على
11-05-2005, 09:42 AM
نجاح الممثلين على الشبكة لن يكون موازيا لنجوميتهم على شاشات دور العرض
نيويورك: جون اندرسون*
كان الوقت متأخرا في سياتل، وكان الجو ممطرا، وكانت سيلا اندرين لا تزال في مكاتب شركة الافلام على الانترنت «إندي فليكس»، التي لم تبدأ عملها بعد، عندما رن الهاتف، كان المتحدث على الطرف الاخر شابا يعمل في مجال الافلام.
واوضحت اندرين، وهي امرأة في الثالثة والاربعين من عمرها، تعمل في مجال الافلام، وحصلت على ترشيح لجائزة ايمي في تصميم الملابس «لقد اعتقد اننا شركة محلية، او شركة توزيع ربما ترغب في شراء فيلمه». والحقيقة التي وجدها هذا الشاب في خلال جهوده لدعم فيلمه، ان «إندي فليكس» Indie Flix، لم تكن شركة توزيع، بالمعنى التقليدي للكلمة، لكن هنا تعمل في مجال احدث التطورات في توزيع الافلام المستقلة.
مع التقدم التقني ورخص الاسعار زاد عدد الافلام المنتجة واصبح توزيع الافلام على دور العرض عملية مرتفعة الثمن، ودور العرض اكثر حذرا، والعائد من الاستثمار متقلب، ونتيجة لذلك استوعبت الانترنت بعض الفائض، وإن كانت قصص النجاح الكبرى ـ لا سيما الافلام السياسية لروبرت غرينوولد او بعض الافلام الوثائقية ـ قد حققت بعض النجاح.
والسؤال الذي يطرح في هذا المجال هو: ما هو الوضع بالنسبة للافلام العامة بدون نجوم ولا ميزانية كبيرة ولا امل؟.. هذا هو مجال شركة «إندي فليكس»، التي اسستها اندرين وشريكها المخرج السينمائي جيان كارلو سكانديتسي. وهنا يقدم المخرجون افلامهم، ثم تحمل على موقع الشركة WWW.INDIEFLIX. وعندما يتصفح المشاهد الموقع وينقر على عنوان فيلم لفت انتباهه ويقرر شراءه، تتولى الشركة طباعة الفيلم على «دي في دي» وترسله له، وثمن الفيلم الروائي لا يزيد على 9.95 دولار.
وشعار اندرين «اشتر فيلما بأقل من سعر التذكرة»..
وفي هذا الزمن الذي ينحسر فيه عدد المشاهدين في دور العرض، تهدد القرصنة الارباح، وبالاضافة الى ان عملية تنزيل الافلام على اجهزة الكومبيوتر في المنزل تستغرق وقتا طويلا، لذا فإن الشركة تساعد المخرجين والمشاهدين على العثور على بعضهم بعضا عبر الانترنت، ويشكل هذا خطوة طبيعية في تطور السينما في مجال جديد، كما يمكن ان تكون مثل هذه الفكرة اقرب فكرة الى ما يعرف باسم عقود عدم المخاطرة: فكل ما يحتاجونه هو اثبات حقوق ملكية الفيلم، والحق في نسخ الفيلم.
وتقول الممثلة الاميركية ووبي غولدبرغ، عضوة المجلس الاستشاري للشركة، ان الشركة تمثل «منصة لتقديم اعمالهم الى مشاهدين، كان لا يمكن توفيرها، أي الاعمال، في الظروف العادية. وباعتباري امرأة تعمل خارج وداخل الوسط السينمائي، اعلم ان عملية التوزيع عنصر رئيسي. ومن منطلق اقتصادي بحت، اذا ما كانت هناك وسيلة لمشاركة الناس فإنها ستصبح مكسبا لكل المشاركين». غير ان بيتر برودريك، رئيس شركة PARADIGM CONSULTING والمستشار منذ امد طويل للعديد من شركات التوزيع والمخرجين، حذر من ان الاسعار ليس لها علاقة بجاذبية الافلام المستقلة على الانترنت. وبالنسبة لعديد من المخرجين، فإن النجاح على الانترنت سيكون دائما بعيدا كل البعد عن النجاح في دور العرض، الذي يعتبر نجاحا حقيقيا.
وتقول اندرين «هذا هو الامر الغريب بالنسبة للعاملين في مجال السينما، الامر يكرر ذاته، لا يتطور، لذا قلنا لقد حان الوقت للتطوير». وهي تتحدث عن خبرة.. «في النهاية مهنتنا الاساسية هي صناعة الافلام، لقد اخرج كارلو عددا اكبر من الافلام اكثر مني».
وهم يصنعون ما يسمى بأفلام فيديو «فنية» يمكن أن يكون لها استقبال جيد وأن تحصل على جوائز في المسابقات الفنية. وقالت أندرين «لقد حصلنا على عروض توزيع من شركات عديدة مثل أرتيزان وغيت، لكننا أدركنا أن الشروط مجحفة جدا. إذ أرادت هذه الشركات أن تمتلك الحقوق لعشرين عاما، لكننا رفضنا ذلك، وهبطنا بالرقم إلى سبع سنوات». وأضافت «الشروط مثيرة للسخرية، إذ عليك أن تكسب 10 ملايين دولار قبل أن تحصل على مليم واحد مع ذلك يريدونك أن تخرج وتقوم بهذه الحملة مع الناس وتسوق لأفلامنا، حتى بعد أن يكون علينا أن نقوم بأشياء أخرى».
بدلا من ذلك اختار مؤسسو الشركة جمع الأموال بأنفسهم عبر الويب، وكانوا يتبعون بذلك بوب بيرني، الرجل الذي نظم استراتيجيات غير تقليدية لتوزيع افلام سينمائية مشهورة. والآن وافق بيرني على مقترحاتهم. وقال ضمن هذا السياق «إذا كنت في تلك المرحلة التي لا يعيرك احد أي اهتمام ولا أحد يصدقك حينما تقول: لو أن الناس اعطوني فرصة لمشاهدة فيلمي لأحبوه».
وقال إن ذلك ينطبق على مبيعات الـ «دي في دي»، لأن أكثر تجار المفرد لديهم أمكنة مخصصة للأفلام الواسعة الانتشار فقط، لكنه قال «لكن السؤال الآخر هو كيف يمكن للناس أن يسمعوا بها؟».
وفي الفترة الأخيرة كانت أندرين في كازينو للهنود الحمر في تمكولا بولاية كاليفورنيا، حيث فازت IndieFlix بجائزة مالية وهو ما تحقق ايضا لفيلم Long Island في صيف السنة الماضية ضمن مهرجان فيلم ستوني بروك في جامعة الولاية، وحصل على جائزة اختيار الجمهور لأفلام المنوعات وكانت قيمة الجائزة 500 دولار للأفلام الوثائقية و250 دولارا للأفلام القصيرة.
وقال سكانديوزي «ذلك ليس بالكثير، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا. أنا أعرف أن فيلم TriBeCa قد حقق شيئا أكبر، لكنهم يمتلكون ملايين الدولارات من أميركان أكسبريس. الفوز هو ليس سوى إشارة طيبة»، وهذه الإشارة يمكن أن تعني الكثير. وقالت أندرين «ربما نحن في آخر الطريق، لكن هدفنا هو أن يقوم منتجو الأفلام بالخروج مع كاميرات الـ «دي في دي» وعمل أفلام بدون أن تكلف أي شيء، خصوصا لبيعها عبر Indie flix، لأن التكاليف هي لا شيء. ونحن نعطيهم وسائل الإعلان والتسويق لها، ثم نصدرها لهم في الوقت المناسب.. نحن نشعر بأن كل فيلم له جمهوره».
وأضافت أندرين «أنا وصلت إلى مرحلة في حياتي تحولت فيها من الأخذ إلى إعطاء المجتمع. أنا لا أمتلك الكثير من المال ولست مشهورة ولدي ستة أطفال، لكن كصانعي أفلام أنا وكارلو أصبحنا نشعر بالضيق مع الحدود الضيقة لتوزيع الأفلام، لذلك نحن بدأنا مع الموقع Indie Flix وشعرنا كأننا نتخلص فجأة من القيود».
وقالت أندرين «إنه أمر جيد أن نرى شركات أخرى تبرز في هذا المجال عارضة نفس الخدمات وهذا يعني كم أصبح العالم في طور التغير السريع».
* خدمة «نيويورك تايمز»
نيويورك: جون اندرسون*
كان الوقت متأخرا في سياتل، وكان الجو ممطرا، وكانت سيلا اندرين لا تزال في مكاتب شركة الافلام على الانترنت «إندي فليكس»، التي لم تبدأ عملها بعد، عندما رن الهاتف، كان المتحدث على الطرف الاخر شابا يعمل في مجال الافلام.
واوضحت اندرين، وهي امرأة في الثالثة والاربعين من عمرها، تعمل في مجال الافلام، وحصلت على ترشيح لجائزة ايمي في تصميم الملابس «لقد اعتقد اننا شركة محلية، او شركة توزيع ربما ترغب في شراء فيلمه». والحقيقة التي وجدها هذا الشاب في خلال جهوده لدعم فيلمه، ان «إندي فليكس» Indie Flix، لم تكن شركة توزيع، بالمعنى التقليدي للكلمة، لكن هنا تعمل في مجال احدث التطورات في توزيع الافلام المستقلة.
مع التقدم التقني ورخص الاسعار زاد عدد الافلام المنتجة واصبح توزيع الافلام على دور العرض عملية مرتفعة الثمن، ودور العرض اكثر حذرا، والعائد من الاستثمار متقلب، ونتيجة لذلك استوعبت الانترنت بعض الفائض، وإن كانت قصص النجاح الكبرى ـ لا سيما الافلام السياسية لروبرت غرينوولد او بعض الافلام الوثائقية ـ قد حققت بعض النجاح.
والسؤال الذي يطرح في هذا المجال هو: ما هو الوضع بالنسبة للافلام العامة بدون نجوم ولا ميزانية كبيرة ولا امل؟.. هذا هو مجال شركة «إندي فليكس»، التي اسستها اندرين وشريكها المخرج السينمائي جيان كارلو سكانديتسي. وهنا يقدم المخرجون افلامهم، ثم تحمل على موقع الشركة WWW.INDIEFLIX. وعندما يتصفح المشاهد الموقع وينقر على عنوان فيلم لفت انتباهه ويقرر شراءه، تتولى الشركة طباعة الفيلم على «دي في دي» وترسله له، وثمن الفيلم الروائي لا يزيد على 9.95 دولار.
وشعار اندرين «اشتر فيلما بأقل من سعر التذكرة»..
وفي هذا الزمن الذي ينحسر فيه عدد المشاهدين في دور العرض، تهدد القرصنة الارباح، وبالاضافة الى ان عملية تنزيل الافلام على اجهزة الكومبيوتر في المنزل تستغرق وقتا طويلا، لذا فإن الشركة تساعد المخرجين والمشاهدين على العثور على بعضهم بعضا عبر الانترنت، ويشكل هذا خطوة طبيعية في تطور السينما في مجال جديد، كما يمكن ان تكون مثل هذه الفكرة اقرب فكرة الى ما يعرف باسم عقود عدم المخاطرة: فكل ما يحتاجونه هو اثبات حقوق ملكية الفيلم، والحق في نسخ الفيلم.
وتقول الممثلة الاميركية ووبي غولدبرغ، عضوة المجلس الاستشاري للشركة، ان الشركة تمثل «منصة لتقديم اعمالهم الى مشاهدين، كان لا يمكن توفيرها، أي الاعمال، في الظروف العادية. وباعتباري امرأة تعمل خارج وداخل الوسط السينمائي، اعلم ان عملية التوزيع عنصر رئيسي. ومن منطلق اقتصادي بحت، اذا ما كانت هناك وسيلة لمشاركة الناس فإنها ستصبح مكسبا لكل المشاركين». غير ان بيتر برودريك، رئيس شركة PARADIGM CONSULTING والمستشار منذ امد طويل للعديد من شركات التوزيع والمخرجين، حذر من ان الاسعار ليس لها علاقة بجاذبية الافلام المستقلة على الانترنت. وبالنسبة لعديد من المخرجين، فإن النجاح على الانترنت سيكون دائما بعيدا كل البعد عن النجاح في دور العرض، الذي يعتبر نجاحا حقيقيا.
وتقول اندرين «هذا هو الامر الغريب بالنسبة للعاملين في مجال السينما، الامر يكرر ذاته، لا يتطور، لذا قلنا لقد حان الوقت للتطوير». وهي تتحدث عن خبرة.. «في النهاية مهنتنا الاساسية هي صناعة الافلام، لقد اخرج كارلو عددا اكبر من الافلام اكثر مني».
وهم يصنعون ما يسمى بأفلام فيديو «فنية» يمكن أن يكون لها استقبال جيد وأن تحصل على جوائز في المسابقات الفنية. وقالت أندرين «لقد حصلنا على عروض توزيع من شركات عديدة مثل أرتيزان وغيت، لكننا أدركنا أن الشروط مجحفة جدا. إذ أرادت هذه الشركات أن تمتلك الحقوق لعشرين عاما، لكننا رفضنا ذلك، وهبطنا بالرقم إلى سبع سنوات». وأضافت «الشروط مثيرة للسخرية، إذ عليك أن تكسب 10 ملايين دولار قبل أن تحصل على مليم واحد مع ذلك يريدونك أن تخرج وتقوم بهذه الحملة مع الناس وتسوق لأفلامنا، حتى بعد أن يكون علينا أن نقوم بأشياء أخرى».
بدلا من ذلك اختار مؤسسو الشركة جمع الأموال بأنفسهم عبر الويب، وكانوا يتبعون بذلك بوب بيرني، الرجل الذي نظم استراتيجيات غير تقليدية لتوزيع افلام سينمائية مشهورة. والآن وافق بيرني على مقترحاتهم. وقال ضمن هذا السياق «إذا كنت في تلك المرحلة التي لا يعيرك احد أي اهتمام ولا أحد يصدقك حينما تقول: لو أن الناس اعطوني فرصة لمشاهدة فيلمي لأحبوه».
وقال إن ذلك ينطبق على مبيعات الـ «دي في دي»، لأن أكثر تجار المفرد لديهم أمكنة مخصصة للأفلام الواسعة الانتشار فقط، لكنه قال «لكن السؤال الآخر هو كيف يمكن للناس أن يسمعوا بها؟».
وفي الفترة الأخيرة كانت أندرين في كازينو للهنود الحمر في تمكولا بولاية كاليفورنيا، حيث فازت IndieFlix بجائزة مالية وهو ما تحقق ايضا لفيلم Long Island في صيف السنة الماضية ضمن مهرجان فيلم ستوني بروك في جامعة الولاية، وحصل على جائزة اختيار الجمهور لأفلام المنوعات وكانت قيمة الجائزة 500 دولار للأفلام الوثائقية و250 دولارا للأفلام القصيرة.
وقال سكانديوزي «ذلك ليس بالكثير، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا. أنا أعرف أن فيلم TriBeCa قد حقق شيئا أكبر، لكنهم يمتلكون ملايين الدولارات من أميركان أكسبريس. الفوز هو ليس سوى إشارة طيبة»، وهذه الإشارة يمكن أن تعني الكثير. وقالت أندرين «ربما نحن في آخر الطريق، لكن هدفنا هو أن يقوم منتجو الأفلام بالخروج مع كاميرات الـ «دي في دي» وعمل أفلام بدون أن تكلف أي شيء، خصوصا لبيعها عبر Indie flix، لأن التكاليف هي لا شيء. ونحن نعطيهم وسائل الإعلان والتسويق لها، ثم نصدرها لهم في الوقت المناسب.. نحن نشعر بأن كل فيلم له جمهوره».
وأضافت أندرين «أنا وصلت إلى مرحلة في حياتي تحولت فيها من الأخذ إلى إعطاء المجتمع. أنا لا أمتلك الكثير من المال ولست مشهورة ولدي ستة أطفال، لكن كصانعي أفلام أنا وكارلو أصبحنا نشعر بالضيق مع الحدود الضيقة لتوزيع الأفلام، لذلك نحن بدأنا مع الموقع Indie Flix وشعرنا كأننا نتخلص فجأة من القيود».
وقالت أندرين «إنه أمر جيد أن نرى شركات أخرى تبرز في هذا المجال عارضة نفس الخدمات وهذا يعني كم أصبح العالم في طور التغير السريع».
* خدمة «نيويورك تايمز»