المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خامنئي يكبح أحمدي نجاد: إيران لن تهاجم أي دولة



عابدون
11-05-2005, 02:40 AM
تحذيرات في طهران من عزلة دولية وانهيار اقتصادي


خفف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية اˆية الله علي خامنئي من حدة التصريحات الإيرانية حول إسرائيل, مشيرا الى ان إيران لن تهاجم أي دولة أخرى لكنه كرر دعوات الرئيس المتشدد المقرب منه محمود احمدي نجاد الى اجراء استفتاء مشترك حول مصير فلسطين يجمع المسلمين واليهود في الوقت الذي أكد فية محللون ايرانيون ان احمدي نجاد بدأ يتحرك فعلا نحو تحقيق وعوده الانتخابية بإعادة البلاد الى ايام الثورة الإسلامية الأولى ولو على حساب عزلتها الدولية وانهيار اقتصادها الهش.

وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في خطبة الجمعة امس ان ايران لن تهاجم اي بلد وقال خامنئي في خطبة نقلتها وسائل الاعلام الرسمية بمناسبة عيد الفطر »لن نهاجم اي دولة.. لن ننتهك حقوق اي دولة اينما كانت في العالم«.

وقال امام مسؤولين كبار والاف المصلين »لكن اذا اراد الساعون الى السلطة انتهاك حقوق امتنا فانها لن تسمح ان تضطهد من اي شخص او اي سلطة«.
وتزامن عيد الفطر مع احياء ايران للذكرى السادسة والعشرين لعملية احتجاز رهائن من السفارة الاميركية في طهران.

وقد تم الاستيلاء على حرم السفارة التي تلقب ب¯ »وكر الجواسيس« بعد الثورة العام 1976 التي اطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من واشنطن.
واضاف خامنئي ان »الوثائق التي عثر عيها في وكر الجواسيس تظهر ان الحكومة الاميركية لم تفوت اي فرصة للتحرك ضد الامة الايرانية ومصالحها«.
وشكك بارتباط اجهزة تجسس اجنبية في العمليات التي تحدث في الاراضي العراقية قائلا ان »الجمهورية الاسلامية الايرانية تشك بقوة بصلة اجهزة التجسس الاميركية والاسرائيلية بالجرائم الارهابية اليومية التي تحدث في العراق«.

وشدد خامنئي على ان موقف طهران من القضية الفلسطينية »واضح ومنطقي ويتمثل في السماح لجميع المواطنين الفلسطينيين بالمشاركة في استفتاء حر لاختيار الدولة الفلسطينية بغية محاكمة مرتكبي الجرائم في هذا البلد مثل ارييل شارون وغيره«.
ويبدو ان تصريحات خامنئي جاءت لاحتواء الضغوط الدولية المتزايدة على ايران عقب التصريحات النارية لرئيسها المتشدد والازمات الداخلية المتوالية منذ توليه السلطة.

وقال المحلل السياسي الإيراني محمود علي نجاد »الضغط يتصاعد داخل النظام لاحتوائه وتمرير تلك السنوات الاربع (ولايته) بأسرع ما يمكن من دون خسائر كبيرة«.
ولكن أحمدي نجاد وهو عضو سابق في الحرس الثوري وخدم خلف خطوط العدو في الحرب الايرانية العراقية في الفترة من عام 1980 وحتى عام 1988 لا يبدو في مزاج يسمح باحتوائه بعد ان قضى ثلاثة اشهر من فترة رئاسته ومدتها اربع سنوات.

وقال محللون ان تصرفات نجاد التي اشعلت انتقادات حادة في الداخل والخارج ما هي الا وفاء من احمدي نجاد بتعهداته خلال حملته الانتخابية.
وقال انوش احتشامي مدير مركز دراسات الشرق الاوسط والدراسات الاسلامية في جامعة درهام البريطانية »الاستعجال هو المثير للدهشة... لا السياسة في حد ذاتها.. لقد وعد بتغييرات شاملة وهو ينفذها«.

وقال علي نجاد »انه يشعر بأن مذهب الثورة (الإسلامية في عام 1979) فقد وتعرض للخيانة ويريد ان يبتعد عن 16 عاما من النزعة نحو الاعتدال«, فيما رأى احتشامي ان عزم الرئيس الايراني شديد على تطهير السلك الديبلوماسي ووضع حليف موثوق به على رأس وزارة النفط لانه »يشعر بقوة بان الوقت حان لتطهير وجود انصار رفسنجاني وخاتمي من الوزارات الرئيسية«.
وتساءل محلل سياسي بارز اˆخر في طهران قائلا: »كيف سيستبدل سنوات الخبرة المتراكمة التي اكتسبها هؤلاء المسؤولون في فترة قصيرة«.

واضاف المحلل الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه من المتوقع الى حد كبير ان يعترض البرلمان على صادق محصولي المرشح لوزارة النفط ما يلقي السياسة النفطية في مزيد من الارتباك.
وقال: »لا يتعرض (احمدي نجاد) لانتقادات من الاصلاحيين فقط..بل انه يفقد الاصدقاء بسرعة«.
وقال المحلل السياسي البارز في طهران »انها فوضى. لقد انهارت البورصة .. وزاد العجز في الموازنة كما ان الضغط الدولي اˆخذ في النمو«.

وأكد محللون انه في الوقت الذي يلقى فيه باللوم جزئيا على افتقار احمدي نجاد الى الخبرة السياسية الا ان عدم استعداده الواضح للالتفات الى النصائح التي تدعو للاعتدال توحي بعزم داخلي اكيد.
وقال علي نجاد »مجيئه الى السلطة كان مستقلا تماما عن مراكز القوى التقليدية ولذلك فهو يشعر بأنه مستقل .. انه غير مهتم برد الفعل الدولي.. او البروتوكولات وما الى ذلك«.