مرتاح
10-24-2005, 03:56 PM
أسامة العيسة
لم يجد ضباط جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أفضل من خبر تمكنهم من اغتيال لؤي السعدي (32) عاما، الليلة الماضية في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، ليبدأوا به فرحتهم بعيد (فرحة التوراة) اليهودي.
ورغم أن ضباط الشاباك، الذين اشرفوا على عملية اقتحام مخيم طولكرم، ومحاصرة المنزل الذي تحصن فيه السعدي، أدركوا أنهم اقتربوا من اغتيال السعدي، إلا أنهم عاشوا لحظات انتظار عصيبة، بينما كانت الوحدات الخاصة الإسرائيلية تحاصر المنزل، وتبدأ الاشتباك مع السعدي الذي رفض تسليم نفسه، وقرر خوض المعركة حتى النهاية مع رفيقه وجدي الأشقر من قادة الجناح العسكري لحركة فتح.
ولم تبدأ أسارير ضباط الشاباك بالانفراج، إلا بعد مقتل السعدي، وسحب جثته وسلاحه، والتأكد من هويته، وعندها بدأت الاتصالات بالهواتف الخلوية بين هؤلاء الضباط، بعد أن نجحوا أخيرا من قتل ما يوصف بأنه قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد في الضفة الغربية.
ومنذ سنوات أصبح السعدي احد أهم المطلوبين للشاباك، ورغم انه تم اعتقال أو قتل العديد من رفاقه إلا انه استطاع أن يبقى حرا طليقا، ويخطط لعمليات مؤثرة في العمق الإسرائيلي.
وبسبب قدرته على الاختفاء أطلق عليه لقب (الثعلب)، وبعد كل عملية تحدث داخل إسرائيل، يدرك الشاباك أنها تحمل بصمات الثعلب، فيتهمونه بذلك، حتى قبل أن تعلن حركة الجهاد المسؤولية عن ذلك، مثلما حدث في يوم الثلاثاء 13 تموز (يوليو) الماضي، عندما وقعت عملية في المجمع التجاري بمدينة نتانيا الساحلية أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، نفذها احمد أبو خليل الذي كان طالبا في السنة النهائية الثانوية (التوجيهي)، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه نتائج امتحان الثانوية العامة، وكان من الناجحين في ذلك الامتحان، ولكنه لم ينتظر لمعرفة النتيجة، وقرر خوض امتحان، ربما أصعب في نتانيا.
وعندما وصلت المعلومات الأولية عن العملية لضباط الشاباك، أدركوا الجهة التي تقف خلفها، وطبيعة الرسالة التي حملتها وتبادلوا النظرات مع بعضهم البعض لينطق احدهم "هو".
و"هو" لم يكن سوى الثعلب أو لؤي السعدي، وهو ينحدر من بلدة عتيل قرب مدينة طولكرم، والذي لم تكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن مطاردته، خصوصا وانه بدا قادرا على خلط الأوراق الإقليمية بالعمليات التي يقف وراءها.
وأصبح القبض على السعدي أكثر إلحاحا بالنسبة للشاباك، بعد أن استطاع إخراج عملية تفجيرية في شهر شباط (فبراير) الماضي، والتي نفذها احد أعضاء الجهاد في نادي (ستيج) الليلي بتل أبيب، وأدت إلى مقتل خمسة وإصابة إسرائيليين آخرين.
واعتقد بان السعدي نفذ تلك العملية بدون انتظار موافقة المستوى السياسي في حركته، وهو ما اعتقد أيضا بشأن العمليات التي نفذها لاحقا.
وبدى واضحا أن الذي يحدد تحركات السعدي، هو الانتقام لاعتقال ومقتل رفاق له، حتى بعد إعلان الهدنة غير المكتوبة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مثل شفيق عبد الغني وعبد الفتاح رداد، اللذين تم اغتيالهما في قرية صيدا قضاء طولكرم.
وبتاريخ 10 آذار (مارس) 2005، استطاع الشاباك الوصول إلى احد المقربين من السعدي، وهو محمد أبو خليل، حيث اغتالته قوات الاحتلال في قرية النزلة الوسطى، ليس بعيدا عن الخط الأخضر.
وبررت قوات الاحتلال اغتياله بأنه احد المسؤولين عن العملية التفجيرية في نادي (ستيج) في تل أبيب.
وامتد نشاط السعدي من شمال الضفة إلى جنوبها، وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت 300 من حركة الجهاد، خلال الأشهر الماضية، دون أن تتمكن من الوصول إليه، ولكنها قالت أنها نجحت، في شهر حزيران (يونيو) الماضي، في تفكيك خليتين تعملان بإشرافه، الأولى تتكون من ثمانية عناصر من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم ، وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في حي راموت الاستيطاني بالقدس الغربية، والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل خططت لإطلاق صاروخ من نوع آر بي جي على نقطة للجيش الإسرائيلي تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا، قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية، يعقبها اختطاف جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وأصبح اقتحام بلدة عتيل ومداهمة منزل عائلة السعدي أمرا يوميا بالنسبة لقوات الاحتلال التي عمدت أكثر من مرة إلى اعتقال والده وشقيقته هديل، مثلما حدث في 11 حزيران (يونيو) الماضي، عندما داهمت المنزل واعتقلت والده جهاد السعدي وشقيقته هديل التي كانت تدخل عامها السابع عشر، وبدلا من الاحتفال بعيد ميلادها وجدت نفسها في السجن، رغم معاناتها من إعاقة خلقية.
وفي كل اقتحام للمنزل، كان يتم الاعتداء على سكانه، كما قالت أسمهان السعدي والدة لؤي، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المدمع داخله.
وفي 30 حزيران (يونيو) الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل، بحثا عن لؤي السعدي ورفاقه، واحتلت منازل في البلدة وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، منها منزل عائلة لؤي واحتجزت أفرادها بعد أن قطعت كل اتصالاتهم مع العالم الخارجي.
وحسب العميد عز الدين الشريف محافظ طولكرم، فان قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تترك مغارة أو كهفا في ريف طولكرم دون أن تنسفه بحثا عن السعدي ولكنها في كل مرة كانت تفشل.
وفي غمرة المطاردة الطويلة للؤي اكتشفت امرأة من قرية عتيل أشياء غريبة على شجرة قبالة منزل لؤي، وعندما استدعت احد ليراها تبين أنها مجسات مراقبة، وتم استدعاء الشرطة الفلسطينية، وعندما وصل أفراد من هذه الشرطة بلابسهم المدني، حيث يحظر عليهم ارتداء الملابس العسكرية في تلك المنطقة، لمعرفة الأشياء الغربية على الشجرة فوجئوا بقوات خاصة إسرائيلية تطبق عليهم وتعتدي عليهم بالضرب، وتعتقلهم، بعد ان اكتشف ما اعتبر كمينا للسعدي.
وتحول لؤي السعدي إلى ما يشبه الأسطورة في منطقته، يتحدث عنه السكان هناك كونه الشخص الذي يدوخ دولة قوية مثل إسرائيل، الذي تمكنت منه أخيرا ليلة أمس، بعد معلومات استخبارية وصلتها عن المكان الذي يتحصن فيه.
لم يجد ضباط جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أفضل من خبر تمكنهم من اغتيال لؤي السعدي (32) عاما، الليلة الماضية في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، ليبدأوا به فرحتهم بعيد (فرحة التوراة) اليهودي.
ورغم أن ضباط الشاباك، الذين اشرفوا على عملية اقتحام مخيم طولكرم، ومحاصرة المنزل الذي تحصن فيه السعدي، أدركوا أنهم اقتربوا من اغتيال السعدي، إلا أنهم عاشوا لحظات انتظار عصيبة، بينما كانت الوحدات الخاصة الإسرائيلية تحاصر المنزل، وتبدأ الاشتباك مع السعدي الذي رفض تسليم نفسه، وقرر خوض المعركة حتى النهاية مع رفيقه وجدي الأشقر من قادة الجناح العسكري لحركة فتح.
ولم تبدأ أسارير ضباط الشاباك بالانفراج، إلا بعد مقتل السعدي، وسحب جثته وسلاحه، والتأكد من هويته، وعندها بدأت الاتصالات بالهواتف الخلوية بين هؤلاء الضباط، بعد أن نجحوا أخيرا من قتل ما يوصف بأنه قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد في الضفة الغربية.
ومنذ سنوات أصبح السعدي احد أهم المطلوبين للشاباك، ورغم انه تم اعتقال أو قتل العديد من رفاقه إلا انه استطاع أن يبقى حرا طليقا، ويخطط لعمليات مؤثرة في العمق الإسرائيلي.
وبسبب قدرته على الاختفاء أطلق عليه لقب (الثعلب)، وبعد كل عملية تحدث داخل إسرائيل، يدرك الشاباك أنها تحمل بصمات الثعلب، فيتهمونه بذلك، حتى قبل أن تعلن حركة الجهاد المسؤولية عن ذلك، مثلما حدث في يوم الثلاثاء 13 تموز (يوليو) الماضي، عندما وقعت عملية في المجمع التجاري بمدينة نتانيا الساحلية أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، نفذها احمد أبو خليل الذي كان طالبا في السنة النهائية الثانوية (التوجيهي)، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه نتائج امتحان الثانوية العامة، وكان من الناجحين في ذلك الامتحان، ولكنه لم ينتظر لمعرفة النتيجة، وقرر خوض امتحان، ربما أصعب في نتانيا.
وعندما وصلت المعلومات الأولية عن العملية لضباط الشاباك، أدركوا الجهة التي تقف خلفها، وطبيعة الرسالة التي حملتها وتبادلوا النظرات مع بعضهم البعض لينطق احدهم "هو".
و"هو" لم يكن سوى الثعلب أو لؤي السعدي، وهو ينحدر من بلدة عتيل قرب مدينة طولكرم، والذي لم تكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن مطاردته، خصوصا وانه بدا قادرا على خلط الأوراق الإقليمية بالعمليات التي يقف وراءها.
وأصبح القبض على السعدي أكثر إلحاحا بالنسبة للشاباك، بعد أن استطاع إخراج عملية تفجيرية في شهر شباط (فبراير) الماضي، والتي نفذها احد أعضاء الجهاد في نادي (ستيج) الليلي بتل أبيب، وأدت إلى مقتل خمسة وإصابة إسرائيليين آخرين.
واعتقد بان السعدي نفذ تلك العملية بدون انتظار موافقة المستوى السياسي في حركته، وهو ما اعتقد أيضا بشأن العمليات التي نفذها لاحقا.
وبدى واضحا أن الذي يحدد تحركات السعدي، هو الانتقام لاعتقال ومقتل رفاق له، حتى بعد إعلان الهدنة غير المكتوبة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مثل شفيق عبد الغني وعبد الفتاح رداد، اللذين تم اغتيالهما في قرية صيدا قضاء طولكرم.
وبتاريخ 10 آذار (مارس) 2005، استطاع الشاباك الوصول إلى احد المقربين من السعدي، وهو محمد أبو خليل، حيث اغتالته قوات الاحتلال في قرية النزلة الوسطى، ليس بعيدا عن الخط الأخضر.
وبررت قوات الاحتلال اغتياله بأنه احد المسؤولين عن العملية التفجيرية في نادي (ستيج) في تل أبيب.
وامتد نشاط السعدي من شمال الضفة إلى جنوبها، وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت 300 من حركة الجهاد، خلال الأشهر الماضية، دون أن تتمكن من الوصول إليه، ولكنها قالت أنها نجحت، في شهر حزيران (يونيو) الماضي، في تفكيك خليتين تعملان بإشرافه، الأولى تتكون من ثمانية عناصر من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم ، وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في حي راموت الاستيطاني بالقدس الغربية، والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل خططت لإطلاق صاروخ من نوع آر بي جي على نقطة للجيش الإسرائيلي تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا، قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية، يعقبها اختطاف جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وأصبح اقتحام بلدة عتيل ومداهمة منزل عائلة السعدي أمرا يوميا بالنسبة لقوات الاحتلال التي عمدت أكثر من مرة إلى اعتقال والده وشقيقته هديل، مثلما حدث في 11 حزيران (يونيو) الماضي، عندما داهمت المنزل واعتقلت والده جهاد السعدي وشقيقته هديل التي كانت تدخل عامها السابع عشر، وبدلا من الاحتفال بعيد ميلادها وجدت نفسها في السجن، رغم معاناتها من إعاقة خلقية.
وفي كل اقتحام للمنزل، كان يتم الاعتداء على سكانه، كما قالت أسمهان السعدي والدة لؤي، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المدمع داخله.
وفي 30 حزيران (يونيو) الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل، بحثا عن لؤي السعدي ورفاقه، واحتلت منازل في البلدة وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، منها منزل عائلة لؤي واحتجزت أفرادها بعد أن قطعت كل اتصالاتهم مع العالم الخارجي.
وحسب العميد عز الدين الشريف محافظ طولكرم، فان قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تترك مغارة أو كهفا في ريف طولكرم دون أن تنسفه بحثا عن السعدي ولكنها في كل مرة كانت تفشل.
وفي غمرة المطاردة الطويلة للؤي اكتشفت امرأة من قرية عتيل أشياء غريبة على شجرة قبالة منزل لؤي، وعندما استدعت احد ليراها تبين أنها مجسات مراقبة، وتم استدعاء الشرطة الفلسطينية، وعندما وصل أفراد من هذه الشرطة بلابسهم المدني، حيث يحظر عليهم ارتداء الملابس العسكرية في تلك المنطقة، لمعرفة الأشياء الغربية على الشجرة فوجئوا بقوات خاصة إسرائيلية تطبق عليهم وتعتدي عليهم بالضرب، وتعتقلهم، بعد ان اكتشف ما اعتبر كمينا للسعدي.
وتحول لؤي السعدي إلى ما يشبه الأسطورة في منطقته، يتحدث عنه السكان هناك كونه الشخص الذي يدوخ دولة قوية مثل إسرائيل، الذي تمكنت منه أخيرا ليلة أمس، بعد معلومات استخبارية وصلتها عن المكان الذي يتحصن فيه.