فاطمي
11-03-2005, 11:45 AM
د. عبدالخالق حسين
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/ElaphLiterature/2005/11/Thumbnails/T_0dea921f-b0a3-435d-b3c5-353d1a3992b5.jpg
أصدرت مجموعة من المثقفين العراقيين نداءً يطالبون فيه الحكومة العراقية تكريم عالم الإجتماع الراحل الدكتور علي الوردي. وقد نشر نص النداء "دعوة ثقافية لتكريم علي الوردي" في قسم (ثقافات) في إيلاف ومواقع أخرى. وقد جاء في النداء:
(حفاظا منا، نحن العراقيين الشّرفاء الّذين قاوموا حــُكم البعث الطّائفي الحـاقد، وعرفانا وشكرا لروح المرحوم المفكّر العراقي الكبير الدّكتور عــلي الوردي، ولأنّ الشّعوب الحيّة تفخر بمفكّريها وعباقرتها، نحن مجموعة من المفكرين والصّحفيين العراقيين، نطلُب من الحكومة العراقية الموقّرة ما يلي: إقامة تمثال أو نصب يُخلّد المفكّر العراقي الكبير المرحوم الدّكتور علي الوردي. كما نطلب تدريس كتب وأفكار هذه الشّخصية العراقيّة الفذة في المـدارس والمعاهد والجّامعات العراقيّة كافـّة وترجمة كتبه إلى اللغات العراقيّة، الكرديّة والتّركمانيّة والسّــريانيّة، واللّغات العالمية الأُخرى، لإنشاء جيل عراقي جديد يؤمن بالعراق إنسانا و وطنا). أعتقد أن هذه المبادرة رائعة وهي تمثل الحد الأدنى مما يجب على المثقفين العراقيين عمله لتقييم أساتذتهم ومفكريهم من وزن علي الوردي الذي يحتاجه الشعب العراقي الآن أمس الحاجة وهو يمر بإنعطافة تحولات اجتماعية وتاريخية عاصفة، حيث أعاد النظام البعثي الساقط، المجتمع العراقي إلى الوراء لقرون عديدة.
فقد عمل البعثيون على تدمير المجتمع العراقي وتفتيت نسيجه الإجتماعي وتمزيقه إلى ولاءات عشائرية وطائفية دون الولاء للوطن. والوردي هو ابن خلدون زماننا، وقد تبنى نظريته (ازدواجية الشخصية العراقية)، بين البداوة والحضارة، من فكرة ابن خلدون حول البداوة والعمران (الحضارة). وقد ألف العديد من الكتب في دراسة المجتمع العراقي، منها: وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وأسطورة الأدب الرفيع وطبيعة المجتمع العراقي، إضافة سلسلة كتابه القيم والذي أراده أن يكون كتاب العمر والموسوم: (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الذي صدر منه ستة أجزاء مع ملحقين، وكتب أخرى مثل (منطق بن خلدون) و(الأحلام بين العقيدة والعلم)...الخ.
أجل، لقد دمر البعث خلال حكمه الجائر لما يقارب أربعة عقود، المجتمع العراقي، حضارياً وفكرياً واجتماعياً وحتى إخلاقياً. لذلك فالشعب العراق الآن هو بأمس الحاجة إلى الإطلاع على أفكار هذا العالم الفذ، لمعالجة الأمراض الاجتماعية التي ورثها المجتمع من الحكم البائد. فمطالبة الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية بتكريم الوردي وترويج كتبه هي في صالح الشعب العراقي كأحد الإجراءات الصائبة لتقديم العلاج الناجع للأمراضي الإجتماعية التي يئن من وطأتها الشعب العراقي.
لذلك، نشد على أيدي أصحاب النداء وخاصة الأستاذ ســــــهيل أحمد بهجت، صاحب المبادرة، في سعيهم لتكريم هذا العالم الخالد، كما نطالب الحكومة بالاستجابة لتحقيق الأهداف النبيلة المذكورة في النداء. فالوردي يستحق إقامة تمثال له تخليداً لذكره، وحتى وتسمية شوارع وقاعات للمحاضرات في الجامعات العراقية بإسمه. أما ترويج كتبه وإعادة طباعتها وتوزيعها بأسعار زهيدة ودراستها في المدارس والجامعات فهي من الأمور التي تصب في صالح الشعب وشرط ضروري للتخلص من الأفكار الفاشية السامة العالقة بأذهان الجيل الحالي الذي نشأ في عهد حكم الفاشية. فكتب الوردي هي من أمضى الأسلحة الفكرية لمواجهة الفاشية والفكر الظلامي المدمر.
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/ElaphLiterature/2005/11/Thumbnails/T_0dea921f-b0a3-435d-b3c5-353d1a3992b5.jpg
أصدرت مجموعة من المثقفين العراقيين نداءً يطالبون فيه الحكومة العراقية تكريم عالم الإجتماع الراحل الدكتور علي الوردي. وقد نشر نص النداء "دعوة ثقافية لتكريم علي الوردي" في قسم (ثقافات) في إيلاف ومواقع أخرى. وقد جاء في النداء:
(حفاظا منا، نحن العراقيين الشّرفاء الّذين قاوموا حــُكم البعث الطّائفي الحـاقد، وعرفانا وشكرا لروح المرحوم المفكّر العراقي الكبير الدّكتور عــلي الوردي، ولأنّ الشّعوب الحيّة تفخر بمفكّريها وعباقرتها، نحن مجموعة من المفكرين والصّحفيين العراقيين، نطلُب من الحكومة العراقية الموقّرة ما يلي: إقامة تمثال أو نصب يُخلّد المفكّر العراقي الكبير المرحوم الدّكتور علي الوردي. كما نطلب تدريس كتب وأفكار هذه الشّخصية العراقيّة الفذة في المـدارس والمعاهد والجّامعات العراقيّة كافـّة وترجمة كتبه إلى اللغات العراقيّة، الكرديّة والتّركمانيّة والسّــريانيّة، واللّغات العالمية الأُخرى، لإنشاء جيل عراقي جديد يؤمن بالعراق إنسانا و وطنا). أعتقد أن هذه المبادرة رائعة وهي تمثل الحد الأدنى مما يجب على المثقفين العراقيين عمله لتقييم أساتذتهم ومفكريهم من وزن علي الوردي الذي يحتاجه الشعب العراقي الآن أمس الحاجة وهو يمر بإنعطافة تحولات اجتماعية وتاريخية عاصفة، حيث أعاد النظام البعثي الساقط، المجتمع العراقي إلى الوراء لقرون عديدة.
فقد عمل البعثيون على تدمير المجتمع العراقي وتفتيت نسيجه الإجتماعي وتمزيقه إلى ولاءات عشائرية وطائفية دون الولاء للوطن. والوردي هو ابن خلدون زماننا، وقد تبنى نظريته (ازدواجية الشخصية العراقية)، بين البداوة والحضارة، من فكرة ابن خلدون حول البداوة والعمران (الحضارة). وقد ألف العديد من الكتب في دراسة المجتمع العراقي، منها: وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وأسطورة الأدب الرفيع وطبيعة المجتمع العراقي، إضافة سلسلة كتابه القيم والذي أراده أن يكون كتاب العمر والموسوم: (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الذي صدر منه ستة أجزاء مع ملحقين، وكتب أخرى مثل (منطق بن خلدون) و(الأحلام بين العقيدة والعلم)...الخ.
أجل، لقد دمر البعث خلال حكمه الجائر لما يقارب أربعة عقود، المجتمع العراقي، حضارياً وفكرياً واجتماعياً وحتى إخلاقياً. لذلك فالشعب العراق الآن هو بأمس الحاجة إلى الإطلاع على أفكار هذا العالم الفذ، لمعالجة الأمراض الاجتماعية التي ورثها المجتمع من الحكم البائد. فمطالبة الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية بتكريم الوردي وترويج كتبه هي في صالح الشعب العراقي كأحد الإجراءات الصائبة لتقديم العلاج الناجع للأمراضي الإجتماعية التي يئن من وطأتها الشعب العراقي.
لذلك، نشد على أيدي أصحاب النداء وخاصة الأستاذ ســــــهيل أحمد بهجت، صاحب المبادرة، في سعيهم لتكريم هذا العالم الخالد، كما نطالب الحكومة بالاستجابة لتحقيق الأهداف النبيلة المذكورة في النداء. فالوردي يستحق إقامة تمثال له تخليداً لذكره، وحتى وتسمية شوارع وقاعات للمحاضرات في الجامعات العراقية بإسمه. أما ترويج كتبه وإعادة طباعتها وتوزيعها بأسعار زهيدة ودراستها في المدارس والجامعات فهي من الأمور التي تصب في صالح الشعب وشرط ضروري للتخلص من الأفكار الفاشية السامة العالقة بأذهان الجيل الحالي الذي نشأ في عهد حكم الفاشية. فكتب الوردي هي من أمضى الأسلحة الفكرية لمواجهة الفاشية والفكر الظلامي المدمر.