوان في رسالة الكترونية ما على سبيل المثال فستنفتح أمامك نافذة صغيرة تريك تلك البقعة على خارطة غوغل. من بين التطبيقات المعروفة اليوم في هذا الميدان هو برنامج iTune والذي يمكنه أن يخزن الموسيقى من الويب. والأكثر براعة هو Google Earth الذي يشتغل على سطح المكتب لكنه يستمر في سحب معلومات من الويب ليعمل خرائط ذات ثلاثة أبعاد.

خلال العقد الماضي لم تكن مواقع الويب تتحدث بعضها للآخر. وكل موقع هو جزيرة قائمة بذاتها. لكن الآن وبفضل برنامج XML وأبنائه مثلRSS أصبح ممكنا لمواقع الويب أن يخاطب بعضها الآخر. وهذا يفتح إمكانيات طريفة جديدة.

لهذا السبب يستطيع موقعMy Yahoo الذي يحظى بشعبية كبيرة أن يجمِّع صفحة من العناوين والروابط من عشرات الوكالات الإعلامية مكونا لوحة إعلانات. وستكون المرحلة القادمة أفضل، اذ ستتمكن مواقع الويب الأوتوماتيكية التي تستعملXML من البحث بنفسها عن الأشياء بدلا من أن تقوم أنت بنفسك بهذه المهمة. وإذا كان القطاع الصناعي الخاص بالبرامج الكومبيوترية يتحدث حاليا عن تكنولوجيا من هذا النوع منذ أواخر التسعينات من القرن الماضي فإن شركات مثل Rearden Commerce قد بدأت بتحقيقها.

تعتبرRearden شركة خدمات ويب خاصة بالرحلات ولديها ما يقرب من 500 ألف زبون. ويعمل الموقع مثل وكالة سفر بشرية. فأنت تخبرها بما تفضله من فنادق وخطوط جوية وتكاليف وهي تعطيك كل التفاصيل.

وحينما تريد أن تحجز لسفرة عليك أن تقول متى وإلى أين ثم يقوم Rearden بالبحث عبر آلاف الخطوط الجوية والفنادق ومواقع السفر وغيرها. ثم يتمكن Rearden من تجميع كل التفاصيل على شاشة كومبيوترك ويمنحك الفرصة لاتخاذ قرارك النهائي. وRearden مثل الكثير من خدمات الويب، شركة رئيسية تبحث عن التكنولوجيا للتسابق في سوق الاستهلاك عام 2006. وقال جوناثان شوارتز رئيس شركةSun Microsystems «تلك هي الموجة الجديدة من الابتكارات لا صفحة الويب التي تقدم الخدمات. هذا ليس انترنت والدك».

قام جو هانسون أولا بتقديم كليب (مقطع فيديو) إلى موقع الويب Current الذي يستلم عادة آلافا من كليبات أفلام الفيديو القصيرة. ثم تم اختيار فيلم هانسون من قبل زوار هذا الويب ليكون الفائز الأول. وهذا ما أدى إلى وصوله عبر قناة تلفزيونية مرتبطة بـ Current إلى 20 مليون منزل.

وقالت جوانا درايك رئيسة عملياتCurrent الانترنتية إن «موقع الويب هو أكثر من أي شيء آخر قد أنشئ، إنه يغذي البرامج ويساعدنا في تسيير قناة الكابل التلفزيونية».

ويحدد المستخدم نفسه محتوى الموقعCurrent ويشعر العاملون في حقل صناعات الانترنت بالفرح الشديد بالمبدأ نفسه. وحاليا أصبح لدى المستخدمين الأدوات التي تمكنهم من عمل أفلام رقمية مثل الكاميرات الرقمية وأجهزة التصوير التسجيلي بكاميرات الفيديو إضافة إلى برامج التحرير. وأصبحت مواقع الويب قادرة على سحب هذا المحتوى لخلق إعلام موجه للجمهور.

ويرى المستثمرون والمدراء التنفيذيون أن الاتجاه نحو صياغة محتوى يكونه المستخدم نفسه سيستمر في جذب أعداد أكبر من الناس إلى مواقع الويب وبالمقابل فإن مواقع الويب نفسها ستتحرك هي الأخرى صوب حياة الناس أيضا. وستلعب مواقع الويب التفاعلية بتحقيق هذا الدمج أكثر فأكثر مع اعتماد الناس أكثر على الويب باعتباره خادما ومساعدا ورفيقا دائما.

لهذا السبب بدأت الشركات المنتجة للخدمات الانترنتية بالازدهار اقتصاديا مرة أخرى. وقال المحلل ميكر «نحن مقتنعون بأن العشر سنوات الأولى من عمر الانترنت هي مجرد إحماء لما سيأتي لاحقا».