المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين مسيرات يوم القدس ومسيرات عاشوراء



باباك خورمدين
10-29-2005, 11:25 PM
ما هو الأكثر أهمية وواقعية .. المشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي أم المشاركة في مسيرات عاشوراء وذكرى مظلومية أهل البيت (ص) عموماً ؟
يبدو هذا التساؤل غريباً ، فليس ثمة خلاف أو تعارض بين الشعيرتين ، إلا أن هذا التساؤل فرض نفسه بواقعية عندما نشرت وكالة الآنباء الإيرانية نبأ مشاركة مراجع الدين سماحه آيه الله‎‎‎ حسين‎ نوري‎ همداني‎ و آيه الله فـاضـل‎ لنكراني‎ و آيه‎‎ الله ناصـر مكـارم‎ شيـرازي‎ جنبا الي‎‎‎ جنب‎ اهالي مدينه‎‎ قم‎ المقدسه فـي مسيرات‎ يوم‎ القدس‎ العالمي‎ ، وقد لاحظت أن بعض المراجع المشهورين بحرصهم على المشاركة في مسيرات ذكرى الزهراء (ع) أو مسيرات عاشوراء ليسوا من المشاركين في مسيرات يوم القدس .
إن هذه السلبية الغير مقبولة إطلاقاً في التعامل مع القضايا الإسلامية العامة لا يمكن اعتبارها معبرة بصدق عن مذهب آل البيت (ع) أو خطهم ، فالحرص الدعائي على إحياء الشعائر المذهبية واللامبالاة في مواجهة الشعائر الإسلامية العامة إنما يعبر عن ذهنية طائفية ضيقة لم يتسم بها الموالون لآل البيت (ع) طوال التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث .
ويبق تساؤل آخر حول مسئوليات المرجع الشيعي ، والتي كانت حتى فترة قريبة ممتدة إلى كل نطاق العالم الإسلامي ، والآن تجري محاولات لحصرها في نطاق المناطق ذات الغالبية الشيعية فقط وهذه المحاولات هي إحدى وسائل الفصل ما بين السُنة والشيعية ، بحيث تعد قضية الشيعة الحقيقية هي مظلومية الزهراء (ع) في حين يتم اعتبار قضية القدس كقضية سنية وفي نطاق أضيق قضية عربية وفي مرحلة أكثر تقدماً سوف تكون قضية فلسطينية فقط .
إن المرجعية الشيعية الحقيقية والتي سبق لها أن خاضت العديد من القضايا الإسلامية والعربية والإنسانية إنما تقوم بناء على اقتناع يقيني بمسئوليتها عن قضايا العالم الإسلامي بمختلف انتماءاته المذهبية والعرقية والقضايا الإنسانية عموماً وذلك من منطلق إيمانها بنيابتها عن الإمام الحجة (عج).
إن الاهتمام بالقضايا الدينية كمسيرات عاشوراء وقضية مظلومية الزهراء (ص) يمثل ضرورة في إطار حفظ حقيقة الدين الإسلامي من التشوش الذي مورس عليها في العصور الأموية والعباسية والعثمانية، لكن الاهتمام بالقضايا الإسلامية العامة هو ضرورة لحفظ الدين الإسلامي ذاته في مواجهة حملة التشويه الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة لتبرير سعيها الإستيلاء والسيطرة على ثروات ومقدرات المنطقة ، ومع تطرف هذه الحملة وتجاوزها لكل الخطوط المعروفة فإن الواضح أن تياراً جديداً ينتشر بالحوزات الدينية مؤخراً يبدي إنسحاباً واضحاً من مثل هذه المواجهات ولا يرى أن ثمة تكليفاً شرعياً يطالبه بإظهار علمه وموقفه من هذه الأحداث بما يمثل انتكاسة لحالة الصعود الضخم الذي شهدته الحوزات العلمية عقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران على يد الامام الخميني (قده) .
باباك خورمدين

موالى
10-30-2005, 07:57 PM
لا بأس بالسير فى كلتا المسيرتين ، اين المشكلة ؟