زهير
11-08-2005, 09:59 AM
كتاب جديد للمستشرقة الألمانية كاتارينا مومزن
ترى مستشرقة ألمانية أن المتنبي الذي يعتبره كثيرون أهم شاعر عربي حظي باهتمام خاص من الشاعر الالماني غوته الذي أعلن اعجابه به متجاهلا بذلك كون المتنبي "شخصية نكرة" في أوروبا في تلك الفترة حيث كان كلاهما يرى موهبته تتجاوز الشعر الى النبوة.
وقالت كاتارينا مومزن الاستاذة بجامعة ستانفورد الأميركية في كتابها (غوته وبعض شعراء العصر الاسلامي) ان كثيرين يرون أبا الطيب المتنبي (915 - 965) "أعظم شاعر عربي أو اخر الشعراء العرب العظام على أدنى تقدير وتشهد الاحتفالات التي أقيمت في كل البلدان الناطقة بالعربية في عام 1935 بمناسبة مرور ألف عام على ميلاده على مدى التقدير الذي يحظى به هذا الشاعر المبدع في الفن الشعري العربي... ديوانه من جملة النصوص التي اعتاد الناشئة على حفظها عن ظهر قلب كحفظهم للقرآن."
والكتاب الذي ترجمه العراقي عدنان عباس علي صدر أخيراً عن دار (ديوان المسار للترجمة والنشر) في بغداد وتقع ترجمته العربية في 200 صفحة ويضم فصولا عن أدباء وشعراء قال غوته في كتابه (الديوان الغربي-الشرقي) انه يدين بالشكر لهم ومنهم أحمد بن عرب شاه (1389 - 1450) وقيس الشهير بمجنون ليلى وحاتم الطائي اضافة الى فصل ختامي عنوانه (حكم وأمثال غوته وتأثرها بالحكم والامثال العربية).
وقالت مومزن ان المتنبي »كاد أن يكون نكرة بالنسبة للقاريء الاوروبي في عصر غوته ولكنهم انتبهوا إليه بعد أن تحدث عنه غوته "باعجاب واكبار" في (الديوان الغربي-الشرقي) فبعد سنوات نشرت ترجمة كاملة لديوان المتنبي ووصفه الناشر الالماني "في العنوان بأنه أعظم شاعر عربي."
وأشارت إلى أن للمتنبي ظلالا في بعض أعمال غوته ومنها مشهد فكاهي في مسرحيته (مأساة فاوست) كما استوحي النبرة الغزلية في قصيدته (السماح بالدخول) التي كتبها في 24 أبريل 1820 من غزليات المتنبي.
وسجلت ما يقال عن ادعاء المتنبي أنه "نبي ثان اختارته العناية الالهية لتنقية العقيدة الاسلامية مما لحق بها من شوائب... أخذ يعبر عن التفويض الالهي" بصور من النثر السامي الرفيع.
وأضافت أن ما اعتبرته جرأة وجسارة امتلكها المتنبي في اعلان نبوته كان محلا لاعجاب غوته الذي درسه عن قرب بل رأى فيه "شاهدا تاريخيا عظيم القدر على ما بين الشعراء والرسل من تنافس. وكان قد شعر حياله بأواصر قربي تجمعه وتجعله أحد أسلافه فغوته أيضا كان يطمح إلى ما هو ليس أدنى من ذلك فهو أيضا يرغب في أن يقول في انجيله الدنيوي ما هو خير مما تعلمه الاناجيل المتداولة."
وأوضحت أن غوته كان في مرحلة مبكرة من تطوره الشعري "وانطلاقا من شخصيته الخارقة على وشك أن تغريه نفسه بادعاء النبوة... ولكن غوايته هذه لم تدم طويلا."
وقالت إن ما وصفته بالمغزى الساخر الذي ينطوي عليه لقب (المتنبي) يتطابق مع معايشات غوته نفسه حين نأى بنفسه عن التورط في ادعاء النبوة تحت سطوة دجالين سبقوه الى مثل هذا الادعاء ولكنه "انسحب بسخرية واستهزاء من مأزق ادعاء النبوة."
وذكرت أن قرار غوته بالاقتصار على كتابة الشعر "كان واحدا من أهم القرارات التي اتخذها في حياته. كان يتعامل مع تطلعاته للادعاء بأنه رسول مرسل بسرية تامة طيلة حياته. ولم تفصح هذه التطلعات عن نفسها في نتاجه الشعري الا بالكاد وان صادف وكشفت عن نفسها فانها تتستر بالالغاز وتبدو على نحو غامض أو بروح ساخرة من النفس فهو يتقمص تارة شخصيات الانبياء (...) وتارة أخرى شخصيات أسطورية" تتسم بالنبوة.
وقالت المؤلفة في مقدمة كتبتها للطبعة العربية ان هذه الترجمة تتيح للقراء العرب الوقوف على ما للعالم العربي "من فضل على واحد من أعظم شعراء أوروبا ومفكريها ايمانا بالاخوة الانسانية. ان غوته (1749 - 1832) الذي أعجب بالعرب وأحبهم هو خير من يضرب به المثل للدلالة على مدى تفتح الطاقات الايجابية المبدعة إذا صادفتها الظروف الملائمة وتخطى الفرد حدود التفكير المحلي الضيق."
وأضافت أن غوته كانت لديه فكرة عن "الادب العالمي" الذي يرسي قواعد السلام بين البشر بالبحث عن المشترك الانساني بين ثقافات الشعوب كما دعا إلى تيسير طرق الاتصال بين هذه الثقافات من خلال انتاجها الادبي "فتعميق التعارف بين الامم والشعوب يفضي الى تفاهم أفضل بل انه سيفضي إلى التسامح على أدنى تقدير.
وأملت أن تكون هذه الترجمة فرصة لان يكسب غوته صديق العرب أصدقاء عربا جدداً.
وقال علي مترجم الكتاب في مقدمة ان المؤلفة بهذا الكتاب تثبت خطأ الاعتقاد بأن أعمال غوته النثرية والشعرية لم يعد فيها جديد يكتشفه الدارس حيث استطاعت من خلال "دراستها العميقة المتأنية أن تفتح للمهتمين بأدب شاعر ألمانيا الاكبر بابا كانت قد تراكمت عليه أنقاض عقود طويلة."
وقال إن غوته يعد رابع عظماء الادب الغربي الى جانب مؤلف (الالياذة) الشاعر الاغريقي هوميروس ومؤلف (الكوميديا الالهية) الايطالي دانتي والشاعر البريطاني وليام شكسبير.
وذكر أن مومزن "تعتبر بحق عميدة الادب الالماني في جامعات الولايات المتحدة الأميركية."
وترجم علي أعمالا منها (فخ العولمة..الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية) للالمانيين هانز بيتر-مارتن وهارالد شومان و (التصوف الاسلامي) للمستشرق السويدي تور أندريه.
ترى مستشرقة ألمانية أن المتنبي الذي يعتبره كثيرون أهم شاعر عربي حظي باهتمام خاص من الشاعر الالماني غوته الذي أعلن اعجابه به متجاهلا بذلك كون المتنبي "شخصية نكرة" في أوروبا في تلك الفترة حيث كان كلاهما يرى موهبته تتجاوز الشعر الى النبوة.
وقالت كاتارينا مومزن الاستاذة بجامعة ستانفورد الأميركية في كتابها (غوته وبعض شعراء العصر الاسلامي) ان كثيرين يرون أبا الطيب المتنبي (915 - 965) "أعظم شاعر عربي أو اخر الشعراء العرب العظام على أدنى تقدير وتشهد الاحتفالات التي أقيمت في كل البلدان الناطقة بالعربية في عام 1935 بمناسبة مرور ألف عام على ميلاده على مدى التقدير الذي يحظى به هذا الشاعر المبدع في الفن الشعري العربي... ديوانه من جملة النصوص التي اعتاد الناشئة على حفظها عن ظهر قلب كحفظهم للقرآن."
والكتاب الذي ترجمه العراقي عدنان عباس علي صدر أخيراً عن دار (ديوان المسار للترجمة والنشر) في بغداد وتقع ترجمته العربية في 200 صفحة ويضم فصولا عن أدباء وشعراء قال غوته في كتابه (الديوان الغربي-الشرقي) انه يدين بالشكر لهم ومنهم أحمد بن عرب شاه (1389 - 1450) وقيس الشهير بمجنون ليلى وحاتم الطائي اضافة الى فصل ختامي عنوانه (حكم وأمثال غوته وتأثرها بالحكم والامثال العربية).
وقالت مومزن ان المتنبي »كاد أن يكون نكرة بالنسبة للقاريء الاوروبي في عصر غوته ولكنهم انتبهوا إليه بعد أن تحدث عنه غوته "باعجاب واكبار" في (الديوان الغربي-الشرقي) فبعد سنوات نشرت ترجمة كاملة لديوان المتنبي ووصفه الناشر الالماني "في العنوان بأنه أعظم شاعر عربي."
وأشارت إلى أن للمتنبي ظلالا في بعض أعمال غوته ومنها مشهد فكاهي في مسرحيته (مأساة فاوست) كما استوحي النبرة الغزلية في قصيدته (السماح بالدخول) التي كتبها في 24 أبريل 1820 من غزليات المتنبي.
وسجلت ما يقال عن ادعاء المتنبي أنه "نبي ثان اختارته العناية الالهية لتنقية العقيدة الاسلامية مما لحق بها من شوائب... أخذ يعبر عن التفويض الالهي" بصور من النثر السامي الرفيع.
وأضافت أن ما اعتبرته جرأة وجسارة امتلكها المتنبي في اعلان نبوته كان محلا لاعجاب غوته الذي درسه عن قرب بل رأى فيه "شاهدا تاريخيا عظيم القدر على ما بين الشعراء والرسل من تنافس. وكان قد شعر حياله بأواصر قربي تجمعه وتجعله أحد أسلافه فغوته أيضا كان يطمح إلى ما هو ليس أدنى من ذلك فهو أيضا يرغب في أن يقول في انجيله الدنيوي ما هو خير مما تعلمه الاناجيل المتداولة."
وأوضحت أن غوته كان في مرحلة مبكرة من تطوره الشعري "وانطلاقا من شخصيته الخارقة على وشك أن تغريه نفسه بادعاء النبوة... ولكن غوايته هذه لم تدم طويلا."
وقالت إن ما وصفته بالمغزى الساخر الذي ينطوي عليه لقب (المتنبي) يتطابق مع معايشات غوته نفسه حين نأى بنفسه عن التورط في ادعاء النبوة تحت سطوة دجالين سبقوه الى مثل هذا الادعاء ولكنه "انسحب بسخرية واستهزاء من مأزق ادعاء النبوة."
وذكرت أن قرار غوته بالاقتصار على كتابة الشعر "كان واحدا من أهم القرارات التي اتخذها في حياته. كان يتعامل مع تطلعاته للادعاء بأنه رسول مرسل بسرية تامة طيلة حياته. ولم تفصح هذه التطلعات عن نفسها في نتاجه الشعري الا بالكاد وان صادف وكشفت عن نفسها فانها تتستر بالالغاز وتبدو على نحو غامض أو بروح ساخرة من النفس فهو يتقمص تارة شخصيات الانبياء (...) وتارة أخرى شخصيات أسطورية" تتسم بالنبوة.
وقالت المؤلفة في مقدمة كتبتها للطبعة العربية ان هذه الترجمة تتيح للقراء العرب الوقوف على ما للعالم العربي "من فضل على واحد من أعظم شعراء أوروبا ومفكريها ايمانا بالاخوة الانسانية. ان غوته (1749 - 1832) الذي أعجب بالعرب وأحبهم هو خير من يضرب به المثل للدلالة على مدى تفتح الطاقات الايجابية المبدعة إذا صادفتها الظروف الملائمة وتخطى الفرد حدود التفكير المحلي الضيق."
وأضافت أن غوته كانت لديه فكرة عن "الادب العالمي" الذي يرسي قواعد السلام بين البشر بالبحث عن المشترك الانساني بين ثقافات الشعوب كما دعا إلى تيسير طرق الاتصال بين هذه الثقافات من خلال انتاجها الادبي "فتعميق التعارف بين الامم والشعوب يفضي الى تفاهم أفضل بل انه سيفضي إلى التسامح على أدنى تقدير.
وأملت أن تكون هذه الترجمة فرصة لان يكسب غوته صديق العرب أصدقاء عربا جدداً.
وقال علي مترجم الكتاب في مقدمة ان المؤلفة بهذا الكتاب تثبت خطأ الاعتقاد بأن أعمال غوته النثرية والشعرية لم يعد فيها جديد يكتشفه الدارس حيث استطاعت من خلال "دراستها العميقة المتأنية أن تفتح للمهتمين بأدب شاعر ألمانيا الاكبر بابا كانت قد تراكمت عليه أنقاض عقود طويلة."
وقال إن غوته يعد رابع عظماء الادب الغربي الى جانب مؤلف (الالياذة) الشاعر الاغريقي هوميروس ومؤلف (الكوميديا الالهية) الايطالي دانتي والشاعر البريطاني وليام شكسبير.
وذكر أن مومزن "تعتبر بحق عميدة الادب الالماني في جامعات الولايات المتحدة الأميركية."
وترجم علي أعمالا منها (فخ العولمة..الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية) للالمانيين هانز بيتر-مارتن وهارالد شومان و (التصوف الاسلامي) للمستشرق السويدي تور أندريه.