المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هارفارد.. جامعة “أمريكية” أقدم من الولايات المتحدة؟



عبدالله الجاسم
05-31-2025, 12:24 PM
https://s.france24.com/media/display/e548f67c-37f3-11f0-acb7-005056bf30b7/w:1280/p:3x4/000_47T78G6.jpg

2025-05-29 (https://www.sotaliraq.com/2025/05/29/%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a/)

قد يبدو الأمر غريبًا، لكن نعم، جامعة هارفارد أقدم من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها! تأسست هارفارد في عام 1636 في مستعمرة ماساتشوستس البريطانية، أي قبل أكثر من 140 عامًا من إعلان الاستقلال الأمريكي في عام 1776.

هذا يعني أن طلابًا كانوا يدرسون ويتخرجون من “جامعة أمريكية” قبل أن تُولد أمريكا رسميًا كدولة!

في ذلك الحين، كانت هارفارد تُعرف باسم “كلية هارفارد”، وسُميت نسبة إلى القس البروتستانتي جون هارفارد، الذي تبرع بنصف ثروته ومكتبته الخاصة لإنشاء المؤسسة. رغم بداياتها الدينية، سرعان ما تطورت لتصبح واحدة من أبرز الجامعات في العالم.

اليوم، تُعد هارفارد رمزًا للتميّز الأكاديمي، وموطنًا للعديد من الشخصيات البارزة، من رؤساء أمريكيين إلى علماء ومبتكرين عالميين.

وجودها قبل تأسيس الدولة الأمريكية يعكس كيف أن بعض مؤسسات التعليم كانت في طليعة تشكيل الهوية الثقافية والفكرية للمجتمع الأمريكي.

فمن كان يتصور أن “جامعة أمريكية” سبقت قيام أمريكا نفسها؟ إنها حقيقة تاريخية مذهلة تسلط الضوء على عمق الجذور الأكاديمية في التاريخ الأمريكي!

هارفارد في مواجهة سياسات ترامب تجاه الطلاب الدوليين


في عام 2025، أصبحت جامعة هارفارد محور جدل سياسي بعد أن اقترح الرئيس دونالد ترامب تحديد نسبة الطلاب الدوليين في الجامعة بـ15% فقط، انخفاضًا من النسبة الحالية البالغة 27.2%. برر ترامب هذا الإجراء بأن الطلاب الأمريكيين يتم استبعادهم لصالح الأجانب، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب الدوليين قد يشكلون تهديدًا أمنيًا، خاصةً من مناطق يعتبرها “متطرفة” .

بالإضافة إلى ذلك، جمدت الإدارة الفيدرالية تمويلًا بقيمة 2.2 مليار دولار لهارفارد، وعلقت قدرتها على تسجيل طلاب دوليين، مطالبين الجامعة بتقديم قوائم مفصلة بالطلاب الأجانب ومعلومات عن مشاركتهم في أنشطة يُزعم أنها معادية للسامية .

ردًا على هذه الإجراءات، رفعت هارفارد دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية، معتبرةً أن هذه السياسات تمثل تجاوزًا للسلطة وتهديدًا لحرية التعبير والتنوع الأكاديمي. كما أعرب العديد من الطلاب الدوليين عن قلقهم من تأثير هذه السياسات على مستقبلهم الأكاديمي والمهني في الولايات المتحدة .

تُظهر هذه الأحداث التوتر المتزايد بين الجامعات الأمريكية والإدارة الفيدرالية بشأن سياسات الهجرة والتعليم، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية في الحفاظ على بيئة تعليمية شاملة ومتنوعة.

تأتي هذه الإجراءات الحكومية الصارمة على الجامعات، بما في ذلك هارفارد، في أعقاب موجة من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي اجتاحت الجامعات الأمريكية منذ أواخر عام 2023.

وقد اتُهمت بعض المؤسسات، مثل هارفارد، بالتساهل مع نشاطات طلابية اعتبرتها السلطات الفيدرالية مثيرة للجدل أو “معادية للسامية”، مما أدى إلى تصعيد التدقيق والمساءلة من جانب الحكومة.