تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "خطوة متوقعة".. الولايات المتحدة تعلن انسحابها من منظمة اليونسكو



بو شلاخ
07-22-2025, 06:04 PM
https://static.euronews.com/articles/stories/09/38/38/69/1536x864_cmsv2_60c3c32b-2941-5672-b188-7695590ba7c8-9383869.jpg


22/7/2025

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في خطوة جديدة ضمن سلسلة انسحابات إدارة الرئيس دونالد ترامب من المؤسسات الدولية، متهمة المنظمة بـ"دعم قضايا اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسام" و"التحيّز المستمر ضد إسرائيل".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، في بيان، إن اليونسكو (https://arabic.euronews.com/2025/05/05/nicaragua-quits-un-agency-unesco-press-freedom-award-newpaper-la-prensa-opposion) "تروج لأجندة أيديولوجية عالمية من خلال تركيزها على أهداف التنمية المستدامة، وهي توجهات تتعارض مع سياسة (أمريكا أولاً) التي تنتهجها الإدارة".


وأضافت بروس أن قرار الانسحاب يأتي بعد مراجعة داخلية شاملة لمشاركة الولايات المتحدة في وكالات الأمم المتحدة (https://arabic.euronews.com/2025/07/18/un-israel-refuses-to-renew-visas-for-heads-of-our-agencies-in-gaza)، مؤكدة أن الخطوة "تعكس التزام الرئيس ترامب بإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع المنظمات الدولية التي لا تخدم مصالح البلاد".
وسيدخل قرار الانسحاب حيّز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول 2026، ما يمنح المنظمة الأممية، التي تتخذ من باريس مقرًا لها، وقتًا محدودًا للاستعداد للتداعيات الإدارية والمالية للقرار.

خلفية متكررة من الانسحاب والعودة

وتُعد هذه ثالث مرة تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو منذ تأسيس المنظمة عام 1945. وكانت واشنطن قد انسحبت للمرة الأولى عام 1983 في عهد الرئيس رونالد ريغان، احتجاجًا على ما اعتبرته "تحيّزًا ضد الغرب وتسييسًا مفرطًا لبرامج المنظمة"، ثم عادت عام 2003 في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، بعد تنفيذ إصلاحات مؤسسية.


وفي عام 2011، صوّتت اليونسكو لصالح قبول فلسطين كعضو كامل، وهو ما دفع إدارة الرئيس باراك أوباما (https://arabic.euronews.com/2024/08/21/barack-obama-kamala-harris-democratic-party-convention-trump-wealthy-interests-politi) إلى وقف التمويل الأميركي للمنظمة، ما تسبب في تراكم متأخرات مالية ضخمة. وخلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، انسحبت الولايات المتحدة من المنظمة عام 2017، مشيرة إلى "فشل الإصلاح"، و"تحيّز دائم ضد إسرائيل"، و"تراكم المتأخرات غير المدفوعة".

وعادت واشنطن إلى عضوية اليونسكو في 2023، في عهد الرئيس جو بايدن (https://arabic.euronews.com/2025/07/09/the-trump-effect-is-the-white-house-taking-credit-for-investments-launched-under-biden)، في إطار استراتيجية لمواجهة النفوذ المتزايد للصين داخل المنظمة، بعدما أصبحت بكين أكبر مساهم مالي فيها. ووافقت الولايات المتحدة حينها على تسديد نحو 619 مليون دولار من المتأخرات، ودعمت برامج تتعلق بالتعليم في إفريقيا، وإحياء ذكرى الهولوكوست، وسلامة الصحفيين.

ردود فعل وتداعيات

في تعليقها على قرار الانسحاب، قالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لصحيفة نيويورك بوست، إن "الرئيس ترامب اتخذ القرار لأن اليونسكو أصبحت منصة لقضايا تتعارض بشكل مباشر مع القيم التي صوّت الأميركيون من أجلها في الانتخابات".


وأشارت إلى أن اليونسكو (https://arabic.euronews.com/culture/2025/01/09/egypt-4000-year-old-tetinebefous-tomb-famous-royal-physician-discovered-in-saqqara) "أخفقت في إصلاح نفسها"، و"واصلت التحيّز ضد إسرائيل"، رغم الدعوات الأميركية المتكررة لمعالجة هذه القضايا.

من جهتها، أعربت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، عن أسفها للقرار الأميركي، مشيرة إلى أنه كان "متوقعًا" واستعدت له المنظمة مسبقًا.

وقالت في بيان رسمي: "يؤسفني جدًا قرار الولايات المتحدة، لكننا كنا على دراية باحتمالية وقوعه في ظل السياسات الأميركية الحالية".

ورحبت إسرائيل بالخطوة الأميركية، ووصفتها بأنها "ضرورية". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر: "نرحب بانسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو، ونعتبره خطوة حاسمة لتشجيع المنظمة على التعامل بإنصاف مع إسرائيل".

الأثر المالي والسياسي

ورغم أن الولايات المتحدة تُمثل نحو 8% من الميزانية السنوية لليونسكو، فإن التأثير المالي للانسحاب يبقى محدودًا مقارنة بمنظمات دولية أخرى، مثل منظمة الصحة العالمية، التي تعتمد بشكل أكبر على التمويل الأميركي.

لكن سياسيًا، يمثل هذا الانسحاب ضربة جديدة لمكانة اليونسكو، التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، وتُعرف عالميًا ببرامجها في تصنيف مواقع التراث العالمي، مثل "الجراند كانيون" في الولايات المتحدة ومدينة "تدمر" (https://arabic.euronews.com/culture/2025/02/19/experts-call-for-restoration-of-heritage-sites-in-syria) الأثرية في سوريا.