مقاتل
10-26-2005, 01:15 AM
كتب:جابر سيد خلف البهبهاني
يصف ابن خلدون حالة العرب قبل نعمة الاسلام «انهم بطبيعة التوحش الذي فيهم اهل انتهاب وعبث، ينتهبون ما قدروا عليه وكان ذلك عندهم ملذوذا، لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد الى السياسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له». وقد سجل التاريخ اكثر من الف وسبعمائة حالة حرب بين العرب بعضهم ببعض طالت بعضها لأكثر من مائة سنة، كل هذا بسبب طبيعة التوحش التي تعني عدم التعايش مع الآخرين وبسبب حالة الفوضى التي تحكمهم لأنهم كانوا لا يقبلون بالحكم القائم على القانون والانصياع لسلطاته.
وقد عالج الاسلام هذه الحالة بعد ان عانى رسول الله الأمرين من وحشية المجتمع الجاهلي واستطاع بنعمة القرآن الكريم أن يحول هذا المجتمع المتوحش الى متحضر بعد ان اعاد صياغة شخصية ابنائه فصاروا اخوة متحابين متآلفين بعد ان كانوا اعداء متحاربين متباغضين وهو تفسير للآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنت على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) - 103 - آل عمران. وقد امرتنا هذه الآية بتذكر هذه النعمة دائما والشكر لها وعدم نسيانها لئلا لا نقع في حفرة نار الفتن والحروب التي كنا على شفير الوقوع بها.
الا انه ورغم هذا الأمر الألهي بالتآخي والتوادد من خلال التمسك بالقرآن الكريم وهو حبل الله الممدود من السماء الى الارض والعمل به، نجد ان العقلية التكفيرية تعمل وبنشاط مع سبق الاصرار والترصد على عودة المجتمع الى حالة التوحش، مجتمع يسوده الفلتان والفوضى، مجتمع متحارب ومتباغض، والنتيجة الطبيعية لهذا المجتمع اذا لم ينهض عقلاء القوم خصوصا من يشغل مواقع قيادية في السلطتين الحكومية والبرلمانية بمسؤولياتهم في التصدي لهذا الاصرار والترصد، هو السقوط في حفرة نار الفتن. وحتى لا يكون كلامنا انشائيا ونتهم بالمبالغة لابد من ذكر بعض الحقائق التي تدل على إصرار العقلية التكفيرية على اسقاط الرأي الاخر والمختلف معه في المذهب وتحريض المجتمع على محاربته ونبذه.
في مقالة من مقالات العقلية التكفيرية وهي تصنف مظاهر الفساد في المجتمع الكويتي التي يجب محاربتها تضع الشرك في مقدمة هذه المظاهر (ان الشرك لذنب عظيم)، وكأن الأخ صاحب المقالة يتكلم عن مجتمع قريش الجاهلي وليس عن المجتمع الكويتي.
وهذه العقلية ومنذ ان ابتليت الأمة الاسلامية بها تردد مجموعة من القضايا تعتبرها من مصاديق الشرك منها زيارة القبور، ولا اريد هنا الخوض في مناقشة هذا الامر لأنه اشبعه نقاشا وحوارا وتوضيحا ولم يجد نفعا مع هؤلاء فهم في هذا كالمعيدي ولازم شباك العباس. ولكن اريد ان اربط هنا هذه المقالة مع تحرك المدرسات الثلاث اللاتي ذكرتهن في مقالتي السابقة (قبر زينب) وقد اتهمن من يقوم بهذا العمل بالشرك ولا ادري حتى الساعة ما الاجراءات الرادعة التي اتخذت بحقهن، مع مجموعة المقالات التي تهجمت على النائب د. الزلزلة لأنه تصدى لهذه المظاهر وتساءل برلمانيا عن كتب وكتيبات تعرض في مؤسسات حكومية تصف قطاعا كبيرا من المجتمع الكويتي بالرافضة وبأنهم احط وارذل خلق الله وتحث على محاربتهم، بلا شك وبعملية حسابية بسيطة يكون مجموع هذا كله نشاطا مبرمجا يعود بالمجتمع الى التوحش بعد تحضر.
«الوسطية منهج حياة» شعار رفعته الحكومة في اوائل هذه السنة بعد ان تعرضت الكويت للإرهاب والكل أيد هذا الشعار، واحدى اهم ركائز الوسطية هي التعايش مع الرأي الآخر او المعاكس. فإما نكون جادين وصادقين في تبنيه كمنهج للحياة ود.الزلزلة منهم، او نكون كالذي يحمل اسفارا ينقل البضاعة من مكان لآخر دون ان ينتفع بها، والعقلاء يجب ان يكونوا عقلاء على الكل فليس من العقل والإنصاف ان يطالبونا باستنكار بعض التصرفات المتهورة ويقفوا موقف المتفرج من هؤلاء التكفيريين في نشاطهم المبرمج الا اذا كانوا هؤلاء العقلاء جبناء.
معاني المفردات للجيل الجديد: (معيدي ولازم شباك العباس) مثل عراقي يضرب لمن يكرر اتهاماته للطرف الاخر رغم التوضيح ونفيه، فالمعيدي اذا ذهب لزيارة مرقد العباس اخ الإمام الحسين عليه السلام يقف ويمسك بضريح العباس عندها الجبال تتزحزح من مكانها وهو لا يتزحزح من مكانه ليتيح المجال للآخرين.
www.alwalaa.com
يصف ابن خلدون حالة العرب قبل نعمة الاسلام «انهم بطبيعة التوحش الذي فيهم اهل انتهاب وعبث، ينتهبون ما قدروا عليه وكان ذلك عندهم ملذوذا، لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد الى السياسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له». وقد سجل التاريخ اكثر من الف وسبعمائة حالة حرب بين العرب بعضهم ببعض طالت بعضها لأكثر من مائة سنة، كل هذا بسبب طبيعة التوحش التي تعني عدم التعايش مع الآخرين وبسبب حالة الفوضى التي تحكمهم لأنهم كانوا لا يقبلون بالحكم القائم على القانون والانصياع لسلطاته.
وقد عالج الاسلام هذه الحالة بعد ان عانى رسول الله الأمرين من وحشية المجتمع الجاهلي واستطاع بنعمة القرآن الكريم أن يحول هذا المجتمع المتوحش الى متحضر بعد ان اعاد صياغة شخصية ابنائه فصاروا اخوة متحابين متآلفين بعد ان كانوا اعداء متحاربين متباغضين وهو تفسير للآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنت على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) - 103 - آل عمران. وقد امرتنا هذه الآية بتذكر هذه النعمة دائما والشكر لها وعدم نسيانها لئلا لا نقع في حفرة نار الفتن والحروب التي كنا على شفير الوقوع بها.
الا انه ورغم هذا الأمر الألهي بالتآخي والتوادد من خلال التمسك بالقرآن الكريم وهو حبل الله الممدود من السماء الى الارض والعمل به، نجد ان العقلية التكفيرية تعمل وبنشاط مع سبق الاصرار والترصد على عودة المجتمع الى حالة التوحش، مجتمع يسوده الفلتان والفوضى، مجتمع متحارب ومتباغض، والنتيجة الطبيعية لهذا المجتمع اذا لم ينهض عقلاء القوم خصوصا من يشغل مواقع قيادية في السلطتين الحكومية والبرلمانية بمسؤولياتهم في التصدي لهذا الاصرار والترصد، هو السقوط في حفرة نار الفتن. وحتى لا يكون كلامنا انشائيا ونتهم بالمبالغة لابد من ذكر بعض الحقائق التي تدل على إصرار العقلية التكفيرية على اسقاط الرأي الاخر والمختلف معه في المذهب وتحريض المجتمع على محاربته ونبذه.
في مقالة من مقالات العقلية التكفيرية وهي تصنف مظاهر الفساد في المجتمع الكويتي التي يجب محاربتها تضع الشرك في مقدمة هذه المظاهر (ان الشرك لذنب عظيم)، وكأن الأخ صاحب المقالة يتكلم عن مجتمع قريش الجاهلي وليس عن المجتمع الكويتي.
وهذه العقلية ومنذ ان ابتليت الأمة الاسلامية بها تردد مجموعة من القضايا تعتبرها من مصاديق الشرك منها زيارة القبور، ولا اريد هنا الخوض في مناقشة هذا الامر لأنه اشبعه نقاشا وحوارا وتوضيحا ولم يجد نفعا مع هؤلاء فهم في هذا كالمعيدي ولازم شباك العباس. ولكن اريد ان اربط هنا هذه المقالة مع تحرك المدرسات الثلاث اللاتي ذكرتهن في مقالتي السابقة (قبر زينب) وقد اتهمن من يقوم بهذا العمل بالشرك ولا ادري حتى الساعة ما الاجراءات الرادعة التي اتخذت بحقهن، مع مجموعة المقالات التي تهجمت على النائب د. الزلزلة لأنه تصدى لهذه المظاهر وتساءل برلمانيا عن كتب وكتيبات تعرض في مؤسسات حكومية تصف قطاعا كبيرا من المجتمع الكويتي بالرافضة وبأنهم احط وارذل خلق الله وتحث على محاربتهم، بلا شك وبعملية حسابية بسيطة يكون مجموع هذا كله نشاطا مبرمجا يعود بالمجتمع الى التوحش بعد تحضر.
«الوسطية منهج حياة» شعار رفعته الحكومة في اوائل هذه السنة بعد ان تعرضت الكويت للإرهاب والكل أيد هذا الشعار، واحدى اهم ركائز الوسطية هي التعايش مع الرأي الآخر او المعاكس. فإما نكون جادين وصادقين في تبنيه كمنهج للحياة ود.الزلزلة منهم، او نكون كالذي يحمل اسفارا ينقل البضاعة من مكان لآخر دون ان ينتفع بها، والعقلاء يجب ان يكونوا عقلاء على الكل فليس من العقل والإنصاف ان يطالبونا باستنكار بعض التصرفات المتهورة ويقفوا موقف المتفرج من هؤلاء التكفيريين في نشاطهم المبرمج الا اذا كانوا هؤلاء العقلاء جبناء.
معاني المفردات للجيل الجديد: (معيدي ولازم شباك العباس) مثل عراقي يضرب لمن يكرر اتهاماته للطرف الاخر رغم التوضيح ونفيه، فالمعيدي اذا ذهب لزيارة مرقد العباس اخ الإمام الحسين عليه السلام يقف ويمسك بضريح العباس عندها الجبال تتزحزح من مكانها وهو لا يتزحزح من مكانه ليتيح المجال للآخرين.
www.alwalaa.com