محب الأئمة
10-26-2005, 06:04 PM
فريق "العربية" كاد أن يلقى حتفه في الطريق
بركة أثرية ما زالت تتدفق بالماء شيدتها زبيدة زوجة الرشيد في الربذة !
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/10/26/1515511.jpg
البركة التي شيدتها زبيدة زوجة الرشيد في الربذة
دبي - العربية.نت
بعد مغادرتهم المدينة المنورة بساعة ونصف تقريبا، كان الطريق المعبد قد انتهى، وكان يتعين على فريق مكون من 6 أشخاص تابع لقناة "العربية" متجه لتصوير فيلم "كن أباذر" في مدينة "الربذة" الواقعة على بعد 250 كلم شرق المدينة المنورة، أن يسلكوا طرقا وعرة تشق سهولا رملية وتلال وأودية بين الجبال انتهت بهم إلى الضياع في رمال الصحراء من دون ماء.
معد ومنفذ الفيلم، الزميل مجدي وعدو كانت واتته الفكرة من خلال قراءاته عن المنطقة وبعد تلقيه اتصالات كثيرة عقب إعداده فيلما مماثلا بثته "العربية" حمل اسم "على خطى الرسول". في 1979 تمكن وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المتاحف والآثار في السعودية الدكتور سعد الراشد من اكتشاف مدينة "الربذة"، بعد أن جمع عنها معلومات كثيرة.
بركة أثرية ما زالت تتدفق بالماء !
وحملت هذه المدينة اسم الصحابي أبي ذر الغفاري على الدوام، منذ أن أسسها هو في حدود 26 هـ تقريبا. وكانت المدينة مكونة منه ومن أسرته، إلى أن توسعت تدريجيا لوقوعها في طريق قوافل الحج القادمة من الكوفة. واختارتها زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد في 139 هـ لتبني بجوارها ثاني أكبر بركة من برك محطات طريق الحج الكوفي الـ 19.
والغريب كما يرصد الفيلم، أن هذه البركة على الرغم من مرور 1200 عاما على إنشائها، ما زالت تعمل بمعدل جيد وتوفر الماء للبدو الذين يعيشون في المنطقة إلى غاية الآن.
ويشير الزميل وعدو إلى أنه رصد من خلال الفيلم مهارة بناء تلك البركة، وكيف كانت تتم فلترة الماء عبر بركة أولى تمر فيها مياه الأمطار، يصلها بالبركة الثانية مجرى بحيث يجري استبعاد الطين والطمي.
رحلة الموت
ولم يكن الزميل مجدي وعدو يعرف بطبيعة الحال أن البحث عن مدينة الربذة سيقوده هو وزملاؤه إلى الضياع في رمال الصحراء. ومثلما يحدث في بعض الأفلام، صارعت السيارة الرمال ساعات من أجل الوصول إلى علامة ظاهرة يستدل بها حارس الآثار معهم على طريق الربذة. وبالفعل لاحت العلامة: جبل واقع على طريق الربذة، لكن حارس الآثار أشار عليهم بالانعطاف يسارا بدلا من أن يذهبوا يمينا.
كان فريق "العربية" تحرك من المدينة المنورة في حدود الثامنة صباحا. وفي الثانية ظهرا، كانت السيارة قد غرست في الرمال، واستبد بالجميع الإرهاق والشعور بأنهم في متاهة بعد أن ضيعوا طريقهم. جلس بعضهم في ظل السيارة، على أمل ضئيل جدا بالحصول على قطرة ماء بعد نفاذه منهم. تحرك واحد أو اثنان بهدف محاولة الحفر حول السيارة لإخراجها من الرمال. بعد ساعة ونصف تقريبا، وبعد انضمام الآخرين، كانت السيارة تتدحرج مرة ثانية على الرمال.
قرر الفريق العودة إلى المدينة المنورة، للحفاظ على حياتهم على الأقل بعد أن فشلوا في العثور على المدينة الصحراوية. وطلع عليهم فجأة طفلان بدويان من الصحراء. أوقفوا السيارة ليسألوا الطفلين عن "الربذة"، فدلوهم عليها. أرض منبسطة تنتشر فيها المراعي، كما تنتشر الحياة حولها إلى غاية الآن. فثمة بدو هنا وهناك يقيمون على مبعدة من الربذة.
وسيجد الفيلم طريقه في الواحدة مساء الجمعة 28 أكتوبر إلى شاشة "العربية"، إلى جانب أفلام أخرى ستعرض تباعا على الشاشة ذاتها: "الطائف إحدى القريتين"، "قتل أصحاب الأخدود"، " الفاو: القصة الكاملة" و" الطفرة" وكلها أفلام وثائقية من إعداد الزميل مجدي وعدو.
مدينة إسلامية خالصة
ولا يتناول فيلم "كن أباذر" زاوية واحدة تتعلق ببقاء أبي ذر الغفاري فترة في هذه المدينة، فزوايا عدة لهذه البقعة يسعى الفيلم لإبرازها. وكانت البلدة الصغيرة الواقعة قرب المدينة المنورة، اختارها الخليفة عمر بن الخطاب لتكون مقرا لإبل الصدقة ومنطقة تحضير للإبل والخيل المشاركة في الفتوحات الإسلامية.
وتبقى مدينة الربذة إسلامية خالصة منذ تأسيسها وحتى الآن، فهي لم تشاد على أنقاض مدينة أخرى، كالمدن التي قامت على أخرى بيزنطية أو رومانية أو غيرها. ويعرض الفيلم أيضا إلى بعض الخلافات والاختلافات حول شخصية الصحابي أبي ذر الغفاري، ومنها خلافه مع الخليفة عثمان بن عفان.
ويتناول الفيلم ما يتوقع أنه المسجد الأصلي للربذة فضلا عن الكثير من الصناعات الخزفية وحتى الزجاجية المتطورة جدا إذا ما قيست بنشأة مدينة الربذة. كما يتحدث البرنامج عن الأسباب التي أدت إلى نهاية الربذة على يد القرامطة وانحسار ذكرها بعد ذلك.
وبين المدينة المنورة، والربذة، يرصد الفيلم رسومات ونقوش تعود لحقب تاريخية سبقت الإسلام بسنوات طويلة. في الصويدرة مثلا، يصور الفيلم رسومات على الصخر لحيوانات ومنها حيوانات لم تعد موجودة في محيط المنطقة مثل الأسود.
واستعان معد ومنفذ الفيلم الزميل مجدي وعدو بجهود وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المتاحف والآثار الدكتور سعد الراشد، والأستاذ الجامعي المتخصص في الربذة الدكتور عبد الله العمير، والدكتور عدنان الحارثي (متخصص في الآثار الإسلامية)، والدكتور عبدالباسط بدر (مدير مركز المدينة المنورة للدراسات والابحاث)، والدكتور فهد السليمان (مدير متحف جامعة الملك سعود).
وكانت قناة العربية عرضت من قبل للزميل وعدو ثلاثة أفلام هي "على خطى الرسول" و"اشهر وأيام معلومات" و"أرض الجبال".
بركة أثرية ما زالت تتدفق بالماء شيدتها زبيدة زوجة الرشيد في الربذة !
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/10/26/1515511.jpg
البركة التي شيدتها زبيدة زوجة الرشيد في الربذة
دبي - العربية.نت
بعد مغادرتهم المدينة المنورة بساعة ونصف تقريبا، كان الطريق المعبد قد انتهى، وكان يتعين على فريق مكون من 6 أشخاص تابع لقناة "العربية" متجه لتصوير فيلم "كن أباذر" في مدينة "الربذة" الواقعة على بعد 250 كلم شرق المدينة المنورة، أن يسلكوا طرقا وعرة تشق سهولا رملية وتلال وأودية بين الجبال انتهت بهم إلى الضياع في رمال الصحراء من دون ماء.
معد ومنفذ الفيلم، الزميل مجدي وعدو كانت واتته الفكرة من خلال قراءاته عن المنطقة وبعد تلقيه اتصالات كثيرة عقب إعداده فيلما مماثلا بثته "العربية" حمل اسم "على خطى الرسول". في 1979 تمكن وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المتاحف والآثار في السعودية الدكتور سعد الراشد من اكتشاف مدينة "الربذة"، بعد أن جمع عنها معلومات كثيرة.
بركة أثرية ما زالت تتدفق بالماء !
وحملت هذه المدينة اسم الصحابي أبي ذر الغفاري على الدوام، منذ أن أسسها هو في حدود 26 هـ تقريبا. وكانت المدينة مكونة منه ومن أسرته، إلى أن توسعت تدريجيا لوقوعها في طريق قوافل الحج القادمة من الكوفة. واختارتها زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد في 139 هـ لتبني بجوارها ثاني أكبر بركة من برك محطات طريق الحج الكوفي الـ 19.
والغريب كما يرصد الفيلم، أن هذه البركة على الرغم من مرور 1200 عاما على إنشائها، ما زالت تعمل بمعدل جيد وتوفر الماء للبدو الذين يعيشون في المنطقة إلى غاية الآن.
ويشير الزميل وعدو إلى أنه رصد من خلال الفيلم مهارة بناء تلك البركة، وكيف كانت تتم فلترة الماء عبر بركة أولى تمر فيها مياه الأمطار، يصلها بالبركة الثانية مجرى بحيث يجري استبعاد الطين والطمي.
رحلة الموت
ولم يكن الزميل مجدي وعدو يعرف بطبيعة الحال أن البحث عن مدينة الربذة سيقوده هو وزملاؤه إلى الضياع في رمال الصحراء. ومثلما يحدث في بعض الأفلام، صارعت السيارة الرمال ساعات من أجل الوصول إلى علامة ظاهرة يستدل بها حارس الآثار معهم على طريق الربذة. وبالفعل لاحت العلامة: جبل واقع على طريق الربذة، لكن حارس الآثار أشار عليهم بالانعطاف يسارا بدلا من أن يذهبوا يمينا.
كان فريق "العربية" تحرك من المدينة المنورة في حدود الثامنة صباحا. وفي الثانية ظهرا، كانت السيارة قد غرست في الرمال، واستبد بالجميع الإرهاق والشعور بأنهم في متاهة بعد أن ضيعوا طريقهم. جلس بعضهم في ظل السيارة، على أمل ضئيل جدا بالحصول على قطرة ماء بعد نفاذه منهم. تحرك واحد أو اثنان بهدف محاولة الحفر حول السيارة لإخراجها من الرمال. بعد ساعة ونصف تقريبا، وبعد انضمام الآخرين، كانت السيارة تتدحرج مرة ثانية على الرمال.
قرر الفريق العودة إلى المدينة المنورة، للحفاظ على حياتهم على الأقل بعد أن فشلوا في العثور على المدينة الصحراوية. وطلع عليهم فجأة طفلان بدويان من الصحراء. أوقفوا السيارة ليسألوا الطفلين عن "الربذة"، فدلوهم عليها. أرض منبسطة تنتشر فيها المراعي، كما تنتشر الحياة حولها إلى غاية الآن. فثمة بدو هنا وهناك يقيمون على مبعدة من الربذة.
وسيجد الفيلم طريقه في الواحدة مساء الجمعة 28 أكتوبر إلى شاشة "العربية"، إلى جانب أفلام أخرى ستعرض تباعا على الشاشة ذاتها: "الطائف إحدى القريتين"، "قتل أصحاب الأخدود"، " الفاو: القصة الكاملة" و" الطفرة" وكلها أفلام وثائقية من إعداد الزميل مجدي وعدو.
مدينة إسلامية خالصة
ولا يتناول فيلم "كن أباذر" زاوية واحدة تتعلق ببقاء أبي ذر الغفاري فترة في هذه المدينة، فزوايا عدة لهذه البقعة يسعى الفيلم لإبرازها. وكانت البلدة الصغيرة الواقعة قرب المدينة المنورة، اختارها الخليفة عمر بن الخطاب لتكون مقرا لإبل الصدقة ومنطقة تحضير للإبل والخيل المشاركة في الفتوحات الإسلامية.
وتبقى مدينة الربذة إسلامية خالصة منذ تأسيسها وحتى الآن، فهي لم تشاد على أنقاض مدينة أخرى، كالمدن التي قامت على أخرى بيزنطية أو رومانية أو غيرها. ويعرض الفيلم أيضا إلى بعض الخلافات والاختلافات حول شخصية الصحابي أبي ذر الغفاري، ومنها خلافه مع الخليفة عثمان بن عفان.
ويتناول الفيلم ما يتوقع أنه المسجد الأصلي للربذة فضلا عن الكثير من الصناعات الخزفية وحتى الزجاجية المتطورة جدا إذا ما قيست بنشأة مدينة الربذة. كما يتحدث البرنامج عن الأسباب التي أدت إلى نهاية الربذة على يد القرامطة وانحسار ذكرها بعد ذلك.
وبين المدينة المنورة، والربذة، يرصد الفيلم رسومات ونقوش تعود لحقب تاريخية سبقت الإسلام بسنوات طويلة. في الصويدرة مثلا، يصور الفيلم رسومات على الصخر لحيوانات ومنها حيوانات لم تعد موجودة في محيط المنطقة مثل الأسود.
واستعان معد ومنفذ الفيلم الزميل مجدي وعدو بجهود وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون المتاحف والآثار الدكتور سعد الراشد، والأستاذ الجامعي المتخصص في الربذة الدكتور عبد الله العمير، والدكتور عدنان الحارثي (متخصص في الآثار الإسلامية)، والدكتور عبدالباسط بدر (مدير مركز المدينة المنورة للدراسات والابحاث)، والدكتور فهد السليمان (مدير متحف جامعة الملك سعود).
وكانت قناة العربية عرضت من قبل للزميل وعدو ثلاثة أفلام هي "على خطى الرسول" و"اشهر وأيام معلومات" و"أرض الجبال".