المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واشنطن "تبارك" قيام كيان شيعي مستقل في العراق



زوربا
10-26-2005, 03:45 PM
إشادة دولية بإقرار الدستور الجديد


أشادت الأمم المتحدة وعواصم القرار العالمي أمس بنجاح مسودة الدستور العراقي التي طرحت على الاستفتاء في الخامس عشر من الشهر الجاري بنسبة 78 في المئة, في حين أعلنت الولايات المتحدة تأييدها تأسيس جمهورية فيدرالية في العراق تضمن لكل جماعة عرقية حقوقها ودورها في الحكومة وذلك في موقف لافت فسره المراقبون على انه ضوء أخضر أميركي لقيام كيان شيعي مستقل في بلاد الرافدين..

وقال الرئيس الاميركي جورج بوش في كلمة ألقاها في قاعدة »بولنغ« الجوية في واشنطن بعد ساعات من الإعلان الرسمي عن إقرار الدستور العراقي الجديد: »الفيدرالية الديمقراطية هي أفضل أمل لتوحيد هذا البلد الذي يتميز بتنوع سكانه لأن النظام الدستوري الفيدرالي يحترم الحقوق والتقاليد الدينية لجميع المواطنين في الوقت الذي يعطي فيه لجميع الأقليات ومن بينها السنة صوتاً في تقرير مستقبل بلادهم«.
ورأى مراقبون سياسيون دوليون في تصريح الرئيس بوش ضوءاً أخضر لقيام كيان شيعي مستقل في الجنوب وتعزيز فيدرالية الأكراد في الشمال الأمر الذي سيثير حفيظة دول الجوار العربية وتركيا.
وقال المراقبون ان إعلان الرئيس الاميركي الصريح سيخلط جميع الأوراق في المنطقة ويوجه ضربة قوية للجهود العربية في منع تقسيم العراق والحد من التغلغل الايراني غرباً وهو ما كانت السعودية حذرت منه بشدة.

وكان البيت الأبيض أول من سارع الى الاشادة بإقرار الدستور العراقي واصفاً هذا اليوم ب¯ »اليوم التاريخي« لجهود بناء الديمقراطية في العراق, فيما هنأت الأمم المتحدة العراقيين على مشاركتهم في الاستفتاء لكنها أشارت الى »الاستقطاب السياسي« في العراق الذي أفرزته الانتخابات.

وقال ممثل الامم المتحدة في العراق اشرف قاضي ان العراقيين اثبتوا من خلال مشاركتهم في الانتخابات »التزامهم بمسيرة سياسية سلمية وذات مصداقية تضم (جميع الاطراف في البلاد) وتعكس تفاؤلا بالنسبة للانتخابات المقبلة في ديسمبر ولمستقبل البلاد, والعراقيون جديرون بأن نهنئهم على ذلك«.
وقال قاضي في بيان ان اقرار الدستور هو »تقدم كبير منذ انتخابات يناير (الماضي)« التي قاطعها السنة بنسبة عالية, مشيرا الى »نسبة المشاركة العالية« التي بلغت 63.78 في المئة.
لكنه اعتبر ان »نتائج (الاستفتاء) اظهرت مستوى الاستقطاب السياسي في العراق, وهذا يشكل تحديا بالنسبة لجميع العراقيين ويلقي الضوء على أهمية الحوار الوطني«.

وتم اقرار مسودة الدستور بنسبة 78 في المئة في الاستفتاء.
ورفضت أربع محافظات سنية أو ذات الغالبية السنية المسودة بنسب متفاوتة, يظهر شرخا بين هذه المناطق والمحافظات الشيعية والكردية التي ايدت الدستور بغالبية ساحقة.
وشجع قاضي العراقيين على المشاركة في الانتخابات التشريعية في ديسمبر من أجل »تأمين تمثيلهم الكامل في الحكومة والبرلمان واللجنة المكلفة مراجعة الدستور« التي سيتم تشكيلها اثر انتخاب البرلمان الجديد.

ووفقا لاتفاق تم التوصل اليه في اللحظة الاخيرة قبل الاستفتاء سيتم تشكيل لجنة نيابية لمراجعة الدستور وهو اجراء يهدف الى الحصول على تأييد السنة للمسودة.
وكانت المفوضية الاوروبية ولندن وباريس رحبوا بتبني الدستور وقالوا ان التصويت لصالحه يعد خطوة رئيسية باتجاه تحقيق الاستقرار في دولة يتم فيها تسوية الخلافات حاليا من خلال حوار ديمقراطي.