المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نوع شخصيتك يحدد قابلية إصابتك بالأمراض



زهير
11-08-2005, 10:02 AM
بحسب بحوث طبية ونفسية متخصصة وتجارب على أشخاص


لو أخذنا مريضين عانى كل منهما من نوبة قلبية ضارة ومشابهة, احدهما مرح وسلس ومتفائل ويحاول اقتناص اي فرصة او امكانية للشفاء وإعادة التأهيل, اما الثاني فهو انسحابي وكئيب ويتذمر كثيرا ويقاوم اي حديث عن تحسن حالته, احد المريضين يشفى لكن من هو?

ليس من الصعب تخمين ان الرجل السعيد يمكن ان يكون ذا اداء افضل من السيد المتذمر, ولهذا فان الاطباء اعتقدوا منذ مدة طويلة ان الشخصية مرتبطة بالخطر الطبي. وكان الدكتور يوهان دينوليه واحداً منهم عندما وجد نفسه يعمل كطبيب نفساني في اعادة تأهيل مرضى انسداد الشريان التاجي, ولاحظ ان المرضى الذين مروا بالتجربة الطبية نفسها كانت لهم اساليب مختلفة في الاستجابة ويتذكر قائلا: »في خلال التعامل مع هؤلاء المرضى كان لدي انطباع بأن شخصيتين اثنتين واضحتين في الشخصية مهمتان جدا. لكن يجب ان تمتلك بيانات تجريبية واختبارية ان اردت المضي قدما.

واجرى البروفيسور دينوليت استاذ علم النفس الطبي في جامعة تيليبرغ في هولندا بحوثه على المرضى المصابين بأمراض القلب والاوعية الدموية, بمن فيهم المصابون بانسداد الشريان التاجي وارتفاع الضغط وعدد من الحالات الاخرى, واظهرت البحوث والدراسات ان حدسه كان على صواب

ومن خلال هذه الابحاث تمكن من تحديد الشخصية من النوع »D« او »Tyeed« والمقصود بها هنا المريض الذي يميل الى بناء شكل من اشكال التوتر الحاد الذي ربما يكون مضرا بصحته, وهذه النتائج توحي بان الحالة النفسية مهمة للقلب السليم, مثلما هو الحال بالنسبة الى الحمية والتمارين والضغوط الخارجية.

السمتان الرئيسيتان اللتان حددهما البروفيسور هما الانفعال السلبي وهو ميل الى تجربة العواطف السلبية والقلق والحزن والتشاؤوم, و»الكبح الاجتماعي« وهو الميل كبح التعبير عن المشاعر والافتقار الى احترام الذات. لكن البروفيسور شدد على ان ذلك التصنيف ليس امرا سهلا كأن تحدده بكلمتي »سعيد« في مقابل »متذمر« لتحدد نوعية الشخصية.

ويوضح البروفيسور ان وجوداً مشتركا للانفعال السلبي والكبح الاجتماعي مهم, اذ يمكن ان يوجد شخص يميل الى السلبية, لكن لو تحدث عن مشاعره فانه قادر على القيام بسيء ما تجاه الامر, ولذلك لا يعتبر عرضة لخطر متزايد.

ولتحديد المرضى الذين يضاهون سمات »النوع »D« من الشخصية فقد استنبط البروفيسور اختيار الشخصية من 14 سؤالا اثبت انه متنبئ وفعال عندما يتعلق الامر بصحة الاوعية الدموية والنتائج المرتفعة ترتبط بقوة بارتفاع ضغط الدم واطراف الشرايين. كما ان أعلى النتائج بين مرضى شرايين القلب تتعادل مع الاشخاص ممن هم اقل استجابة الى العلاج, ولديهم اسلوب حياة اقل كفاءة ومن المرجح لهم ان يموتوا قبل الاوان.

ويقول دينوليت : »اذا كان النوع »D« موجود في مريض قلب فان خطر تعرضه لنوبة قلبية والوفاة مبكرا يرتفع الى اربعة اضعاف. وكان عمل مع ثلاثمائة مريض حيث توفي 27 في المئة من مرضى النوع »D« خلال عشر سنوات ومعظمهم بسبب امراض القلب او السكتة الدماغية. مقارنة مع 7 في المئة من المرضى الاخرين.

ان تحديد شخصية النوع »D« يجري وفقا لاعمال شهيرة قام بها علماء النفس في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وازنت يمين سمات محددة بخطر اعتلال الصحة. واطلق على الاشخاص الطموحين المدمنين على العمل النوع (A) وقيل انهم عرضة للتوتر والضغط والغضب وعرضة لضغط الدم المرتفع وامراض القلب.

اما الشخصية »B« فهي شخصية غير منافسة وهادئة ومفكرة. فقد تم التوصل الى انها لا تحمل مخاطر مهمة على الصحة. وقيل ان اصحاب الشخصية من النوع »C« متكيفون يعتمد عليهم يجنبون الصراع من خلال كبت مشاعرهم, وهم عرضة السرطان. وتأكد الرابط بين شخصية النوع »A« ومرض القلب من خلال بحوث متنوعة في الثمانينات ومن خلال دراسات اجريت فيما بعد واكدت ان العواطف السلبية يمكن ان تكون ضارة بالصحة.

ان قيمة عمل البروفيسور دينوليت تكمن في انه يمكن الاطباء العموميين والنفسانيين وكذلك الافراد من قياس قابلية الشخص للتعرض لبعض العواطف الضارة. وهذا ذو فائدة على وجه الخصوص للاشخاص الذين يشعرون بالاحراج ازاء فكرة الحديث الى الاˆخرين علانية. ومن الاشياء اللافتة المثيرة للتناقض ان مرضى النوع »D« يعون تماما ما يجري في حياتهم, اذا ما كانوا يشعرون بالتعب او الانهاك.

ويشير البروفيسور الى انه لا يرجح لهؤلاء ان يتصلوا بطبيب القلب لعمل شيء ازاء شعورهم بالتعب. واذا ما كان الطبيب يعرف انهم من مرضى النوع »D« فانه قادر على ترتيب مزيد من المواعيد لهؤلاءالمرضى, ويمكنه الصبر اكثر لمعرفة ما يجري, حسب ما يقول دينوليت. لكن هل يعني ذلك ان على الشخص ان يشعر بالقلق اذا ما كان من النوع »D« ليس بالقدرة كما يقول البرفيسور دينوليت, فهناك اشخاص اصحاء تماماً من النوع »D« ممن يمكنهم الحديث عن امور تجري في حياتهم. ان ذلك اشبه بالقول ان التدخين يشكل سببا رئيسيا لامراض القلب, لكن هذا لا يعني انه سيصاب بنوبة قلبية اذا ما دخن.

واذا كان الشخص من النوع »D« ولا يعاني من مشكلات صحية كبيرة, فلا داعي لان يقلق كثيرا شريطة ان يتوافر على علاقات اجتماعية جيدة او سعيدة في زواجه او لديه اصدقاء كثر. اما ان كان من هذا النوع ولديه حالة مزمنة عندها يجب عليه اجراء تغييرات في حياته تجعله اكثر سعادة.

ويمكن اجراء هذه التغييرات من خلال العلاج النفسي والادوية المضادة للاكتئاب او تغيير نمط الحياة الذي يمكن ان يساعد في تقليص الافكار المثيرة للقلق. ويسعى البروفيسور الان الى العثور على تفسير لهذه الرابطة بين السمات الشخصية المحددة ووجود خطر اكبر في حدوث صعوبات على صعيد امراض القلب والشرايين. وهو يعكف الان على اختيار هذا المفهوم في الثقافات غير الغربية. ويستمر الجدل حول دور السمات الشخصية في تطور مرض الشرايين , اذ اشار معهد تكساس للقلب الى ان النوع »D« حل مكان النوع »A« بوصفه عامل خطر كبير ومهيمن في الشخصية.