المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحرين... نائب سلفي يهدد بملاحقة مواطنين رفعوا أعلام {حزب الله}



سلسبيل
11-02-2005, 11:58 AM
المنامة: سلمان الدوسري

يترقب الشارع البحريني أولى جلسات البرلمان، بعد إجازة عيد الفطر، التي ستكون ساخنة بعد التهديد القوي الذي أطلقه النائب السلفي (المستقل) الشيخ جاسم السعيدي بملاحقة «كل بحريني يثبت ولاؤه لغير وطنه»، في إشارة إلى رفع عدد من المواطنين البحرينيين (الشيعة) لأعلام حزب الله اللبناني، خلال مسيرة يوم القدس العالمي، التي جرت عصر يوم الجمعة الماضي في العاصمة البحرينية المنامة. كما أقسم النائب السعيدي بطرح الثقة ببعض الوزراء وجعلهم «عبرة لمن لا يعتبر».

وقال النائب السعيدي لـ«الشرق الأوسط»، إنه لن يسمح بالتعدي على الوطن والمواطنين من خلال «إظهار الولاء المطلق لأحزاب أو منظمات خارجية أو حتى دول»، معتبرا أن «في هذه التصرفات ما يذهب إلى تصنيفها ضمن الخيانة العظمى، التي لن نقبل بها أن تتم على أراضينا»، وقال الشيخ السعيدي: كل من أراد أن يرفع أعلاما أجنبية لمنظمات خارجية أن يذهب إلى تلك الدول ويشيد بما يشاء، ولكننا لن نسمح بأن يتم ذلك داخل حدود البحرين.

وتأتي تصريحات الشيخ السعيدي الغاضبة في أعقاب مسيرة يوم القدس العالمي، التي تجرى في البحرين كل عام في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وشهدت مسيرة هذا العام رفع أعلام حزب الله وإطلاق هتافات اعتبرت موالية لجهات خارجية.

وحمل الشيخ جاسم السعيدي، وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة مسؤولية «المخالفات المتكررة من قبل فئة آثرت استفزاز المواطنين البحرينيين»، مشيرا إلى أن هذه المخالفات ليست جديدة على الاطلاق ويتم القيام بها بين الحين والآخر، «إلا أن وزارة الداخلية ما زالت تقف موقف المتفرج من دون التدخل لمنع ما يعكر صفو الوطن والمواطنين». وهدد النائب السعيدي بمساءلة الوزير الشيخ راشد بن عبد الله في جلسة البرلمان المقبلة، معتبرا أن على وزير الداخلية تبرير هذا السكوت الغريب من قبل أفراد وزارته، بحسب النائب السعيدي.

من جهة اخرى، وفي تصعيد قوي، أقسم النائب السعيدي بأنه، وبالتعاون مع زملائه النواب، سيسعى لطرح الثقة من بعض الوزراء المتهاونين، والذين لم يستجيبوا لمطالب المواطنين، معتبرا أنهم كنواب فقدوا الثقة من وعود هؤلاء الوزراء، وأكد أن البرلمان في دورة انعقاده الأخيرة الحالية «سيجعل بعض الوزراء عبرة لغيرهم، ممن سيجلسون يوما في مكانهم، ولكي يكون البرلمان تأسيسيا بمعنى الكلمة لباقي المجالس المقبلة»، وبرر السعيدي حملته هذه ضد الوزراء بأنها تهدف للارتقاء بالبحرين لكي يكون نموذجا حافلا «بالقوانين المطبقة لا بالقوانين النائمة». وقال يجب على الوزراء أن يعوا أنهم وضعوا من قبل الحكومة تكليفا لا تشريفا وأنهم محاسبون بالدرجة الأولى أمام ربهم ومن ثم أمام نواب الشعب. واعتبر السعيدي أن الدور الرابع للبرلمان يجب أن يكون إثبات وجود بالنسبة للنواب، لأن بعض الوزراء «يدورون حول أنفسهم لمدة ثلاثة فصول تشريعية من دون أن يمسكوا فرامل، وحان الوقت لإيقافهم عند حدهم وعدم اللعب على عقول النواب وإطلاق الوعود والشعارات الزائفة لنواب الشعب».

وكانت الحكومة البحرينية قد أبدت استياءها في وقت سابق، من التجاوزات التي تزامنت مع الفعاليات والأنشطة التي أقيمت أثناء ممارسة الشعائر الدينية في ذكرى موسم عاشوراء ومحاولة استغلال هذه المناسبة الدينية من قبل البعض في ممارسة بعض التجاوزات الخارجة على القانون والنظام، التي اعتبرتها الحكومة لا تتماشى مع قدسية هذه المناسبة الدينية كالإساءة إلى «الرموز الوطنية في البلاد ورفع الأعلام والصور والملصقات والشعارات التي لا تمت بصلة إلى هذه المناسبة الدينية وأجوائها الروحانية وينحرف بها عن أهدافها النبيلة».

وقد عبرت الحكومة عن بالغ أسفها على كل ما يسيء إلى الوحدة الوطنية وسلامة الجبهة الداخلية وكل ما يخل بالقانون والنظام، كما أكدت على الالتزام بالثوابت الدستورية والوطنية «وما يتمتع به شعب البحرين من روح الأسرة الواحدة والتلاحم الوطني خلف القيادة الحكيمة للبلاد، في ظل ما تعيشه البلاد من أجواء أمن وحرية، وفرها المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسى آل خليفة». وتضمنت تلك التجاوزات، وفقا للحكومة، رفع صور لزعماء سياسيين مثل الرئيس الايراني السابق علي أكبر خاتمي وأمين حزب الله حسن نصر الله، كما تم رفع أعلام للجمهورية الايرانية ولحزب الله، وهو الأمر الذي اعتبر مساسا بالوحدة الوطنية البحرينية.