اعمال الشغب في فرنسا . ماذا يريد العرب من فرنسا?

[الأمازيغي]

مند ايام و اعمال الشغب تتواصل في ضواحي بارس
في تسعة ايام احرقت اكثر من 1300 سيارة من طرف المشاغبين العرب مغاربة وتوانية و الجزائريين خاصة وهوجمت واحرقت عدة مؤسسات
ممثلي الجالية العربية في فرنسا وخاصة المغاربية وبا الضبط الجزائريين يستنكرون وصف وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي للمشاغبين بانهم اوباش?
وهل يصفهم بانهم ملائكة?
الكل يسال ماذا يريد المشاغبين?
ان كانوا غير مبسوطين في فرنسا فلما لا يرجعون الى بلدانهم?
هل يجرا اولئك المشاغبين ان يخرجوا ولو في مسيرة سلمية في بلدانهم الاصلية?
يشار الى ان الافارقة السود انضموا ايضا الى العرب ويشاركونهم في اعمال الحرق و الكسر و التهديم

[عبدالحليم]

الموضوع معقد واكبر من البطالة وادمان المخدرات .. ويشار ان اعمال العنف يقوم بها

المهاجرون بمختلف جنسياتهم واديانهم .. الازمة عميقة جدا ..

[الأمازيغي]

اغلب من يقومون باعمال العنف هم العرب و خاصة الجزائريين ومعهم بعض الافارقة
اخر الاخبار امتدت اعمال العنف الى مناطق اخرى تقع على الحدود مع المانيا و بلجيكا وفي مناطق داخل باريس
احزاب فرنسية تطالب الحكومة الفرنسية باعلان حالة الطواراىء

[مقاتل]

مطالبات بإقالة وزير الداخلية الفرنسي

أعمال الشغب تمتد خارج باريس.. وإحراق 900 سيارة في ليلتها التاسعة

الشغب يمتد خارج باريس

ليلة أمس سجلت أكبر حصيلة للخسائر

باريس- وكالات

كثفت الحكومة الفرنسية المشاورات في محاولة لايجاد مخرج لاعمال العنف في ضواحي باريس الفقيرة وخارج العاصمة الفرنسية التي تجددت واتسعت رقعتها خلال ليل الجمعة السبت لليلة التاسعة على التوالي مع احراق اكثر من 900 سيارة في كل أنحاء فرنسا، وتوقيف 253 شخصا.

وسجلت القوى الامنية الفرنسية اليوم السبت عند الساعة 05.30 بالتوقيت المحلي (الساعة 04.30 بتوقيت غرينتش) احراق 900 سيارة ربعها خارج منطقة باريس وتوقيف 253 شخصا على ما افاد مصدر في الشرطة.

واوضح المصدر ذاته ان هذه الحصيلة وهي الاكبر منذ بدء اعمال الشغب في 27 اكتوبر/ تشرين الاول لا تزال مؤقتة. لكن لم تسجل اي مواجهات الامر الذي يؤكد استراتيجية تجنب المواجهة مع القوى الامنية التي اعتمدها شبان الضواحي الفقيرة والمكتظة بالسكان وغالبيتهم فرنسيون يتحدرون من مهاجرين.

وقد احرقت معظم السيارات في ضواحي باريس وأحرق بقيتها خارج منطقة العاصمة حيث بدأت هذه الظاهرة تنتشر كثيرا اعتبارا من ليل الخميس الجمعة، واوقفت عناصر القوى الامنية عددا اكبر بكثير من مثيري الشغب مقارنة مع الليلة السابقة (253 في مقابل ثمانية). وقد حدد ذلك كأولية في تحرك عناصر الشرطة. وقال المدير العام للشرطة الوطنية ميشال غودجان "اتى ذلك نتيجة لتحرك الشرطة الذي يأتي ثمارا".

وكما في الليالي السابقة استهدف الشبان ايضا مؤسسات عامة من مدارس وبلديات ومراكز للشرطة وآليات الاطفاء ومصالح خاصة من متاجر ومخازن.

وقام وزير الداخلية نيكولا ساركوزي من جهته بزيارة مفاجئة قصيرة الى الادارة المحلية للامن العام في منطقة ايفلين في فيروفلاي قرب فرساي (غرب باريس).. وقد شهدت حركة النقل على خط لقطارات الضواحي يربط العاصمة بمطار شارل ديغول اضطرابات كثيرة الجمعة اذ توقف بعض السائقين عن العمل خشية على سلامتهم.

وتجرى اعمال العنف في الضواحي الفقيرة حيث يشعر شبان فرنسيون متحدرون من مهاجرين من المغرب العربي وافريقيا ولا سيما المسلمون منهم انهم مهمشون في المجتمع الفرنسي.

وأدان مسؤول نقابي في الشرطة برونو بيتشيزا "شكلا جديدا من الارهاب في المدن" يرتكبه "اقلية من (الزعماء) لديهم مصلحة مالية وايديولوجية" في "مدن الضواحي" هذه. واكد هذا الشرطي ان "اسلاميين متشددين دربوا وتلاعبوا بشباب" مع اندلاع اعمال العنف التي بدأت مع وفاة شابين في ظروف غامضة في ضاحية كليشي-سو-بوا.. لكن مسؤولا اخر في الشرطة نفى وجود "يد اسلامية خفية" وراء اعمال العنف.

ويريد رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان الذي يواجه اخطر ازمة منذ تسلمه مهامه في يونيو/ حزيران ويدعو الى الحوار والحزم, ان يضع بحلول نهاية الشهر الحالي "خطة عمل" للضواحي. وتضم فرنسا 750 منطقة حساسة في ضواحي المدن. واجرى خصوصا محادثات مع وزير الداخلية واستقبل 16 شابا "من كل الافاق" اتوا من الاحياء الحساسة.

ويطالب الكثير من مثيري الشغب باستقالة ساركوزي الذي تعهد قبل بدء اعمال العنف بتنظيف الضواحي "بخراطيم المياه" من اللصوص واصفا اياهم انهم من "الرعاع". وقال سكان بعض الضواحي التي تشهد اعمال عنف انهم ملوا من حرب الشوارع هذه خصوصا اولئك الذين تعرضوا لاضرار.

وقالت كارولين بوريه التي تسكن حيا فقيرا "المشكلة هي انهم يمسون باشخاص مثلهم. عليهم ان يضرموا النار حيث يتواجد المال".

وتقدر الاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة بحوالى 7 ملايين يورو في سين-سان دوني وهي المنطقة الاكثر تضررا من اعمال الشغب وفق شركة تأمين.

الشغب يمتد خارج باريس

وفي الليلة التاسعة لتفجر أحداث العنف في ضواحي باريس الفقيرة، امتدت أعمال الشغب لأول مرة خارج العاصمة الفرنسية إلى بلدات كبيرة أخرى وقعت فيها أحداث عنف مشابهة ما زاد من تعقيدات بحث الحكومة عن ردّ.

وقالت الشرطة انه تم اشعال النار في سيارات في بلدات اقليمية كبيرة مثل ستراسبورج ورين وتولوز وليل في اكبر محصلة للخسائر منذ مقتل شابين اثناء محاولتهما الهروب فيما يبدو من الشرطة وهو السبب الرئيسي في اشعال احداث الشغب.

وقال مسؤول من الشرطة لرويترز "الانطباع العام هو ان الوضع في منطقة باريس الكبرى ما زال على ما كان عليه الليلة الماضية ولكن وقعت بعض الحوادث المتفرقة في اماكن اخرى". وقالت الشرطة انه تم الابلاغ عن وقوع حوادث ثانوية في اقاليم في مناطق اخرى بفرنسا.

وقال مسؤول ان المشاغبين في ضواحي باريس يبدون اكثر ميلا الى التحرش بالشرطة بدلا من الاشتباك معها. وقالت الشرطة انها ارسلت طائرة هليكوبتر للمرة الاولى لتصوير الاحداث ولتحذير الدوريات الراجلة.

وجاء احدث تفجر لاعمال العنف تحديا لوجود مكثف للشرطة. ونشر نحو 1400 شرطي في سين سان دنيس وهي اسوأ المناطق تأثرا في الاضطرابات.

وقالت الشرطة الوطنية انه تم نشر مزيد من رجال الشرطة في ضواح اخرى حيث اندلعت الاضطرابات.

وادى استشراء العنف الى مناطق اقليمية كبرى الى زيادة الضغوط على حكومة رئيس الوزراء لاستعادة النظام دون اثارة غضب الاقلية والجماعات الفقيرة ولكن نداءاته للهدوء لم تلق استجابة حتى الان.

وسيقدم الزعماء الدينيون دعمهم لجهود الحكومة لتهدئة التوتر مع تخطيط زعماء الكاثوليك والبروتستانت والمسلمين القيام بمسيرة صامتة اليوم السبت في أولني سو بوا وهي احدى الضواحي التي تأثرت بأعمال العنف.

ويجري الان اخفاء الخلاف داخل الحكومة بشأن كيفية معالجة هذه الاضطرابات مع توحيد دومينيك دو فيلبان وخصمه السياسي اللدود نيكولا ساركوزي وزير الداخلية الصفوف للتشديد على ضرورة التوازن بين الحزم والعدل.

والتقى فيلبان مع 15 شابا من ضواحي باريس التي شهدت اعمال شغب في ساعة متأخرة الليلة الماضية لبحث الوسائل الممكنة لاستعادة الهدوء. ولكن المعارضة ظلت منتقدة للوضع مع مهاجمة الاشتراكيين رد الحكومة.

وقال الزعماء الاشتراكيون في رسالة الى فيلبان يوم الخميس "حكومتكم تتحمل جزءا من المسؤولية عن هذه الاحداث. والامر يعود اليكم الان للتفكير مليا بشكل تام في هذه الازمة".

[الأمازيغي]

حتى الان لم نفهم ما يريد هؤلاء الغوغاء المخربين

[موالى]

«انتفاضة الضواحي» تغزو المدن الفرنسية الكبرى[/FONT]

أعمال العنف تضرب مائة بلدة ومدينة والشرطة تلجأ للطوافات

باريس: ميشال أبو نجم


في ميدان سباق الأرقام القياسية، ضربت الليلة التاسعة من ليالي الشغب الفرنسية كل الأرقام السابقة. فقد أشعل المشاغبون فيها النيران في 897 سيارة خاصة وألقي القبض على 253 شخصا. وهذه الأرقام هي الأعلى منذ اندلاع احداث الشغب في السابع والعشرين من الشهر الماضي في محلة كليشي سو بوا الواقعة في ضاحية باريس الشمالية احتجاجا على مقتل مراهقين صعقا بالتيار الكهربائي عندما كانا يحاولان الفرار مما افترضاه ملاحقة الشرطة لهما.

وأصبح الآن واضحا أن الحركة الاحتجاجية التي بدأت بعض الوسائل الإعلامية بتسميتها «انتفاضة الضواحي» خرجت من نطاقها الجغرافي الأول وامتدت الى مختلف النواحي الفرنسية. فقد جرت أحداث شغب في مدن استراسبورغ (شرق فرنسا) ونيس (جنوبها) وروان (في الشمال) لا بل إنها وصلت الى مدينة رين الواقعة غرب فرنسا والتي لم يسبق لها أن شهدت اعمال شغب خطيرة في الماضي.

وبشكل عام، فإن احداث الشغب التي تتركز بشكل رئيسي في محيط باريس وليس فقط في قوس الضواحي الفقيرة شمالها وشرقها، تضرب حاليا حوالي مائة مدينة ومحلة وتتخوف السلطات من انتشارها أكثر فأكثر.

وللمرة الأولى، وصلت احداث الشغب الى داخل باريس نفسها. فقد أحرقت ليل الجمعة ـ السبت 13 سيارة واحرق خارج الضواحي الباريسية 241 سيارة ودمرت العشرات من المنشآت العامة من مدارس ومراكز رسمية ومقرات شرطة ناهيك عن المستودعات والمحال التجارية. وألقت الشرطة في الليلة المذكورة وحدها القبض على 258 شخصا سيحقق معهم قبل سوقهم الى القضاء. وللمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف، عمدت الشرطة الى الإستعانة بطوافة مجهزة بكاشفات قوية في محاولة منها الى استباق خطط المجموعات الصغيرة وسريعة الحركة للشبان الذين يتنقلون على دراجات نارية فيضرمون النيران في السيارات أو المستودعات قبل أن يفروا بعيدا عن أعين رجال الشرطة.

وتتوالى في مقر وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة الاجتماعات وآخرها عقد ظهر أمس في القصر الحكومي في ماتنيون برئاسة دومينيك دو فيلبان نفسه وبحضور ثمانية وزراء معنيين بدرجات مختلفة بالأزمة الراهنة. ولكن رغم لك، تبدو الحكومة عاجزة عن العثور على الحل السحري لوقف «التمرد». فلا مداخلة الرئيس شيراك ولا نداءات رئيس الحكومة كانت مفيدة لخفض درجة العنف ومباشرة الحوار بل إن ما يحصل هو العكس تماما.

غير أن الحكومة، بعد أيام البلبلة الأولى، يبدو أنها حسمت امرها واقرت خطا «أجمعت» عليه كل اطرافها وعبر عنه أمس وزير الداخلية نيكولا سركوزي عقب اجتماع ماتينيون. وقال وزير الداخلية إن الدولة قررت انتهاج سياسة «حازمة» إزاء مثير الفتن ومرتكبي أعمال الشغب وعلى هؤلاء أن يدركوا أن أعمالهم يعاقب عليها القانون.

ويحظى هذا الموقف بدعم الاتحاد من أجل حركة شعبية وهو حزب الأكثرية اليميني والوسط لكنه موضع انتقاد من الاحزاب اليسارية وأحزاب اليمين المتطرف.

وتبدو هذه الأخيرة وخصوصا زعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن الأكثر استفادة، سياسيا ـ من احداث الشغب لأنها تفقد اليمين التقليدي شعاراته كراع لأمن المواطنين. وبالنظر لتفاقم الوضع، فإن دو فيلبان يسعى لاستخدام كل الأوراق المتاحة له. فأمس، استدعى الى مقره رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومدير مسجد باريس دليل بو بكر تحت حجة إطلاعه على نتائج التحقيق في رمي قنبلة مسيلة للدموع على مسجد كليشي سو بوا. لكن الغرض الحقيقي للاجتماع أبعد من ذلك وهو حث بو بكر على فعل شيئ لتهدئة النفوس ووقف اعمال الشغب. وخرج بو بكر من الاجتماع ليعلن أن دو فيلبان أعرب له عن «احترامه» للجالية الإسلامية في فرنسا ما يمكن فهمه على أنه رسالة لأبناء هذه الجالية الضالع بعضها في أعمال عنف وشغب و«تعويضا» عن وصف سركوزي لهم بأنهم من «الأوباش».

وأكد بو بكر، نقلا عن دو فيلبان، أن قنبلة المسجد «لم تكن مقصودة بل كانت حادثا بائسا». وفي إشارة الى تصريحات وزير الداخلية، قال بو بكر إنه «ينتظر من جميع السلطات ومن نيكولا سركوزي ومن رئيس الحكومة أن يستخدموا الكلمات التي تحمل السلام» وهي «كلمات ضرورية في الوقت الحاضر» ولأن «لكل كلمة تقال أهميتها». وحرص دو فيلبان على مرافقة ضيفه بو بكر الى درج قصر ماتينيون.

وفي السياق عينه، اجتمع رئيس الحكومة مع حوالي عشرين شابا من سكان «الأحياء الحساسة» أو الصعبة في بادرة منه لفتح باب الحوار وللتعرف على مطالبهم ومشكلاتهم. لكن يبدو أن هذه الخطوات «رمزية» أكثر مما هي فاعلة. والدليل أن الهيئات ومن يسمى بـ «الإخوة الكبار» داخل الأحياء الساخنة الذين كانت تعتمد عليهم القوى الأمنية كقناة اتصال مع الشبان وللمحافظة على الهدوء لم يعودوا مسموعي الكلمة مما يعكس تشددا من جانب الشبان ورغبة في المواجهة.

وبعد سركوزي، أكد المدعي العام في باريس إيف بوت أن «طريقة تحرك (مثيري الشغب) تبدو منظمة وهي تعكس اللجوء الى استراتيجية.. وما يحصل يدل بصورة لا تقبل الجدل أن ثمة تنسيقا بين المجموعات المختلفة». واستطرد مدعي عام باريس قائلا: «إنها حركة موجهة بشكل أساسي ضد مؤسسات الجمهورية (الفرنسية) ولكنها ليست حركة ملتصقة بجالية معينة». وكان وزير الداخلية قد تحدث قبل يومين عن حركة «منظمة وغير عفوية"». غير أنه لم يأت بالدليل على ذلك.

الى ذلك قالت الوزيرة المغربية المنتدبة المكلفة شؤون الجالية المغربية المقيمة في الخارج نزهة الشقروني لوكالة الصحافة الفرنسية امس ان المغرب على استعداد للتعاون مع المناطق الفرنسية التي تشهد منذ حوالى عشرة ايام اعمال عنف لكي يعود الهدوء اليها.

وقالت الشقروني «نحن مستعدون للتعاون مع منظمات غير حكومية فرنسية مغربية لمؤازرة افضل لكل هؤلاء السكان». وقالت «في الوقت الحالي لا يسعنا الا اطلاق دعوات الى الهدوء والعودة الى الحوار»، مشددة على انه «لا يمكن لنا ان نقوم بمبادرة اخرى لانها مسألة سيادة، فاعمال العنف هذه تجري على الاراضي الفرنسية». واوضحت «نحن على اتصال منذ يومين بالسفارة الفرنسية في الرباط وكذلك بالقنصلية». وبحسب احصاءات هذه الوزارة، يقيم نحو مليون شخص متحدر من اصل مغربي في فرنسا حتى مارس (اذار) 2002.

[الأمازيغي]

هؤلاء المهاجرين العرب و السود وخاصة الجزائريين هم اشبه با السرطان اينما حلوا حل الدمار و الخراب.
على السلطات الفرنسية ان تضربهم بيد من حديد قبل فوات الاوان
ما يحصل الان يدل على ان اليمين المتطرف وخاصة حزب الجبهة الوطنية بقيادة لوبان كان على حق حين كان يدعوا مند سنوات لطرد هذه الحثالة اللتي اينما حلت حل الفساد و الدمار وانقلبت البلاد من حضارة الى مزبلة

[سلسبيل]

أحد مشعلي الحرائق: حرق السيارات.. الطريقة المثلى لجذب الانتباه

هم شباب ولدوا في فرنسا لآباء مهاجرين وينتمون لأكثر الفئات إهمالا

لوبلان ـ مسنيل(فرنسا): مولي مور


يعرف محمد رزوق ناظر المركز الرياضي وساحة كرة القدم عن الشباب الذين قاموا بإشعال السيارات، وإلقاء القنابل الحارقة في ضواحي باريس، أكثر مما يعرفه رجال الشرطة والمخابرات الفرنسية عنهم.

فهو يستطيع أن يشخص أكثر العناصر تخريبا، مثلما هو الحال مع كل أولئك الذين تضرروا من الهجمات. وقال رزوق، 45 سنة، «إنهم أطفالي». وبينما يقول القادة السياسيون الفرنسيون إن العنف الآن يدور حول العاصمة باريس، ولم ينتشر بعد إلى مدن أخرى، وإنه من عمل العصابات المنظمة، فإن مواطني لوبلان ـ مسنيل يعرفون الحقيقة بشكل أفضل. إنهم حاملو الحقائب في مطار شارل ديغول القريب من هذه المنطقة، ومنظفو المدارس المحلية.

وقال رزوق «إنها ليست ثورة سياسية أو إسلامية. إن هناك سخطا كثيرا من خلال الحرائق التي أشعلوها وكأنهم يقولون: أنا موجود. أنا هنا». وهذا المطلب بالاعتراف يحدد الفجوة المتزايدة ما بين قطاع متنام من سكان فرنسا والنخبة السياسية الحاكمة الغافلة عن التحولات الاجتماعية. فمن يقوم بعمليات التخريب، هم شباب ولدوا في فرنسا لآباء أفريقيين مهاجرين، وهم ينتمون إلى أكثر الفئات إهمالا. وتشكل الجالية المسلمة في فرنسا 10% من عدد سكانها، البالغ عددهم 60 مليون نسمة.

ومن بين «أطفال» رزوق، الذين يستخدمون المركز الرياضي الذي يعمل فيه، هناك شاب ضخم يبلغ من العمر الثامنة عشرة، وأبواه من ساحل العاج. ويوم السبت الماضي استيقظ وتجرأ للظهور إلى الشوارع، بعد ليلة قضاها في إشعال السيارات. قال هذا الشاب «نحن نريد تغيير الحكومة. وليس هناك أية طريقة أخرى لإثارة انتباه الآخرين. الطريقة الوحيدة للتواصل هو الحرق».

ومثل شباب آخرين شاركوا في أعمال التخريب، خلال العشرة أيام الأخيرة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. لكنه وصف بشكل تفصيلي أعمال التخريب، التي ظل يشارك فيها كل ليلة بدون أي خوف، حيث كان محاطا بعدد من الشباب الصغار، وهم يستمعون إليه بشغف كبير. وعلى بعد أمتار قليلة عنه كان السكان الكبار في السن، يطالبون بإنهاء العنف.

أعطى رجل يرتدي نظارة طبية، ورقة من ضبة أوراق إلى الشاب الأسود من ساحل العاج، الذي قبل بالورقة مع ابتسامة احترام له بسبب كبر سن الآخر. ثم قام هذا الشاب بإطباق الورقة بعناية وواصل نقاشه مع أصحابه عن الأهداف التي سيقومون بتخريبها ليلا. وقال «نحن لا نخطط لأي شيء. نحن فقط نضرب ما نجده حاليا». وفي لوبلان ـ مسنيل الواقعة ما بين باريس وأكبر مطار في فرنسا، أحرق الشباب مركزا رياضيا وعددا من السيارات. ويقول السكان هنا إن العنف، الذي بدأ في الضاحية الشمالية لباريس يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول)، هو الأسوأ من نوعه في هذه المنطقة الفقيرة، منذ وقوع اضطرابات الطلبة قبل أربعة عقود.

وقال رزوق إن حوالي 18 شابا، تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاما، هم مسؤولون عن معظم الحرائق والهجمات على الشرطة في لوبلان ـ مسنيل، على الرغم من أنه قال ان بعض الشباب من مدن مجاورة، قد انضموا الى الاضطرابات. وقال الشباب انهم يتفادون السلطات عبر الانقسام الى مجموعات صغيرة، واستخدام هواتفهم المحمولة والرسائل عبرها لتحذير بعضنا بعضا، بشأن موقع الشرطة ورجال الاطفاء.

وبالنسبة لشباب لوبلان ـ مسنيل ومئات من الأحياء الفقيرة، فإن رجلا واحدا يمثل كل ما يجدونه مثيرا للاشمئزاز في الحكومة الفرنسية: وزير الداخلية نيكولاس ساركوزي الذي يعتبر المرشح البارز في البلاد لانتخابات الرئاسة عام 2007. ففي الشهر الماضي أوصى بشن «حرب لا رحمة فيها» ضد المجرمين ومثيري المشاكل في المناطق الفقيرة.

وبعد اسبوع من ذلك قتل في حي كليشي سو بوا مراهقان مسلمان بالكهرباء، في محطة طاقة فرعية، حيث كانا يختفيان عن أنظار الشرطة، التي يعتقدان انها كانت تلاحقهما. وقال مسؤولون فرنسيون، ان أفراد الشرطة لم يكونوا يلاحقون الشابين. وأثار مصرعهما العنف الذي سرعان ما انتشر، خصوصا عندما وصف ساركوزي مقترفي أعمال العنف، بأنهم «حثالات» و«قطاع طرق». وقال رياضي يبلغ من العمر 28 عاما، وعرف نفسه باسم عبدل «أنا مواطن فرنسي، ولكنني بدون قيمة». وبلحيته السوداء القصيرة وشعره القصير، كان عبدل يحوم على محيط الدائرة، التي تحيط الشباب الذين اعترفوا بمشاركتهم في أعمال العنف. وأضاف مراهق نحيف «انهم يسموننا ديدان». وفضلا عن كراهيتهم لساركوزي، يقدم الشباب الذين شاركوا في أعمال الشغب وأقرانهم، قائمة متفاوتة من الشكاوى ضد الحكومة.

وقال عبدل، معبرا عن غضب كثير من الشباب، انه يشعر بالاستياء من مساعي الحكومة الفرنسية، لدفع الزعماء المسلمين الى دور الوسطاء بين الشرطة ومرتكبي العنف. وقال ان «هذا لا علاقة له بالدين. ولكن غير المسلمين خائفون من أشخاص ملتحين مثلي. فأنا أبدو لهم مثيرا للشبهات. والتمييز يحيط بنا دائما، ونحن نعاني منه كل يوم. لقد بات عادة، وكأنه منتشر في الهواء».

وأضاف «لقد نشأت في فرنسا، غير أنني متمسك بالله والدين. لدي ثقافة مزدوجة، وأنا أنتمي الى الثقافتين. ينبغي ان نوقف التوصيف المقولب». وقال رزوق، انه رأى شبابا من المنطقة، يصارعون بنزاعات شخصية عميقة، سببها الثقافات المزدوجة. وقال «انهم يذهبون الى الجامع ويصلون. ولكن هذه فرنسا وهم يتناولون المشروبات الكحولية، ويشاركون في الحفلات».

وقال «إنهم خارج بيوتهم ليبرهنوا لآبائهم وأشقائهم وأعمامهم، انهم لم يعودوا قادرين على تحمل الوضع. انهم يحرقون الأماكن التي يلعبون فيها، ويجلسون فيها، وهم يحرقون ملاعب طفولتهم».

إن لوبلان مسنيل ليست مكانا اجتماعيا، يطمح الشباب الى أن يقضوا فيه حياتهم. فليس هناك السحر الذي يربطه معظم الناس في العالم بباريس، التي لا تبعد سوى 25 دقيقة بالسيارة أو القطار. إنها مدينة صناعية ذات مجمعات سكنية ضيقة الشقق وأسواق تفتقر الى الكثير مما هو جذاب. وفي بلد حيث وصل معدل البطالة إلى 10 في المائة العام الحالي، فإن المعدلات هنا أعلى بأربع أو خمس مرات بين الناس، الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما. وقال نسيم البالغ 16 عاما «نشعر بأننا مرفوضون. كل شيء هنا مهجور. ليس هناك مكان يذهب إليه الأطفال الصغار».

وكما هو الحال في ظهيرة أيام السبت، لم يكن هناك الكثير مما يمكن أن يفعله نسيم وأصدقاؤه. انهم يتسكعون مع الشباب الأكبر عمرا، الذين يقضون فترات ما بعد الظهر واقفين في زوايا الشوارع، أو على الأرصفة أمام المقاهي.

وفي جيوب عدد من الشباب الأكبر، أكياس بلاستيكية تحتوي على الحشيشة للبيع او المتاجرة. وبينما كانوا يقرأون تقارير الصحف المحلية عن أفعالهم في الليلة الماضية، بدأوا يناقشون خطط ليلة السبت بمزيد من مزاج السأم، وليس الالتزام بقضية.

وقال رزوق، وهو يعد مجاميع الشباب «ليس لدينا الحلم الأميركي هنا. بل وليس لدينا الحلم الفرنسي».

[سلسبيل]

القبس تحاور رئيس بلدية بانيوليه:

لا نملك الـحل السحري.. واليسار الفرنسي عاجز أيضاً

* معالجة البطالة أولاً والعمل «لدمج» المهاجرين

باريس - القبس:

حتى الآن تبدو الحكومة الفرنسية والسلطات المحلية عاجزة عن تطويق الأزمة، في ظل تجاهل الشبان لنداءات التهدئة وللتهديدات بالملاحقة القضائية.

عبر مارك ايفنبرك رئيس بلدية بانيوليه وهي من المدن المحاذية لباريس (30 ألف نسمة بينهم 45 في المئة من المهاجرين الأجانب)، عن الصعوبات التي تواجه البلديات والسلطات المحلية في المدن المكتظة بالمنحدرين من المهاجرين في تهدئة الأوضاع وقال لـ «القبس»: لم نعثر بعد على الوصفة السحرية للتهدئة وسجلت صدامات مع رجال الشرطة. نحاول مواصلة الحوار مع الشباب لإقناعهم بعدم تحطيم الممتلكات الخاصة، عليهم أن يدركوا أن سكان المدينة لا يفهمون لماذا تحصل هذه التعديات على المصالح العامة والمحلات التجارية وسيارات الناس. ينبغي مساعدة هؤلاء (ضحايا البؤس) حتى لا يعبروا عن سخطهم بطريقة غير ملائمة.

> ما نسبة الأجانب المقيمين في مدينتكم بانيوليه؟

- هناك 20 في المئة من السكان لا يحملون الجنسية الفرنسية. وإذا أخذنا بالحسبان أولاد هؤلاء الذين يعيشون في فرنسا منذ سنوات طويلة، يتضح أن 45% من السكان الشباب هم من أصل أجنبي، جزائري ومغربي وتونسي وهؤلاء يعانون من البطالة والنقص في المساكن.. وأيضاً مشكلة الاندماج في المجتمع.

تحسين وضع الفقراء

> كيف ترون المخرج من الأزمة؟

- هذا الأمر يتطلب الكثير من التروي في المناطق الشعبية الفقيرة؟ وبالتالي يجب البحث على الخطوات الاقتصادية والاجتماعية بدءاً من موضوع البطالة. في الجانب الأمني قال: مهمة الشرطة يجب أن تتركز على الإصغاء إلى الناس مع دراسة كيفية التصدي لجماعات تهريب المخدرات وذلك لإنقاذ الأحياء الشعبية من تأثير مرتكبي الجنح والجنايات. وعلينا أن نقنع هؤلاء الشباب أنه يوجد بديل للحكومة الراهنة، وأنا أقول ذلك بصفتي رئيس بلدية يسارياً، أن يكون هناك بديل لوزير الداخلية ساركوزي.

موقف اليسار

ويضيف: على اليسار الفرنسي أن يعيد النظر برؤيته للأمور، لأن هؤلاء الشباب ربما يحاولون أن يقولوا لنا إن لا مكان لهم في عملية البناء الأوروبي والعولمة.

لكن الأجوبة التي تقدمها الأحزاب والقوى التقدمية الفرنسية لمشاكلهم، غير مقنعة، على هذه الأحزاب العثور على الحلول العصرية للمشاكل.. وما يحدث اليوم سيفرض نفسه على نقاشات الأحزاب اليسارية خلال مؤتمراتها المقبلة.

مسؤولية اليسار

> ولكن اليسار حكم فرنسا لأكثر من عشرين سنة، والمشاكل وهي نتيجة سياسة عمرها أكثر من 30 سنة لم تسمح لأبناء المهاجرين بالاندماج بالمجتمع الفرنسي؟

- طبعاً ليس ساركوزي مسؤولاً عن الأزمة الراهنة وإن كان موقفه لا يساعد على حلها، بل على العكس يزيدها تعقيداً.

هناك جانب من الأزمة مرتبط بالسياسة التي اتبعت تجاه المهاجرين هذا صحيح.. كذلك فاليسار يتحمل مسؤولية في طريقة إدارته لمشاكل الضواحي منذ أكثر من عشرين سنة.

المياه تجري تحت أقدامنا، هناك تغييرات اجتماعية كبيرة، وأجوبة اليسار عليها غير مقنعة وغير كافية.


«تعبئة» أمنية داخل باريس


وضعت الشرطة في حال «تعبئة» امس الاحد في باريس حيث احرقت 32 سيارة ليل السبت الاحد مما يشير الى وصول عمليات التخريب والعنف الى وسط العاصمة.

كما اعلنت مديرية الشرطة اعتقال ثلاثين شخصا بينهم 11 «بالجرم المشهود وهم يحضرون قنابل حارقة» في العاصمة.

وكانت ازمة الضواحي الفرنسية ازدادت تفاقما ليل السبت الاحد مع سلسلة من الهجمات او الحرائق التي طاولت ابنية - مدارس ومتاجر - وقد احرقت حوالي 1300 سيارة في كافة انحاء فرنسا.

وقالت دائرة الشرطة ان 32 سيارة احرقت في باريس وخصوصا في وسطها.

وكانت الليلة السابقة شهدت ايضا تدمير 13سيارة في العاصمة مقابل سبع ليل الخميس والجمعة.


ورشة لتصنيع المولوتوف


تدخلت فرق الاطفاء في نوجون سور اواز لانقاذ زوجين مسنين بعدما حوصرا داخل منزليهما الذي اشتعلت فيه النيران التي امتدت اليه من سيارتيهما.

وفي ضاحية كليشي سو بوا التي انطلقت منها الشرارة الاولى لاعمال العنف دمرت مدرسة ثانوية بشكل كامل بعد ان التهمتها النيران.

وتوصلت الشرطة في افري، احدى ضواحي باريس، الى اكتشاف مزعج عندما عثرت على ورشة لتصنيع قنابل المولوتوف في مركز شرطة مغلق.

واعتقلت الشرطة ستة شبان في سن المراهقة لدى مغادرتهم المبني الذي وجدت فيه الشرطة 50 قنبلة مولوتوف جاهزة للاستخدام و100 زجاجة فارغة و60 لترا من البنزين.

[جمال]

فرنسا: «انتفاضة الضواحي» الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

مثيرو الشغب يستخدمون بنادق صيد ضد قوات الأمن


اتحاد الشرطة دعا الحكومة إلى «وقف الحرب الأهلية»

حرق 1400 سيارة ووفاة رجل وإصابة 34 شرطيا


باريس: ميشال أبونجم


لم يجد الحزم الذي أبداه الرئيس الفرنسي جاك شيراك اول من امس، نفعا في تهدئة خواطر مثيري الشغب واعمال العنف، بل جاءت بنتائج عكسية. فالعنف تزايدت حدته واعمال الشغب طالت مزيدا من المدن والضواحي وأخذت تضرب في كل الأنحاء والمناطق من شمال البلاد الى جنوبها ومن غربها الى شرقها. وتفيد آخر الارقام التي اعلنتها الشرطة الفرنسية امس الى انه تم احراق 1408 سيارات واعتقال 395 شخصا في فرنسا ليلة الاحد الاثنين، وهي اكبر حصيلة منذ اندلاع اعمال العنف التي استمرت احدى عشرة ليلة على التوالي.
وانطلقت هذه الاضطرابات اثر مقتل شابين من اصول مهاجرة عرضا قرب باريس بعدما اعتقدا ان الشرطة كانت تلاحقهما. وسرعان ما انتشرت اعمال العنف في الضواحي الفقيرة حيث تشكل البطالة والفشل الدراسي والشعور بالتهميش خليطا متفجرا.

وتوفي امس رجل في الستين من العمر كان قد تعرض للضرب مساء الجمعة في الضاحية الشمالية لباريس التي تشهد اعمال شغب، حسبما اعلنت ارملته التي استقبلها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي. وهي اول حالة وفاة تسجل منذ بداية اعمال الشغب في الضواحي الفرنسية. وكان جان جاك لو شيناديك (61 عاما) تعرض للضرب على يد احد الشبان بينما كان يتناقش مع جار له عند مدخل المبنى الذي يقيم فيه.

ووقعت أسوأ الحوادث في جريجني جنوب العاصمة باريس حيث استدرج شبان افرادا من الشرطة الى منطقة سكنية ثم هاجموهم ببنادق صيد. وقال متحدث باسم الشرطة ان عشرة من رجال الشرطة اصيبوا بجروح منهم اثنان حالتهما خطيرة اثر اصابتهما بطلقات في الرقبة والارجل.

ودعا اتحاد الشرطة الحكومة الى فرض حظر تجول على المناطق التي تشهد احداث شغب واستدعاء الجيش للسيطرة على الشبان الغاضبين وهم مواطنون فرنسيون من اصول عربية وافريقية يشكون من التمييز العنصري. وقال الاتحاد في بيان «لا يبدو ان هناك شيئا قادرا على وقف الحرب الاهلية التي تتسع اكثر كل يوم في شتى ارجاء البلاد». واضاف البيان ان «الاحداث التي نمر بها الان لم نشهد مثلها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية». وكرد على تلميحات رسمية بأن نشطاء اسلاميين هم الذين يشعلون بعض الاحتجاجات اصدرت واحدة من أكبر المنظمات الاسلامية في فرنسا فتوى ضد احداث الشغب.

وللمرة الأولى، حاول مشاغبون التعرض للكنائس عن طريق رمي قنابل مولوتوف الحارقة على كنيستين ما يعكس السعي الى إثارة الحساسيات الدينية بين الطوائف والديانات التي تتشكل منها فرنسا.

وكان الكثير من السياسيين وخصوصا من المعارضة قد تساءل عن أسباب صمت شيراك الذي لم يسمع صوته سوى مرتين: الأولى في مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي والثانية في تصريح مقتضب جدا في باحة قصر الإليزيه والى جانبه رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان. وإزاء استفحال العنف والشغب، لم يعد بمقدور شيراك الصمت فكان مجلس الأمن الداخلي وتأكيد الرئيس الفرنسي على ضرورة إعادة «فرض الأمن والنظام العام» كشرط لا بد منه قبل الحديث عن أي شيء آخر. وعكس «الحزم» الرئاسي تزايد أعداد الاعتقالات التي قامت بها قوى الأمن على كل الأراضي الفرنسية إذ ضربت ايضا رقما قياسيا بحيث بلغت 395 موقوفا.

ومنذ بداية الأحداث ألقت الشرطة القبض على أكثر من 800 شخص وحكم على العشرات منهم بالسجن الفعلي فيما سرعت أجهزة وزارة العدل المحاكمات «الفورية» التي اعتبرها وزير الداخلية «أمضى» سلاح ردعي بوجه المشاغبين. وإزاء تعميم «انتفاضة» الضواحي الى كل الأراضي الفرنسية، أعلن دو فيلبان زيادة التعبئة في صفوف رجال الأمن «لمواجهة التطورات أينما كان» إضافة الى تسريع الإجراءات القضائية. وبموازاة ذلك، كثف وزير الداخلية نيكولا سركوزي من زياراته الميدانية للمناطق الساخنة ولرجال الأمن الذين أصيب 34 منهم في ليلة واحدة بعضهم بعيارات نارية وذلك لرفع معنوياتهم بعد 12 يوما من التعبئة المستمرة.

وحذر سركوزي من أن الفشل في فرض الأمن والنظام «سيعني فرض قانون العصابات والمافيات او نظام آخر».

وبانتظار أن تعثر الدولة على الوسائل الناجعة التي تمكنها من مواجهة «اسوأ اعمال عنف وشغب تعرفها فرنسا منذ أكثر من ثلاثين سنة»، وفق محللين سياسيين في باريس، سعت السلطة الى «توسيط» الهيئات الإسلامية الفاعلة. فبعد دعوة رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل بو بكر الى مقر رئاسة الحكومة الخميس وحثه على تكثيف العمل لتهدئة النفوس وللتأثير على الشبان المسلمين الذين يشكلون القسم الرئيسي من المحتجين والمتظاهرين، دخل الساحة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وهو أكثر الهيئات الإسلامية انتشارا وتأثيرا وهو معروف بقربه من فكر الإخوان المسلمين.

ويشغل أمين عام الإتحاد المغربي فؤاد علوي منصب نائب رئيس مجلس الديانة الإسلامية. وعمد المجلس الى إصدار فتوى على موقعه على الإنترنت تدعو الى «الهدوء والتأمل في مضمون الفتوى والعمل بما تنص عليه». ومما جاء في الفتوى ما يلي: «يمنع على أي مسلم منعا باتا المشاركة في أي عمل يمكن أن يصيب بشكل أعمى بالضرر الممتلكات الخاصة أو العامة أو ما من شأنه أن يعرض حياة الناس للخطر». وأمس، دخلت رئيسة اتحاد ارباب العمل الفرنسي فلورانس باريزو على خط الأزمة المستفحلة لتحذر من النتائج الاقتصادية الكارثية المترتبة عليها إما مباشرة وإما على صعيد صورة فرنسا في العالم وقدرتها على جذب الاستثمارات الدولية.

وفي حديث الى إذاعة أوروبا رقم واحد صباح أمس، قالت باريزو المعروفة بصراحتها إن «أولوية الأولويات هي إعادة فرض النظام العام» ووصفت باريزو الوضع بعد التدمير الذي لحق بالمؤسسات والبنى الإنتاجية والضرر الواقع على الاقتصاد بأنه «خطير لا بل خطير جدا» وبأنه «لم يعرف له مثيل في الماضي». غير أن ما تطالب به رئيسة اتحاد أرباب العمل أصبح مطلبا وطنيا، من اليمين واليسار وإن اختلف تشخيص الأزمة أو وصف الدواء. وثمة إجماع في فرنسا على أن ما يجري هو نتيجة لفشل سياسات الهجرة ودمج الفئات الوافدة الى فرنسا وأبنائها وبالتالي يمثل إفلاسا لـ«النموذج» الفرنسي الذي يرفض الانتماءات العرقية بعكس النموذج البريطاني أو الهولندي ويسعى لصهر الجميع في بوتقة «المواطنية» الفرنسية.

وتتفق كل الأطراف على أن الحل «لا يمكن إلا أن يكون طويل الأجل» ويمر عبر تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتكافؤ الفرص للجميع، وهذا ما أشار اليه الرئيس شيراك في كلمته الأخيرة. ومساء أمس (الإثنين) عرض رئيس الوزراء الفرنسي عبر شاشة القناة الأولى في التلفزيون ما سماه «مقترحات عملية» تصب في هذا الإطار آملا أن تلقى التجاوب وتظهر رغبة حكومته الحقيقية في معالجة أوضاع أحزمة الفقر التي تحيط بباريس وبالمدن الكبرى.

لكن مشكلة دو فيلبان أن كل ذلك يتم تحت ضغط الشارع وان الأهم قبل عرض الخطط الجديدة التي «تبرع» كل حكومة في فبركة العشرات منها هي في الجواب على السؤال التالي: ما هي الطريقة لوقف دوامة العنف اليومي والانتهاء من صور السيارات والمصانع والمراكز التجارية والمدارس المحترقة؟ وكيف يمكن وقف انتشار أعمال الشغب مثل النار في الهشيم وتطمين الدول الأجنبية التي تتخوف على سلامة مواطنيها على أراضي الجمهورية الفرنسية؟ حتى الآن، للأسف، لم يجد الرئيس شيراك أو رئيس حكومته ولا وزير الداخلية الأجوبة المناسبة، ويبقى الفرنسيون حائرين إزاء ما يجري في بلدهم آملين أن يكون الليل القادم أقل «حرارة» من الليالي التي سبقته.