الباب العالي
01-01-2025, 11:50 AM
https://www.aljarida.com/uploads/authors/1093_1715447376.jpg
عبداللطيف الدعيج
01-01-2025
صار لنا ما يقارب الخمسين سنة، ونحن في مثل هذه الأيام نعاني ونبتلى بفتاوى ونقاشات ما أنزل الله بها من سلطان.
كلها وخلال نصف قرن تدور حول جواز أو عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية أو حكم الاحتفال بهما. خمسون سنة وهذا الموضوع يتم بحثه وعلكه وإعادة ذات الأسئلة السخيفة والأجوبة الأسخف.
لا شيء تغير أبداً... نفس السؤال أو الأسئلة، والإجابة ذاتها لا تتغير. ومع هذا هناك مَن يلحّ في السؤال وهناك من يهلهل أو يطول ويفسر ويشرح في الإجابة.
هذه السنة هدوء... وراحة بال...
ولم يلفت نظري أو يغض مسمعي سؤال واحد.
هل اقتنع المتشككون والمتلهفون على معرفة حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم بفتاوى السنوات السابقة؟
أم أنهم كما بدا واضحاً لنا مشغولون بأمور أخرى غطت على موضوع الكريسماس واحتفالات رأس السنة...
كموضوع السنة والشيعة الذي حملته لنا الحرب السورية على نظام الأسد. والقصف الإسرائيلي الإجرامي على الضاحية الجنوبية للبنان، واستهداف حزب الله اللبناني - الشيعي؟
لقد شغل الأصوليون مواقع الإنترنت بشدة بمهاجمة الشيعة وحزب الله والانتصار المزعوم للشعب السوري «السني طبعاً» فيما يفسر صمتهم وربما نسيانهم لأعياد الكريسماس واحتفالات رأس السنة التي يبدو أنها مرت بسلام.
أعتقد أن لهذا تأثيراً كبيراً في سبب غياب حملات التمييز والكره ضد المسيحيين هذه السنة، فأهل السنة على ما يبدو مشغولون بمهاجمة الشيعة ودعم «ثوار» سورية.
لكن أعتقد أيضاً أن هناك سبباً لا يقل تأثيراً عن الصراع الطائفي «المفبرك»، وهو غياب مجلس الأمة. في ظني، إن الأصوليين والمتخلفين المعادين للحريات والانفتاح يرون الصراع الانتخابي حول مجلس الأمة على أنه صراع بين ما يسمونهم الليبراليين - مع أنه بالكاد لدينا ليبرالي واحد في الكويت - والمسلمين...
لهذا فإنهم يستغلون موسم الأعياد لنشر غوغائيتهم أو شعاراتهم الانتخابية عبر مهاجمة الأعياد المسيحية والطعن فيها، ظناً منهم أنهم يطعنون ويصغرون منافسيهم ممن يسمونهم «ليبراليين».
مجلس الأمة والصراع الانتخابي كان لهما دور، في رأيي، في السخافات أو الفتاوى التي كانت تطغى على الساحة في السنوات السابقة خلال هذه الفترة...
غياب مجلس الأمة أراحنا من هذه السخافات... وسخافات أعظم، فالشكر والمنة.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/86091
عبداللطيف الدعيج
01-01-2025
صار لنا ما يقارب الخمسين سنة، ونحن في مثل هذه الأيام نعاني ونبتلى بفتاوى ونقاشات ما أنزل الله بها من سلطان.
كلها وخلال نصف قرن تدور حول جواز أو عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية أو حكم الاحتفال بهما. خمسون سنة وهذا الموضوع يتم بحثه وعلكه وإعادة ذات الأسئلة السخيفة والأجوبة الأسخف.
لا شيء تغير أبداً... نفس السؤال أو الأسئلة، والإجابة ذاتها لا تتغير. ومع هذا هناك مَن يلحّ في السؤال وهناك من يهلهل أو يطول ويفسر ويشرح في الإجابة.
هذه السنة هدوء... وراحة بال...
ولم يلفت نظري أو يغض مسمعي سؤال واحد.
هل اقتنع المتشككون والمتلهفون على معرفة حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم بفتاوى السنوات السابقة؟
أم أنهم كما بدا واضحاً لنا مشغولون بأمور أخرى غطت على موضوع الكريسماس واحتفالات رأس السنة...
كموضوع السنة والشيعة الذي حملته لنا الحرب السورية على نظام الأسد. والقصف الإسرائيلي الإجرامي على الضاحية الجنوبية للبنان، واستهداف حزب الله اللبناني - الشيعي؟
لقد شغل الأصوليون مواقع الإنترنت بشدة بمهاجمة الشيعة وحزب الله والانتصار المزعوم للشعب السوري «السني طبعاً» فيما يفسر صمتهم وربما نسيانهم لأعياد الكريسماس واحتفالات رأس السنة التي يبدو أنها مرت بسلام.
أعتقد أن لهذا تأثيراً كبيراً في سبب غياب حملات التمييز والكره ضد المسيحيين هذه السنة، فأهل السنة على ما يبدو مشغولون بمهاجمة الشيعة ودعم «ثوار» سورية.
لكن أعتقد أيضاً أن هناك سبباً لا يقل تأثيراً عن الصراع الطائفي «المفبرك»، وهو غياب مجلس الأمة. في ظني، إن الأصوليين والمتخلفين المعادين للحريات والانفتاح يرون الصراع الانتخابي حول مجلس الأمة على أنه صراع بين ما يسمونهم الليبراليين - مع أنه بالكاد لدينا ليبرالي واحد في الكويت - والمسلمين...
لهذا فإنهم يستغلون موسم الأعياد لنشر غوغائيتهم أو شعاراتهم الانتخابية عبر مهاجمة الأعياد المسيحية والطعن فيها، ظناً منهم أنهم يطعنون ويصغرون منافسيهم ممن يسمونهم «ليبراليين».
مجلس الأمة والصراع الانتخابي كان لهما دور، في رأيي، في السخافات أو الفتاوى التي كانت تطغى على الساحة في السنوات السابقة خلال هذه الفترة...
غياب مجلس الأمة أراحنا من هذه السخافات... وسخافات أعظم، فالشكر والمنة.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/86091