المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدول الأعمال وأمد التفاوض يتحدّدان غداً | إيران vs أميركا: اختبار النوايا



طائر
04-11-2025, 06:03 PM
https://media.al-akhbar.com/store/archive/image/2025/4/10/1d0a1a36-9f74-48e3-b37a-5c662f1472fe/2.jpg?width=1200&format=webp

عراقجي وويتكوف يقودان مفاوضات مسقط

طهران | قبيل انطلاق المفاوضات الإيرانية - الأميركية في مسقط، غداً، بدا لافتاً تصريح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، من أن بلاده تأمل في أن يؤدي المسار التفاوضي إلى «السلام»، وذلك على رغم أجواء الغموض التي تكتنف آفاقه. وتُعدّ هذه المحادثات الرسمية الأولى بين إيران والولايات المتحدة منذ تولّي دونالد ترامب الرئاسة، والتي تحقّقت على إثر تبادل الرسائل بين الجانبين، خلال الشهر الأخير؛ علماً أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، سيقود المحادثات عن الجانب الإيراني، وسيتولّاها عن الجانب الأميركي مبعوث الرئيس لشؤون المنطقة، ستيف ويتكوف.لكن، يبدو، في الوقت ذاته، أن المحادثات لن تسير في طريق مستقيم، إذ تنظر أميركا ترامب إليها بنظرة «الوجبة السريعة»، فيما تستعجل إيصالها إلى خواتيمها، لتسييلها كإنجاز دبلوماسي، علماً أن ترامب حدّد، في رسالته إلى القيادة الإيرانية، مهلة شهرين للتوصّل إلى اتفاق.

وفي المقابل، ينظر إليها الإيرانيون بنظرة «حياكة السجاد»، أي بتمهّل والسير في طريق متعرّج، ما يدفع الطرف الآخر إلى اتهام طهران بمحاولة شراء الوقت، وتضييع المحادثات في طريق وعر، لتحقيق غاياتها منها.وحتى قبل يوم واحد من انطلاق المحادثات، كان الغموض يكتنف شكلها؛ إذ يؤكّد الجانب الأميركي أنها ستكون مباشرة، فيما يصرّ الإيرانيون على كونها غير مباشرة.

وبغضّ النظر عن ذلك، يبقى أن محتواها وجدول أعمالها هما اللذان يُكسِبانها الأهمية الكبرى. وفي هذا الجانب، تفيد المعطيات المستقاة من مصادر دبلوماسية مطّلعة، بأن فحوى الرسائل المتبادلة بين الطرفين، سيشكّل جدول الأعمال الرئيسي للجولة الأولى من محادثات الغد، إذ سيبدأ عراقجي وويتكوف الحوار، تأسيساً على نصّ الرسائل المتبادلة. وكان الرئيس الأميركي طالب، في رسالته إلى إيران، الأخيرة بـ»تفكيك المنشآت النووية والصاروخية وإنهاء دعم مجموعات المقاومة»، فردّت الجمهورية الإسلامية بإبداء جهوزيتها للحوار في شأن الملف النووي حصراً.من ناحية أخرى، سيجري، غداً، البحث في مهلة الشهرين التي حدّدها ترامب لإيران للتوصّل إلى اتفاق، إذ تلفت مصادر مطّلعة إلى أن عراقجي سيعلن لويتكوف صراحةً أنه من المستحيل التوصّل إلى اتفاق خلال شهرين. وفي حال اتّفق الجانبان، مبدئياً، على تقليص عدد الموضوعات التي ستُطرح للمناقشة، وزمانها، يمكن حينها توقُّع أن تنحو المحادثات منحى إيجابياً. وبغير ذلك، قد تصل إلى طريق مسدود منذ البداية.

وفي أحدث تصريحاته، توعّد الرئيس الأميركي، مجدّداً، باستخدام القوّة العسكرية ضدّ إيران، إذا لم توافق على إنهاء برنامجها النووي، لافتاً إلى أن إسرائيل ستلعب دوراً رئيسياً في ذلك. وكرّر أنه «لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، وأنه في حال رفضت وقف جهود التطوير، فإن ذلك قد يعقبه عمل عسكري.

في المقابل، حذّر مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، أمس، من أن بلاده قد تتّخذ «إجراءات رادعة» تبلغ حدّ «طرد» مفتّشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في حال تواصلت التهديدات بحقّ طهران. وكتب، عبر منصة «إكس»، أن «تواصل التهديدات الخارجية ووضع إيران في حالة هجوم عسكري قد يؤديان إلى اتخاذ إجراءات رادعة، من مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها. وقد يكون نقل المواد المخصّبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة في إيران على جدول الأعمال أيضاً».وفي إطار المحادثات أيضاً، علّقت صحيفة «إيران» الحكومية عليها بالقول إنها «تُنظّم وتُقام على أساس الاعتبارات والملحوظات الإيرانية، وتُعتبر مكسباً دبلوماسياً لحكومة مسعود بزشكيان». ورأت أن الحكومة، وفي ظل التوجّه الذي تعتمده، «انتزعت الذرائع من الطرف الخارجي، ومن عناصر في الداخل.

وأسهم ذلك في النهاية في أن تحقّق إيران مكسبين: الأول، تحديد إطار المحادثات أي أن تكون غير مباشرة؛ والثاني، تحديد مكانها، وهو ما يمكن اعتباره إنجازاً».لكنّ صحيفة «جوان»، القريبة من «الحرس الثوري»، حذّرت من أن مطالب أميركا القصوى في شأن البرنامج الصاروخي أو مجموعات المقاومة في المنطقة، «لا مكان لها في المحادثات»، داعية الطرف الإيراني إلى أن «يلتزم بموقفه، أي حصر المحادثات بالموضوع النووي». ومن جهتها، اعتبرت صحيفة «كيهان»، القريبة من التيار الأصولي، أن «المحادثات تمثّل اختباراً لتصرُّف أميركا تجاه إيران.فتصريحات عراقجي، وعلى رغم أنها تشير في الظاهر إلى المحادثات، لكنها تنطوي في الحقيقة على مبدأ أساسي: اختبار الطرف الآخر ليس بقصد الثقة به، بل من أجل التحقّق من صدقيته.

وتندرج هذه الرؤية، على وجه الدقّة ضمن توجيهات آية الله الخامنئي». وعليه، فإن «ما يُثار اليوم عن احتمال إجراء محادثات غير مباشرة، هو في الحقيقة تكتيك لاختبار الطرف الأميركي وفضحه، أكثر من كونه علامة على تغيير توجهات الدولة. الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها التجربة الكافية لعدم الوثوق بأميركا».

وفي هذا السياق، يذهب بعض وسائل الإعلام والمحلّلين إلى القول إن المحادثات المباشرة «تشكّل أفضل سبيل لتحقيق النتيجة المرجوّة»، إذ وبحسب صحيفة «اعتماد» القريبة من التيار الإصلاحي، فإنه «لا الإيرانيون ولا الأميركيون، يجب أن يخشوا من المحادثات المباشرة التي تجري وجهاً لوجه (...) وعندما نعلم جميعاً أن مشكلتنا الرئيسية هي أميركا، سيكون بوسعنا، من خلال الأساليب المنطقية والمعقولة والإلحاح على مصالحنا، عقد صفقة منطقية وعقلانية. المحادثات من أجل المحادثات لا طائل منها».

https://www.al-akhbar.com/world/829704