المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُدَوَّنَةُ العِشْق في الشوقٌ للإمام الكاظم (ع)



كوثر
02-07-2025, 11:33 AM
مُدَوَّنَةُ العِشْق في الشوقٌ للإمام الكاظم (ع)



السبت 25 يناير, 2025



https://lebanon.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/06/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%8A.j peg (https://lebanon.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/06/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%8A.j peg)

الشيخ عبد الله الخاقاني

أُسابقُ القَلبَ أَسعى نَحْوَ قُبَّتِهِ
يَرتدُّ عنِّي بَعِيداً فَرْطَ هَيْبَتِهِ

يَهابُهُ يَتَملّاهُ على عَجَلٍ
يَدنو وئيداً لَهُ.. يَهفو لِرَوْعتِه

مسافةُ العشقِ مابينَ اشْتياقِ دمي
وبينَ مَنْ طافَت البُشرى بِحَضْرَتِهِ



يَمْتَدُّ قَلبي نَزيفاً مِنْ مَوَدَّتِهِ
لَعَلَّهُ .. عَلّهُ يَحْظى بِنَظْرَتِهِ

مؤرِّخاً بالنَّدى..بالحُبِّ غِبطتَهُ
حيثُ الجَمَالُ جَثا عِشْقاً لِرُكْبَتِهِ

سَحابةٌ مِلْؤُها قَطْرُ المُنى ارْتَحَلَتْ
إليهِ قَبْلَ السَّنا

..

أَغفتْ بِشُرفتِهِ

لاذَتْ بِشُبّاكِهِ الأرواحُ ناضِحَةً
أَشْواقَها أَدْمُعاً حُبّاً بِسِيْرَتِهِ

مِنْ حولِهِ وهْوَ خَلْفَ النّورِ مُحتَجِبٌ
كلٌّ يَخُطُّ الهَوى شَوْقاً بِقُبْلَتِهِ

يُدوِّنُ العشقَ لَثْماً زائروهُ بما
يَفيضُ عنْ عاشقٍ زاكٍ بِفطْرَتِهِ

والحُبُّ شَلّالُ مُوسيقى تُوَقِّعُهُ
دَقّاتُ قلبٍ تَجلَّتْ مِنْ مَوَدَّتِهِ



مَرَّتْ عليهِ سُنونٌ والهوى جَذِلٌ
كأَنَّما العِشْقُ طِفْلٌ في مَحَبَّتِهِ

كأنَّما كلُّ هذي الرِّيحِ بَوْصَلةٌ
لَهُ تُشيرُ فَنَمضي نحوَ شُعْلَتِهِ

إذْ تستحيلُ جهاتُ الأرضِ واحدةً
كلُّ المُريدينَ ساروا نحْوَ شِرْعتِهِلكاظمِ الغَيْظِ

..

إذْ لا غَيْظَ في دمِهِ
لكنَّهُ العِشْقُ فَيْضٌ مِنْ مُرُوءَتِهِ

يَسعى لهُ الحُبُّ مَجْموعاً ومُنْفرداً
مِنْ أوَّلِ القلْبِ حتّى دَمْعِ رِحلتِهِ

وكيفَ لا وهوَ موسى في بَراعتِهِ
عَصَاهُ .. سِيْمائِهِ .. نَجْوى نُبُوَّتِهِ

تَوْراتُهُ فَيْضُ أحزانٍ تُجسِّدُها
قُيُودُهُ وَهْيَ تَروي جَمْرَ مِحْنَتِهِ



مُلقىً على الجِسْرِ نُورُ اللهِ كَفَّنَهُ
ونَهْرُ دجلةَ تابوتٌ لِجُثّتِهِ

وحولَهُ أدمعُ العشّاقِ أَلْويةٌ
يَهزُّها عاصِفٌ مِنْ جَمْرِ لَوعتِهِ

تَخُطُّ للنَّاهِضِينَ الفَجْرَ مُؤْتَلِقاً
يَقتصُّ مِنْ ليلِ طاغوتٍ وزُمْرَتِهِ

رامُوا بأنْ يُوثِقوا بالقَيْدِ وَثْبَتَهُ
فَصَيَّرَ القَيْدَ راياتٍ لِوَثْبَتِهِ

وحطَّمَ السِّجْنَ منهُ صَبْرُ مُحتَسِبٍ
تَمضي الدُّنا وهوَ مَشْغوفٌ بِسَجْدَتِهِ

يُقاتِلُ الظُّلْمَ مِنْهُ الصَّبرُ يُثْكِلُهُ
بِشُكْرِهِ اللهَ مُمْتَنّاً لِوَحْدَتِهِ

وصَيَّرَ الجُبَّ أَبواباً مُفَتَّحَةً
لِكلِّ مَنْ رامَ يَأتيهِ لِجَنَّتِهِ

جدرانُهُ حُلُمٌ يَغفو بِمُقْلَتِهِ
والنّورُ يَنْسَلُّ مِنْ أَسْماءِ غُرَّتِهِ

والسِّجْنُ مَلْحمةُ الأبطالِ .. فجرُ ضحىً
يَزفُّهُ صامدٌ مِنْ عُمْقِ ظُلْمَتِهِ

وامْتدَّ مِنْ مُقلَتَيْ عَيْنَيهِ مُنْطَلِقاً
فجرٌ بَهِيٌّ تَدلّى مِنْ مِنِيَّتِهِ

ياآسِرَ الرَّجُلِ الأَنْقى مَضى ألِقاً
تَنْسَلُّ رِيحُ الصَّبا مِنْ ماءِ خُطْوَتِهِ

مَضى الى اللهِ طَلْقَ الرُّوحِ مُحْتَسِباً
وأنتَ تَرْزَحُ في أَغْلالِ لَعْنتِهِ

درسٌ مِن القَيْدِ خَطَّ القَيْدُ أَسْطُرَهُ
لَوْ يَعلمُ القَيْدُ أَلْوى لَيْلَ غُرْبَتِهِ



مَوْلايَ عُذْرَكَ إمّا راحَ مُنْتَفِضٌ
باسْمِ الشَّهادةِ مَسْكوناً بِثَوْرَتِهِ

يُعِيدُ تَسْمِيَةَ الأَشْياءِ ثانيةً
مُحاولاُ وَصْفَها مِنْ وَحْيِ فِكْرَتِهِ

يَنْأى بِشَخْصِكَ عَنْ تَفْسِيرِ مُبْتَئِسٍ
أَلقى بِهِ الرُّعْبُ في أَقْصى تَقِيَّتِهِ

مُفَسِّراً كُلَّ ما في الجُرْحِ مِنْ أَلَمٍ
بأنَّهُ البَحْرُ مَحكومٌ بِمَوْجَتِهِ

وأنَّهُ قَدَرٌ لابُدَّ نُسْلِمُهُ
كُلَّ الذي شَاءَ إرْضاءً لِرَغْبَتِهِ

بَرِمْتُ مِنْ كلّ تَعْليلٍ مُعَلِّلُهُ
يَرى الخَلائقَ مرآةً لِصُورتِهِ

حتّى الإمامةُ وهيَ العِزُّ أجمعُهُ
أَطلَّ يُبْصِرُها مِنْ ثُقْبِ كُوَّتِهِ

كأنّما أنتَ مأسورٌ لِطيشِ فَتىً
قدْ سادَ في الأرضِ مَغْروراً بِسَطْوَتِهِ

وأنَّها ( غِيْرَةٌ ) مِنْ نَسْلِ فاطمةٍ
فصرتَ للسِّجْنِ مَأْسُوراً لِغِيْرَتِهِ

وأنتَ دَوْلتُكَ الإيمانُ أجمعُهُ
يَمتَدُّ مِنْ آخِرِ الدُّنيا لِدَوْلَتِه

بقلم الشاعر الشيخ عبد الله الخاقاني