زاير
07-04-2025, 11:25 PM
https://iraq.shafaqna.com/wp-content/uploads/2025/07/2203937754-1.jpeg
الخميس 3 يوليو، 2025
تتواصل ظاهرة خطف النساء العلويات في الساحل السوري من قبل أشخاص ومسلحين ينتمون إلى الدولة السورية الجديدة حيث يتم احتجازهن سبايا وبيعهن في محافظات إدلب أو حلب.
وفي تقرير لها رصدت مجلة (The Spectator) السياسية الأسبوعية البريطانية هذه الظاهرة محذرة من تفاقمها وسط تكتم رسمي تام من قبل حكومة دمشق.
ويقول التقرير: تعيش المجتمعات العلوية في سوريا في قبضة خوف من اختطاف نسائها وفتياتها واحتجازهن سبايا، أو عبيدًا جنسيًا.
وسط هجمات انتقامية (https://www.spectator.co.uk/article/the-alawite-women-taken-as-sex-slaves-in-syria/?homepage-tracking=magazine-article-2) شنتها الميليشيات الموالية لحكام البلاد الجدد، بعد سقوط نظام الأسد، وردت تقارير عن عمليات اختطاف بغرض الاغتصاب وحتى الزواج القسري.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان العلويون إن بعض النساء ما زلن محتجزات وإن عمليات الاختطاف لا تزال مستمرة، ويتهمون السلطات السورية بعدم رغبتها أو قدرتها على وقفها.
خطف النساء العلويات في الساحل السوري
ويقول النشطاء إن ما بين 50 و60 امرأة وفتاة على أقل تقدير قد اختطفن (https://iraq.shafaqna.com/AR/525078/).
وهذه الأعداد ضئيلة مقارنة بـ 1600 مدني أو أكثر قتلوا في موجة من العنف الطائفي ضد العلويين في مارس/آذار، حيث جمعت ميليشيات سنية رجالًا وفتيانًا علويين لإطلاق النار عليهم في الشوارع؛ وبعضهم أُجبروا على الزحف إلى حتفهم وهم يعوون كالكلاب.
لكن فكرة أن الجهاديين يحاولون إحياء عادة أخذ السبايا تُثير رعبًا خاصًا لدى العلويين، وفقًا للتقرير.
روايات موثوقة
وهناك بعض الروايات الموثوقة من جانب الأسر، وفي بعض الحالات من جانب الضحايا أنفسهم.
تقول سميرة، البالغة من العمر 23 عامًا، إنها هربت بعد أن اختطفت واغتصبت جماعيًا وبِيعت في زواج قسري.
هذا ليس اسمها الحقيقي بالطبع. إنها تخشى نشره. حيث روت أنها اختُطفت من الشارع أثناء زيارتها لمدينة حمص في فبراير.
وقالت” توقفت شاحنة بيضاء مغطاة بالطين للتمويه – “سيارة عسكرية” – وقفز منها ستة رجال يرتدون أقنعة.
ركضت سميرة لكنهم أمسكوا بها وألقوا بها في الخلف.
كانت تتخبط بينما انطلقت الشاحنة، محاولةً تحرير نفسها بينما كانت الأيدي تمسك ذراعيها وساقيها وتنهال عليها اللكمات.
ثم رفع أحد الرجال حذائه وداس على وجهها. “لم أتحرك بعد ذلك”.
عصبوا عينيها، وسارت الشاحنة لساعة تقريبًا.
عندما توقفت، أزالوا العصابة عن عينيها، فرأت منزلًا غير مكتمل على أرض صخرية.
دفعت إلى الداخل، وصعدت الدرج إلى غرفة بأرائك منخفضة.
كان بعض الرجال يرتدون أقنعة الوجه، والبعض الآخر لا.
ارتدى بعضهم جلابيب الجهاديين القصيرة، التي تصل إلى ما فوق الكاحلين.
وكان بعضهم يضع عصابات رأس سوداء كتب عليها الجزء الأول من الشهادة بخط أبيض: “لا إله إلا الله”.
جلست امرأة على إحدى الأرائك، ضحية أخرى، ربما في الخمسينيات من عمرها، وشعرها يشيب حتى أذنيها. ولم تنطق بكلمة، وهي تحدق في الفراغ.
طلب فدية مالية
أعادوا وضع العصابة على عيني سميرة، ويداها مقيدتان. أخذ رجل هاتفها واتصل بعائلتها.
سمعته يقول نريد500 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 30 ألف جنيه استرليني. “إن لم تدفعي، سنرسل لكِ يدها.”
مع حلول الليل، أخبرها أحد الرجال أنه سيأخذها إلى منزلها. قفز قلبها فرحًا. لكنه أخذها، إلى غرفة أخرى حيث كان هناك فراش على الأرض.
حاول خلع ملابسها. قاومت، فنادى رجلاً آخر. أجبروها على خلع ملابسها. أمسكها أحدهم، واغتصبها الآخر.
وتابعت،”أغمي عليّ وعندما استيقظت، كان هناك سبعة أشخاص في الغرفة. يتناوبون.”
في صباح اليوم التالي، وجدت سميرة نفسها وحيدة. فتحت الباب ونزلت الدرج الخرساني. لكن أحدهم ضربها على ظهرها ورأسها بعقب بندقية، فانهارت.
وأعادها إلى الغرفة حيث كان الفراش.
هذه المرة، اغتصبها أربعة رجال. وصفوها بـ”عاهرة سافرة” و”عاهرة نصيرية”، وهي شتيمة طائفية، ومرت الأيام، وتضاعفت حالات الاغتصاب.
في هذه الأثناء، ظلت معصوبة العينين ومقيدة اليدين. تتذكر حبلين، أحدهما أخضر والآخر بني. أصبحت ضعيفة جدًا.
قتل بدم بارد
في أحد الأيام، أمر الرجال سميرة والمرأة المسنة بالنزول على الدرج والجلوس على الأرضية الخرسانية.
قالوا للمرأة المسنة: “لم يدفع أحد ثمنكِ”، وأطلقوا عليها النار في صدرها من بندقية كلاشينكوف.
بقيت المرأة جالسة، ساقاها متباعدتان قليلاً، والدم يتدفق من صدرها. قال الرجال لسميرة: “صلي”. ألقت بنفسها على الأرض، وأصابعها تلامس أحذيتهم، تتوسل لإنقاذ حياتها. “كنت أرتجف في كل مكان”.
لكنهم لم يقتلوها. أمروها بالاستلقاء وجمعوا دم المرأة الأخرى في دلو. سكبوا الدم على الأرض قرب رأس سميرة والتقطوا صورًا، على ما يبدو لتزييف وفاتها.
بيع النساء العلويات بعد خطفهن
في ذلك المساء، فهمت السبب. حيث وصل رجل مسن، في الستينيات من عمره، فأطلق عليه الآخرون لقب “أمير”. كان عليها أن تستحم وترتدي ملابسها. ثم ناول الرجال حقيبة مليئة بالمال. لقد بيعت.
أعطى الأمير سميرة نقابًا أسود واصطحبها للجلوس في مقعد سيارة رينج روفر. صوّب مسدسًا على وركها، وقال: “إذا تحركتِ على الطريق، فسأطلق عليكِ النار”.
توسلت إليه أن يخبرها بما سيحدث لها. أجاب: “لقد أنقذت حياتكِ. كانوا سيقتلونكِ مثل تلك المرأة الأخرى.
فقال لها :لقد دفعتُ ثمنكِ. أنتِ لي. سيكون الأمر كما لو كنتُ زوجكِ؛ ستفعلين كل ما آمرك به”.
وأقامت سميرة معه في منزلٍ ما بمحافظة إدلب شمال البلاد. و لم ترِد الحديث عن تلك الفترة، بل قالت فقط: “ليتني متُّ قبل أن أذهب إلى هناك”.
وأضافت ، بدا شخصًا مهمًا: زاره المسؤولون في منزله، ولم يوقَف قط عند نقاط التفتيش. موضحة أنها نجحتْ في إقناعه بقبول مصيرها، فسمح لها بالاتصال بعائلتها.
وأشارت سميرة إلى أن أهلها ،كانوا قد رتّبوا جنازتها بالفعل بعد رؤية الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
عبور الحدود مع لبنان بكل سهولة
ثم نقلت سميرة إلى لبنان، حيث هرّبت عبر الحدود. آواها الأمير في منزل آخر، تحت حراسة امرأة مسنة وشاب يبدو أنهما من عائلته.
وقالت :”كان يسافر كثيرًا في رحلات عمل، ويهدد بقطع رؤوس عائلتها بأكملها في سوريا إذا حاولت أنا الهرب. فشعرت بالرعب، لكن استجمعت شجاعتها أخيرًا وسرقت مفتاح البيت أثناء غيابه وهربت”.
وأضافت، اتصل الأمير بوالدي ليخبرهما أنه سيقتلهما إذا لم تعد. لكنها لا تزال تعيش مختبئة.
وقالت: إنها “سعيدة” بحريتها الجديدة، لكن “يشلها” الخوف.
توثيق حالات خطف النساء العلويات
الناشطة الإنسانية إنانة بركات. التي تعيش خارج سوريا، تتحدث مع العائلات المتضررة، بعد أن ترى نداءات مؤلمة للمساعدة منشورة على فيسبوك.
ووثّقت بركات 56 حالة اختطاف لنساء وفتيات. أعيدت 25 منهن إلى عائلاتهن، معظمهن بعد اغتصابهن. أما الأخريات فلا زلن في عداد المفقودات.
وأكدت بركات أن عشرًا من الضحايا دون سن الثامنة عشرة، وأصغرهن في الخامسة عشرة، وأكبرهن في الخامسة والخمسين.
تحدثت عن السبايا، أي النساء الأسيرات اللواتي استُعبدن جنسيًا وفقًا للتفسير الجهادي. قالت إن العائلات تمنع بناتها من الذهاب إلى المدرسة. “يعيشن في خوف”.
وقالت: “هناك حالات أخرى فمثلاً اختفت امرأة تبلغ من العمر 23 عامًا، كانت مسافرة مع ابنها البالغ من العمر 11 شهرًا، أثناء انتظارها سيارة أجرة في الشارع”.
وأضافت “لم ترد أي أخبار عنها منذ ذلك الحين. واختفت ربة منزل وأم متزوجة تبلغ من العمر 29 عامًا بعد ذهابها إلى موعد في المستشفى”.
وأوضحت أنه بعد عشرة أيام، تلقت عائلتها رسالة صوتية منها. كان صوتها غريبًا: “أنا في الخارج ومتزوجة. لا تسألوني عني ولا تقلقوا عليّ”.
https://s.france24.com/media/display/f105155c-b348-11ef-b266-005056bfb2b6/w:1280/p:1x1/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A.j pg
الجدير ذكره أن داعش الإرهابي أعاد ممارسة استعباد النساء، وهي ممارسة تاريخية، خلال فترة حكمه القصيرة لـ”الخلافة” في سوريا قبل عشر سنوات.
وكان التنظيم الأخطر في التاريخ ،اختطفت آلاف النساء والفتيات من الأقلية الإيزيدية وبِيعنَ علنًا في أسواق النخاسة.
وقالت بركات: “أجريتُ مقابلة مع شقيقتين مراهقتين اختطفهما بستاني والدهما، الذي كان يتلذذ بإذلالهما. وهناك قصص كثيرة مماثلة”.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن الشرطة غالبًا ما ترفض التحقيق في اختفاء امرأة أو فتاة علوية، أو تحاول إلقاء اللوم على أسرتها المباشرة.
في بعض الحالات، نشرت فتيات مقاطع فيديو يشرحن فيها هروبهن للزواج. تقدم السلطات هذه المقاطع كدليل على عدم ارتكاب أي جريمة؛ بينما يؤكد النشطاء أن الفتيات يجبرن على ذلك.
الخميس 3 يوليو، 2025
تتواصل ظاهرة خطف النساء العلويات في الساحل السوري من قبل أشخاص ومسلحين ينتمون إلى الدولة السورية الجديدة حيث يتم احتجازهن سبايا وبيعهن في محافظات إدلب أو حلب.
وفي تقرير لها رصدت مجلة (The Spectator) السياسية الأسبوعية البريطانية هذه الظاهرة محذرة من تفاقمها وسط تكتم رسمي تام من قبل حكومة دمشق.
ويقول التقرير: تعيش المجتمعات العلوية في سوريا في قبضة خوف من اختطاف نسائها وفتياتها واحتجازهن سبايا، أو عبيدًا جنسيًا.
وسط هجمات انتقامية (https://www.spectator.co.uk/article/the-alawite-women-taken-as-sex-slaves-in-syria/?homepage-tracking=magazine-article-2) شنتها الميليشيات الموالية لحكام البلاد الجدد، بعد سقوط نظام الأسد، وردت تقارير عن عمليات اختطاف بغرض الاغتصاب وحتى الزواج القسري.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان العلويون إن بعض النساء ما زلن محتجزات وإن عمليات الاختطاف لا تزال مستمرة، ويتهمون السلطات السورية بعدم رغبتها أو قدرتها على وقفها.
خطف النساء العلويات في الساحل السوري
ويقول النشطاء إن ما بين 50 و60 امرأة وفتاة على أقل تقدير قد اختطفن (https://iraq.shafaqna.com/AR/525078/).
وهذه الأعداد ضئيلة مقارنة بـ 1600 مدني أو أكثر قتلوا في موجة من العنف الطائفي ضد العلويين في مارس/آذار، حيث جمعت ميليشيات سنية رجالًا وفتيانًا علويين لإطلاق النار عليهم في الشوارع؛ وبعضهم أُجبروا على الزحف إلى حتفهم وهم يعوون كالكلاب.
لكن فكرة أن الجهاديين يحاولون إحياء عادة أخذ السبايا تُثير رعبًا خاصًا لدى العلويين، وفقًا للتقرير.
روايات موثوقة
وهناك بعض الروايات الموثوقة من جانب الأسر، وفي بعض الحالات من جانب الضحايا أنفسهم.
تقول سميرة، البالغة من العمر 23 عامًا، إنها هربت بعد أن اختطفت واغتصبت جماعيًا وبِيعت في زواج قسري.
هذا ليس اسمها الحقيقي بالطبع. إنها تخشى نشره. حيث روت أنها اختُطفت من الشارع أثناء زيارتها لمدينة حمص في فبراير.
وقالت” توقفت شاحنة بيضاء مغطاة بالطين للتمويه – “سيارة عسكرية” – وقفز منها ستة رجال يرتدون أقنعة.
ركضت سميرة لكنهم أمسكوا بها وألقوا بها في الخلف.
كانت تتخبط بينما انطلقت الشاحنة، محاولةً تحرير نفسها بينما كانت الأيدي تمسك ذراعيها وساقيها وتنهال عليها اللكمات.
ثم رفع أحد الرجال حذائه وداس على وجهها. “لم أتحرك بعد ذلك”.
عصبوا عينيها، وسارت الشاحنة لساعة تقريبًا.
عندما توقفت، أزالوا العصابة عن عينيها، فرأت منزلًا غير مكتمل على أرض صخرية.
دفعت إلى الداخل، وصعدت الدرج إلى غرفة بأرائك منخفضة.
كان بعض الرجال يرتدون أقنعة الوجه، والبعض الآخر لا.
ارتدى بعضهم جلابيب الجهاديين القصيرة، التي تصل إلى ما فوق الكاحلين.
وكان بعضهم يضع عصابات رأس سوداء كتب عليها الجزء الأول من الشهادة بخط أبيض: “لا إله إلا الله”.
جلست امرأة على إحدى الأرائك، ضحية أخرى، ربما في الخمسينيات من عمرها، وشعرها يشيب حتى أذنيها. ولم تنطق بكلمة، وهي تحدق في الفراغ.
طلب فدية مالية
أعادوا وضع العصابة على عيني سميرة، ويداها مقيدتان. أخذ رجل هاتفها واتصل بعائلتها.
سمعته يقول نريد500 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب 30 ألف جنيه استرليني. “إن لم تدفعي، سنرسل لكِ يدها.”
مع حلول الليل، أخبرها أحد الرجال أنه سيأخذها إلى منزلها. قفز قلبها فرحًا. لكنه أخذها، إلى غرفة أخرى حيث كان هناك فراش على الأرض.
حاول خلع ملابسها. قاومت، فنادى رجلاً آخر. أجبروها على خلع ملابسها. أمسكها أحدهم، واغتصبها الآخر.
وتابعت،”أغمي عليّ وعندما استيقظت، كان هناك سبعة أشخاص في الغرفة. يتناوبون.”
في صباح اليوم التالي، وجدت سميرة نفسها وحيدة. فتحت الباب ونزلت الدرج الخرساني. لكن أحدهم ضربها على ظهرها ورأسها بعقب بندقية، فانهارت.
وأعادها إلى الغرفة حيث كان الفراش.
هذه المرة، اغتصبها أربعة رجال. وصفوها بـ”عاهرة سافرة” و”عاهرة نصيرية”، وهي شتيمة طائفية، ومرت الأيام، وتضاعفت حالات الاغتصاب.
في هذه الأثناء، ظلت معصوبة العينين ومقيدة اليدين. تتذكر حبلين، أحدهما أخضر والآخر بني. أصبحت ضعيفة جدًا.
قتل بدم بارد
في أحد الأيام، أمر الرجال سميرة والمرأة المسنة بالنزول على الدرج والجلوس على الأرضية الخرسانية.
قالوا للمرأة المسنة: “لم يدفع أحد ثمنكِ”، وأطلقوا عليها النار في صدرها من بندقية كلاشينكوف.
بقيت المرأة جالسة، ساقاها متباعدتان قليلاً، والدم يتدفق من صدرها. قال الرجال لسميرة: “صلي”. ألقت بنفسها على الأرض، وأصابعها تلامس أحذيتهم، تتوسل لإنقاذ حياتها. “كنت أرتجف في كل مكان”.
لكنهم لم يقتلوها. أمروها بالاستلقاء وجمعوا دم المرأة الأخرى في دلو. سكبوا الدم على الأرض قرب رأس سميرة والتقطوا صورًا، على ما يبدو لتزييف وفاتها.
بيع النساء العلويات بعد خطفهن
في ذلك المساء، فهمت السبب. حيث وصل رجل مسن، في الستينيات من عمره، فأطلق عليه الآخرون لقب “أمير”. كان عليها أن تستحم وترتدي ملابسها. ثم ناول الرجال حقيبة مليئة بالمال. لقد بيعت.
أعطى الأمير سميرة نقابًا أسود واصطحبها للجلوس في مقعد سيارة رينج روفر. صوّب مسدسًا على وركها، وقال: “إذا تحركتِ على الطريق، فسأطلق عليكِ النار”.
توسلت إليه أن يخبرها بما سيحدث لها. أجاب: “لقد أنقذت حياتكِ. كانوا سيقتلونكِ مثل تلك المرأة الأخرى.
فقال لها :لقد دفعتُ ثمنكِ. أنتِ لي. سيكون الأمر كما لو كنتُ زوجكِ؛ ستفعلين كل ما آمرك به”.
وأقامت سميرة معه في منزلٍ ما بمحافظة إدلب شمال البلاد. و لم ترِد الحديث عن تلك الفترة، بل قالت فقط: “ليتني متُّ قبل أن أذهب إلى هناك”.
وأضافت ، بدا شخصًا مهمًا: زاره المسؤولون في منزله، ولم يوقَف قط عند نقاط التفتيش. موضحة أنها نجحتْ في إقناعه بقبول مصيرها، فسمح لها بالاتصال بعائلتها.
وأشارت سميرة إلى أن أهلها ،كانوا قد رتّبوا جنازتها بالفعل بعد رؤية الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
عبور الحدود مع لبنان بكل سهولة
ثم نقلت سميرة إلى لبنان، حيث هرّبت عبر الحدود. آواها الأمير في منزل آخر، تحت حراسة امرأة مسنة وشاب يبدو أنهما من عائلته.
وقالت :”كان يسافر كثيرًا في رحلات عمل، ويهدد بقطع رؤوس عائلتها بأكملها في سوريا إذا حاولت أنا الهرب. فشعرت بالرعب، لكن استجمعت شجاعتها أخيرًا وسرقت مفتاح البيت أثناء غيابه وهربت”.
وأضافت، اتصل الأمير بوالدي ليخبرهما أنه سيقتلهما إذا لم تعد. لكنها لا تزال تعيش مختبئة.
وقالت: إنها “سعيدة” بحريتها الجديدة، لكن “يشلها” الخوف.
توثيق حالات خطف النساء العلويات
الناشطة الإنسانية إنانة بركات. التي تعيش خارج سوريا، تتحدث مع العائلات المتضررة، بعد أن ترى نداءات مؤلمة للمساعدة منشورة على فيسبوك.
ووثّقت بركات 56 حالة اختطاف لنساء وفتيات. أعيدت 25 منهن إلى عائلاتهن، معظمهن بعد اغتصابهن. أما الأخريات فلا زلن في عداد المفقودات.
وأكدت بركات أن عشرًا من الضحايا دون سن الثامنة عشرة، وأصغرهن في الخامسة عشرة، وأكبرهن في الخامسة والخمسين.
تحدثت عن السبايا، أي النساء الأسيرات اللواتي استُعبدن جنسيًا وفقًا للتفسير الجهادي. قالت إن العائلات تمنع بناتها من الذهاب إلى المدرسة. “يعيشن في خوف”.
وقالت: “هناك حالات أخرى فمثلاً اختفت امرأة تبلغ من العمر 23 عامًا، كانت مسافرة مع ابنها البالغ من العمر 11 شهرًا، أثناء انتظارها سيارة أجرة في الشارع”.
وأضافت “لم ترد أي أخبار عنها منذ ذلك الحين. واختفت ربة منزل وأم متزوجة تبلغ من العمر 29 عامًا بعد ذهابها إلى موعد في المستشفى”.
وأوضحت أنه بعد عشرة أيام، تلقت عائلتها رسالة صوتية منها. كان صوتها غريبًا: “أنا في الخارج ومتزوجة. لا تسألوني عني ولا تقلقوا عليّ”.
https://s.france24.com/media/display/f105155c-b348-11ef-b266-005056bfb2b6/w:1280/p:1x1/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A.j pg
الجدير ذكره أن داعش الإرهابي أعاد ممارسة استعباد النساء، وهي ممارسة تاريخية، خلال فترة حكمه القصيرة لـ”الخلافة” في سوريا قبل عشر سنوات.
وكان التنظيم الأخطر في التاريخ ،اختطفت آلاف النساء والفتيات من الأقلية الإيزيدية وبِيعنَ علنًا في أسواق النخاسة.
وقالت بركات: “أجريتُ مقابلة مع شقيقتين مراهقتين اختطفهما بستاني والدهما، الذي كان يتلذذ بإذلالهما. وهناك قصص كثيرة مماثلة”.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن الشرطة غالبًا ما ترفض التحقيق في اختفاء امرأة أو فتاة علوية، أو تحاول إلقاء اللوم على أسرتها المباشرة.
في بعض الحالات، نشرت فتيات مقاطع فيديو يشرحن فيها هروبهن للزواج. تقدم السلطات هذه المقاطع كدليل على عدم ارتكاب أي جريمة؛ بينما يؤكد النشطاء أن الفتيات يجبرن على ذلك.