سمير
11-01-2005, 04:02 PM
برنامجه «الليلة رقم 10» يلاقي إقبالا كبيرا استغله لإعادة كسب قلب زوجته السابقة
بوينس آيرس: لاري روهتر*
بعد الشهرة التي حظي بها اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا جاء عقد التسعينات محملا بفضائح تعاطيه للمخدرات والسلوك السيئ خارج الملاعب. لكنه الآن تمكن من إعادة صياغة صورة جديدة له باعتباره نجما تلفزيونيا رشيق القد بعدما فقد الكثير من وزنه. فمنذ أغسطس (آب) الماضي ومارادونا يقدم برنامجا أسبوعيا حيا لمدة ساعتين ونصف الساعة اسمه «الليلة رقم عشرة»، فى إشارة إلى رقم اللاعب الشهير فى الملاعب، وهو برنامج منوعات فيه العديد من الفقرات الفنية.
ولا تختفي الكاميرا عن وجه مارادونا فى معظم وقت البرنامج، ويبدو أن ذلك واحدا من اسباب انجذاب المشاهدين للبرنامج، حيث أن الكثير منهم ظلوا يتابعون أخباره منذ ظهوره من المناطق الفقيرة في بوينس آيرس قبل 25 سنة. وذهبت مجلة «غرافيكو» إلى الحد الذي اعتبرت فيه برنامجه «أهم عرض تلفزيوني في العالم». وهذا يتماشى مع الأسماء الأخرى التي أطلقها الأرجنتينيون على لاعبهم المحبوب مثل «الطفل الذهبي». وكتب مارسيلو مورينو في صحيفة «كلارين» اليومية «العرض الحقيقي هو إظهار دييغو مارادونا بشكل كامل. فنحن تعلمنا الخوف عليه والمعاناة من أجله لما حدث له ولما قد يحدث له».
وكان مارادونا الذي سيبلغ الخامسة والأربعين من عمره يوم الأحد المقبل قد قاد الأرجنتين إلى الفوز ببطولة العالم لكرة القدم عام 1986 بأسلوب مثير وجذاب في اللعب جعله شهيرا على المسرح الدولي، بحيث أصبح على مستوى محمد علي كلاى اشهر ملاكمى العالم أو مايكل غوردان لاعب السلة الشهير. لكن مارادونا اصبح مدمنا على الكوكايين أثناء لعبه في إيطاليا في أوائل التسعينات ثم تم إيقافه عن اللعب بسبب عدم تجاوزه لفحص خاص بالمخدرات، ولم يتمكن من أن يعود إلى مستواه الكروي الى ان اعتزل نهائيا عام 1997.
وخلال السنوات الأخيرة ظل الأرجنتينيون قلقين عليه بسبب انفصاله عن العالم المحيط به على الرغم من نشره لكتاب عن سيرته الذاتية في عام 2000 سماه «أنا دييغو»، وظل يتنقل ما بين العديد من مراكز العلاج من المخدرات، خصوصا تلك التي في كوبا، حيث أصبح صديقا ومن المناصرين المتحمسين للرئيس الكوبي فيدل كاسترو.
وحتى العام الماضي كان وزن اللاعب السابق 140 كيلوغراما، كما عولج مارادونا بسبب جلطة قلبية تعرض لها نتيجة الكوكايين والأكل المبالغ به، وقال الأطباء إنه كان على وشك الوفاة. لكن أجريت له عملية «ربط معدة» في مارس (آذار) الماضي، وهذا ما ساعده على فقدان أكثر من 40 كيلوغراما كي يعود إلى وزنه حينما كان في الملاعب.
ومارادونا معروف بعدم تعاونه مع الصحافيين أثناء المقابلات، وأطلق مرة رصاصة صوتية على مجموعة من الصحافيين. لكن يبدو أنه تعلم الكثير من فن إجراء المقابلات، كما تحول من تقديم إجابات إلى طرح أسئلة بأسلوب ماهر ومدهش ومملوء بروح الدعابة.
وخلال كل حلقة من البرنامج يقابل مارادونا ما يقرب من ستة ضيوف أغلبهم رجال أعمال أو رياضيون من أميركا اللاتينية. وذات مرة كان الضيف اللاعب البرازيلي الاشهر بيليه، لكن يوم 17 أكتوبر (تشرين الاول) وبفضل خدع تصويرية أجرى مارادونا مقابلة مع نفسه، حيث ناقش فيه تعاطيه للمخدرات في السابق وكيفية تأهيله، وحول الطفل غير الشرعي الذي أنجب في إيطاليا، وقناعاته السياسية.
ويوم أمس كان في ضيافته كاسترو الذي تحدث معه من هافانا الأسبوع الماضي. وخلال المقابلة دعا مارادونا الرئيس الكوبي بـ«الإله» بينما دعا بوش بـ«القاتل» وأقسم أنه سيقود مظاهرات ضد بوش حينما يأتي إلى الأرجنتين لحضور مؤتمر قادة أميركا اللاتينية الأسبوع المقبل. وقال مارادونا لمحطة تلفزيونية كوبية «بوش يحتقرنا ويمشي فوقنا، ومع ذلك علينا أن نكون عند أقدامه. نحن لا نريد تلك القصة وعلينا أن نستنكر حضوره».
كذلك جرب مارادونا حظه كمغن وراقص، وان كانت لديه مصاعب في إيصال اللحن فإن قدراته الرياضية ساعدته على الرقص جيدا. بالنسبة للارجنتينيين فإن برنامج «الليلة رقم 10» هي حضور عائلة مارادونا وما يرافقه من حكايات مسلية تتعلق بأفرادها. فوالداه يجلسان مع الجمهور الذي يبلغ حوالي 200 شخص جنبا إلى جنب مع أخوته وأخواته وابنتيه المراهقتين وهناك أيضا زوجته السابقة كلوديا فيلافاين التي طلقته العام الماضي بعد زواج استمر 15 سنة.
ولم يتردد مارادونا من استخدام البرنامج لإعادة كسب قلب زوجته السابقة. وتقول مجلات النميمة إن هناك أحاديث تدور حول تحقيق مصالحة بينهما. فهو سماها في إحدى حلقات برنامجه «حب حياتي» واعتذر لها لتعاطيه المخدرات ولخياناته الزوجية ومنحها أيضا دورا مهما في إنتاج البرنامج.
وقال بابلو كودفيلا، مخرج البرنامج «كان مارادونا دائما موضوع العرض. وهو معتاد على أن يكون كذلك، وكل شخص يعرف تاريخ حياته الخاصة، لذلك فليس صعبا بالنسبة له» أن يتم تناول حياته عبر البرنامج.
ومنذ بدء البرنامج في أغسطس (آب) أصبحت ليلة الاثنين التي يعرض فيها برنامج مارادونا هي الأكثر جاذبية وتبلغ نسبة الجمهور المشاهد لها 40%. كذلك يتم عرض البرنامج في بلدان أخرى ذات تقاليد قوية مع كرة القدم مثل إسبانيا والمكسيك وإيطاليا. لكن الحلقات الأخيرة عرفت هبوطا في معدل المتابعة وبلغت أحيانا 20%، لكن أحيانا تصعد الى 30% خصوصا حينما يظهر ضيف جذاب.
وفي الأساس وقع مارادونا عقدا ليقدم 13 برنامجا، وهو يفكر في أخذ فترة استراحة بعد انتهاء عقده وتسلم مبلغ 30 ألف دولار للحلقة الواحدة. لكن منتج البرنامج كودفيلا قال إنه حريص لإعادته في أقرب وقت ممكن ضمن أي شروط يحبها. وقال «كل ذلك يعتمد على مارادونا. فالحصول على شخصية قوية مثله، هو شيء غير عادي بالنسبة للتلفزيون. إنه وجه تاريخي ومعبود حقيقي للجماهير، وهو قد وضع كل حياته وروحه في هذا البرنامج، لذلك نحن سنعتني به بالطريقة التي يستحقها».
*خدمة «نيويورك تايمز»
بوينس آيرس: لاري روهتر*
بعد الشهرة التي حظي بها اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا جاء عقد التسعينات محملا بفضائح تعاطيه للمخدرات والسلوك السيئ خارج الملاعب. لكنه الآن تمكن من إعادة صياغة صورة جديدة له باعتباره نجما تلفزيونيا رشيق القد بعدما فقد الكثير من وزنه. فمنذ أغسطس (آب) الماضي ومارادونا يقدم برنامجا أسبوعيا حيا لمدة ساعتين ونصف الساعة اسمه «الليلة رقم عشرة»، فى إشارة إلى رقم اللاعب الشهير فى الملاعب، وهو برنامج منوعات فيه العديد من الفقرات الفنية.
ولا تختفي الكاميرا عن وجه مارادونا فى معظم وقت البرنامج، ويبدو أن ذلك واحدا من اسباب انجذاب المشاهدين للبرنامج، حيث أن الكثير منهم ظلوا يتابعون أخباره منذ ظهوره من المناطق الفقيرة في بوينس آيرس قبل 25 سنة. وذهبت مجلة «غرافيكو» إلى الحد الذي اعتبرت فيه برنامجه «أهم عرض تلفزيوني في العالم». وهذا يتماشى مع الأسماء الأخرى التي أطلقها الأرجنتينيون على لاعبهم المحبوب مثل «الطفل الذهبي». وكتب مارسيلو مورينو في صحيفة «كلارين» اليومية «العرض الحقيقي هو إظهار دييغو مارادونا بشكل كامل. فنحن تعلمنا الخوف عليه والمعاناة من أجله لما حدث له ولما قد يحدث له».
وكان مارادونا الذي سيبلغ الخامسة والأربعين من عمره يوم الأحد المقبل قد قاد الأرجنتين إلى الفوز ببطولة العالم لكرة القدم عام 1986 بأسلوب مثير وجذاب في اللعب جعله شهيرا على المسرح الدولي، بحيث أصبح على مستوى محمد علي كلاى اشهر ملاكمى العالم أو مايكل غوردان لاعب السلة الشهير. لكن مارادونا اصبح مدمنا على الكوكايين أثناء لعبه في إيطاليا في أوائل التسعينات ثم تم إيقافه عن اللعب بسبب عدم تجاوزه لفحص خاص بالمخدرات، ولم يتمكن من أن يعود إلى مستواه الكروي الى ان اعتزل نهائيا عام 1997.
وخلال السنوات الأخيرة ظل الأرجنتينيون قلقين عليه بسبب انفصاله عن العالم المحيط به على الرغم من نشره لكتاب عن سيرته الذاتية في عام 2000 سماه «أنا دييغو»، وظل يتنقل ما بين العديد من مراكز العلاج من المخدرات، خصوصا تلك التي في كوبا، حيث أصبح صديقا ومن المناصرين المتحمسين للرئيس الكوبي فيدل كاسترو.
وحتى العام الماضي كان وزن اللاعب السابق 140 كيلوغراما، كما عولج مارادونا بسبب جلطة قلبية تعرض لها نتيجة الكوكايين والأكل المبالغ به، وقال الأطباء إنه كان على وشك الوفاة. لكن أجريت له عملية «ربط معدة» في مارس (آذار) الماضي، وهذا ما ساعده على فقدان أكثر من 40 كيلوغراما كي يعود إلى وزنه حينما كان في الملاعب.
ومارادونا معروف بعدم تعاونه مع الصحافيين أثناء المقابلات، وأطلق مرة رصاصة صوتية على مجموعة من الصحافيين. لكن يبدو أنه تعلم الكثير من فن إجراء المقابلات، كما تحول من تقديم إجابات إلى طرح أسئلة بأسلوب ماهر ومدهش ومملوء بروح الدعابة.
وخلال كل حلقة من البرنامج يقابل مارادونا ما يقرب من ستة ضيوف أغلبهم رجال أعمال أو رياضيون من أميركا اللاتينية. وذات مرة كان الضيف اللاعب البرازيلي الاشهر بيليه، لكن يوم 17 أكتوبر (تشرين الاول) وبفضل خدع تصويرية أجرى مارادونا مقابلة مع نفسه، حيث ناقش فيه تعاطيه للمخدرات في السابق وكيفية تأهيله، وحول الطفل غير الشرعي الذي أنجب في إيطاليا، وقناعاته السياسية.
ويوم أمس كان في ضيافته كاسترو الذي تحدث معه من هافانا الأسبوع الماضي. وخلال المقابلة دعا مارادونا الرئيس الكوبي بـ«الإله» بينما دعا بوش بـ«القاتل» وأقسم أنه سيقود مظاهرات ضد بوش حينما يأتي إلى الأرجنتين لحضور مؤتمر قادة أميركا اللاتينية الأسبوع المقبل. وقال مارادونا لمحطة تلفزيونية كوبية «بوش يحتقرنا ويمشي فوقنا، ومع ذلك علينا أن نكون عند أقدامه. نحن لا نريد تلك القصة وعلينا أن نستنكر حضوره».
كذلك جرب مارادونا حظه كمغن وراقص، وان كانت لديه مصاعب في إيصال اللحن فإن قدراته الرياضية ساعدته على الرقص جيدا. بالنسبة للارجنتينيين فإن برنامج «الليلة رقم 10» هي حضور عائلة مارادونا وما يرافقه من حكايات مسلية تتعلق بأفرادها. فوالداه يجلسان مع الجمهور الذي يبلغ حوالي 200 شخص جنبا إلى جنب مع أخوته وأخواته وابنتيه المراهقتين وهناك أيضا زوجته السابقة كلوديا فيلافاين التي طلقته العام الماضي بعد زواج استمر 15 سنة.
ولم يتردد مارادونا من استخدام البرنامج لإعادة كسب قلب زوجته السابقة. وتقول مجلات النميمة إن هناك أحاديث تدور حول تحقيق مصالحة بينهما. فهو سماها في إحدى حلقات برنامجه «حب حياتي» واعتذر لها لتعاطيه المخدرات ولخياناته الزوجية ومنحها أيضا دورا مهما في إنتاج البرنامج.
وقال بابلو كودفيلا، مخرج البرنامج «كان مارادونا دائما موضوع العرض. وهو معتاد على أن يكون كذلك، وكل شخص يعرف تاريخ حياته الخاصة، لذلك فليس صعبا بالنسبة له» أن يتم تناول حياته عبر البرنامج.
ومنذ بدء البرنامج في أغسطس (آب) أصبحت ليلة الاثنين التي يعرض فيها برنامج مارادونا هي الأكثر جاذبية وتبلغ نسبة الجمهور المشاهد لها 40%. كذلك يتم عرض البرنامج في بلدان أخرى ذات تقاليد قوية مع كرة القدم مثل إسبانيا والمكسيك وإيطاليا. لكن الحلقات الأخيرة عرفت هبوطا في معدل المتابعة وبلغت أحيانا 20%، لكن أحيانا تصعد الى 30% خصوصا حينما يظهر ضيف جذاب.
وفي الأساس وقع مارادونا عقدا ليقدم 13 برنامجا، وهو يفكر في أخذ فترة استراحة بعد انتهاء عقده وتسلم مبلغ 30 ألف دولار للحلقة الواحدة. لكن منتج البرنامج كودفيلا قال إنه حريص لإعادته في أقرب وقت ممكن ضمن أي شروط يحبها. وقال «كل ذلك يعتمد على مارادونا. فالحصول على شخصية قوية مثله، هو شيء غير عادي بالنسبة للتلفزيون. إنه وجه تاريخي ومعبود حقيقي للجماهير، وهو قد وضع كل حياته وروحه في هذا البرنامج، لذلك نحن سنعتني به بالطريقة التي يستحقها».
*خدمة «نيويورك تايمز»