المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حينما يخطأ الكبار... السيستاني مثالا!



دشتى
08-10-2003, 10:22 AM
منقول
كتابات - سمير عبيد/ النجف

samiroff@hotmail.com

من حسن حظي قابلت كثير من العلماء الأفاضل خلال رحلتي مع المعارضة العراقية في الخارج، وحتى أثناء فترة أعتقالي في سجون نظام صدام الفاشي، وكذلك عند عودتي الى الداخل أخيرا، ومن هؤلاء الذين تشرفت بمقابلتهم ، والذين هم محور هذا الموضوع، هما آية الله السيد علي السيستاني زعيم الحوزة العلمية في النجف ( حفظه الله)، وسماحة السيد مقتدى الصدر (حفظه الله)، فوجدت الأول قمة في الأدب والتواضع، وأسطوره في الحذر، ووجدت الثاني مؤدبا هو الآخر لكنه يحتاج لكثير من الصقل والخبرة ، وخصوصا في مجال الحذر والتروي.

وجدت ما يحيط بالسيد السيستاني هم علماء دين ووجهاء قد نقول عنهم ( كلاسيكيين) أي التعبّد ، والمسبحة، والتحدث بأمور فقهية، ومتطلبات الحياة الاخرى، وهنا قلت كلاسيكيين لا أعني التخلف أو الغباء ( معاذ الله) ولكن أقصد الطريقة في التعامل والتعبّد،أما مايحيط بالسيد مقتدى الصدر فهم شريحة من الشباب المندفع، والمتدفق، والذي يخلط أحاديثه الدينية بالسياسة دون خوف، بل يريد تأسيس مبدأ السياسة لجانب الدين والخط الحوزوي، ولم أرى عند الكثرة تلك المسبحة التي رأيتها عند الكثرة هناك، وللعلم أن المسبحة عند رجل الدين تختلف عن المسبحة التي عندي أو التي عند الدكتور أحمد النعمان مثلا، فنحن نتسلى بها، وهم يتعبدون بها.

القضية التي لا تريد الحوزة الأعتراف بها، وهناك أتفاقات جانبية بين قسم من خطوط الحوزة، هي ( ظاهرة مقتدىالصدر)، وظاهرة مقتدى الصدر ليس كظاهرة ( مسيلمة الكذاب) النشاز، بل لمقتدى الصدر مؤيديين ورثهم عن والده الشهيد المرحوم آية الله محمد صادق الصدر ( رحمه الله) والذي اُغتيل على يد المقبور قصي صدام حسين وزبانيته عام 1999، ولهذا التيار تأثير كبير في الشارع العراقي، من جنوبه حتى وسطه،واستطيع القول أن اغلب مثقفي العراق يتعاطفون معه، بل كثير من المثقفين بين صفوفه، ومنهم الشباب، وهؤلاء من الطبيعي أن يضغطوا على السيد ( مقتدى الصدر) كي يقوم بمهمته لكي يحمي تراث أبيه،ويحمي النهج الذي نهجه والده وهو عملية الأستقطاب والتثوير وعدم الخوف من الموت من أجل الكل، مع أتباع مايسمى نهج ( الحوزة الناطقة أو الصاحية).

بعد وفاة والده وقعت على السيد مقتدى الصدر أعباء أكثر بكثير من مكوناته الفكرية، والجسدية، والعلاقاتية، وحتى الفقهية، ولكن كان محصن برفاق الأب ومنهم ( السيد اليعقوبي) والذي أنشق عنه حال دخول الحلفاء الى العراق، ليكّون تنظيما أسمه ( فضلاء الحوزة)، وهذا اليعقوبي يختلف عن الشاب المعمم ( أبو مصطفى اليعقوبي) الذي يتكلم بأسم مقتدى الصدر أحيانا، كذلك هناك آية الله ( الحائري) والذي فضل البقاء في أيران ( قم) لأسباب لازال الجميع يجهلها، لهذا كان مقتدى الصدر في غاية الأضطرار لتحمل التركة والمسؤولية ، وبدأ في المهمة وسط تهامس، نعم تهامس ( حتى نكون صريحين) من قبل خطوط داخل الحوزة ، وداخل التركيبة المرجعية في النجف، ومن هذا التهامس أو ( التنادس) على ان مقتدى لازال طفلا، وأنه لايفقه شيئا، وأنه مصاب بالغرور، وأنه مجرد شاب وقفت امامه المهمة فركبها ولا يدري... كل هذا ربما فيه شيء بسيط من الصحة، ولكن الرجل أختلف أختلافا كبيرا عن الأيام الأولى وأصبح يُصقل يوم بعد آخر، وأصبح يفهم ماذا يريد ولكن!!!!!!. هذه (لكن) سنعرفها حالا.

السيستاني يرفض أستقبال مقتدى الصدر!!!!!!

رجل بوزن آية الله علي السيستاني يجب أن لايفعل هذا، كون السيد مقتدى الصدر، محسوب على المدرسة الدينية في النجف، وكونه يمثل تيارا ،أو خطا أجتماعيا وأحتمالية السؤال عن مسألة أو مشوره أمر وارد جدا، وكذلك هو بحاجة الى حنو الأب لانه بمثابة اليتيم بعد أن فقد والده وأخويه ( رحمهم الله جميعا) بحادث الأغتيال المدبر ، وهنا نسوق ماجاء على لسان السيد مقتدى الصدر في لقاءه مع صحيفة ( اليوم الآخر ) الأسبوعية في العراق بتاريخ 8/8 2003.

حيث قال ( ذهبت لزيارة السيد السيستاني مرتين وذلك لقطع دابر الفتنة والأقاويل، فرفض مواجهتي ، علما أنه أستقبل الشريف علي راعي الملكية)، كلام فيه نوع من المرارة، ليس من جانب الصدر فحسب ،بل من جانب تيار الصدر وجميع شرائح المجتمع العراقي، لأن لاداعي أبدا أن يكون التعامل بهكذا صورة، وأن كان الرجل ( عاقا) لاسامح الله ومع أحترامي لسماحة السيد مقتدى لأنه أرفع من ذلك، بل يجب أن يكون باب السيد السيستاني مفتوحا لجميع أفراد الشعب العراقي وبجميع طوائفه ، وتضاريسه ، ومذاهبه.

أما أن يكون الضغط بهكذا صورة على السيد مقتدى فهذا غير مقبول وأن كان ربما المنع صدر من سكرتارية السيد السيستاني دون علم السيد علي لسيستاني ، لأن هذا التصرف يزيد من تشبث السيد مقتدى بما يطرحه كل يوم ( جمعة) ، والذي فيه نظر، وفيه مئات علامات الأستفهام، وفيه خوف حقيقي من الفتنه، والتي بدأت بوادرها تخرج من خلال الأعتداءات على جماعة ( السيستاني) وكذلك على جماعة السيد ( محمد تقي الحكيم) تحت عذر أن المسلحين لم يحصلول جوابا عن سؤالهم: ( أين بيت نجل السيد محمد تقي الحكيم؟)... ما هذا الهراء؟...وهل جماعة مقتدى الصدر،أو أي جماعة أخرى لا تعرف أين بيت نجل محمد تقي الحكيم أو غيره؟...وهل هؤلاء قصي صدام حسين حتى تكون بيوتهم مخفية أو سرية؟

... هؤلاء رجال دين بسطاء، ومتواضعين ويسكنون في أحياء عادية وبين الناس....ولكن لماذا لا نقول هؤلاء جاءوا من خارج الحدود بدليل أنهم لا يعرفون بيوت العلماء، ولا يعرفون تضاريس مدينة النجف، لكي يوقعوا الفتنة ، ويتهم فيها مقتدى الصدر وجماعته؟.....ولماذا لا نقول هؤلاء جاءوا من ديرة غير شيعية كي يشعلوا الفتنه بين الشيعة ويتهم بها مقتدى الصدر؟.....أي ساذج هذا الذي يصدق سيناريو أن المسلحين يبحثون عن بيت نجل السيد محمد تقي الحكيم؟.... ومن يعرف تاريخ النجف الحوزوي، والمرجعي عليه أن يعرف حقيقة ثابته( مهما أختلف العلماء بينهم لم تصل القضية الى التصفية والقتل، وتاريخ الشيعة يشهد على ذلك).

.بل نعم هناك اطلاق شعرات تسقيطية نحو العالم ( س) أو نحو المجتهد ( ص)، ولكن كتصفية جسدية، أو أعتداء على أفراد العائلة أو الأنجال فهذا لايوجد، وأن ماحصل هو ترتيب من جماعات معروفة لدى النجفيين جيدا،وسيناريوهات فاشلة جاءت من خارج الحدود مع جماعات تثقفت على هذا النهج ( المرفوض)....ولكن ليعلم الجميع أن الخيمة عندما تحترق سوف تحرق الجميع،وأن السد عندما ينهد سوف يجرف الجميع...لهذا نتمنى أن تسود الحكمة، ويسود العقل، ونتمنى من السيد السيستاني معالجة الأمر فورا، كي يتم أمتصاص أندفاع السيد مقتدى الصدر قبل أن يوقعنا في فتنة بحسن نية، وليس بسوء نية.

كذلك ليعلم الجميع هناك متصيدين في الماء العكر ينتظرون ساعة الصفر، فلنكن جميعا عراقيون، قبل أن نكون شيعة، وعلينا أن نكون شيعة قبل أن نكون طرفا قادم من خارج الحدود.....وسيبقى السيستاني له وزنه الفقهي والديني والأجتماعي، ولكن بالمقابل هو ( بشر) فأذن ليس معصوم من الخطأ او السهو، ولكن هذا الخطأ أحزن قلوبنا ، كذلك سيبقى مقتدى الصدر له وزنه التجديدي والشبابي.

وأن الله والوطن ما وراء القصد.

al 7sani
08-10-2003, 11:39 AM
السلام عليكم ...
أعتقد أن السيد السيستاني حفظه الله ,اذا لم يكن قد استقبل مقتدى فله تحفظاته وظروفه , ولا أظن انه يقدم على حطوه كهذه الا ويرى فيها مصلحه للشيعة .


الحسني

أبومرتضى
08-10-2003, 06:04 PM
قد يكون هناك مصلحة سياسية في عدم لقاء السيد السيستاني بالسيد مقتدى .. ؟
فالمفروض بتيار السيد السيستاني انه يمثل تيار التروي و الاخذ و التعاطي مع الاحتلال ... اعني المقاومة السياسية ... متمثاه بالسيد بحر العلوم و السيد الحكيم في المجلس الانتقالي ... و المفروض بتيار سيد مقتدى انهم تيار المعارض الكلي للاحتلال و رفض التعاطي معه في اي مجال ...
و اللعب على الحبلين يشكل عامل ضغط على الاحتلال ... من ناحية هناك ضغط سياسي و من ناحية هناك ضغط شعبي ... خلط المسارات قد يفسد اللعبة السياسة العراقية ...
هذا تحليلي الخاص الذي لا زلت انتظر الدليل عليه ... تحليل فيه الكثير من التمني و حسن الظن بقياداتنا المرجعية و الشيعية ...
فلنحسن الظن بقياداتنا الشيعية ... فهم اجدر بثقتنا من الاحتلال ...

المهدى
08-10-2003, 06:20 PM
أنا عندى سؤال ، ماذا لو يحصل لو حكمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق أو الكويت ، ووضعوا حاكما امريكيا ، وحكاما امريكان فى جميع المحافظات العراقية والكويتية ، على الأقل سوف تتحسن الخدمات وتبنى المدارس وتنصلح امور الحياة بدلا من الفوضى التى كانت سائدة فى زمن صدام.

فماذا عمل صدام المسلم العربى للعراق ، وماذا عمل السيد السيستانى رئيس الحوزة العلمية لخدمة المسلمين ، طبعا تأثيراتهم كانت سلبية وضارة إذا اردنا قول الحقيقة !!

اما الخوف على الإسلام ، فاطمئنوا ، فالأمريكان فى بلدهم يمنحون الجميع حرية العبادة وحرية العقيدة وبناء المساجد والحوزات العلمية التى يبنيها رجال الدين للضحك على ذقون البسطاء بإسم الدين ، نعم لن يمانع الأمريكان وجود مثل هذه الحوزات ودور العبادة والأوقاف الجعفرية وغيرها ضمن اطار القانون الذى سوف يكون اعدل من اى قانون يضعه اسلاميون او علماء يريدون انهاء وقتل خصومهم .

كلامى قد يبدو غريبا ، ولكنه للأسف هو الواقع الذى خلقه لنا تجار الدين .

JABER
08-11-2003, 12:25 AM
السيد السيستانى بعدم مقابلته للسيد مقتدى اراد التقليل من شأن السيد مقتدى والإيحاء بأنه مرفوض منه ، هذا ما فهمته ...اما مسألة هل هذا صح ام خطأ فبالتأكيد ان من حق السيد السيستانى تحديد ما هو صح وما هو خطأ .

بهبهاني
08-15-2003, 10:33 PM
الموضوع غامض و الحاضر يرى ما لا يراه الغائب

جليل
02-17-2005, 04:58 PM
السيد السيستاني اثبت بعد نظره بعد كل هذه الأحداث التى مرت على العراق.