yasmeen
11-06-2005, 01:05 AM
الشرق الاوسط اللندنية
عبد الرحمن الراشد
لم يصدق الكثير من المغاربة، ان جماعة الزرقاوي هي من خطفت مواطنيهما في بغداد، لولا ان البيان الذي اعلنت فيه المنظمة عن جريمتها، أعلن رسميا على موقعها، وثبت ان الفعل هو فعلها وتفاخر به مهددة بذبح عاملين بسيطين. صدمت عامة الناس الحقيقة المرعبة لأول مرة بعد ان ساهمت أقلام مغربية، وعربية أخرى، في الكذب على الناس حول حقيقة ما تسمى بالمقاومة في العراق التي تمارس القتل كل يوم.
ويحتار المرء كيف تتيه الحقيقة، وصور الامهات الناحبات تملأ شاشات التلفزيون كل يوم، يبكين اطفالهن الذين يقتلون في تفجيرات المقاومة المزعومة؟ كيف يفقد اي انساس عاقل قدرته على التمييز بين الخير والشر، والمشاهد تعلن عن نفسها في العراق تبين أن المقاومة ليست الا الارهاب في أقبح صوره؟ معظم اهدافها، اطفال، ونساء، وكهول، ومصلون، وطلاب، ومتسوقون، وعمال، ومهنيون. جل الضحايا لا علاقة لهم بالسياسة او العسكر. أكثر السيارات الانتحارية قصدت عنوة المدارس والأسواق وبيوت الله ، فكيف تبلغ قسوة القلب من بعضنا درجة العمى عن الحقيقة فيطلقون على القتل صفة المقاومة؟
مر هذا العيد حزينا على المغاربة وهم يتابعون قصة اثنين من مواطنيهم مع آخر بطولات المقاومة العراقية. يفاخر الزرقاوي على موقعه الرسمي ان آخر ضحاياه، واحد بواب، والثاني سائق خطفهما في آخر رمضان، ويبشر اتباعه بأنه سيحيلهما الى محكمته الشرعية، التي عودتنا على قتل الاطفال والنساء باسم محاربة الكفر.
المغرب، مثل العديد من المجتمعات الاسلامية تصلها الاخبار مزورة عن بطولات المقاومة وخسائر الاحتلال والحكومة، ومواقف الشعب العراقي المؤيدة، في حين ان الحقيقة لا تنقص عن حقيقة الرهينتين المغربيين، حيث ان المقاومة ليست سوى عصابات تبحث عن فرائس سهلة، بواب عند عمارته، وأب مع اطفاله، وأستاذ في جامعته، ومصلين في مسجدهم، وعمال في حافلة.
هذه هي بطولات المقاومة التي تباع للناس بهتانا. بكل أسف في الاعلام المغربي وبقية الاعلام العربي من زوّر مواقف اغلبية العراقيين الذين جاءت مواقفهم رافضة للارهاب مبكرا. يمر العيد حزينا على اهل المخطوفين كما مرت ايام حزينة مماثلة على اهالي آلاف الضحايا، الذين ذبحهم مجرمو القاعدة والمقاومة في العراق. مرت أيام حزينة على اهالي اناس التقطوا من قارعة الطريق مثل العمال الكوريين الذين سلخوا كالنعاج بلا ذنب، ومثل ذلك قضى عمال من باكستان وتايلاند. وكما يصدم المغاربة اليوم ، فقد فجع قبلهم المصريون والجزائريون بعد قتل مواطنيهم بلا رحمة، وهم الذين خدعوا بقصص المقاومة. الزرقاوي خذل المزمرين له في الاعلام العربي الذين لا يعرفون كيف يواجهون أهلهم بالحقيقة اليوم.
alrashed@asharqalawsat.com
عبد الرحمن الراشد
لم يصدق الكثير من المغاربة، ان جماعة الزرقاوي هي من خطفت مواطنيهما في بغداد، لولا ان البيان الذي اعلنت فيه المنظمة عن جريمتها، أعلن رسميا على موقعها، وثبت ان الفعل هو فعلها وتفاخر به مهددة بذبح عاملين بسيطين. صدمت عامة الناس الحقيقة المرعبة لأول مرة بعد ان ساهمت أقلام مغربية، وعربية أخرى، في الكذب على الناس حول حقيقة ما تسمى بالمقاومة في العراق التي تمارس القتل كل يوم.
ويحتار المرء كيف تتيه الحقيقة، وصور الامهات الناحبات تملأ شاشات التلفزيون كل يوم، يبكين اطفالهن الذين يقتلون في تفجيرات المقاومة المزعومة؟ كيف يفقد اي انساس عاقل قدرته على التمييز بين الخير والشر، والمشاهد تعلن عن نفسها في العراق تبين أن المقاومة ليست الا الارهاب في أقبح صوره؟ معظم اهدافها، اطفال، ونساء، وكهول، ومصلون، وطلاب، ومتسوقون، وعمال، ومهنيون. جل الضحايا لا علاقة لهم بالسياسة او العسكر. أكثر السيارات الانتحارية قصدت عنوة المدارس والأسواق وبيوت الله ، فكيف تبلغ قسوة القلب من بعضنا درجة العمى عن الحقيقة فيطلقون على القتل صفة المقاومة؟
مر هذا العيد حزينا على المغاربة وهم يتابعون قصة اثنين من مواطنيهم مع آخر بطولات المقاومة العراقية. يفاخر الزرقاوي على موقعه الرسمي ان آخر ضحاياه، واحد بواب، والثاني سائق خطفهما في آخر رمضان، ويبشر اتباعه بأنه سيحيلهما الى محكمته الشرعية، التي عودتنا على قتل الاطفال والنساء باسم محاربة الكفر.
المغرب، مثل العديد من المجتمعات الاسلامية تصلها الاخبار مزورة عن بطولات المقاومة وخسائر الاحتلال والحكومة، ومواقف الشعب العراقي المؤيدة، في حين ان الحقيقة لا تنقص عن حقيقة الرهينتين المغربيين، حيث ان المقاومة ليست سوى عصابات تبحث عن فرائس سهلة، بواب عند عمارته، وأب مع اطفاله، وأستاذ في جامعته، ومصلين في مسجدهم، وعمال في حافلة.
هذه هي بطولات المقاومة التي تباع للناس بهتانا. بكل أسف في الاعلام المغربي وبقية الاعلام العربي من زوّر مواقف اغلبية العراقيين الذين جاءت مواقفهم رافضة للارهاب مبكرا. يمر العيد حزينا على اهل المخطوفين كما مرت ايام حزينة مماثلة على اهالي آلاف الضحايا، الذين ذبحهم مجرمو القاعدة والمقاومة في العراق. مرت أيام حزينة على اهالي اناس التقطوا من قارعة الطريق مثل العمال الكوريين الذين سلخوا كالنعاج بلا ذنب، ومثل ذلك قضى عمال من باكستان وتايلاند. وكما يصدم المغاربة اليوم ، فقد فجع قبلهم المصريون والجزائريون بعد قتل مواطنيهم بلا رحمة، وهم الذين خدعوا بقصص المقاومة. الزرقاوي خذل المزمرين له في الاعلام العربي الذين لا يعرفون كيف يواجهون أهلهم بالحقيقة اليوم.
alrashed@asharqalawsat.com