المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زعماء الخليج ينصحون الأسد بالتنحي لوقف الضربة العسكرية



فاطمي
10-31-2005, 11:05 AM
استقبالهم البارد لوليد المعلم الذي ذكروه فيه بأفعاله في لبنان وباغتياله لمعارضيه


السياسة- خاص


في ربع الساعة الأخير, وعشية انعقاد مجلس الأمن اليوم لمناقشة تقرير ميليس المتعلق بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري, وبالتوازي مع جولة وليد المعلم, نائب وزير الخارجية السوري, على عدد من دول مجلس التعاون الخليجي حاملا رسائل من الاسد الى زعمائها .. في ربع الساعة الاخير هذا , والذي ابدى المعلم فيه خشيته من تعرض بلاده الى ضربة عسكرية, افادت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ان الزعماء الخليجيين الذين قابلهم المعلم ابلغوه بان الحل الوحيد لخروج سورية من مأزقها الخطير الراهن هو خروج بشار الأسد من السلطة والحكم, وتسليم البلاد الى سلطة انتقالية جديدة تبدأ بتأسيس الدولة السورية الحديثة, والحرة والديمقراطية.

واضافت المصادر ان المعلم سمع كلاما من الزعماء الخليجيين ابلغه لرئيسه في دمشق, وتسبب له بالارق وعدم النوم, وقيل انه لم يغفو امس قبل الساعة السابعة صباحا, ومن هذا الكلام الذي سمعه المعلم ان الامر انتهى الاˆن, واننا كنا بانتظار صدور تقرير ميليس, وفي حساباتنا انه سيشيع جوا ضبابيا, ويرسم صورة رمادية تمكننا من مساعدة سورية ولكن بعد ان صدر بالشكل الذي اصبح معروفا, وتضمن توجيه الاتهام للنظام السوري بقتل الحريري, فاننا لا نستطيع ان نفعل شيئا, وقال هؤلاء الزعماء للمعلم بما معناه ان التأييد العربي لكم لا يفيد الاˆن, والعرب ليست لديهم القوة السياسية والعسكرية التي تمكنهم من مواجهة المجتمع الدولي, والذي اساسا لا مصلحة لنا في مواجهته. اما الحل فان سورية هي المسؤولة عن البحث عنه لانها هي التي أوقعت نفسها في هذا المأزق.

ويضيف الزعماء الخليجيون, حسب المصادر: لقد تلقيتم النصح (النظام السوري) من اكثر من بلد عربي, ولم تأخذوا بنصيحة احد, او تعملوا بها, عليكم ان تعيدوا ترتيب جبهتكم الداخلية, نحن لم نعد نعرف من يحكم في سورية, هل هو بشار الاسد, أو ماهر الاسد, او اˆصف شوكت, او الجيش, او اجهزة المخابرات, وكذلك لم نعد نعرف الى من يتوجب علينا التقدم بالمساعدة. ممكن ان نقول لكم كلاما طيبا لكنكم لن تستفيدوا منه لجهة التخلص من المشكلة, وحالكم اصبح كحال صدام حسين ايام ازمته, فهو لم يستفد من نصائح العرب له, كما انه لم يستفد من نصائح الدول التي ايدته ووقفت معه, الى ان حق عليه القول فضرب وتم تدمير نظامه, وخلعه من السلطة, ووضعه في السجن. ثم ماذا لديكم انتم في سورية لتقدموه للمجتمع الدولي القذافي كان افضل منكم.. سلم المطلوبين بقضية لوكربي الى العدالة الدولية, بعد عناء طويل لم ينفعه, واستطاع ان يعيد ترتيب اموره بالشروط التي فرضتها عليه الاسرة الدولية. وعلى كل حال, يضيف الزعماء الخليجيون للمعلم, بما معناه, نريد ان نعرف الاˆن من يحكم في سورية. لقد حذرناكم, ونبهناكم, لكنكم لم تنتبهوا, وضربتم باقوالنا عرض الحائط.

وتقول المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, ان الزعماء الخليجيين ذكروا المعلم بالاحتلال السوري للبنان, وما كانوا يفعلونه في هذا البلد, حتى انهم بعد ان انسحبوا منه زرعوا فيه العملاء السريين, وارتكبوا جرائم اغتيال سمير قصير وجورج حاوي, وجريمة اغتيال الاعلامية مي شديان التي لم تكتمل, الى جانب تفجيرات عدة ارتكبت في مناطق مدنية اˆمنة. وقال الزعماء:

هذه الاعمال على من تسجل وعلى من تحسب, خصوصا وانها اعمال غير مقبولة?

ولمح الزعماء للمعلم, كما لمحوا لصدام حسين عبر المبادرة القطرية ومبادرة الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله, بقضية تخلي بشار الاسد عن السلطة, اذا كانوا لا يريدون تدمير البلد. وسألوه هل من صالح الشعب السوري ان يتخلى الاسد عن السلطة ويترك الحكم? اذا وجدتم ان قرارا من هذا الوزن سيريح الشعب السوري, ويريح العالم فدعوه يتخلى عن المنصب, واذا فعل سيكون بامكاننا البحث مع العالم لاعفائه من العقوبات القانونية, اذا كانت هناك عقوبات قد يقررها مجلس الأمن.

احد الزعماء الخليجيين قال للمعلم: لقد نصحناكم كثيرا لكنكم اعطيتمونا اذنا من طين واذنا من عجين.

وتقول المصادر في هذا الجانب الموصول ان استقبال المعلم من قبل الزعماء الخليجيين كان فاترا, ولم يتخلله تبادل الابتسامات الودية المعهودة, واذا كان المعلم قد سارع الى تقبيل الخدود فان هذه الخدود اعطيت له باردة كالثلج, خصوصا وانه اعقب القبلات كلام شديد الانتقاد, إذ أبلغ الزعماء المعلم الى متى ستظل أوضاعكم مع العالم العربي على هذا النحو.. والى متى كلما اختلفتم مع شخص قتل, وإذا اختلفتم مع بلد ظهر فيه من يفجر فيه ويخرب ويدمر وخصوصاً في لبنان.. ان ما تفعلونه هو الإرهاب بعينه.

وتقول المصادر ان رد المعلم على الزعماء الخليجيين الذين استقبلوه اعتمد على الخطاب الماضوي المستهلك والمعروف, إذ قال ان سورية مستهدفة الآن من أميركا واسرائيل, وردد القول بأننا لم نقتل الحريري, واننا شكلنا لجنة قضائية في سورية للتحقيق في الجريمة, وهي اللجنة التي تحول تشكيلها الى أضحوكة, فأبلغه الزعماء ان كلامه هذا لا يفيد الآن, خصوصا بعد صدور تقرير ميليس, وذكروه بإدخال الإرهابيين الى العراق وتجهيزهم وتدريبهم, كما سألوه عن قصة الاتفاق الستراتيجي مع ايران وماذا يعني, وما أهدافه وأغراضه.

وذكرت المصادر في هذا الصدد ان هناك رؤساء عربا غير خليجيين نصحوا بشار الأسد بالتنحي عن الحكم لأن التنحي هو القرار الوحيد الذي يجنب سورية الضربة العسكرية, أو تقديم من وردت أسماؤهم في تقرير ميليس الى العدالة الدولية, ولنر في المستقبل هل يتجه الاتهام الى أعلى الهرم أو لا?.