على
10-25-2005, 08:19 AM
سيدة المياه كشفت سرها رؤيا عبد المطلب
جدة: أميمة الفردان
«جبال فاران» ارض مكة الوادي القفر، عند البيت الحرام، حيث أمره الله، لأن يترك الرضيع عند دوحة فوق زمزم، وبين زوج تتساءل عن الحكمة من البقاء في واد غير ذي زرع، وقلب والد رحيم ينفطر حزنا، يدعوا خليل الله ابراهيم عليه السلام، بثنية كداء حيث لا يرونه ولا يراهم في الوادي المهجور «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، لعلهم يشكرون».
لم يكن بكاء اسماعيل عليه السلام إلا أول قطرات الغيث الذي فتت صخر الوادي المبارك ليتفجر بين قدميه أعذب وأطهر ماء على وجه الأرض، رأفة ورحمة بقلب الأم، الذي كان يعتصره الألم من فرط حزنها على جوع صغيرها، في وسط ذلك الوادي بدون زاد أو ماء، وبين يقين الواقع الذي تراه ماثلا أمامها والإيمان بأن «الله لا يضيعنا»، سعت هاجر سعي المجتهدين في الأرض، مستقبلة وادي الصفا تارة رافعة طرف ذراعها، وأخرى جبل المروة، ساعية بينهما، حتى قارب مشيها بين الجبلين سبع مرات، لتسمع نداء السماء.
وهزمة جبريل أخرجت الماء المباركة، متدفقة من تحت قدمي الصبي، «زمي.. زمي» بهذه الكلمات بدأت هاجر تحوض الماء من فرط فرحها، خوفا من أن يتدفق فيضيع، قبل أن تتمكن من سقي رضيعها، ولولا ذلك لكانت زمزم معينا يجري.
ودعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام في البيت العتيق، وسقيا إسماعيل عليه السلام، جاءت «بجرهم» لتعمر مكة وما حولها، ولتأنس هاجر ووليدها، فكانت زمزم الطعام الطعم لهم، وسكنت البيت الحرام، وقامت على شؤونه، ولأن مكة لا تقر ظالما، حلت «خزاعة» مكان جرهم بعد أن تهاونت بالبيت العتيق وأكلت من مال الكعبة الذي كان يأتيها، نضبت المباركة، وخفي مكانها.
لكن حلما يأتي عبد المطلب بن هاشم في مضجعه بالبيت الحرام "ادع بالماء الرواء غير الكدر"، يأمر فيه بحفر البئر مرة أخرى، ونحر البقرة بين أساف ونائلة الوثنين في أرض المسجد الحرام، فيقع الغراب في الرفث والدم، في الوقت الذي يكتمل فيه بناء قرية النمل، تلك العلامات لمكان سيدة المياه الطيبة الطاهرة، جسدتها الرؤيا التي رآها عبد المطلب بن هاشم، تراث أبيه الأعظم كما قيل له في الرؤيا، تعترض قريش معول عبد المطلب وابنه الحارث للحفر أمام وثنيها، التي تنحر عندهما قرابينها، لكن تكبيرة عبد المطلب وظهور الطي جعلت من الرؤيا واقعا للبشرى المباركة التي لا تنضب، فكانت الحرمية المحرمة على المنافقين، والمروية لكل من شربها حتى أصبحت أسماء تحملها ماء زمزم في كل زمان ومكان.
أسياف قلعية ودروع وغزالان ليست الكنز المدفون، بل زمزم السقيا والشفاء من كل داء، فوارة لا تنضب ثلاث عيون منبعها، من حذاء الركن الأسود، وحذاء أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة، ذلك هو التحديد القديم لمنابعها، أما التحديد الجديد كما ذكره الدكتور كوشك «المصدر الرئيسي عبارة عن فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي الحجر الأسود، والمصدر الثاني وهي فتحة باتجاه المكبرية وهي مقسومة من الداخل إلى فتحتين وفتحات صغيرة بين أحجار البناء».
زمزم المباركة التي ضن بها على غير المؤمنين، بعد أن فضلها الله بخصائص وفوائد تميزها، فمن فضل التضلع بمائها، إلى استحباب الدعاء عند شربها، ربما لكونها عينا من عيون الجنة، ممزوجة بريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، والذي غسل به قلبه عند الحطيم قبل أن يعرج به للسماء، وسيدة المياه كان لها من الشعر نصيب، فمن فخر صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله بما خص الله به أباها لحفر البئر حيث قولها: نحن حفرنا للحجيج زمزما، شفاء سقم وطعام مطعما، ركضة جبريل ولما وتعظما، سقيا نبي الله فيما حرما، ابن خليل ربنا المكرما إلى قول الأعشى في تأنيب أحدهم برغم علو نسبه: فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا.. ولا لك حظ الشرب من ماء زمزم.
جدة: أميمة الفردان
«جبال فاران» ارض مكة الوادي القفر، عند البيت الحرام، حيث أمره الله، لأن يترك الرضيع عند دوحة فوق زمزم، وبين زوج تتساءل عن الحكمة من البقاء في واد غير ذي زرع، وقلب والد رحيم ينفطر حزنا، يدعوا خليل الله ابراهيم عليه السلام، بثنية كداء حيث لا يرونه ولا يراهم في الوادي المهجور «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات، لعلهم يشكرون».
لم يكن بكاء اسماعيل عليه السلام إلا أول قطرات الغيث الذي فتت صخر الوادي المبارك ليتفجر بين قدميه أعذب وأطهر ماء على وجه الأرض، رأفة ورحمة بقلب الأم، الذي كان يعتصره الألم من فرط حزنها على جوع صغيرها، في وسط ذلك الوادي بدون زاد أو ماء، وبين يقين الواقع الذي تراه ماثلا أمامها والإيمان بأن «الله لا يضيعنا»، سعت هاجر سعي المجتهدين في الأرض، مستقبلة وادي الصفا تارة رافعة طرف ذراعها، وأخرى جبل المروة، ساعية بينهما، حتى قارب مشيها بين الجبلين سبع مرات، لتسمع نداء السماء.
وهزمة جبريل أخرجت الماء المباركة، متدفقة من تحت قدمي الصبي، «زمي.. زمي» بهذه الكلمات بدأت هاجر تحوض الماء من فرط فرحها، خوفا من أن يتدفق فيضيع، قبل أن تتمكن من سقي رضيعها، ولولا ذلك لكانت زمزم معينا يجري.
ودعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام في البيت العتيق، وسقيا إسماعيل عليه السلام، جاءت «بجرهم» لتعمر مكة وما حولها، ولتأنس هاجر ووليدها، فكانت زمزم الطعام الطعم لهم، وسكنت البيت الحرام، وقامت على شؤونه، ولأن مكة لا تقر ظالما، حلت «خزاعة» مكان جرهم بعد أن تهاونت بالبيت العتيق وأكلت من مال الكعبة الذي كان يأتيها، نضبت المباركة، وخفي مكانها.
لكن حلما يأتي عبد المطلب بن هاشم في مضجعه بالبيت الحرام "ادع بالماء الرواء غير الكدر"، يأمر فيه بحفر البئر مرة أخرى، ونحر البقرة بين أساف ونائلة الوثنين في أرض المسجد الحرام، فيقع الغراب في الرفث والدم، في الوقت الذي يكتمل فيه بناء قرية النمل، تلك العلامات لمكان سيدة المياه الطيبة الطاهرة، جسدتها الرؤيا التي رآها عبد المطلب بن هاشم، تراث أبيه الأعظم كما قيل له في الرؤيا، تعترض قريش معول عبد المطلب وابنه الحارث للحفر أمام وثنيها، التي تنحر عندهما قرابينها، لكن تكبيرة عبد المطلب وظهور الطي جعلت من الرؤيا واقعا للبشرى المباركة التي لا تنضب، فكانت الحرمية المحرمة على المنافقين، والمروية لكل من شربها حتى أصبحت أسماء تحملها ماء زمزم في كل زمان ومكان.
أسياف قلعية ودروع وغزالان ليست الكنز المدفون، بل زمزم السقيا والشفاء من كل داء، فوارة لا تنضب ثلاث عيون منبعها، من حذاء الركن الأسود، وحذاء أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة، ذلك هو التحديد القديم لمنابعها، أما التحديد الجديد كما ذكره الدكتور كوشك «المصدر الرئيسي عبارة عن فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي الحجر الأسود، والمصدر الثاني وهي فتحة باتجاه المكبرية وهي مقسومة من الداخل إلى فتحتين وفتحات صغيرة بين أحجار البناء».
زمزم المباركة التي ضن بها على غير المؤمنين، بعد أن فضلها الله بخصائص وفوائد تميزها، فمن فضل التضلع بمائها، إلى استحباب الدعاء عند شربها، ربما لكونها عينا من عيون الجنة، ممزوجة بريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، والذي غسل به قلبه عند الحطيم قبل أن يعرج به للسماء، وسيدة المياه كان لها من الشعر نصيب، فمن فخر صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله بما خص الله به أباها لحفر البئر حيث قولها: نحن حفرنا للحجيج زمزما، شفاء سقم وطعام مطعما، ركضة جبريل ولما وتعظما، سقيا نبي الله فيما حرما، ابن خليل ربنا المكرما إلى قول الأعشى في تأنيب أحدهم برغم علو نسبه: فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا.. ولا لك حظ الشرب من ماء زمزم.