سمير
10-25-2005, 07:23 AM
من حسين إسماعيل حداد من ذي قار:
تشهد اهوار الجنوب عملية مستمرة لإغراقها بالمياه منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، في وقت لازال سكانها المهجرون غير راغبين بالعودة بسبب انعدام الخدمات الأساسية للحياة هناك.
وكان نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قد بدأ في التسعينات من القرن الماضي في بناء شبكة موسعة من السدود والقنوات لسحب المياه من مناطق الاهوار بسبب لجوء الكثير من معارضي الحكم آنذاك الى تلك المناطق منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وشهدت الاهوار عملية تجفيف استمرت عشر سنين مما حولها الى أراض شبه صحراوية وهجر الألوف من سكانها قسرا ليتجهوا الى المدن والقرى المحيطة بها .
ويقول الباحث مؤيد الياسري في مركز أبحاث الاهوار في الناصرية إن "وزارة الموارد المائية تعمل وبصورة مستمرة على إدامة المنطقة المغمورة من خلال إطلاق التصريفات المائية وتحسين الوضع البيئي ضمن حملة مكثفة لإعادة الاهوار الى طبيعتها."
وأشار في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة الى ان "المساحة المغمورة بالمياه قد توسعت بحدود 3500 كم مربع وهي تشكل نسبة 40% من مساحة الاهوار البالغة 9000 كم مربع."
كما يشير تقرير صادر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة الى ان "اهوار العراق على الطريق الصحيح نحو العودة الى وضعها الطبيعي وان صور الأقمار الصناعية توضح زيادة سريعة في الغطاء المائي والخضري في العامين الماضين لتصل نسبة الإغراق بالمياه الى 40%."
ويضيف التقرير "وبينما تعتبر إعادة الإغراق ظاهرة ايجابية فان المنطقة تظل الأفقر في العراق حيث يعاني أكثر من نصف السكان من البطالة ومن نقص المدارس وانعدام الكهرباء."
ويقدر عدد سكان الاهوار في محافظات البصرة وميسان وذي قار حيث تلتقي عند حدودها مستنقعات الاهوار في الجنوب بنحو 450 ألف نسمة أرغم حوالي 40 ألف منهم على النزوح الى مناطق أخرى.
وفي محافظة ذي قار ، لازالت العشرات من عوائل الاهوار المهجرين تسكن الأطراف الفقيرة من المدينة بعد ان شيدوا لهم بيوتا من الطين والقصب ، ولم يعد منهم الى محل إقامته الأصلي في الاهوار غير نسبة قليلة.
ومن هؤلاء المهجرين ، سكان هور (الجفر ) الذي يعد من اكبر الاهوار في شرق الناصرية ، وقد هجروا في أوائل التسعينات قسرا عن موطنهم الأصلي وسكنوا منطقة قرب حي الشموخ التابع لمدينة الناصرية.
بعض العوائل اكتفت ببناء سقائف من القصب مسكنا لها ، وجلهم ظل يمارس الأعمال ذاتها التي كان يمارسها في الاهوار ، فتشاهدهم أمام بيوتهم يصنعون فرش القصب والحصائر ، و (الكعد ) -وهو نوع من الزوارق يستخدم للصيد- وشباك الصيد التي يصنعونها بأيديهم وبأنواع مختلفة كمصدر للرزق.
وأبدى العديد ممن التقت بهم وكالة انباء (أصوات العراق) المستقلة عدم رغبتهم في العودة في ظل الواقع الخدمي المتردي في الاهوار وعدم اهتمام الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لهم.
السيد حميد منشد حسان (54 سنة) قال " أناشد الحكومة العراقية أن تعطى جل وقتها للاهوار كي نستطيع العودة إليها وممارسة أعمالنا وهو الصيد كونه مصدر رزقنا الوحيد.لكن لا توجد خدمات كافية لعودتنا."
وأضاف"نحن نسمع من خلال الإعلام أن هناك حملة واسعة جدا لا عادة الحياة وإعمار مناطق الأهوار لاسيما المؤسسات المسؤولة وذات الاختصاص لكننا لم نلمس على ارض الواقع شيئا."
وعن عودته يوما الى الاهوار قال "نحن ورغم الآلام التي عشناها يحدونا الأمل بان عودتنا إلى موقعنا الاصلى سوف تكون سهلة ونجد كل الخدمات التي كنا نفتقر لها في زمن النظام السابق؛ لكنه حصل العكس من ذلك ، لا ماء ، لا كهرباء ، مدارس قليلة ، حتى ان بعضها لا يوجد فيه معلمون ،كيف نعود والحال هذه."
وقال المواطن ريكان عاجل على من سكنة هور الجديدة "سئمنا الوعود من أن عودتنا باتت قريبة وبعضنا امتهن حرفا غير التى كنا نمارسها أيام زمان والتي ننال منها لقمة عيشنا فحياتنا في غاية البساطة ولا توجد فيها تعقيدات."
ويتساءل ريكان "أين هي ملايين الدولارات التي نسمع عنها؟ فلم نجد الخدمات التي طالما سمعنا المسؤولين وهم يتحدثون عنها؟ ونحن منذ عام 1991 رحلنا من الاهوار لحد هذه اللحظة لم يشرفنا أحدا من الذين يملأون الإعلام بالتصريحات ولا من المسؤولين في المحافظة بالسؤال عنا ؟ ولم تقم أي منظمة إنسانية بالنظر في ظروفنا المعاشية."
وكان البعض من شباب مناطق الاهوار في الناصرية قد شكل مجلسا لأهالي الاهوار لغرض التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية في دعم الجهود الرامية لمساعدة سكان الاهوار المهجرين على العودة الى مناطقهم .
وقال المهندس علي طالب رئيس المجلس في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة إن "أعضاء المجلس جميعهم من الكفاءات العلمية التي تحرص على إيجاد الحلول للمشكلات التي تمنع المهجرين من العودة."
وأشار الى ان بعض الخطوات التي تقوم بها جهات حكومية سوف تفاقم من مشكلات سكان الاهوار بدلا من حلها مثل مقترحات قدمتها مراكز بحثية لتحويل المستنقعات الى أراض زراعية وهو ما يضر بالثروات السمكية والحيوانية الأخرى التي تشتهر بها الاهوار منذ مئات السنين."
أصوات العراق
تشهد اهوار الجنوب عملية مستمرة لإغراقها بالمياه منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، في وقت لازال سكانها المهجرون غير راغبين بالعودة بسبب انعدام الخدمات الأساسية للحياة هناك.
وكان نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قد بدأ في التسعينات من القرن الماضي في بناء شبكة موسعة من السدود والقنوات لسحب المياه من مناطق الاهوار بسبب لجوء الكثير من معارضي الحكم آنذاك الى تلك المناطق منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وشهدت الاهوار عملية تجفيف استمرت عشر سنين مما حولها الى أراض شبه صحراوية وهجر الألوف من سكانها قسرا ليتجهوا الى المدن والقرى المحيطة بها .
ويقول الباحث مؤيد الياسري في مركز أبحاث الاهوار في الناصرية إن "وزارة الموارد المائية تعمل وبصورة مستمرة على إدامة المنطقة المغمورة من خلال إطلاق التصريفات المائية وتحسين الوضع البيئي ضمن حملة مكثفة لإعادة الاهوار الى طبيعتها."
وأشار في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة الى ان "المساحة المغمورة بالمياه قد توسعت بحدود 3500 كم مربع وهي تشكل نسبة 40% من مساحة الاهوار البالغة 9000 كم مربع."
كما يشير تقرير صادر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة الى ان "اهوار العراق على الطريق الصحيح نحو العودة الى وضعها الطبيعي وان صور الأقمار الصناعية توضح زيادة سريعة في الغطاء المائي والخضري في العامين الماضين لتصل نسبة الإغراق بالمياه الى 40%."
ويضيف التقرير "وبينما تعتبر إعادة الإغراق ظاهرة ايجابية فان المنطقة تظل الأفقر في العراق حيث يعاني أكثر من نصف السكان من البطالة ومن نقص المدارس وانعدام الكهرباء."
ويقدر عدد سكان الاهوار في محافظات البصرة وميسان وذي قار حيث تلتقي عند حدودها مستنقعات الاهوار في الجنوب بنحو 450 ألف نسمة أرغم حوالي 40 ألف منهم على النزوح الى مناطق أخرى.
وفي محافظة ذي قار ، لازالت العشرات من عوائل الاهوار المهجرين تسكن الأطراف الفقيرة من المدينة بعد ان شيدوا لهم بيوتا من الطين والقصب ، ولم يعد منهم الى محل إقامته الأصلي في الاهوار غير نسبة قليلة.
ومن هؤلاء المهجرين ، سكان هور (الجفر ) الذي يعد من اكبر الاهوار في شرق الناصرية ، وقد هجروا في أوائل التسعينات قسرا عن موطنهم الأصلي وسكنوا منطقة قرب حي الشموخ التابع لمدينة الناصرية.
بعض العوائل اكتفت ببناء سقائف من القصب مسكنا لها ، وجلهم ظل يمارس الأعمال ذاتها التي كان يمارسها في الاهوار ، فتشاهدهم أمام بيوتهم يصنعون فرش القصب والحصائر ، و (الكعد ) -وهو نوع من الزوارق يستخدم للصيد- وشباك الصيد التي يصنعونها بأيديهم وبأنواع مختلفة كمصدر للرزق.
وأبدى العديد ممن التقت بهم وكالة انباء (أصوات العراق) المستقلة عدم رغبتهم في العودة في ظل الواقع الخدمي المتردي في الاهوار وعدم اهتمام الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لهم.
السيد حميد منشد حسان (54 سنة) قال " أناشد الحكومة العراقية أن تعطى جل وقتها للاهوار كي نستطيع العودة إليها وممارسة أعمالنا وهو الصيد كونه مصدر رزقنا الوحيد.لكن لا توجد خدمات كافية لعودتنا."
وأضاف"نحن نسمع من خلال الإعلام أن هناك حملة واسعة جدا لا عادة الحياة وإعمار مناطق الأهوار لاسيما المؤسسات المسؤولة وذات الاختصاص لكننا لم نلمس على ارض الواقع شيئا."
وعن عودته يوما الى الاهوار قال "نحن ورغم الآلام التي عشناها يحدونا الأمل بان عودتنا إلى موقعنا الاصلى سوف تكون سهلة ونجد كل الخدمات التي كنا نفتقر لها في زمن النظام السابق؛ لكنه حصل العكس من ذلك ، لا ماء ، لا كهرباء ، مدارس قليلة ، حتى ان بعضها لا يوجد فيه معلمون ،كيف نعود والحال هذه."
وقال المواطن ريكان عاجل على من سكنة هور الجديدة "سئمنا الوعود من أن عودتنا باتت قريبة وبعضنا امتهن حرفا غير التى كنا نمارسها أيام زمان والتي ننال منها لقمة عيشنا فحياتنا في غاية البساطة ولا توجد فيها تعقيدات."
ويتساءل ريكان "أين هي ملايين الدولارات التي نسمع عنها؟ فلم نجد الخدمات التي طالما سمعنا المسؤولين وهم يتحدثون عنها؟ ونحن منذ عام 1991 رحلنا من الاهوار لحد هذه اللحظة لم يشرفنا أحدا من الذين يملأون الإعلام بالتصريحات ولا من المسؤولين في المحافظة بالسؤال عنا ؟ ولم تقم أي منظمة إنسانية بالنظر في ظروفنا المعاشية."
وكان البعض من شباب مناطق الاهوار في الناصرية قد شكل مجلسا لأهالي الاهوار لغرض التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية في دعم الجهود الرامية لمساعدة سكان الاهوار المهجرين على العودة الى مناطقهم .
وقال المهندس علي طالب رئيس المجلس في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة إن "أعضاء المجلس جميعهم من الكفاءات العلمية التي تحرص على إيجاد الحلول للمشكلات التي تمنع المهجرين من العودة."
وأشار الى ان بعض الخطوات التي تقوم بها جهات حكومية سوف تفاقم من مشكلات سكان الاهوار بدلا من حلها مثل مقترحات قدمتها مراكز بحثية لتحويل المستنقعات الى أراض زراعية وهو ما يضر بالثروات السمكية والحيوانية الأخرى التي تشتهر بها الاهوار منذ مئات السنين."
أصوات العراق