كشمش افندي
04-17-2025, 05:41 PM
https://pbs.twimg.com/media/Gorc7jyWUAErgXa?format=jpg&name=900x900
نشر في 17-04-2025
الوعي العربي، إن كان هناك مثل هذا الوعي، مشغول إلى حد ما بما يجري في غزة. ورغم أن ما يحدث في غزة من جرائم صهيونية متعددة ومتواترة يتطلب بالفعل أقصى الاهتمام فإن هذا لا يبرر تغاضي الوعي العربي عما يحدث في سورية.
فهناك أيضاً تتعرض طوائف ومجاميع بريئة من السوريين إلى تنمر وعربدة لا تختلف كثيراً عما يرتكبه الإسرائيليون في غزة. والإنسان السوري مهما كان انتماؤه يستحق الاهتمام والتعاطف بحكم ما يتعرض له من تمييز واضطهاد.
ورغم تأكيدات السلطات السورية، ووعود الرئيس الشرع بالتحقيق في الحوادث المزعومة والانتهاكات التي دأبت على تأكيدها عدة جهات محايدة، فإن الانتهاكات لحقوق وحرمات الأقليات أو الأقلية العلوية بالذات مستمر ودون هوادة. وإذا كان الوعي الشعبي العربي غائباً أو مغيباً فإن المؤسف أن الوعي الرسمي أو الاهتمام هنا حاضر وفعال أيضاً.
فأغلب السلطات العربية مادة أيديها وفاتحة صدرها لنظام دمشق دون قيد أو شرط.
وهناك إصرار عربي على إضفاء الشرعية والاستدامة على الوضع في سورية رغم عدم وضوحه أو تجلي نواياه. دول العالم المعنية بحقوق الناس وبسلامة الشعوب وقفت موقفاً حذراً من النظام الحالي في سورية.
بل مؤخراً أخذت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة أيضاً مواقف حازمة دعا بعضها، أو في الواقع أغلبها، دعا صراحة السلطة في سورية إلى وقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكب في الساحل السوري بالذات، حيث الأغلبية العلوية.
لا يختلف اثنان على أن نظام بشار الأسد، بل النظام البعثي الذي بدأ مع صلاح جديد في بداية السبعينيات، لا يختلف اثنان على أنه كان نظاماً طائفياً ونظاماً علوياً أكثر منه سورياً.
لكن هذا يجب ألا يعطي المبرر الآن لإقامة نظام «سني» هدفه الأساسي تصفية العلويين لمجرد أنهم كذلك. رغم وجود الكثير من السوريين ومنهم العلويون ممن كان يعارض نظام الأسد.
إن الوضع في سورية لم يستقر بعد، ووعود الرئيس أحمد الشرع بحماية الأقليات وإصدار دستور مدني تصطدم بما يمارس على أرض الواقع من اضطهاد لكل السوريين ومحاولة فرض الاتجاه السني السلفي على الجميع.
ولا أعتقد أن الدول العربية ستمارس ضغطاً «ديموقراطياً» على السلطات في دمشق... ولكن يبقى المطلوب والضروري أن تكف عن إضفاء الشرعية والديمومة والمساعدة على ما يجري.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/95418
نشر في 17-04-2025
الوعي العربي، إن كان هناك مثل هذا الوعي، مشغول إلى حد ما بما يجري في غزة. ورغم أن ما يحدث في غزة من جرائم صهيونية متعددة ومتواترة يتطلب بالفعل أقصى الاهتمام فإن هذا لا يبرر تغاضي الوعي العربي عما يحدث في سورية.
فهناك أيضاً تتعرض طوائف ومجاميع بريئة من السوريين إلى تنمر وعربدة لا تختلف كثيراً عما يرتكبه الإسرائيليون في غزة. والإنسان السوري مهما كان انتماؤه يستحق الاهتمام والتعاطف بحكم ما يتعرض له من تمييز واضطهاد.
ورغم تأكيدات السلطات السورية، ووعود الرئيس الشرع بالتحقيق في الحوادث المزعومة والانتهاكات التي دأبت على تأكيدها عدة جهات محايدة، فإن الانتهاكات لحقوق وحرمات الأقليات أو الأقلية العلوية بالذات مستمر ودون هوادة. وإذا كان الوعي الشعبي العربي غائباً أو مغيباً فإن المؤسف أن الوعي الرسمي أو الاهتمام هنا حاضر وفعال أيضاً.
فأغلب السلطات العربية مادة أيديها وفاتحة صدرها لنظام دمشق دون قيد أو شرط.
وهناك إصرار عربي على إضفاء الشرعية والاستدامة على الوضع في سورية رغم عدم وضوحه أو تجلي نواياه. دول العالم المعنية بحقوق الناس وبسلامة الشعوب وقفت موقفاً حذراً من النظام الحالي في سورية.
بل مؤخراً أخذت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة أيضاً مواقف حازمة دعا بعضها، أو في الواقع أغلبها، دعا صراحة السلطة في سورية إلى وقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكب في الساحل السوري بالذات، حيث الأغلبية العلوية.
لا يختلف اثنان على أن نظام بشار الأسد، بل النظام البعثي الذي بدأ مع صلاح جديد في بداية السبعينيات، لا يختلف اثنان على أنه كان نظاماً طائفياً ونظاماً علوياً أكثر منه سورياً.
لكن هذا يجب ألا يعطي المبرر الآن لإقامة نظام «سني» هدفه الأساسي تصفية العلويين لمجرد أنهم كذلك. رغم وجود الكثير من السوريين ومنهم العلويون ممن كان يعارض نظام الأسد.
إن الوضع في سورية لم يستقر بعد، ووعود الرئيس أحمد الشرع بحماية الأقليات وإصدار دستور مدني تصطدم بما يمارس على أرض الواقع من اضطهاد لكل السوريين ومحاولة فرض الاتجاه السني السلفي على الجميع.
ولا أعتقد أن الدول العربية ستمارس ضغطاً «ديموقراطياً» على السلطات في دمشق... ولكن يبقى المطلوب والضروري أن تكف عن إضفاء الشرعية والديمومة والمساعدة على ما يجري.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/95418