فاطمي
11-03-2005, 11:30 AM
هدى الحسيني
خلافاً لكل التوقعات التي أفرزها فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية، بأن السياسة الايرانية ستصبح متجانسة، خصوصاً بعد هزيمة المعتدلين، يبدو ان الانقسام السياسي صار يهدد اليوم فريق المتشددين أنفسهم، لأن تصريحات أحمدي نجاد تضع إيران بشكل لا لبس فيه، في طريق المواجهة مع العالم. في 26 الشهر الماضي، ومع الاستعداد للاحتفال بيوم القدس، كان العنوان الرئيسي للمؤتمر: «العالم من دون الصهيونية»، قال الرئيس الايراني: «الى الذين تساورهم الشكوك، او يتساءلون عما اذا كان ممكناً، والى الذين لا يصدقون أقول: إن عالماً من دون اميركا وإسرائيل ممكن ومعقول».
ثم بدأ احمدي نجاد يستعيد تمنيات آية الله الخميني التي تحققت بنظره، قال ان الخميني اعلن ان نظام الشاه غير الشرعي يجب ان يزول، فزال، «ثم قال ان الامبراطورية السوفياتية ستختفي، وحدث هذا، وقال ايضاً ان رجلا شريراً مثل صدام يجب ان يُعاقب، ونرى الآن انه يُحاكم في بلاده» ليصل احمدي نجاد إلا ان الامام قال ان اسرائيل يجب ان تُمحى عن خريطة العالم وبمساعدة الله سنرى عالماً من دون اميركا والصهيونية».
في ذلك اللقاء الذي حضره آلاف من الطلبة الايرانيين، ومجموعات من حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيين، وحزب الله اللبناني قال ممثل المرشد الاعلى للثورة في هيئة الطلبة المسلمين علي اكبري: «إن الطلبة الايرانيين الشبان يتم إعدادهم ليكونوا حملة الاعلام التي ستمحي اسرائيل من الوجود». يُذكّر هذا بالأسلوب الايراني اثناء الحرب العراقية ـ الايرانية، عندما كانت ايران ترسل آلاف الشبان الصغار ليفجرّوا بأجسادهم حقول الالغام قبل ان تدخلها فرق الجيش الايراني.
إن مثل هذه التصريحات ستكون لها مضاعفات كثيرة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ان ايران تعمل على إكمال برنامجها النووي وتتحدى العالم، بأنها انما تريده لأسباب مدنية، إذ كيف يمكن الوثوق بتوجهاتها، وربما سيكون الفضل لأحمدي نجاد بالكشف عن النوايا الايرانية المبيتة. وليس مقنعاً ترداد الرئيس الايراني لمبادئ الخميني، ذلك ان مؤسس الجمهورية الاسلامية لم يتردد في قبول المساعدة الاميركية. اذ خلال الحرب العراقية ـ الايرانية كان من مصلحة واشنطن ان تحافظ على توازن القوى بين بغداد وطهران، ولم تكن ترغب في ان ينتصر اي منهما على الآخر، وعندما مالت الكفة العسكرية نحو بغداد، رتبت واشنطن توفير المساعدة العسكرية لايران، واختارت اسرائيل للقيام بالمهمة. والذي كشف القصة بعض المتضررين من قيادة الحرس الثوري الايراني.
هؤلاء ربما عادوا لإثبات وجودهم الآن من خلال أحمدي نجاد، وكأن آية الله خأمنئي اكتشف الخطأ الذي وقع به، عندما ساهم في ايصال احمدي نجاد الى الرئاسة الايرانية بدل المحنك هاشمي رفسنجاني، فعمد أخيرا الى تعيين الاخير ليشرف على اداء الرئيس وليحد من الاضرار التي قد يسببها، وكان هذا بمثابة تحذير لأحمدي نجاد والحرس الثوري الذي وفر له ملايين الاصوات، بأن لا يحاولوا الانقضاض على سلطات المؤسسة الدينية الحاكمة. يبدو ان الرئيس الايراني لم يأخذ بهذا التحذير، رغم علمه بنتائج مثل هذه التصريحات التي تدعو الى إبادة إسرائيل، فالولايات المتحدة اذا كانت لا تزال في حاجة الى عذر إضافي للضغط اكثر على إيران، فقد وفّره لها احمدي نجاد، وليس معروفاً كيف توصل المتشددون الايرانيون الى الاعتقاد بأن مثل هذه التهديدات يمكن ان توفر لايران وصولاً سهلاً لبرنامج عسكري نووي، لأن مثل هذه التصريحات، حتى ولو كانت للاستهلاك الداخلي، او للتهويل على دول المنطقة ستؤذي مصالح ايران وتدفع العالم الى عزلها وتهميشها.
حدث لافت وقع قبل الانفعال «النجادي»، فقد نقل موقع «انتخاب» الايراني، انه في اجتماع اخير للوزراء الايرانيين، وبناء على اقتراح من نائب الرئيس برويز داوودي، وقعّوا ورئيس الجمهورية على ميثاق بينهم وبين المهدي المنتظر، ولأن اي اتفاقية لا بد من ان تحمل توقيع الطرفين، اتفق الجميع على ان يحمل وزير الثقافة الاسلامية صفار هارندي، الرسالة ويذهب ويرميها في بئر في جامكاران القريبة من قم، حيث يلقي الحجاج طلباتهم كل يوم اربعاء. ويقول مراقبون ايرانيون ان مثل هذا التفكير في ازدياد منذ مجيء احمدي نجاد، وان الاشخاص المتطرفين حوله يقنعونه «بأن هناك مؤشرات الى قرب ظهور المهدي، الى درجة إقناعه بأن المسألة النووية الايرانية مرتبطة بشكل مباشر مع ظهور إمام الزمان» وحسب مصدر على إطلاع عما يجري، فإن هؤلاء الاشخاص في الاجتماعات المغلقة والعلنية، يصرون على ضرورة ان تتخذ الحكومة الايرانية موقفاً صلباً ضد الضغوط الدولية، للحصول على حقها في التكنولوجيا النووية، «لأن هذه المسألة هي واحدة من الوسائل التي تُهيئ لظهور المهدي».
واثناء الحملة الانتخابية، ومن اجل دعم فوز احمدي نجاد، كرر آية الله محمد تقي مصباح يزدي وهو من المتشددين، ان المهدي اختار احمدي نجاد، «وانه لواجب ديني انتخابه». بعد تصريحات الرئيس الايراني، حاول رفسنجاني تخفيف الوقع الدولي السيئ بقوله: «إن لا مشكلة لدينا مع اليهود ونحن نحترم اليهودية كديانة مقدسة»، اما الرئيس السابق محمد خاتمي فلمّح الى تجنب التفوه بكلمات «قد تخلق مشاكل اقتصادية وسياسية في العالم». وعلق مصدر اميركي على تصريحات الرئيس الايراني، انه إذا كان انتخب لإحياء الثورة الاسلامية، فمن المحتمل ان ينعش التهديد بإزالة اسرائيل الرأي العام الايراني الذي انهكه التعب، «لكن الكلمات التي يرددها الشارع الايراني، ان احمدي نجاد سيكون آخر رئيس لإيران الاسلامية».
ويشير الى اعتراف وكالة الانباء الايرانية، بأن آلافاً فقط ساروا في ذكرى يوم القدس، وفي السنوات السابقة كان مئات الآلاف يملأون شوارع طهران. لن يستطيع احمدي نجاد القول إن مواقفه المتشددة نجحت في تخفيف الضغوط عن سوريا، اذ وافق مجلس الأمن بالاجماع على قرار يجبر سوريا على الخضوع الكامل غير المشروط لتحقيقات ميليس، مع العلم، ان سوريا بالنسبة للمؤسسة الايرانية التقليدية، ليست القضية الأهم، بل ان مستقبل العراق هو الاساس. في حين ان لبنان هو المهم بالنسبة الى سوريا. ويذكر ان الوكالة الدولية للطاقة النووية صوتت على ان ايران لا تطبق اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية، وهذا الشهر ستقرر ما إذا كانت ستطرح المسألة النووية الايرانية على مجلس الأمن لاتخاذ عقوبات بحق ايران، وتميل الاوضاع الى ترجيح مثل هذا الاتجاه.
يبقى ان حزب الله في لبنان كان اكثر المتأثرين بنبض احمدي نجاد، وفي احتفاله بيوم القدس تحدى الامين العام للحزب كل المجتمع الدولي وقراراته، وتحدى مشاعر كل اللبنانيين بقوله:
«إن الحزب يقف مع سوريا «قيادة» وشعباً». لكن مراهنات حزب الله هي في الاساس على قوة الحرس الثوري الايراني، وقد توالى الرؤساء الايرانيون وظل الحرس الثوري قوياً، وهو يريد التشبه به في لبنان. وللعلم، فإن الحرس الثوري الايراني هو مؤسسة عسكرية ايديولوجية تتمتع بقيادتها المستقلة، ولها قواتها الارضية، والجوية، والبحرية، وهذا يجعل ايران الدولة الوحيدة في العالم التي لديها هيكلان عسكريان مستقلان تماماً:
الجيش النظامي والحرس الثوري، وإضافة الى كونه منظمة عسكرية، فإن الحرس الثوري لديه اجهزته الاستخباراتية وبنيته التحتية المدنية، وحسب التقارير فإن افضل العيادات الطبية المتخصصة (طب الاسنان وجراحة العيون بالليزر) يملكها ويديرها الحرس الثوري، الذي يوظف ما مجموعه 350 الفا،منهم 120الفا كقوات عسكرية. باختصار، ان الحرس الثوري منظمة ضخمة وتخضع بالتالي لانضباط صارم، وهذا ما يلاحظه المراقبون والمعجبون لدى حزب الله. ومن هنا ايضاً اصرار حزب الله على عدم تنفيذ القرار 1559، الذي يطالب بتجريد كل الميليشيات اللبنانية والفلسطينية من اسلحتها. قادته يقولون انهم مقاومة وسلاحهم وضعه مختلف، ومراجعة لوضع الحرس الثوري في ايران، تشير الى ما يرمي اليه قادة حزب الله في الشكل الذي يرونه للبنان المستقبل.
الآن اسرع القادة الايرانيون للتخفيف من تحديات احمدي نجاد للقوانين الدولية، وسيضاعفون من محاولاتهم بعد مواقف الدول الكبرى من سوريا، وسنرى ما اذا كان الحرس الثوري سيأخذ ايران، ام انه سيأخذ لبنان، الى الحرب!
خلافاً لكل التوقعات التي أفرزها فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية، بأن السياسة الايرانية ستصبح متجانسة، خصوصاً بعد هزيمة المعتدلين، يبدو ان الانقسام السياسي صار يهدد اليوم فريق المتشددين أنفسهم، لأن تصريحات أحمدي نجاد تضع إيران بشكل لا لبس فيه، في طريق المواجهة مع العالم. في 26 الشهر الماضي، ومع الاستعداد للاحتفال بيوم القدس، كان العنوان الرئيسي للمؤتمر: «العالم من دون الصهيونية»، قال الرئيس الايراني: «الى الذين تساورهم الشكوك، او يتساءلون عما اذا كان ممكناً، والى الذين لا يصدقون أقول: إن عالماً من دون اميركا وإسرائيل ممكن ومعقول».
ثم بدأ احمدي نجاد يستعيد تمنيات آية الله الخميني التي تحققت بنظره، قال ان الخميني اعلن ان نظام الشاه غير الشرعي يجب ان يزول، فزال، «ثم قال ان الامبراطورية السوفياتية ستختفي، وحدث هذا، وقال ايضاً ان رجلا شريراً مثل صدام يجب ان يُعاقب، ونرى الآن انه يُحاكم في بلاده» ليصل احمدي نجاد إلا ان الامام قال ان اسرائيل يجب ان تُمحى عن خريطة العالم وبمساعدة الله سنرى عالماً من دون اميركا والصهيونية».
في ذلك اللقاء الذي حضره آلاف من الطلبة الايرانيين، ومجموعات من حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيين، وحزب الله اللبناني قال ممثل المرشد الاعلى للثورة في هيئة الطلبة المسلمين علي اكبري: «إن الطلبة الايرانيين الشبان يتم إعدادهم ليكونوا حملة الاعلام التي ستمحي اسرائيل من الوجود». يُذكّر هذا بالأسلوب الايراني اثناء الحرب العراقية ـ الايرانية، عندما كانت ايران ترسل آلاف الشبان الصغار ليفجرّوا بأجسادهم حقول الالغام قبل ان تدخلها فرق الجيش الايراني.
إن مثل هذه التصريحات ستكون لها مضاعفات كثيرة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ان ايران تعمل على إكمال برنامجها النووي وتتحدى العالم، بأنها انما تريده لأسباب مدنية، إذ كيف يمكن الوثوق بتوجهاتها، وربما سيكون الفضل لأحمدي نجاد بالكشف عن النوايا الايرانية المبيتة. وليس مقنعاً ترداد الرئيس الايراني لمبادئ الخميني، ذلك ان مؤسس الجمهورية الاسلامية لم يتردد في قبول المساعدة الاميركية. اذ خلال الحرب العراقية ـ الايرانية كان من مصلحة واشنطن ان تحافظ على توازن القوى بين بغداد وطهران، ولم تكن ترغب في ان ينتصر اي منهما على الآخر، وعندما مالت الكفة العسكرية نحو بغداد، رتبت واشنطن توفير المساعدة العسكرية لايران، واختارت اسرائيل للقيام بالمهمة. والذي كشف القصة بعض المتضررين من قيادة الحرس الثوري الايراني.
هؤلاء ربما عادوا لإثبات وجودهم الآن من خلال أحمدي نجاد، وكأن آية الله خأمنئي اكتشف الخطأ الذي وقع به، عندما ساهم في ايصال احمدي نجاد الى الرئاسة الايرانية بدل المحنك هاشمي رفسنجاني، فعمد أخيرا الى تعيين الاخير ليشرف على اداء الرئيس وليحد من الاضرار التي قد يسببها، وكان هذا بمثابة تحذير لأحمدي نجاد والحرس الثوري الذي وفر له ملايين الاصوات، بأن لا يحاولوا الانقضاض على سلطات المؤسسة الدينية الحاكمة. يبدو ان الرئيس الايراني لم يأخذ بهذا التحذير، رغم علمه بنتائج مثل هذه التصريحات التي تدعو الى إبادة إسرائيل، فالولايات المتحدة اذا كانت لا تزال في حاجة الى عذر إضافي للضغط اكثر على إيران، فقد وفّره لها احمدي نجاد، وليس معروفاً كيف توصل المتشددون الايرانيون الى الاعتقاد بأن مثل هذه التهديدات يمكن ان توفر لايران وصولاً سهلاً لبرنامج عسكري نووي، لأن مثل هذه التصريحات، حتى ولو كانت للاستهلاك الداخلي، او للتهويل على دول المنطقة ستؤذي مصالح ايران وتدفع العالم الى عزلها وتهميشها.
حدث لافت وقع قبل الانفعال «النجادي»، فقد نقل موقع «انتخاب» الايراني، انه في اجتماع اخير للوزراء الايرانيين، وبناء على اقتراح من نائب الرئيس برويز داوودي، وقعّوا ورئيس الجمهورية على ميثاق بينهم وبين المهدي المنتظر، ولأن اي اتفاقية لا بد من ان تحمل توقيع الطرفين، اتفق الجميع على ان يحمل وزير الثقافة الاسلامية صفار هارندي، الرسالة ويذهب ويرميها في بئر في جامكاران القريبة من قم، حيث يلقي الحجاج طلباتهم كل يوم اربعاء. ويقول مراقبون ايرانيون ان مثل هذا التفكير في ازدياد منذ مجيء احمدي نجاد، وان الاشخاص المتطرفين حوله يقنعونه «بأن هناك مؤشرات الى قرب ظهور المهدي، الى درجة إقناعه بأن المسألة النووية الايرانية مرتبطة بشكل مباشر مع ظهور إمام الزمان» وحسب مصدر على إطلاع عما يجري، فإن هؤلاء الاشخاص في الاجتماعات المغلقة والعلنية، يصرون على ضرورة ان تتخذ الحكومة الايرانية موقفاً صلباً ضد الضغوط الدولية، للحصول على حقها في التكنولوجيا النووية، «لأن هذه المسألة هي واحدة من الوسائل التي تُهيئ لظهور المهدي».
واثناء الحملة الانتخابية، ومن اجل دعم فوز احمدي نجاد، كرر آية الله محمد تقي مصباح يزدي وهو من المتشددين، ان المهدي اختار احمدي نجاد، «وانه لواجب ديني انتخابه». بعد تصريحات الرئيس الايراني، حاول رفسنجاني تخفيف الوقع الدولي السيئ بقوله: «إن لا مشكلة لدينا مع اليهود ونحن نحترم اليهودية كديانة مقدسة»، اما الرئيس السابق محمد خاتمي فلمّح الى تجنب التفوه بكلمات «قد تخلق مشاكل اقتصادية وسياسية في العالم». وعلق مصدر اميركي على تصريحات الرئيس الايراني، انه إذا كان انتخب لإحياء الثورة الاسلامية، فمن المحتمل ان ينعش التهديد بإزالة اسرائيل الرأي العام الايراني الذي انهكه التعب، «لكن الكلمات التي يرددها الشارع الايراني، ان احمدي نجاد سيكون آخر رئيس لإيران الاسلامية».
ويشير الى اعتراف وكالة الانباء الايرانية، بأن آلافاً فقط ساروا في ذكرى يوم القدس، وفي السنوات السابقة كان مئات الآلاف يملأون شوارع طهران. لن يستطيع احمدي نجاد القول إن مواقفه المتشددة نجحت في تخفيف الضغوط عن سوريا، اذ وافق مجلس الأمن بالاجماع على قرار يجبر سوريا على الخضوع الكامل غير المشروط لتحقيقات ميليس، مع العلم، ان سوريا بالنسبة للمؤسسة الايرانية التقليدية، ليست القضية الأهم، بل ان مستقبل العراق هو الاساس. في حين ان لبنان هو المهم بالنسبة الى سوريا. ويذكر ان الوكالة الدولية للطاقة النووية صوتت على ان ايران لا تطبق اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية، وهذا الشهر ستقرر ما إذا كانت ستطرح المسألة النووية الايرانية على مجلس الأمن لاتخاذ عقوبات بحق ايران، وتميل الاوضاع الى ترجيح مثل هذا الاتجاه.
يبقى ان حزب الله في لبنان كان اكثر المتأثرين بنبض احمدي نجاد، وفي احتفاله بيوم القدس تحدى الامين العام للحزب كل المجتمع الدولي وقراراته، وتحدى مشاعر كل اللبنانيين بقوله:
«إن الحزب يقف مع سوريا «قيادة» وشعباً». لكن مراهنات حزب الله هي في الاساس على قوة الحرس الثوري الايراني، وقد توالى الرؤساء الايرانيون وظل الحرس الثوري قوياً، وهو يريد التشبه به في لبنان. وللعلم، فإن الحرس الثوري الايراني هو مؤسسة عسكرية ايديولوجية تتمتع بقيادتها المستقلة، ولها قواتها الارضية، والجوية، والبحرية، وهذا يجعل ايران الدولة الوحيدة في العالم التي لديها هيكلان عسكريان مستقلان تماماً:
الجيش النظامي والحرس الثوري، وإضافة الى كونه منظمة عسكرية، فإن الحرس الثوري لديه اجهزته الاستخباراتية وبنيته التحتية المدنية، وحسب التقارير فإن افضل العيادات الطبية المتخصصة (طب الاسنان وجراحة العيون بالليزر) يملكها ويديرها الحرس الثوري، الذي يوظف ما مجموعه 350 الفا،منهم 120الفا كقوات عسكرية. باختصار، ان الحرس الثوري منظمة ضخمة وتخضع بالتالي لانضباط صارم، وهذا ما يلاحظه المراقبون والمعجبون لدى حزب الله. ومن هنا ايضاً اصرار حزب الله على عدم تنفيذ القرار 1559، الذي يطالب بتجريد كل الميليشيات اللبنانية والفلسطينية من اسلحتها. قادته يقولون انهم مقاومة وسلاحهم وضعه مختلف، ومراجعة لوضع الحرس الثوري في ايران، تشير الى ما يرمي اليه قادة حزب الله في الشكل الذي يرونه للبنان المستقبل.
الآن اسرع القادة الايرانيون للتخفيف من تحديات احمدي نجاد للقوانين الدولية، وسيضاعفون من محاولاتهم بعد مواقف الدول الكبرى من سوريا، وسنرى ما اذا كان الحرس الثوري سيأخذ ايران، ام انه سيأخذ لبنان، الى الحرب!